فعاليات شعبية: الملكة رانيا وضعت العالم أمام سؤال حول «عالمية حقوق الإنسان

من طرف **العجوري** الخميس يناير 08, 2009 10:30 pm

فعاليات شعبية: الملكة رانيا وضعت العالم أمام سؤال حول «عالمية حقوق الإنسان»

عمان - الدستور - نيفين عبد الهادي

حققت جلالة الملكة رانيا العبد الله نقطة تحوّل كبرى في منطق ردود الفعل التقليدي تجاه ما يحدث في قطاع غزة هاشم عندما خاطبت جلالتها قادة العالم بقولها "انسانيتنا منقوصة حين يقع الأطفال ، من اي جنسية كانت ، ضحايا لعمليات عسكرية" لتخرج ردود الفعل من فلسفة النظرة الفردية للقضية الى روح المشاركة الحقيقية العملية على مستوى عالمي.

جلالتها تحدثت خلال المؤتمر الصحفي الطارئ الذي دعت اليه لاطلاق نداء اغاثة حول الاوضاع الانسانية المتفاقمة في قطاع غزة عقد قبل يومين في مبنى اليونسيف ، وتحدثت جلالتها كعادتها بلسان الام الملكة التي تحس بوجع الطفل والام والاب ، مشددة على ضرورة الاهتمام بالجانب الانساني من خلال التذكير بمواثيق حقوق الانسان ومتسائلة "ربما يكون الإعلان العالمي لحقوق الإنسان غير عالمي، أو ان ابن غزة ليس انسانا جديرا بنفس الحقوق العالمية، هذه هي الرسالة التي يبعثها المجتمع الدولي اليوم". مشيرة الى المادتين الاولى والثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهما "يولد جميع الناس أحراراً متساوون في الكرامة والحقوق" ولكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه".

ولم تغفل جلالتها عن التذكير بعدد الشهداء من الاطفال ، منبهة لخطورة ما يحدث للاطفال في غزة وضرورة ان تخرج هذه الازمة من عنق زجاجة الألم والآهات ، وذلك لن يكون الا بوقف اطلاق النار ، وقالت جلالتها: "أقل ما يمكن فعله هو الضغط لوقف إطلاق النار ، وقف إنساني لإطلاق النار ، وقف لاطلاق النار لاجل الاطفال ... لمساعدة المصابين.. للبحث عن ناجين تحت الأنقاض.. لإنقاذ المرضى والكهول العالقين في منازلهم.. ولإدخال الإمدادات والمعدات والأطقم الطبية اللازمة".

ووفق آراء رصدتها "الدستور" فان كلمة جلالتها في هذا المؤتمر وضعت اطارا وطنيا جعل من نهج الهاشميين وتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني في دعم الاشقاء الفلسطينيين اساسا لها لتعزز من وقفة الاردنيين الى جانب توأمهم الفلسطينيين وتضع دول العالم امام مسؤولياتهم. واشارت ذات الاراء الى ان الكلمة حملت ابعادا متعددة ، حيث ركزت على البعد الانساني وحقوق الانسان والطفل والمواثيق التي تحميهما ، والبعد الاجتماعي اضافة الى البعد السياسي.

العموش

وزير التنمية الادارية الاسبق د. بسّام العموش اكد ان كلمة جلالتها وضعت الامور في نصابها ، مشيرا الى ان تركيز اسرائيل على قصف المواقع المدنية وضرب الاطفال واستقصادها المدارس يؤكد هزيمة اسرائيل وعدم قدرتها على الوصول الى مواقع عسكرية حقيقية ، فاسرائيل لم تعلن حتى الان عن وصولها الى اي موقع عسكري او لاي عسكري.

وشدد العموش على ما دعت اليه جلالة الملكة من ضرورة وقف اطلاق النار لانه يستهدف المدنيين والاطفال ، وفي كل يوم تزداد هذه الاعداد ، حيث كنا في بداية القصف نسمع عن عشرات الشهداء واليوم بتنا نسمع عن مئات الشهداء والاعتياد على هذه الاعداد يجب التنبه له ، فالامر خطير جدا ولابد من وقف اطلاق النار بأسرع وقت.

ورأى العموش ان الاساس في العمل تجاه ما يحدث في غزة هو وقف اطلاق النار اكثر من التركيز على ارسال المعونات ، فعلى الرغم من اهمية جانب المساعدات الا ان الامان هو الاهم في هذه الاوقات لاهالي غزة ، ووقف المجزرة التي تحدث في القطاع.

ربابعه: ما يحدث اعتداء صارخ

لم يحدث بتاريخ البشرية

وفي جانب تذكير جلالتها بمواثيق حقوق الانسان وتركيزها عليها قال مدير مركز عدالة عضو المجلس الوطني لحقوق الانسان عاصم ربابعه ان اسرائيل تنتهك في غزة كل مواثيق حقوق الانسان والطفل ، فما يحدث اعتداء صارخ لم يحدث بتاريخ البشرية ، فهو من الحالات النادرة ان يستهدف المدنيون بهذه الصورة التي تحدث الان في قطاع غزة.

واشار الى ان جلالة الملكة رانيا العبد الله ذكّرت بأن ما تقوم به اسرائيل يخالف كل مواثيق حقوق الانسان ، مذكرة ايضا ببنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، بشكل وضع قضية غزة امام مفارقتين بأن هذا الاعلان غير عالمي ، او ان انسان غزة ليس انسانا ينطبق عليه هذا الاعلان ، واضاف: بالفعل ما يحدث في غزة يصعب وصفه ، فلم يحدث ان استهدفت سيارات اسعاف ومدارس وتحقيق دمار شامل بالصورة التي تحدث الان.

واكد ان كل ما تقوم به اسرائيل هو جرائم حرب ، مشيرا الى ان مؤسسات المجتمع المدني المعنية بحقوق الانسان المحلية والمجلس الوطني لحقوق الانسان تعمل كلها جاهدة لمحاكمة ومعاقبة اسرائيل على ما تقوم به ، حيث قررنا مخاطبة الحكومة السويسرية والدول ال (15) في مجلس الامن لتتحمل مسؤولياتها القانونية والاخلاقية باصدار قرار لاحالة اسرائيل الى المحكمة الجنائية الدولية ، وهذا يدخل بالفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة المتعلق بتهديد السلام والامن بالمنطقة كما سيتم توجيه رسالة الى رئيس الوزراء ووزراء الخارجية والعدل لتحريك شكوى امام محكمة العدل الدولية سندا لاتفاقية الابادة الجماعية ، اضافة الى وجود مبادرة من اجل انشاء محمكة شعبية بمشاركة عربية ، ومخاطبة الاردن وقطر لدعوة مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة الى الانعقاد.

الخزاعي

وفي البعد الاجتماعي لكلمة جلالتها اشار د. حسين الخزاعي الى ان الكلمة ركزت على الوجع العربي الفلسطيني وكم اثّر العدوان على المجتمع الفلسطيني والعربي بشكل عام ، والاثار السلبية التي لحقت بهما وستلحق على المدى البعيد.

وشدد الخزاعي على ان ما يحدث في غزة سيكون له اثار سلبية على الاطفال سواء كانوا ممن يعيشون الاحداث في غزة ، او من يتابعون الاحداث عبر شاشات التلفاز سيما وان الاعلام استطاع ان يزيل الفجوة ما بين الاجيال فالكل اصبح يتابعه والكل يتأثر بما يحدث والعاطفة تنتقل من الاباء الى الاطفال ولذلك تأثير على المجتمع ، اضف الى الاثار السلبية على الانتاج الاقتصادي.

واشار الى ان اهالي غزة الان يعيشون حالة خاصة في مواجهة الخطر فكلهم الان مجندون لمواجهته ، ولديهم حالة من الانعزال التي تولدها حالة العنف والخوف اضافة الى الوضع النفسي السيئ وعدم الثقة الناتجين عن الحاجة وفقدان الاب او فقدان احد افراد الاسرة ، وفقدان التنشئة الاجتماعية والرعاية الصحيحة للاطفال ، والتعطل عن المدرسة كل ذلك يولد معاناة اجتماعية نفسية متكاملة.

ولفت د. الخزاعي الى ان اهالي غزة يعيشون الان اشد انواع الصدمة ، مشيرا الى ان الخطوة الاهم بالنسبة للتعامل معهم هي ما بعد الازمة والتي يجب ان نسعى جميعا يدا بيد للوقوف الى جانبهم ليخرجوا من ازمتهم.

التاريخ : 08-01-2009