ذكريات من الماضي
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ذكريات من الماضي
ذكريات من الماضي
..........
أخوتي اسمحوا لي أن احلق معكم في سماء
الذكريات،
الممزوجة بعبق الأجداد، وندور معا حول الأقمار؛
لنستذكر معا ،بصمات تركها الأجداد نقشت حروفها
ونسجت من ذهب، فوق جدران الحياة، وعلى صفحات
تاريخنا
،حفرت داخل قلوبنا ، لن تندثر مهما عصفت
بها رياح
الزمن وغطتها غبار السنين ، سوف تبقى
تتناقل جمالها
الأجيال؛ لما تحمل في طياتها من حكم ومعان
سامية
يغلفها الصدق، والمحبة، والحنان، والأيمان
هي : نبع لا ينبض
نرتوي منه النصح والإرشاد، وسوف تبقى
تتدفق تلك
الحروف بالشرايين، و تمتزج بنبض قلوبنا
التي تحيا
بنغمات لحن الأجداد ، الذي ينساب داخل
الروح نعم ، هما
الجد والجدة ، صوتهما مازال صداه يتردد
في ذاكرتي .
كانا يجلسان تحت ظل تلك الشجيرات، يتعاونان،
يحرثان، يزرعان ويحصدان سنابل القمح
والشعير، من تلك الأرض المعطاءة والخصبة
إني أتذكر (العونة ) والتي كانت بين الأسرة
والأخرى في
موسم الحصاد وما أجمل تلك الأهازيج الممزوجة
بصوت ترانيم المناجل والمعاول .
سأعود بذكرياتي الخاصة إلى ذات الصدر الرحب ،
والابتسامة العريضة هي جدتي والتي تعتني في بقية
يومها
الشاق ، بحاكورة بيت اللمة كما تسميه ، فجدتي
-- رحمها الله – قبل
الغروب بقليل كان جل اهتمامها أعمال البيت
من طعام وشراب ، والاعتناء بالأغنام ،
وإعداد الطابون.
وفي أثناء وقت السمر، كنت وأخوتي نلتف
حولها ، في
بيتها وعلى ضوء السراج تسرد لنا قصصا
وحزا زير فيها
المعاني والعبر الكثير، كنت اجلس بجانبها
اسألها عن
القمر والنجوم وعن الصلاة والصوم وفي
صباح اليوم
التالي أنهض من نومي واذهب مسرعا ،
إلى بيت الجدة الطيبة
الحنون من أجل أن أحتسي كأسا من الزعتر
أو الميرمية
أو الحليب أحيانا وكنت اجلس على فراش
نومها - الذي
صنعته بيديها - أتناول الفطور والمكون غالبا
من الزيت
والزعتر والزيتون وخبز الطابون فوق صينية
من القش التي حاكتعا اناملها ،
وتدخلني في أحضانها الدافئة لتتلمس جسدي
وتطمئن على
سلامتي وتداعب خصلات شعري ، يا لها من
جدة قل مثيلاتها إ
تعلمنا منها الشهامة ، والكرم ، والصدق، والإيمان ،
ومحبة الأوطان ، والأصالة ، والكرم .
هي ذكريات الطفولة النقية والبريئة ، ولكن
الزمان لن
يعود ، والحياة مدرسة فلنتعلم منها ، ونسير
ونبني على تلك الذكريات الجميلة
جمالا إن لم يكن مثله فليتفوق عليه ، حتى
نترك أثرا
ايجابيا في نفوس أبنائنا لكن للأسف تراجعنا .
ماذا ستقول عنا الأجيال القادمة ؟ وماذا سيكتبون ؟
ما الذي حصل لنا ؟
تغير الإنسان ، ضاع الحنان بدل الوئام ،
حلت بنا الآلام
والأحزان وتخلفنا عن العالم مئات الأعوام .
الم نتعلم ؟ هجرنا أراضنا وتغيرت أمنياتنا ،
واندثرت
تقاليدنا وعاداتنا ونسينا ماضينا وتلوثت الأرض
والسماء ،
وقلوبنا أصابها العطب والجفاء .
نلهث وراء المادة والمصالح الشخصية ، بعد
أن كنا نأكل
مما نزرع ونلبس مما نصنع ، واليوم سكنت
في أجسادنا الأمراض وحل البلاء
ودموعنا أضحت تقطر دماء،علت في صدورنا الآهات
وجف نبع الخيرات ، فمتى نستفيق من ماض عشناه
وتغنيناه ؟ إلى حاضر رجوناه وإلى مستقبل
كم تمنيناه وقد يكون الأفضل .
.........
كلماتي جميل العرباتي
..........
أخوتي اسمحوا لي أن احلق معكم في سماء
الذكريات،
الممزوجة بعبق الأجداد، وندور معا حول الأقمار؛
لنستذكر معا ،بصمات تركها الأجداد نقشت حروفها
ونسجت من ذهب، فوق جدران الحياة، وعلى صفحات
تاريخنا
،حفرت داخل قلوبنا ، لن تندثر مهما عصفت
بها رياح
الزمن وغطتها غبار السنين ، سوف تبقى
تتناقل جمالها
الأجيال؛ لما تحمل في طياتها من حكم ومعان
سامية
يغلفها الصدق، والمحبة، والحنان، والأيمان
هي : نبع لا ينبض
نرتوي منه النصح والإرشاد، وسوف تبقى
تتدفق تلك
الحروف بالشرايين، و تمتزج بنبض قلوبنا
التي تحيا
بنغمات لحن الأجداد ، الذي ينساب داخل
الروح نعم ، هما
الجد والجدة ، صوتهما مازال صداه يتردد
في ذاكرتي .
كانا يجلسان تحت ظل تلك الشجيرات، يتعاونان،
يحرثان، يزرعان ويحصدان سنابل القمح
والشعير، من تلك الأرض المعطاءة والخصبة
إني أتذكر (العونة ) والتي كانت بين الأسرة
والأخرى في
موسم الحصاد وما أجمل تلك الأهازيج الممزوجة
بصوت ترانيم المناجل والمعاول .
سأعود بذكرياتي الخاصة إلى ذات الصدر الرحب ،
والابتسامة العريضة هي جدتي والتي تعتني في بقية
يومها
الشاق ، بحاكورة بيت اللمة كما تسميه ، فجدتي
-- رحمها الله – قبل
الغروب بقليل كان جل اهتمامها أعمال البيت
من طعام وشراب ، والاعتناء بالأغنام ،
وإعداد الطابون.
وفي أثناء وقت السمر، كنت وأخوتي نلتف
حولها ، في
بيتها وعلى ضوء السراج تسرد لنا قصصا
وحزا زير فيها
المعاني والعبر الكثير، كنت اجلس بجانبها
اسألها عن
القمر والنجوم وعن الصلاة والصوم وفي
صباح اليوم
التالي أنهض من نومي واذهب مسرعا ،
إلى بيت الجدة الطيبة
الحنون من أجل أن أحتسي كأسا من الزعتر
أو الميرمية
أو الحليب أحيانا وكنت اجلس على فراش
نومها - الذي
صنعته بيديها - أتناول الفطور والمكون غالبا
من الزيت
والزعتر والزيتون وخبز الطابون فوق صينية
من القش التي حاكتعا اناملها ،
وتدخلني في أحضانها الدافئة لتتلمس جسدي
وتطمئن على
سلامتي وتداعب خصلات شعري ، يا لها من
جدة قل مثيلاتها إ
تعلمنا منها الشهامة ، والكرم ، والصدق، والإيمان ،
ومحبة الأوطان ، والأصالة ، والكرم .
هي ذكريات الطفولة النقية والبريئة ، ولكن
الزمان لن
يعود ، والحياة مدرسة فلنتعلم منها ، ونسير
ونبني على تلك الذكريات الجميلة
جمالا إن لم يكن مثله فليتفوق عليه ، حتى
نترك أثرا
ايجابيا في نفوس أبنائنا لكن للأسف تراجعنا .
ماذا ستقول عنا الأجيال القادمة ؟ وماذا سيكتبون ؟
ما الذي حصل لنا ؟
تغير الإنسان ، ضاع الحنان بدل الوئام ،
حلت بنا الآلام
والأحزان وتخلفنا عن العالم مئات الأعوام .
الم نتعلم ؟ هجرنا أراضنا وتغيرت أمنياتنا ،
واندثرت
تقاليدنا وعاداتنا ونسينا ماضينا وتلوثت الأرض
والسماء ،
وقلوبنا أصابها العطب والجفاء .
نلهث وراء المادة والمصالح الشخصية ، بعد
أن كنا نأكل
مما نزرع ونلبس مما نصنع ، واليوم سكنت
في أجسادنا الأمراض وحل البلاء
ودموعنا أضحت تقطر دماء،علت في صدورنا الآهات
وجف نبع الخيرات ، فمتى نستفيق من ماض عشناه
وتغنيناه ؟ إلى حاضر رجوناه وإلى مستقبل
كم تمنيناه وقد يكون الأفضل .
.........
كلماتي جميل العرباتي
رد: ذكريات من الماضي
كلام رائع وجميل
.
حروفكـ وجميلها وارقها لامس القلب ونبضاته ورحم الله روح جدتك فهي........... الجدة لكل صباياااااااااااا وشباب هالملتقى الراقي
ضوء القمر- مشرف
- عدد الرسائل : 448
المزاج :
علم الدول :
حترامك لقوانين المنتدى :
تاريخ التسجيل : 29/10/2009
رد: ذكريات من الماضي
اخي
ما اروع ما كتبت وما اعطر الرائحة التي تنبعث من ثنايا حروف هذه الصفحة رائحة الماضي التي لا تزكم الأنوف بل تعطرها باجود انواع العطور على الرغم من انهم في ذلك الزمان ما كانوا يعرفون العطور وعطرهم رائحة عرقهم . فراشهم ما كانوا يعرفون ريش النعام بل فراشهم الأرض التي كانت احن عليهم من كل ماركات المفروشات العالمية . واكلهم ما عرفوا المعلبات التي اصبحنا نحن معلبين بداخلها اكلهم من ارضهم ممزوج بعرقهم وبهاراتهم من جروح اياديهم في جنى المحاصيل . وضحكتهم لم يكونوا بحاجة الى مسرحية كوميدية لتضحكهم ضحكتهم نابعة من قلوبهم الصافية الرقراقة كأغذب انواع المياة المعدنية التي ما عرفوها بل عرفوا الماء من الزير و الجرة . اين هم واين ضحكهم واين غضبهم اين رقتهم التي كانت ارق من نسمات الهواء على الرغم من حياتهم القاسية نعم كانوا ارق منا بكثير نحن نتظاهر بالرقة وفي دواخلنا .................... الله اعلم ما بداخلنا . وما زال في جعبتي الكثير . ذكرتني بالذين مضوا وما نستهم حتى اتذكرهم
ما اروع ما كتبت وما اعطر الرائحة التي تنبعث من ثنايا حروف هذه الصفحة رائحة الماضي التي لا تزكم الأنوف بل تعطرها باجود انواع العطور على الرغم من انهم في ذلك الزمان ما كانوا يعرفون العطور وعطرهم رائحة عرقهم . فراشهم ما كانوا يعرفون ريش النعام بل فراشهم الأرض التي كانت احن عليهم من كل ماركات المفروشات العالمية . واكلهم ما عرفوا المعلبات التي اصبحنا نحن معلبين بداخلها اكلهم من ارضهم ممزوج بعرقهم وبهاراتهم من جروح اياديهم في جنى المحاصيل . وضحكتهم لم يكونوا بحاجة الى مسرحية كوميدية لتضحكهم ضحكتهم نابعة من قلوبهم الصافية الرقراقة كأغذب انواع المياة المعدنية التي ما عرفوها بل عرفوا الماء من الزير و الجرة . اين هم واين ضحكهم واين غضبهم اين رقتهم التي كانت ارق من نسمات الهواء على الرغم من حياتهم القاسية نعم كانوا ارق منا بكثير نحن نتظاهر بالرقة وفي دواخلنا .................... الله اعلم ما بداخلنا . وما زال في جعبتي الكثير . ذكرتني بالذين مضوا وما نستهم حتى اتذكرهم
اسماعيل سليمان السلاق- المراقب العام
- عدد الرسائل : 528
المزاج :
علم الدول :
حترامك لقوانين المنتدى :
تاريخ التسجيل : 19/10/2009
رد: ذكريات من الماضي
لازال للجــدات سحرهنّ
ولازالت لاشياءهن التي تفوح بعبق الماضي
رائحة تلازم مراحل عمرنا
لا نكبر نحن حين نتحدث عن الجدات
رحلة "مُشهية"
وذكريات ولا اجمل
ولازالت لاشياءهن التي تفوح بعبق الماضي
رائحة تلازم مراحل عمرنا
لا نكبر نحن حين نتحدث عن الجدات
رحلة "مُشهية"
وذكريات ولا اجمل
عزمي بنات- نائب المدير 2
- عدد الرسائل : 783
الموقع : www.ajoory.com
العمل/الترفيه : مدير
المزاج :
علم الدول :
حترامك لقوانين المنتدى :
تاريخ التسجيل : 14/02/2009
مواضيع مماثلة
» ذكريات من الماضي
» من عبق ذكريات الملك فيصل
» لقاء خاص مع الجدات وحديث شيق عن ذكريات الربيع في عجور تقديم جميل العرباتي
» "أنا من هناك، ولي ذكريات": رحلة فوتوغرافية تستكشف فلسطين ما قبل النكبة
» اللي يشوفها مش زي اللي بسمع عنها/ ذكريات جميلة
» من عبق ذكريات الملك فيصل
» لقاء خاص مع الجدات وحديث شيق عن ذكريات الربيع في عجور تقديم جميل العرباتي
» "أنا من هناك، ولي ذكريات": رحلة فوتوغرافية تستكشف فلسطين ما قبل النكبة
» اللي يشوفها مش زي اللي بسمع عنها/ ذكريات جميلة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى