سنرجع يوما يا فيروز ..رجعنا فتعالي و ارجعي معنا ..

كان يختلف عن كل صباحات الدنيا ..و ها هي الطيور ستصحبنا معها ..إلى هناك .. يا هناك ما أشذاك ..عطر أنت يا هناك ..رائحتك تعبق في أبعد الأرجاء ..وتصل لأنوفنا التي لطالما شبعت من رحيقك الندي ..رحيقك الذي سيأخذ بأجنحة الطيور ..و يقودها بإتقان إلى منبعك الذي لا ينضب ..

ها هي الطيور تحمل كل واحد منا على أجنحتها ..و تطير بنا ..و نحن نشدو .. و أنا أشدو ..هيا بنا إلى هناك ..هيا..ردني إلى بلادي ..؟أتعرفها يا طيري ..ليجيب الطير : و من لا يعرفها ..إلى هناك سأردك ..إلى هناك ..

- سأخبرك عن بلادي يا طائري ..
-ليجيب طائري : أعرفها جيدا ..لطالما كانت سماؤها من أمتع جولاتي ..
- أنت تعرفها يا طائري لأنك شاهدتها ..أنا أعرفها لأنني لم أشاهدها ..دعني يا طائري أخبرك عنها .. بلادي لا مثيل لها ..يا طائري ..البلاد التي زرتها ليست كبلادي ..بلادي عانت من أجلي ..بلادي صمدت من أجلي ..و ها هي ذا في انتظاري ...ردني إلى بلادي ..


و تلوح بلادي ..في انتظاري ..كما تركتها ..غسلت نفسها و تزيّنت ..حلتها جديدة ..حلتي كذلك..درب العودة كان طويلا ..لأنني كنت أتخيلك و أرسمك ..و ها أنت ذا أجمل مما رسم خيالي الأحمق ..

ربوع مدى العين صفصافها ..
تعب الزهيرات في ظني عبير الهدوء و صفو الهناء ..

رجعنا و التقينا ..كما خبرتنا أدق تفاصيل الكون ..أن هناك حتما مكان لنا ...كل الأمكنة لنا ..تعالوا لنرجع هيا بنا