محمد .. رضيع افطمه الاحتلال قصرا

من طرف **العجوري** الأحد فبراير 01, 2009 11:20 am

محمد .. رضيع افطمه الاحتلال قصرا

غزة - سمر خالد - كانت ليلة دامية.. بعد أن حل المساء .. واقتربت الدبابات الإسرائيلية الملقبة بـ الافعى من منازل المواطنين في حي الزيتون شرق مدينة غزة ..اليوم السبت ..التاريخ في عجلة الزمن 3/ 2009/1 . أما الحصاد فهو قتل 29 من عائلة واحدة.. الذنب أنهم فلسطينيون أبوا ترك المكان ..وتبدأ فصول الحكاية . هنا في هذا المكان كانت عدسات الكاميرا تنقل ما ارتكبته قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق عشرات العائلات لاسيما عائلة السموني التي فقدت 29 من أبنائها...وهنا أيضا كانت كلمات الصحافيين والكتب تبحث في القاموس علها تتمكن من وصف الحدث عفوا المحرقة الإسرائيلية ولكن القلم والقاموس لم يسعفهما.. وهنا أيضا كانت الراي تجوب المكان لتكون شاهد عيان على حجم الدمار والخراب والهلاك الذي تكبده المواطن الفلسطيني في حرب إسرائيلية استمرت 23 يوما وخلفت ورائها اثر من 1350شهيد و5500جريح وذلك في التقرير التالي: شيرين السموني 11 عاما استفاقت على مجزرة لم ترد يوما في تفكيرها حتى بعد ان بدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ر مجزرة راح ضحيتها والدتها وعدد كبير من أقربائها . وأصبحت شيرين الأم هي الراعية الرئيس لأطفال خمس كانوا بالأمس القريب يعيشون في بيت واحد مع والديهم أما اليوم فهو برفقة شقيقتهم الكبرى لتكون لهم بمثابة العائلة بأكملها.
ويقول من تبقى من أفراد تلك العائلة على قيد الحياة إن جيش الاحتلال قام بتجميع أسر من عائلتهم -التي تعتمد على الزراعة في تحصيل قوت أطفالها- في أحد المنازل وأطلق عليهم القذائف وهدم المنزل فوقهم.
مسؤولية شيرين الأكبر الآن هي شقيقها الرضيع أحمد الذي لم يتجاوز السنة من عمرهر وفُطم قصراً وعلى غفلة بقتل والدتهر وأمام بكاءه تجد نفسها عاجزة عن أي شيء سوى البكاء معه. وتتحدث شيرين وعيونها تكشف مدى الألم والمعاناة التي تواجهها في معترك هذه الحياة: قتلوا أمي وأخرجونا من عندها حتى يهدموا البيت عليهار وكنت أبكى وأحمل اخوتى الصغار وأجرى بهم وهم يريدونها أن تخرج معنا وهى ميتةر وحتى الآن يبكون عليها وهم خائفين مما حدث لنا .
وتابعت وهى تحتضن الصغير وتبكي حرقة لا أحد يعوضني عن أمي حتى لو بنوا لنا بيتا ثانيار أخي أحمد يبكى ليل نهار وينادى ماما يريد أن ترضعه ..يريد ان يشعر بالحنان والأمان ..ولكن انا له الحنان بعد ان فقدنا منبعه . وتضيف شيرين وقد بدت هزيلة غير قادرة على المضي قدما في هذه الحياة : بعد وقف إطلاق النار عدت إلى منزلى المدمر لأصدم بواقع أليم اسمه الاحتلال مر من هنا ونفذ جرائمه بحق الأبرياء بما فيهم والدتها . تمضى شيرين وأشقائها الصغار وقتا طويلا بين ركام منزلهم وتعود لتمضي عتمة ليل غزة في منزل أحد أقربائها الذي نجا من آلة الحرب الإسرائيلية. صورة الأم وهى تنازع روحها وقد غرقت بدمائها تلاحق أبناءها الذين تبللت ملابسهم وأيديهم بدمائها حينما ارتكبت المجزرةر حتى أصبح حديث نهارهم وهم أمام الأنقاض ومشهد رعب وخوف يلاحقهم مع كل ليل يحل بظلامه. الطفل محمد السمونى الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره يروى مشهد قتل والدتهر قائلاً: كنت مع أمي وأطلقوا أول قذيفة وماتت وجاء دمها هنا على يدي. ويتابع وهو يرتجف من شدة الخوف والتوتر: ناديت عليها وما ردتر وأخذنا نبكى عليها (..) إنها تركتنا وذهبت إلى الجنة .
وقال بصوت غلبه الحزن أريد أن ترجع لي أمي فهي كانت تطعمني الأرز وتغسل يدي من الأوساخر وتغير ملابسي.. الشقيق الأكبر محمود (ثمانية أعوام) الذي أصيب في كتفه خلال القصف تساءل عن سبب قتل والدتهر قائلاً: هم اليهود لماذا قتلوا أمي؟ر ولماذا هدموا بيتنا؟ نحن ماذا فعلنا لهمر كان بيتنا حلو ولنا شجر وفناء نلعب فيهر حرقوه ولم يبقوا لنا شيء . ولا يكاد رب الأسرة نائل السموني (39 عاماً) يعي ما حوله من شدة الدمار الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية من دمارر ولا يملك منذ المجزرة سوى الجلوس على ركام منزلهر والسؤال بيأس ماذا أعمل ؟ر هم يريدون أمهم واليهود فطموا أحمد..لا مكان للنوم ولا ملابس ولا أمانر دمار وتشريد .
ويتابع الوالد المكلوم: لا يوجد لنا أقارب لكي نلجأ إليهمر فكل أقاربنا هدمت بيوتهم ي هذه العزبة وعند كل واحد شهداء وجرحىر يعنى ليس لنا ملجأ إلا بين هذا الدمار .