ذكرى وطن - الشهداء محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير ثلاثة أبطال وهبوا أروحهم لفلسطين
صفحة 1 من اصل 1
ذكرى وطن - الشهداء محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير ثلاثة أبطال وهبوا أروحهم لفلسطين
الشهداء الآبطال محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير ثلاثة أبطال وهبو أروحهم لفلسطين لكي تبقى شعله للنضال الفلسطيني مشتعلة ،رحلوا وسجلوا ،صحائف مشرقة في تاريخ شعبنا ... مجدا وأنبهارا لحكاية مازالت الآجيال تحفظها عن ظهر قلب ، ولملحمة صاغها أبطالها تحت أعوال المشانق وفي غياهب الزنازيل الخرساء في عكا مدينة الرمل الحار التي حملت ميادينها أسماءهم وهبق... أروحهم ومسك انفاسهم الحرى التي شهدات بالوجدانية وأبتسامه ظلت على شفاههم تؤكد ان القيم الوطنية النبيلة الذي قضوا من أجلها سيحملها المناضلين ويهتفون بها لمواصلة مشوار الثبات والتحدي أمام دموية الجلادين وغطرسة المحتلين.
أن الدرس النموذج الذي ما زال يكرس ذاتة في هذة الذكرى هو الثبات على الحق واستمرار المقاومة الفلسطينية مهما علت التضحيات وارتفعت الآثمان ،وشعبنا اليوم يتذكر هؤلاء الابطال الباهرون الماجدون بكل فخر واعتززاز أمام بطولة عز مثيلها وقل نظيرها لآصحاب المجد الذين تسابقوا ألى الشهادة وهزو أعواد المشانق وما أرتجفت أقدامهم وظلت عالية جباههم ومنتصبة قاماتهم وعيونهم مفتوحة على بحر عكا وريف صفد الذي كانت تسكنه وصدورهم ملوئها شذا البرتقال والليمون ، وعلاقة جدلية تربط بين موج البحر وعيونهم الصائبة.
أنهزم الجلادون وأنتصرت أرادة التحدي والمبادئ الذي عاشت مع المناضلين وكانت وما زالت تدبو في عقول وفكر المبدعين بمواجهه الغاصبين والمارقين .
بالثلاثاء الحمراء انتصرات ثورة الغضب الذي اندلعت في فلسطين انتصارا لارواح الآبطال الذي حلت في قلوب الفلسطينين كي يتشربوا صمودهم وتحديهم وبسالتهم وشجاعتهم وثباتهم ، وكل قيم الشجاعة والتمسك في المبادئ
سقطت أعناق الجلادين وظلت شامخة أعناق الشهداء ترموا أنظارهم سماء فلسطين التي تضيفهم كل يوم لونا زاهيا في طيف الوانها الحرة .
وتظل الذكرى ملحمة خالدة .
السلام على شهداء الثلاثاء الحمراء .
السلام على طهر أرواحهم وصفاء قلوبهم ونقاء فكرهم الذي ظل مع فلسطين ولفلسطين .
في يوم14 آب سنة 1929 قام اليهود بمناسبة خراب الهيكل بمظاهرة في تل ابيب رفعوا فيها الاعلام اليهودية وكانوا يهتفون "الحائط حائطنا والقدس قدسنا" وكانوا ينشدون نشيد (هتكفا) ومن هناك اتجهوا نحو القدس.
يوم 15 آب صادفت ذكرى المولد النبوي الشريف قام العرب على اثرها بمظاهرة كبرى في القدس واندلعت الاشتباكات وسقط عشرات القتلى والجرحى.
في ظهر يوم الجمعة 23 آب سرى خبر ان اليهود قتلوا عربيين وقامت المظاهرات في عدة مدن نابلس والخليل حيث وقع العديد من الضحايا.
اما في يافا فقد قام الصهاينة بهجوم على (سكنة ابي كبير) وقتلوا إمام المسجد الشيخ عبد الغني عون وستة من افراد اسرته وقتله اليهودي "خانكن" (يوسف ابراهيم مزراحي) الذي ثبتت عليه تهمة القتل، اما في القدس فقد قام الصهاينة بهجوم على مقام الصحابي عكاشة واحدثوا فيه اضرارا كبيرة.
اما في صفد فكانت الاصطدامات اشد شراسة وسقط العشرات من القتلى والجرحى، تخلل ذلك احداث نهب للمخازن والدكاكين بين الطرفين، لقد استمرت الاحداث 15 يوما كانت حصيلتها قتل 13 يهوديا وجرح 329 وقتل 116 عربيا وجرح 232.
وكانت غالبية الاصابات بين العرب برصاص القوات العسكرية والشرطة البريطانية كما اعتقلت القوات البريطانية مئات الاشخاص وزجتهم في السجون وقد اتخذت السلطات البريطانية اجراءات شديدة من اجل وضع حد للاشتباكات الدامية التي امتدت الى معظم القرى والمدن الفلسطينية.
وقد اعتقلت السلطات البريطانية 792 عربيا حكم على 20 منهم بالاعدام واستقر الحكم في النهاية على ثلاثة اشخاص هم: عطا احمد الزير ومحمد جمجوم من الخليل وفؤاد حجازي من صفد كما اعتقلت 92 يهوديا حكم على شخص واحد بالاعدام هو (خانكين) وقد سجن 6 اعوام فقط.
*تنفيذ حكم الاعدام*بعد ان امضى المعتقلون الثلاثة عدة اشهر في سجن عكا رهن الاعتقال، تم ابلاغهم بان السابع عشر من حزيران سنة 1930 سيكون موعد تنفيذ حكم الاعدام بهم.
وكان اول الشهداء الثلاثة الذين اعدمتهم السلطات البريطانية واصغرهم سنا الشهيد فؤاد حسن حجازي من مواليد صفد سنة 1904 التي تلقى فيها دراسته الابتدائية ثم الثانوية، في الكلية الاسكتلندية وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الامريكية في بيروت، وكان يقول لزائريه قبل اعدامه: "اذا كان اعدامنا نحن الثلاثة يزعزع شيئا من كابوس الانجليز عن الامة العربية فليحل الاعدام في عشرات الالوف امثالنا كي يزول هذا الكابوس عنا تماما".
اما محمد جمجوم فيقول: "نحمد الله على اننا نحن الذين لا اهمية لنا نذهب فداء الوطن، لا اولئك الرجال الذين يستفيد الوطن من جهودهم".
ولد محمد جمجوم في مدينة الخليل سنة 1902 وتلقى دراسته الابتدائية فيها واشترك في عدة مظاهرات ضد الاستعمار والصهيونية.. واحتجاجا على اغتصاب الاراضي.
اما عطا الزير فهو من مواليد الخليل سنة 1895 تعلم في الكتّاب وكانت له ميول في نظم الشعر وعرف منذ صغره بجرأته وقوته الجسمانية.
وقد اصدرت جريدة اليرموك عددا مستعجلا بمناسبة اعدام الابطال الثلاثة، ونشرت على صفحتها الاولى – العدد 410 18/6/19430 ص 2 ما يلي:
"اعدام فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد جمجوم – مظهر من مظاهر سياسة تصريح بلفور، فليس دم هؤلاء الشهداء من ابناء فلسطين اصول شجرة الاستقلال العربي "احيوا ذكرى يومهم هذا في كل عام".
اما وصية الشهيد فؤاد حجازي فجاء فيها لاخويه يوسف واحمد ما يلي:
"اوصيكما بالتعاضد والمحبة، ورجائي ان تلجآ الى الهدوء والسكينة ان فؤاد لم يخلق الا لهذه الساعة وله الشرف الاعلى ان يقضي في سبيل القضية العربية الفلسطينية، "انني من جهتي اسامح كل من شهد عليّ خاصة سعيد العسكري، وغدا يوم الحشر سأقابله واطلب حقي منه من الله سبحانه وتعالى.. البكاء، الشجار، التصويت، هذا ممنوع قطعيا لانني لم اكن ارضاها في حياتي خاصة تمزيق الثياب.
"ان ضريحي سيشيد على نفقة لجنة الاسعاف العربية، فلتعمل جنينة عند ضريحي بدرابزين على الداير".
"ان يوم 17 حزيران من كل سنة، يجب ان يكون يوما تاريخيا تلقى فيه الخطب وتنشد الاناشيد على ذكرى دمائنا المهراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية".
اما عطا الزير ومحمد جمجوم فقد خضبا ايديهما بالحناء حسب تقاليد اهالي الخليل في الاعراس.
لقد تم اعدام فؤاد حجازي في الساعة الثامنة من صباح يوم الثلاثاء ومحمد جمجوم في الساعة التاسعة وعطا الزير في الساعة العاشرة وكانوا ينشدون في سجنهم – النشيد الذي نظمه نجيب الريس:
يا ظلام السجن خيم-اننا نهوى الظلاما
ليس بعد الليل الا-فجر مجد يتسامى
كما رثاهم الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان بقصيدته المشهورة "الثلاثاء الحمراء" التي مطلعها:
لما تعرض نجمك المنحوس-وترنحت بعرى الجبال رؤوس
ناح الاذان واعول الناقوس-فالليل اكدر والنهار عبوس
كما تغنى الشعب باغنية شعبية ذكرتها الراوية رضا شحادة بعنوان: احزان عام 1929، جاء في مطلعها:
من سجن عكا وطلعت جنازة-محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا ربي جازي-المندوب السامي وربعه عموما
....
دعا الأسير السابق ، الباحث المختص في شؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، ، الى اعتماد السابع عشر من يونيو / حزيران من كل عام ، يوماً وطنياً لتكريم كافة الأسرى الذين أعدموا بعد اعتقالهم من قبل قوات الإحتلال الصهيوني ، وأن يُسليط فيه الضوء على سياسة إعدام الأسرى الممنهجة التي مارستها ولا زالت تُمارسها بحق المعتقلين الفلسطينيين بشكل متعمد وخارج نطاق القانون ، بشكل مباشر و غير مباشر ، أو عبر سياسة الإعدام البطيء .
جاءت تصريحات فروانة هذه في الذكرى الـ82 لإعدام القوات البريطانية لثلاثة معتقلين فلسطينيين شنقاً في سجن عكا الذي يقع في مدينة عكا في مثل هذا اليوم من عام 1930 وهم : " محمد خليل جمجوم " من مدينة الخليل ، و" عطا الزير " من مواليد مدينة الخليل أيضاً و " فؤاد حسن حجازي " من مواليد مدينة صفد ويعتبر أصغر الشهداء الثلاثة سناً ، وأن جثامين ثلاثتهم دفنت في المقبرة الإسلامية في مدينة عكا .
وقال فروانة : اذا كانت القوات البريطانية قد أعدمت في مثل هذا اليوم وقبل أكثر من ثمانية عقود مضت ، وعلانية ثلاثة معتقلين فلسطينيين ، فان قوات الاحتلال الصهيوني أعدمت وبشكل سري مئات وربما آلاف المواطنين الفلسطينيين بعد احتجازهم واعتقالهم بشكل فردي وجماعي ، منذ احتلالها لفلسطين ، وأنها لا تزال تنتهج هذه السياسة بشكل مباشر أو عبر الإعدام البطيء من خلال احتجازها للأسرى في ظروف قاسية ولعقود طويلة رغم شيخوختهم وكبر سنهم وهشاشة عظامهم وفي ظل سياسة الإهمال الطبي بهدف الانتقام منهم وقتلهم ببطئ نفسياً ومعنوياً عشرات المرات ، وان أمكن قتلهم جسدياً ، أو تورثهم أمراض خبيثة تبقى تلاحقهم لما بعد التحرر تكون سببا رئيسيا في وفاتهم .
وأضاف : عدم وجود قانون صهيوني يجيز إعدام مواطنين بشكل علني ، لا يعني بالمطلق بأن الاحتلال الصهيوني أكثر إنسانية وديمقراطية ، أو أنها تتمتع بقضاء نزيه ، بل على العكس فانها أكثر انحطاطاً وإجراما وانتهاكاً لحقوق الإنسان ، وأن ذلك يندرج في سياق ادعاءاتها المستمرة أمام العالم بأنها دولة قانون وديمقراطية .
وتابع : لكن الواقع عكس ذلك تماماً ، فهي تعدمهم بصمت وبعيداً عن الأعين ووسائل الإعلام ، ودون أن تتحمل مسؤولياتهم ، ودون الحاجة إلى إقرار قانون صريح يمكن أن يحرجها أمام المحافل الدولية ويعرضها للانتقاد ، أو يشوه الديمقراطية التي تدعيها زيفاً لخداع العالم .
الإعدام سلوك ثابت ..
وأكد الناشط في مجال الدفاع عن الأسرى عبد الناصر فروانة بأن الأجهزة الأمنية المختلفة للاحتلال الصهيوني قد اعتمدت ومارست الإعدام الميداني كسياسة ومنهج وسلوك ثابت بحق الآلاف من المواطنين بعد احتجازهم واعتقالهم بشكل مباشر ، وأن هذا السلوك قد تصاعد بشكل واضح خلال انتفاضة الأقصى كجزء من القرار السياسي العلني القاضي بتصعيد سياسة الإغتيالات والإعدام خارج نطاق القانون بحق أبناء الشعب الفلسطيني بشكل عام .
وذكر فروانة بأن القوات البريطانية اعتقلت مجموعة من الشبان الفلسطينيين إثر ثورة البراق منتصف آب / أغسطس عام 1929 ، وحكمت بالإعدام على 26 فلسطينياً شاركوا في الدفاع عن حائط البراق ، وقد تم لاحقاً تخفيف هذه العقوبة إلى السجن المؤبد عن ( 23 ) منهم مع الحفاظ على عقوبة الإعدام بحق الشهداء الثلاثة ، جمجوم وحجازي والزير وتم تنفيذ حكم الإعدام يوم الثلاثاء الموافق السابع عشر من يونيو / حزيران 1930 .
.....
فؤاد حجازى
أول الشهداء الثلاثة الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في سجن عكا عقب ثورة البراق وأصغرهم سنا.
ولد في مدينة صفد وتلقى فيها دراسته الابتدائية ثم الثانوية في الكلية الاسكتلندية، وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية ببيروت. عرف منذ صغره بشجاعته وجرأته وحبه لوطنه واندفاعه من أجل درء الخطر الصهيوني عنه. وشارك مشاركة فعالة في مدينته في الثورة التي أعقبت أحداث البراق سنة 1929 وقتل وجرح فيها مئات الأشخاص، أصدرت حكومة الانتداب حكما بإعدام 26 شخصا عربيا من المشاركين فيها ثم استبدلت به حكم السجن المؤبد على 23 شخصا وأكدت الحكم بإعدام الثلاثة الآخرين وهم فؤاد حسن حجازي، وعطا الزير، ومحمد جمجوم.
وحددت يوم 17/ 6/ 1930 موعداً لتنفيذ الأحكام على الرغم من الاستنكارات والاحتجاجات العربية. وقد خلد الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان في قصيدته الشهداء الثلاثة (الثلاثاء الحمراء).
__________________________________________________
محمد خليل جمجوم (1902-1930)
هو واحد من الشهداء الثلاثة الاوائل الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطانية سنة 1929 عقب ثورة البراق.
ولد في مدينة الخليل وتلقى دراسته الابتدائية فيها. وعندما خرج للحياة عرف بمقاومته للصهيونيون فكان يتقدم المظاهرات التي تقوم في أرجاء مدينة الخليل احتجاجا على شراء أراضي العرب أو اغتصابها.
وبعد أن شملت ثورة البراق (1929) عددا كبيرا من المدن والقرى في مقدمتها يافا وحيفا وصفد بالإضافة إلى القدس، كان لا بد من الصدام بين عرب مدينة الخليل والصهاينة، حيث قاد المظاهرات هناك.
قبضت السلطات البريطانية على عدد من العرب في مقدمتهم محمد خليل جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي وأصدرت أحكاما بإعدام 26عربيا ثم استبدلت بالإعدام السجن المؤبد لثلاثة وعشرين منهم وأبقت حكم الإعدام على هؤلاء الأبطال الثلاثة وحددت يوم الثلاثاء 1930/6/17موعدا لتنفيذه في سجن عكا، ولم تستجب هذه السلطات للمطالية بتخفيض حكم الإعدام عليهم إلى السجن المؤبد.
وعندما أبلغهم الجلاد موعد تنفيذ الحكم بدأ محمد جمجوم ورفيقاه بإنشاد نشيد: "يا ظلام السجن خيم"، ثم استقبلوا زائريهم قبل إعدامهم بساعة وأخذوا بتعزيتهم وتشجيعهم وهم وقوف بملابس السجن الحمراء. وفي الساعة التاسعة من يوم الثلاثاء 1930/6/17 نفذ حكم الإعدام شنقا بالشهيد محمد جمجوم، وكان ثاني القافلة الثلاثية رغم أنه كان مقررا أن يكون ثالثهما فقد حطم قيده وزاحم رفيقه عطا الزير على الدور الثاني حتى فاز ببغيته.
.....
عطا الزير
واحد من الشهداء الثلاثة الأوائل الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في سجن عكا عقب ثورة البراق.
ولد في مدينة الخليل، وألم بالقراءة والكتابة إلماما قليلا، وكان يقرض الشعر أحيانا.
عمل في عدة مهن يدوية، واشتغل في الزراعة، وعرف عنه منذ الصغر جرأته وقوته الجسمانية، واشترك في المظاهرات التي شهدتها مدينة الخليل احتجاجا على هجرة الصهيونيين إلى فلسطين، ولا سيما إلى مدينة الخليل. وفي ثورة البراق عام 1929 هب عطا الزير مع غيره من سكان الخليل مدافعا عن أهله ووطنه ، بكل ما لديه من قوة. وشهدت مدن فلسطين صداما داميا بين العرب والصهاينة وفي الخليل نفسها قتل ستون صهيونيا وجرح أكثر من خمسين.
ألقت سلطات الانتداب القبض على عدد كبير من العرب، وحكمت على 26 منهم بالإعدام، ثم أبدلت الإعدام سجنا مؤبدا لثلاثة وعشرين منهم، بينما أبقته على عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي الذين نقلوا إلى سجن عكا.
وفي يوم الثلاثاء 17/ 6/ 1930 اليوم الذي حدد لتنفيذ حكم الإعدام استقبل الشهداء زائريهم بملابس الإعدام الحمراء قبل التنفيذ بساعة، ثم طلب عطا الزير حناء ليخضب بها يديه على عادة أهل الخليل في أعراسهم وأفراحهم، وقد طلب زميله ورفيقه محمد جمجوم أن يشنق قبله، وفاز بأمنيته. وعندما قاده جلاده إلى منصة الإعدام طلب أن تفك قيوده لأنه لا يخشى الموت، فرفض طلبه، وعندها حطم عطا الزير السلاسل بقوة عضلاته، وتقدم نحو المشنقة رافع رأسه مبتسم المحيا.
..........
محمد خليل جمجوم
من مدينة الخليل, تلقى دراسته الابتدائية فيها, وعندما خرج إلى الحياة العامة, عاش الانتداب وبدايات الاحتلال الصهيوني, عرف بمقاومته للصهاينة ورفضه للإحتلال كما العديدين من أبناء الخليل, فكان يتقدم المظاهرات احتجاجاً على اغتصاب أراضي العرب, وكانت مشاركته في ثورة العام 1926 دفاعاً عن المسجد الأقصى ما جعل القوات البريطانية تقدم على اعتقاله...
فؤاد حجازي
أصغر الشهداء الثلاثة سنا المولود في مدينة صفد, تلقى دراسته الابتدائية والثانوية في الكلية الاسكتلندية وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت, عرف منذ صغره بشجاعته وحبه لوطنه واندفاعه من أجل درء الخطر الصهيوني عنه وشارك مشاركة فعالة في مدينته في الثورة التي عمت أنحاء فلسطين عقب أحداث الثورة....
عطا الزير
من مواليد مدينة الخليل, ألم بالقراءة والكتابة إلماماً بسيطاً, عمل عطا الزير في عدة مهن يدوية واشتغل في الزراعة وعرف عنه منذ صغره جرأته وقوته الجسدية واشترك في المظاهرات التي شهدتها مدينة الخليل احتجاجاً على هجرة الصهاينة إلى فلسطين لا سيما إلى مدينة الخليل, وفي ثورة البراق هب عطا الزير مع غيره من سكان الخليل مدافعاً عن أهله ووطنه بكل ما لديه من قوة. وشهدت مدن فلسطين صداماً دامياً بين العرب والصهاينة وفي الخليل نفسها قتل ستون صهيونياً وجرح خمسين آخرين....
كان الشهداء الثلاثة قد اعدموا صباح يوم الثلاثاء 17/6/1930 في سجن عكا، في اعقاب ثورة "البراق" التي شهدتها فلسطين بدءًا من شهر آب عام 1929، وكان البراق احد الاسباب الرئيسية للثورة عندما حاول اليهود الاستيلاء عليه، وهو جزء من سور المسجد الاقصى.
وفي اعقاب هذه الاحداث اجتاحت المدن الفلسطينية ثورة عارمة قابلتها قوات الانتداب البريطاني بالعنف والبطش الشديدين حيث قتلت العشرات واعتقلت 792 عربيا حكم على 26 منهم بالاعدام، واستبدل بحق 23 الى الحكم المؤبد، ونفذ حكم الاعدام يوم الثلاثاء 17/6/1930 ،
امضى الشهداء الثلاثه ليلتهم الاخيره ينشدون يا ظلام السجن خييم وقبيل تنفيذ الاعدام بساعه سمح لهم بمقابله زائريهم وهم وقوف بألبسه الاعدام الحمراء ينتظرون ساعتهم الاخيره , كانت ثغور الشهداء باسمه ونفوسهم مطمئنه وشجاعتهم فائقه وكانوا هم الذين يتولون تعزيه وتشجيع زائريهم بدل ان يعزيهم زائريهم
كان الشهيد فؤاد حجازي يقول لزائريه:
اذا كان اعدامنا نحن الثلاثه يزعزع شيئا من كابوس الانكليز عن امتنا العربيه الكريمه فليحل الاعدام في عشرات الالوف مثلنا لكي يزول هذا الكابوس عنا تماما , كتب فؤاد وصيته وبعث بها الى صحيفة اليرموك فنشرتها يوم 18/6 وكانت بخط يده وتوقيعه وقد قال في ختامها :
ان يوم شنقي يجب ان يكون يوم سرور وابتهاج وكذلك يجب اقامه السرور والفرح في يوم 17 حزيران من كل عام , ان هذا اليوم يجب ان يكون يوما تاريخيا تلقى فيه الخطب وتنشد الاناشيد على ذكرى دمائنا المهراقه في سبيل فلسطين والقضيه العربيه
وقد خلد الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان في قصيدته الثلاثاء الحمراء الشهداء الثلاثه ومما جاء فيها على لسانه الساعة الاولى ساعه اعدام فؤاد حجازي
انا ساعه النفس الابيه === الفضل لي بالاسبقيه
انا بكر ساعات ثلاث === كلها رمز الحميه
قسما بروح فؤاد تصعد من جوانحه الزكيه
عاشت نفوس في سبيل بلادها ذهبت ضحيه
قال محمد جمجوم وعطا الزير لزائريهم قبل اعدامهم بساعه بملابس الاعدام الحمراء نحمد الله على اننا نحن الذين لا اهميه لنا نذهب فداء الوطن لا اولئك الرجال الذين يستفيد الوطن من جهودهم وخدماتهم وطلبا حناء ليخضبا ايديهما كعاده اهل الخليل في اعراسهم ( ما اروعها من تضحيه )
في الساعه التاسعه من يوم الثلاثاء 17/6/1930 نفذ حكم الاعدام شنقا بالشهيد محمد جمجوم وكان ثاني القافله الثلاثيه رغم انه كان مقررا ان يكون الى انه حطم قيده وزاحم رفيقه عطا الزير على الدور الثاني حتى فاز ببغيته
وقال ابراهيم طوقان في قصيدته ( الثلاثاء الحمراء ) على لسان الساعه الثانيه ساعه اعدام الشهيد
انا ساعه الرجل العنيد
انا ساعه الباءس الشديد
انا ساعه الموت المشرف كل ذي فعل مجيد
بطلي يحطم قيده رمزا لتحطيم القيود
زاحمت من قبلي لاسبقها الى شرف الخلود
هيهات ان يخدع بالوعود وان يخدر بالعهود
قسما بروح محمد تلقى الردى حلو الورود
قسما بامك عند موتك وهي تهتف بالنشيد
وترى العزاء عند ابنها في صيته الحس البعيد
ما نال من خدم البلاد اجل من اجر الشهيد
طلب الشهيد البطل عطا الزير حناء ليحني بها يديه على عاده اهل الخليل في اعراسهم وافراحيم , لقد طلب شهيدنا البطل محمد جمجوم ان يشنق قبل رفيقه عطا وفاز بذلك
عندما اقتيد البطل عطا الزير الى منصه الاعدام طلب ان تفك قيوده لانه لا
يخشى الموت فرفض طلبه وعندها حطم عطا الزير سلاسل قيوده بقوه عضلاته وتقدم نحو المشنقه رافع الراس مبتسما
, لقد خلد شاعر فلسطين ابراهيم طوقان هذا الموقف البطولي في قصيدته الثلاثيه الحمراء هذا الموقف البطولي حيث قال
انا ساعه الرجل الصبور === انا ساعه القلب الكبير
رمز الثبات الى النهايه === في الخطير من الامور
بطلي اشد على لقاء الموت من صم الصخور
جذلان يرتقب الردى === فاعجب لموت في سرور
يلقى الاله مخضب الكفين في يوم النشور
صبر الشباب على المصاب === وديعتي ملء الصدور
قسما بروحك يا عطا === وجنه الملك القدير
وصغارك الاشبال تبكي === الليث بالدمع الغزير
ما انقذ الوطن المفدى === غير صبارا جسور
حيث تم اعدام الشهيد فؤاد حجازي في الساعة الثامنة صباحا والشهيد محمد جمجوم في الساعة التاسعة، والشهيد عطا الزير في الساعة العاشرة، وكانوا ينشدون في سجنهم .
من سجن عكا طلعت جنازة محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا شعبي جازي المندوب السامي وربعه عموما
محمد جمجوم ومع عطا الزير فؤاد الحجازي عز الدخيرة
أنظر المقدم والتقاديري بحْكام الظالم تيعدمونا
ويقول محمد أن أولكم خوفي يا عطا أشرب حسرتكم
ويقول حجازي أنا أولكم ما نهاب الردى ولا المنونا
أمي الحنونة بالصوت تنادي ضاقت عليها كل البلادي
نادوا فؤاد مهجة فؤادِ قبل نتفرق تيودعونا
بنده ع عطا من وراء البابِ أختو تستنظر منو الجوابِ
عطا يا عطا زين الشبابِ تهجم عالعسكر ولا يهابونَ
خيي يا يوسف وصاتك أمي أوعي يا أختي بعدي تنهمي
لأجل هالوطن ضحيت بدمي كُلو لعيونك يا فلسطينا
ثلاثة ماتوا موت الأسودِ جودي يا أمة بالعطا جودي
علشان هالوطن بالروح جودي كرمل حريتو يعلقونا
نادى المنادي يا ناس إضرابِ يوم الثلاثا شنق الشبابِ
أهل الشجاعة عطا وفؤادِ ما يهابوا الردى ولا المنونا
..........
رسالة قبل معانقة حبل المشنقة
تمكن الثلاثة من توجيه رسائل مكتوبة الى اهلهم وذويهم وذلك قبل يوم واحد من تنفيذ الاعدام .
وكانت رسالة فؤاد حجازي قد نشرت في صحيفة اليرموك يوم 18-6-1930 غداة استشهاده وجاء فيها :
اذا كان لدي ما اقوله وانا على الابواب الابدية فإنني اوجز القول قبل ان اقضي : اخوي العزيز يوسف واحمد وفقكما الله ، رجائي اليكما ان تفعلا ما اوصيكما به اوصيكما بالتعاضد والمحبة الاخوية والعمل بجد واجتهاد على مكافحة شقاء الدنيا لإحراز السبق في مضمار الحياة التي ستقضونها ان شاء الله بالعز والهناء .
يا احمد ... السكينة السكينة، الهدوء الهدوء ... ملابسي تحفظ شهرا ثم تغسل، ممنوع قطعيا تنزيل اي طقم عليّ سوى اللباس والفانيلة والكفن داخل التابوت .
البكاء ، الشخار، التصويت هذا ممنوع قطعيا لأنني لم اكن ارضاها في حياتي خاصة تمزيق الثياب ، يجب الزغردة والغناء واعلموا ان فؤادا ليس بميت بل هو عريس ليس الا ...
يا والدتي اوصيك وصية ان لا تذهبي الى قبري الا مرة في الاسبوع على الاكثر ولا تجعلي عملك الوحيد الذهاب الى المقبرة . أما فؤاد حجازي وهو أول القافلة يقول لزائريه: " إذا كان إعدامنا نحن الثلاثة يزعزع شيئاً من كابوس الانكليز على الأمة العربية الكريمة فليحل الإعدام في عشرات الألوف مثلنا لكي يزول هذا الكابوس عنا تماماً ".... وقد كتب فؤاد وصيته وبعث بها إلى صحيفة اليرموك فنشرتها في اليوم التالي وقد قال في ختامها: "إن يوم شنقي يجب أن يكون يوم سرور وابتهاج, وكذلك يجب إقامة الفرح والسرور في يوم 17 حزيران من كل سنة. إن هذا اليوم يجب أن يكون يوماً تاريخياً تلقى فيه الخطب وتنشد الأناشيد على ذكرى دمائنا المهراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية".....
وما زال النشيد...
مرت 82عاما على استشهاد الثلاثة وما زال النشيد الذي رافق اعدامهم بايدي الظالمين يتردد على الألسن جيلا بعد جيل
...
مواضيع مماثلة
» في ذمة الله الحاج محمد أحمد محمد سلمان السراحنة ( ابو سميح )
» الملك فـي واشنطن ينتصر لفلسطين باسم الأردن والعرب
» الاحتلال يصعد عدوانه على غزة وحصيلة الشهداء 971
» اسرائيل تواصل حرق غزة وعدد الشهداء يتجاوز الألف
» غزة | الشهداء الأربعة في قصف اسرائيلي استهدف سيارة مدنية
» الملك فـي واشنطن ينتصر لفلسطين باسم الأردن والعرب
» الاحتلال يصعد عدوانه على غزة وحصيلة الشهداء 971
» اسرائيل تواصل حرق غزة وعدد الشهداء يتجاوز الألف
» غزة | الشهداء الأربعة في قصف اسرائيلي استهدف سيارة مدنية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى