طبيبك : نزف الدم

قال الدكتور محمد احمد حوامدة اختصاصي الأمراض الباطنية: ينتشر الدم في أنحاء الجسم عبر الأوعية الدموية. ولأن هذه الأوعية مصنوعة من أنسجة فإن كل تمزق فيها يسمح بتسرب الدم إلى الأجزاء المحيطة أو إلى الخارج في مجرى لا ينتهي لولا الآلية العجيبة التي تسد الثقوب الصغيرة جدا أو الفتحات الكبيرة.

الأرقاء أو وقف النزف الدموي هو جهد متعاضد تتضافر للقيام به الأنسجة وأوعية الدم واللويحيات ( الصفائح الدموية) وآلية التجلط. فالضغط من الأنسجة المحيطة يعمل على وقف النزف من الجرح. إن المواد التي تخرج من الأوعية والأنسجة المصابة ومن اللويحيات تحرّض الأوعية على مزيد من التقلص ، والدم على تكوين جلطات.. وهكذا فإن قطعة مدهشة من الدم الهلامي تسد فتحات الأوعية وتشد إطرافها بعضها إلى بعض.ويظل الأمر كذلك إلى أن تشفى الأوعية. ثم تختفي الجلطة من دون أن تترك أثرا في الغالب.
تتكون اللويحيات في نخاع العظم. والوظيفة الأولية لهذه الرزم الكيميائية الهائلة القدرة هي: أن تسد باستمرار ملاين الثقوب الصغيرة في جوانب أوعية الدم بغية منعه من التسرب إلى الأنسجة ، وعندما تظهر الشقوق تلتصق اللويحيات فوق موضع الخلل مكونة بسرعة رقعة فوق الثقب ، كما تطلق موادا كيميائية تباشر بعملية تجلط الدم.
من المؤكد أن عملية تجلط الدم هي إحدى أغرب الآليات في الطبيعة ، والشيء الملفت للانتباه بنوع خاص هو التوازن الدقيق بين عدم التجلط أطلاقا وفرط التجلط .
??أنواع النزف:
هناك نوعان من النزف: النزف الخارجي ، والنزف الداخلي.
في النزف الخارجي تتسرب الدماء إلى الخارج وذلك عندما تتمزق مجموعة من الأنسجة نتيجة جرح ، أما في النزف الداخلي فيتسرب الدم من أوعية الدم إلى الأنسجة أو أحدى تجويفات الجسم ، وقد يخسر المرء حوالي لينر ونصف من الدماء ويظل مع ذلك حيا ، ولكن إذا قطع شريانا كبيرا وكان النزف سريعا فأن كمية الدم هذه لا تستغرق خسارتها وقتا طويلا ، ولذلك يجب إن تكون معالجة النزف فورية.
?? دلائل عامة على النزف:
عندما يخسر الجسم كمية كبيرة من الدم تحدث علامات وأعراض معينة منها الإغماء والعطش المفاجىء والدوار والرطوبة والبرودة في الجلد والتنفس السريع والقلق والنبض السريع والضعيف وغير المنتظم في القلب ( يلاحظ ذلك عند جس النبض) وفي بعض الأحيان تكون الصدمة فضلا عن العلامات المذكورة أعلاه.
?? النزف الخارجي:
يفحص الشخص المصاب في اقرب وقت ممكن لتحديد ما إذا كان قد خسر دما ، وتنزع الثياب عن أجزاء الجسم التي يرى الدم ينزف من خلالها.
?? ما يجب عمله:
- اضغط ضغطا مباشرا على موضع النزف.ضع كمادة شاش معقمة أو فوطة صحية نظيفة أو قطعة قماش مغسولة حديثا على الجرح وثبتها ، ولا تضغط إلا بالقدر الكاف لإيقاف النزف لأن الإفراط في الضغط قد يعيق سريان الدم في أجزاء الجسم الأخرى.. فإذا أوقف الضغط النزف ضع ضمادة على الكمادة لتثبيتها في مكانها حتى وصول المصاب إلى المستشفى ، لكن عندما لا يؤدي الضغط إلى السيطرة على النزف ، اتبع التعليمات الواردة في البند الثاني أدناه.
- إيقاف النزف الغزير من الذراع أو الساق أو الوجه ، اضغط عميقا على الشريان الرئيس الذي يمد الجزء المصاب بالدم ، ويمكن سد الشريان الرئيس الذي يزود الفخذ والساق بالدماء باستعمال الضغط بقوة وعمق على اصل الفخذ ، أما الشريان الذي يمد الذراع فيمكن سده بوساطة الضغط بقوة على أعلى الذراع عند مستوى الإبط مباشرة ، أما الشريان الذي يمد الوجه فيمكن سده عن طريق الضغط إلى الخلف والى الداخل في العنق على طول خط يمتد بين الحنجرة والعضلات التي تدير الرأس.
حاول منع حدوث الصدمة أو عالجها إذا حدثت. ارفع الطرف النازف بغية تخفيض ضغط الدم فيه وبالتالي تسهيل السيطرة على النزف ، واذا كان المصاب واعيا شجعة على تناول السوائل بواسطة الفم.
?? النزف الداخلي:
ينتج النزف الداخلي من أذى أو انفجار يصيب احد أعضاء الجسم الداخلية مثل الكبد أو الطحال ، أو من قطع احد أوعية الدم أو من مرض داخل الرئة ، أو من قرحة في المعدة.
ومع أن العديد من أشكال النزف الداخلي لا تقدم دليلا خارجيا على حدوثها ، إلا أن بعضها يؤدي إلى تجمع الدم في داخل الجسم قيل أن يطرد لاحقا من خلال إحدى فتحاته ، ويؤدي النزف في الرئتين عادة إلى سعال يصحبه دما ناصعا بشكل رغوة ، كما أن النزف داخل المعدة قد يشير إليه تقيؤ دم احمر إذا كان النزف حديثا ، أو أسودا متخثرا إذا كان قديما ، أما النزف داخل الأمعاء فقد يدل عليه البراز الأسود.
?? ما يجب عمله:
تقوم المعالجة الطارئة للنزف الداخلي على العناية بالمريض حتى حضور الطبيب ، وينبغي أن يظل المصاب دافئا بينما ترفع قدماه وساقاه فوق مستوى جسمه.

Date : 02-11-2009