اسرائيل تتحدى المجتمع الدولي وتواصل تدمير غزة
صفحة 1 من اصل 1
اسرائيل تتحدى المجتمع الدولي وتواصل تدمير غزة
| |
غزة ، القدس المحتلة - الدستور - جمال جمال ، عواصم - وكالات الانباء ضربت اسرائيل امس عرض الحائط بدعوة مجلس الامن الدولي الى وقف اطلاق نار فوري في غزة ، بدعوى ان القرار لا يضمن وقف اطلاق صواريخ حركة حماس الفلسطينية على اراضيها. وقررت الحكومة الامنية الاسرائيلية مواصلة العدوان على قطاع غزة رغم صدور قرار مجلس الامن الدولي. واتخذت الحكومة الامنية المؤلفة من 12 وزيرا هذا القرار خلال اجتماع برئاسة رئيس الوزراء ايهود اولمرت في تل ابيب. ويضع هذا التحدي اسرائيل في موقف حرج لا سيما ان فداحة الخسائر المدنية الفلسطينية التي تعد بالالاف ، تزيد في تشويه سمعتها في العالم وتطعن في شرعية تحركها. وصرح ييغال بالمور الناطق باسم وزارة الخارجية "لقد اخذنا في الحسبان هذه المخاطر قبل شن الحرب ، لكن أمن سكان جنوب اسرائيل المستهدفين بالصواريخ يشكل الاولوية بالنسبة لنا". وترى اسرائيل انه لا يمكن ، وبأي ثمن ، ان تخرج حماس التي تهدف الى تدمير الدولة العبرية وترفض شروط وقف اطلاق النار الحالية ، منتصرة من المواجهة. وقبل انتظار نهاية اجتماع الحكومة الأمنية الطارىء ، اعلن اولمرت ان الجيش سيواصل هجماته حتى يحقق الأهداف التي حددها. فيما قالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ان اسرائيل ستتصرف فقط بالشكل الذي يخدم مصالحها. وفي رد على القرار 1860 الذي صادق عليه مجلس الامن الدولي امس الاول ، قال اولمرت ان "اسرائيل لن تقبل ابدا ان يملى عليها من الخارج كيف تضمن حقها في الدفاع عن مواطنيها. ان الجيش سيواصل التحرك للدفاع عن مواطني اسرائيل". لكن المحللين يرون ان اسرائيل تسعى ، وبغض النظر عن هدف العملية المعلن ، الى استعادة "قدرة جيشها على الردع" التي تلاشت كثيرا اثر الاخفاقات التي سجلت خلال الحرب على لبنان في تموز 2006 ، والى تركيع حماس على المدى البعيد وربما الاطاحة بحكمها بالنسبة لبعض المسؤولين. لكن هذه الاهداف لم تتحقق - وذلك باعتراف المسؤولين الاسرائيليين - . وفي هذا السياق ، قد يوسع الجيش الاسرائيلي عملياته باقحام الالاف من عناصر الاحتياط المجندين. من جانبه اكد القيادي في حركة حماس محمد نزال امس ان الحركة "غير معنية" بقرار مجلس الامن. وقال نزال في تصريحات لقناة العربية "بكل اسف نحن غير معنيين" بالقرار ، مضيفا ان "المطلوب من الطرف المعتدي" ان يلتزم القرار. واضاف "هناك عدوان غاشم على قطاع غزة المطلوب من الاسرائيلي ان يتوقف". وقال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس موسى ابو مرزوق ان الولايات المتحدة تريد فيما يبدو ان تعطي اسرائيل مزيدا من الوقت لمواصلة عدوانها البربري على غزة. واضاف أبو مرزوق خلال حديث لمحطة تلفزيون المنار التابعة لحزب الله اللبناني من مقره في دمشق "اعتقد أن الولايات المتحدة في اشارة واضحة بعدم التصويت ضد القرار أو عدم الغائه بالفيتو.. معنى ذلك انها مع هذا القرار ولكن بعد حين". وأضاف انهم بالتالي يريدون اعطاء اسرائيل مزيدا من الوقت". على صعيد اخر أكدت حماس أن غالبية الأهداف التي تعرضت للقصف الإسرائيلي هي "أهداف مدنية" وأن "المقاومة" الفلسطينية لم تخسر من مقوماتها إلا "الجزء اليسير". وقال مشير المصري القيادي في حماس إن"المقاومة لم تخسر إلا القليل وأن استهداف إسرائيل للمدنيين ليس إلا دليل فشل عسكري وسياسي". وأضاف "نحن نؤكد على أن ما يزيد على 1000 هدف ضربها العدو الصهيوني هي أهداف مدنية من جامعات ومدارس ومستشفيات ومساجد ومنازل ، وهذا الاستهداف للمدنيين هو دليل فشل وإفلاس من قبل العدو الذي لم يواجه المقاومة على الأرض إلى حد الآن". وأشار المصري إلى أن المعركة البرية "لم تبدأ حتى الآن والقوات الإسرائيلية لا تزال في التخوم والمناطق المكشوفة". وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن قرار مجلس الأمن "لم يلب طموحات" الشعب الفلسطيني و"ساوى بين الجلاد والضحية". وقال أبو أحمد المتحدث باسم سرايا القدس في غزة في تصريح صحفي مكتوب: "كان من المفترض على مجلس الأمن إدانة العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة والدعوة لوقفه والانسحاب الفوري من الأراضي التي توغل فيها وأن يرفع الحصار وتفتح المعابر بشكل كامل". وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس امس أن أفرادا تابعين لها قتلوا عددا من الجنود الإسرائيليين على الأطراف الحدودية لشمال قطاع غزة. وذكرت القسام في بيان أن مجاهديها اقتحموا منزلا سكنيا فيه قوة صهيونية خاصة على أطراف شمال قطاع غزة وقتلوا 8 جنود قبل أن ينسحبوا من المنزل بسلام. واعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل احد جنوده امس واصابة 9 اخرين بجروح في معارك مع المقاومة الفلسطينية. من ناحية ثانية اعربت الامم المتحدة في جنيف امس عن املها في استئناف انشطتها الانسانية "بشكل عادي في اسرع وقت ممكن" في قطاع غزة فور دخول قرار الامم المتحدة الداعي الى وقف اطلاق نار فوري حيز التنفيذ. وقالت المتحدثة باسم الامم المتحدة ماري اوزيه "تأمل الامم المتحدة في استئناف انشطتها بشكل عادي في اسرع وقت ممكن اثر صدور قرار مجلس الامن". ونددت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي امس بـ"انتهاكات خطيرة جدا لحقوق الانسان" في قطاع غزة مطالبة باجراء تحقيق مستقل حول اعمال العنف التي وقعت منذ بدء العدوان الاسرائيلي. وقالت محذرة "اذكر بان انتهاكات حقوق الانسان يمكن اعتبارها جرائم حرب تترتب عليها مسؤولية جرمية شخصية". وصرحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر امس أنها قررت الحد من عملياتها في قطاع غزة بعد إصابة أحد سائقيها قبل يوم في حادث إطلاق نار. وقال متحدث باسم اللجنة إنها ستواصل نشاطها في مدينة غزة فقط وستحد بشكل كبير من عملياتها في كافة المناطق الأخرى بالقطاع. وقالت الامم المتحدة امس ان 30 فلسطينيا استشهدوا في قطاع غزة عندما نقل الجيش الاسرائيلي عشرات المدنيين الى منزل للاحتماء به ثم ضربت قذائف المنزل فيما بعد. وأفاد تقرير لمكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية "أوتشا" ان جنودا اسرائيليين نقلوا في الرابع من الشهر الحالي 110 فلسطينيين الى منزل في حي الزيتون بوسط غزة وحذروهم مطالبين اياهم بالبقاء داخل المنزل. وضرب المنزل فيما بعد بقذائف اسرائيلية مما أسفر عن سقوط نحو 30 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم العديد من الاطفال تركوا جرحى لعدة ايام ثم استشهدوا متأثرين بجروحهم. وزعم جيش الغزاة انه يحقق في الحادث. وطالب الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية النائب الدكتور مصطفى البرغوثي بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة ومفوضة للتحقيق فيما ارتكبته اسرائيل من جرائم حرب في قطاع غزة وما قام به جنود الاحتلال من مجازر ضد المدنيين. واكد في بيان صحفي ان قرار مجلس الامن الدولي الاخير لا يغني عن تشكيل لجنة تحقيق دولية باسرع وقت ممكن وايفادها فورا الى قطاع غزة للتحقيق في جرائم الاحتلال الاسرائيلي. واضاف ان قوات الاحتلال نفذت عمليات اعدام جماعية بحق المواطنين والنساء والاطفال عندما قامت بجمعهم داخل المنازل واطلاق النار عليهم بدم بارد. ودعت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان امس الى اجراء تحقيقات "مستقلة وذات مصداقية" بشأن انتهاكات قانون حقوق الانسان الدولي والتي قد تصل الى حد جرائم حرب في الصراع الدائر في غزة. وقالت بيلاي أكبر مسؤولة عن حقوق الانسان في الامم المتحدة كذلك انه يتعين نشر مراقبين لحقوق الانسان تابعين للمنظمة في اسرائيل وغزة والضفة الغربية لتوثيق الانتهاكات ومرتكبيها. الى ذلك اعلنت مصادر طبية فلسطينية امس ان عشرات النساء والاطفال استشهدوا امس في قصف مدفعي وغارات جوية واطلاق نار من قبل جيش العدوان على شمال وشرق قطاع غزة. وقالت المصادر الطبية في مستشفى كمال عدوان ان طفلة تبلغ من العمر ثلاثة اعوام "استشهدت برصاص الجيش الاسرائيلي شرق جباليا كما قتلت سيدتان في قصف مدفعي شمال بيت لاهيا شمال قطاع غزة". وأوضحت المصادر أن ستة من أفراد عائلة صالحة بينهم أم وأبناؤها الثلاث استشهدوا وأصيب 17 آخرون اثر سقوط صاروخ أطلقته طائرة حربية إسرائيلية على منزلهم الذي تم تدميره فجر امس دون سابق إنذار. وفي بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة ، استشهد ثلاثة فلسطينيين وجرح سبعة آخرون في قصف نفذته الزوارق الحربية وجرى نقلهم إلى مستشفى "شهداء الأقصى". كما أعلنت المصادر الطبية استشهاد فلسطينيين اثنين متأثرين بجراحهما في منطقة خانيونس جنوب قطاع غزة. وذكرت المصادر أن جهاد أبو مضيف استشهد متأثرا بجراحه في مدينة خانيونس كما استشهد حامد السميري متأثراً بجراحه أصيب بها امس الاول في بلدة القرارة بخانيونس. واوضح معاوية حسنين مدير عام الطوارىء في قطاع غزة ان عدد ضحايا العدوان الصهيوني ارتفع امس الى 790 شهيدا 3300و جريح بينهم 540 في حالة الخطر الشديد. التاريخ : 10-01-2009 |
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى