عودة أميرة عجور..!!

عودة أميرة عجور..!!



حياة وسوق - اسامة العيسة - تبخترت (أميرة عجور) في معرض (صنع في فلسطين)، الذي نظم الاسبوع الماضي في رام الله، ولفتت الانتباه، فحصلت على احدى جوائز المعرض.
واميرة عجور هذه، سيارة تسير على الطاقة الشمسية، من تصميم وصناعة المخترع حسن حماد، ابن قرية عجور المدمرة، احدى قرى السهل الساحلي، وشارك في المعرض بسيارته التي اطلق عليها اسم (اميرة عجور) نسبة الى حكاية كانت تتداول في قريته المهجرة.
يقول حسن، الذي شاركه في اختراعه محمد سالم: "اسم أميرة عجور التي خطفها الغزاة ورفضت الذل والهوان وناضلت حتى تم تحريرها وبقيت على ارض اجدادها وفي وطنها وبلدتها عجور، واليوم وبعد 10 اشهر متواصلة من العمل والتصميم والمثابرة والتشجيع، اكرمنا الله جميعا ان عادت اميرة عجور الى الحياة على شكل سيارة، وهذه المرة رفضت الموت فروحها دائمة الحياة، وطاقتها تستمد من الشمس".
ويضيف: "كل الامم تصنع سيارات وسبقنا الى السيارات الشمسية الكثيرون، لكن ما الذي يعيبنا حتى نكون مثلهم وان نحاول؟، لقد بذلت الغالي والنفيس في سبيل ذلك، وكنت اقتطع من قوت اولادي من اجل عيون أميرة عجور، فلا يجوز ان تبقى الفكرة فقط في رأسي، بل يجب ان تسير على الارض".
ولفتت السيارة الشمسية (اميرة عجور) رواد معرض صنع في فلسطين، ومنحها المحكمون، المرتبة الثانية، وعادت مع حسن الى مربضها في بيته، في مدينة بيت لحم. بعد ان شغل حُسنها الكثيرين.
لم يلفت انتباه رواد المعرض، فقط هذه السيارة الصغيرة التي تسير على الطاقة الشمسية ولكن ايضا الاسم، وهو ما اوضحه حسن: "عندما كنت صغيرا كانت المرحومة جدتي تغني للصغار قبل نومهم اغنيه (خضرة)، وخضرة حسب رواية جدتي امرأة من الصالحات صاحبات الكرامات وكانت مخطوبة لابن عمها، واهل البلد جميعا ينتظرون انتهاء الموسم لتزويج الشباب ومنهم جابر وابنة عمه خضرة، لكن يا حسرة لم تكتمل الفرحة ولم تبدأ اصلا اذ هجم الكفار على البلد وتم اسر الشباب وقتلهم واسر خضرة ايضا، ولم يبق حسب قصة جدتي إلا بعض العجائز وبعض الاطفال وكانت الغلبة للكفار الذين سرقوا البلد، وما حولها من قرى وقتل اهلها".
وقال حسن: "اصبح البكاء والنواح في كل بيت في قريتي، ولم يسلم من شر الكفار الغزاة أي شخص، واعجب امير الكفار بخضرة الصالحة الطاهرة، فارسل لها في سجنها من يخطبها له، رفضت أميرة عجور بشدة، فزاد اصرار الخاطب وزاد شوقه ورجاؤه ان تقبل به خضرة كزوج لها وأرسل لها في المرة الثانية عصبة من النساء والحاشية تنشد طلبه لها شعرا. حسب المرحومة جدتي:
خمسين كديش محمل ريش هذا فراشك يا خضره
خمسين حمار محمل مال وكله لمهرك يا خضره
لم تقبل خضرة أبدا وردت على الحاشية شعرا فقالت:
يلعن جوزي وابو جوزي وامه الاخرى
يلعن جوزي وام جوزي وكل قوم الكفرة".
واضاف حسن: "ضاقت الدنيا بخضرة الطاهرة وعلمت ان الكفار الغزاة الخاطفين، مصرون في طلبهم وبقي لها رجاء ونداء الى اجدادها الصالحين، فصلت ودعت الصالحين والطهار من أجدادها قائلة:
وينك يا سيدي يا رفاعي وانت بتجيني ساعي وبتقطع روس الكفرة
وينك يا سيدي يا سروجي وبتجيني من وراء البحرة بتربي الكفرة
تعال يا سيدي يا بدوي وجيب معك سيدي العدوي لتحررني من اسر الكفرة
وينكم يا اسيادي الحقوني وخلصوا بنتكم خضره من ظلم الكفرة".
ويتابع: "لم يطل الامر فقد حضر الاسياد واحضروا معهم سيوفا وحرابا وجيوشا تغطي عين الشمس ولا تسعهم ارض عجور ولا البلاد المحيطة، وبدأت الحرب منذ قدومهم ولم يقبلوا أي هدنة او توقف للقتال لا في ليل ولا نهار واستمرت الحرب ثلاثة ايام حتى لم يبق للكفار ولو كلب واحد ينبح، او ديك يرتفع على خم ليصيح في معسكراتهم الا وقد قتل، ومحق الكفر والغزاة واهلهم، وحررت خضرة وقبل الاجداد جبين خضرة وزوجوها ابن عمها جابر واعطوها من الهدايا ومن الغنائم ضعف ما دفع أمير الكفار، ووعدت خضرة أجدادها أن تحافظ على دينها وان تربي ابناءها على هدى الصالحين".
هذه قصة أميرة عجور، التي عادت من الخطف والاسر، حمَلّتها الذاكرة الشعبية الكثير، ووجد حسن حماد، الفرصة في احيائها من جديد، بإطلاق اسمها على مركبته الشمسية.


الحياة الأقتصادية