الخبرة التعليمية فـي البيت.. ما أهميتها؟

من طرف **جميل العرباتي** السبت أبريل 25, 2009 7:48 am

الخبرة التعليمية فـي البيت.. ما أهميتها؟

د . ادوارد عبيد
تشير عشرات الدراسات إلى اهمية البيئة المنزلية في تعزيز التعلم عند الطلبة، وان هذه البيئة المشجعة على التعلم لها تأثير قوي عليهم في داخل المدرسة وخارجها ، خصوصا في السنوات الأولى من عمر الطالب، وبتعزيز هذه البيئة يستمر التأثير طيلة الحياة المدرسية . ويعود ذلك إلى التأثير المباشر للوالدين، حيث يقضي الطالب من لحظة الولادة وحتى سن 18 سنة ما يوازي 92% من الوقت خارج المدرسة . والتعاون ما بين البيت والمدرسة يعتبر أمرا حيويا لتعديل البيئة المنزلية للطالب بما له من التأثير المباشر على التعلم . ويطلق البعض على البيئة المنزلية من ناحية أهميتها ما يعرف بالمناهج البيتية مقابل المناهج الدراسية في المدرسة ، وتتم من خلال تفعيل المناقشات اليومية ما بين الوالدين والطالب حول المدرسة والاحداث اليومية التي تدور فيها، وأيضا من خلال تشجيع الطالب على القراءة وعلى المشاهدة الهادفة لبرامج التلفزيون في أوقات الفراغ، كذلك مراقبة نشاطات الطالب مع اقرانه في المدرسة، ما يدعم فكرة إعداد الطالب للأنشطة الأكاديمية قبل الذهاب إلى المدرسة. لذلك التعاون ما بين المعلمين والوالدين يمكن أن يدعم هذا النهج، وأيضا يمكن أن يؤدي هذا التعاون ما بين الطرفين إلى تعزيز قدرة الطالب على التعلم من خلال تحديد البرامج والأنشطة وطرق توزيعها ما بين المدرسة والبيت .
ومن ملامح الخبرة التعليمية في البيت ، الواجبات الدراسية البيتية خصوصا في المراحل الأساسية الأولى، وهي الواجبات التي ولها تأثير ايجابي على التعلم خصوصا إذا اعتاد الطالب أن يقوم بها في البيت بفعالية حيث أثبتت الدراسات أن قدرة الطالب على القيام بواجباته البيتية تدعم فكرة التعلم الايجابي وتزيد من تحصيله الدراسي ، وتزداد الأهمية في هذا المجال ثلاثة اضعاف إذا اخذ المعلم الوقت الكافي لتصحيح تلك الواجبات والتعليق عليها وتقييمها مع الاهتمام بمناقشة كل طالب على انفراد حول تلك الواجبات، ويظهر تأثير ذلك في عمليات التعلم في المرحلة الثانوية ، ومراجعة الواجبات الدراسية بعد إنجازها من قبل الوالدين للتأكد من أن الطالب قد أنجزها بطريقة صحيحة حسب التعليمات الواردة. وعند إعادة الواجب بعد تصحيحه من قبل المعلم، يجب رؤيته مرة أخرى لمعرفة إذا كانت هناك أية ملاحظات من المعلم على أداء الواجب.
وكي تكتمل الفائدة من القيام بالواجبات المدرسية في المنزل ، يجب أن يقتصر دور الوالدين على الإرشاد والتوجيه. والقانون الأساسي في ذلك هو ألاّ يقوم الأهل بحل الواجب مهما كانت الظروف. إنها مسؤولية الطالب. وإن قام الوالدان بعمل الواجب المدرسي فذلك لن يساعده على فهم المعلومات التي يتعلمها في المدرسة وكذلك لا يساعده على أن يكون واثقا من قدراته الخاصة به.
وفي مجال الخبرة التعليمية في البيت فان الاعتقاد السائد لدى الأهل أن قضاء الطالب وقتا طويلا في الدراسة يساعده على الحصول على تعلم أفضل، وقد لا يكون ذلك صحيحا. فالنشاطات التعليمية يجب أن تعكس الأهداف التعليمية ومعرفة الطالب بتلك الأهداف هي التي توجه نشاطاته التعليمية من خلال معرفته بالأهداف والكتاب المدرسي والنشاطات المتعلقة بالمادة التعليمية والاختبارات المدرسية وما تقيسه تلك الاختبارات، هذه المكونات هي التي تدعم خبرته التعليمية في البيت ، ودور المعلم في المدرسة هو توجيه الطالب لفهم تلك الاعتبارات في غرفة الصف بدلا ممن التركيز على إعطاء كم كبير من المعلومات تتطلب وقتا طويلا لحفظها في البيت.
ولتفعيل الخبرة التعليمية في البيت ، قد يلجأ المعلم إلى إستراتيجية التدريس المباشر في غرفة الصف من خلال إتباع خطوات محددة ومتسلسلة من ناحية عرض المادة التعليمية بوضوح والتغذية الراجعة وتقديم المهارات المتعلقة بالنشاطات التعليمية، وهذا يتطلب من المعلم في غرفة الصف أن يقوم بمراجعة يومية للواجبات التعليمية وان اضطر لإعادة شرح المادة التعليمية بعد تصحيح الواجب البيتي. ومن خلال إعادة شرح المادة التعليمية يجب أن يقدم معلومات إضافية ومهارات جديدة ولكن ضمن خطوات بسيطة ومن تلك المهارات أن يفسح للطالب وقتا داخل غرفة الصف للقيام بعمل ما يشبه الواجب البيتي ليتم تدريب الطالب على القيام بواجباته البيتية منفردا.

منقول