دعوة للمستهلك .. لدينا (منتج عضوي مرخص)

من طرف **العجوري** السبت فبراير 28, 2009 2:14 pm

دعوة للمستهلك .. لدينا (منتج عضوي مرخص)

عمان - هلا العدوان-اعتلت علامات الحيرة على وجه نادية عندما نظرت ناحية اصناف التفاح الموجودة في قسم الخضار والفواكه في متجر كبير اعتادت على ارتياده دوما للتسوق، وعلى الفور فكرت في الملصقات التي تقول منتج عضوي مرخص وضعت فوق بعضها.
حال نادية يتكرر مع كثيرين عندما يلجأون للتسوق من تلك المتاجر.
يرى هؤلاء ان الأسعار هي الحكم في اختيارهم رغم تولد قناعة تامة لديهم بان الفائدة الصحية التي تتحقق من اصناف الخضراوات والفواكه الحاصلة على شهادة الانتاج العضوي التي عادة يرتفع ثمنها افضل بكثير عن مثيلاتها التي لا تحمل ملصقات.
الا ان واقع الحال يشير الى تزايد الطلب في الاسواق المحلية على الزراعات العضوية التي لا تستخدم الاسمدة والمبيدات الكيماوية المصنعة فيها ولو الى حد قليل ومحصور بفئة معينة من المجتمع دون سواها.
ويعرف الاتحاد الدولي لحركات الزراعة العضوية هذه الزراعة بـالاسلوب الزراعي الهادف الى انتاج غذاء نظيف بطرق امنة مع مراعاة التوازن الطبيعي ودون الاخلال بالنظام البيئي وأن الزراعة العضوية هي نظام إنتاج غير مسموح فيه استخدام المركبات المصنعة مثل المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية والمنظفات الصناعية. كما لا يسمح باستخدام الإشعاع فيها.
وبمعنى أبسط، الزراعة العضوية هي نظام حيوي مأخوذ من الطبيعة لا يعتمد على أية إضافات كيميائية.
مدير عام اتحاد المزراعين المهندس محمود العوران يؤكد ان هذه الزراعات المحلية رائجة ولها سوق كبير في البلدان الاوروبية خصوصا لانها تزيد قيمة الحاصلات الزراعية وتخفف من مخاطر المبيدات الزراعية والآثار السلبية للأسمدة الكيماوية وكذلك تعتمد على الاعداء الحيوية للمزروعات.
ويرى العوران ان الزراعات العضوية هي بلا شك زراعة الأجداد لانها تخلو من الرش الذي يستخدم حاليا ولا توضع عليها مواد كيماوية، لذا يزداد عليها الطلب في الغرب تحديدا في ظل انتشار الأمراض السرطانية والأوبئة وبعض الامراض بصورة لافتة أخيرا.
ويزيد أن الزراعة العضوية من أهم الزراعات التي دخلت العالم وأن الاردن بهذا التوجه يدخل إطار الزراعات المتقدمة وأنه بات من الضروري انتاج منتجات عضوية تحقق رغبة الدول المتزايدة في الطلب عليها.
ويوضح بأنه إذا باشر الاردن بإنتاجه فسوف يكون ذات فائدة كبيرة إضافة للاستفادة منها محلياً ويمكن تصديرها إلى الدول التي ترغب هذه المنتجات.
وينبه العوران إلى ميزة كبيرة وهي انقاص الكمية المستخدمة من الكيماويات والمبيدات والأسمدة في الزراعة، ويؤدي ذلك إلى خلق انتاج سليم غذائياً وأمن للاستهلاك البشري ويولد دخلاً للمزارعين.
ولذلك يحض على سن القوانين والتشريعات اللازمة لانتاج الزراعة العضوية للاستفادة منها وتصديرها للخارج.
على الصعيد ذاته، تسعى الجمعية الاردنية للزراعة العضوية الى رفع الوعي حول هذه الزراعة وأهميتها في توفير الغذاء الصحي لأفراد المجتمع والمحافظة على البيئة وحماية الموارد الطبيعية وتشجيع العودة للطبيعة واستعمال مستلزمات الانتاج الخالية من الكيماويات السامة مثل المبيدات الطبيعية والاسمدة العضوية.
كما تقوم في الاونة الاخيرة على نشر الزراعة العضوية ومنتجاتها بوصفها غذاءا صحيا آمنا لأفراد المجتمع المحلي، واعتماد معايير للتحقق من مواصفات منتجات الزراعة العضوية وتشجيع بحوث ودراسات ونشاطات الزراعة العضوية.
وحسب القوانين الدولية للزراعة العضوية المتعارف عليها تقوم الجمعية حاليا بمساعدة المزارعين على ترخيص مزارعهم عضويا لمن يرغب بتسويق انتاجه كمنتج عضوي مرخص وتبيان ضرورة ان تكون مزرعته حاصلة على شهادة الانتاج العضوي من قبل الجهات المانحة المعتمدة لمثل هذه الشهادة.
ويؤكد مسؤولون في الجمعية أهمية تدريب هؤلاء المزارعين وتأهيلهم ليكونوا مزارعين عضويين من خلال ورش تدريبية وتطبيقية حول الزراعة العضوية وكيفية تحويل المزرعة الى عضوية، وربط هؤلاء المزارعين مع جهات مانحة لشهادة الزراعة العضوية التي بموجبها يمكن بيع المنتج على انه منتج عضوي مرخص.
ويرى مختصون أن عملية تشجيع المزارعين الى التحول للزراعة العضوية والحصول على شهادة الانتاج العضوية تعد من اهم الاسباب للتوسع في هذه الزراعة في المملكة رغم اقرارهم بارتفاع اسعارها في الاسواق المحلية، ما يعني انخفاض القوة الشرائية لها على حد قولهم.
ويشدد هؤلاء على ان المساعدة الارشادية تشمل كيفية اعداد الارض للزراعة وزيادة خصوبة التربة وكيفية مكافحة الحشرات عضويا دون اللجوء الى استخدام الاسمدة والمبيدات الكيماوية المصنعة.