تشافيز رمز العروبة

من طرف **جميل العرباتي** السبت يناير 10, 2009 3:19 pm

تشافيز رمز العروبة

لم يعد غريباً أن نسمع ونشاهد ونتعلم كيف يقوم هذا الفنزويلي الثائر الحر هوجو تشافيز بالدفاع عنا أكثر منا.. لست بصدد تعداد المواقف المشرّفة التي وقفها تشافيز بكلّ نبلٍ وثورةٍ عن لأمة والشعوب والحكّام العرب.. والتي تفيض إنسانية وحريّة وتعبّر عن إمكانيات التوحّد الإنساني والمصير المشترك للبشرية.. تشافيز ( يطرد) السفير الصهيوني.. لاحظوا معنى الطرد.. ولاحظوا كيف تدافع الأنظمة العربية بجحافل من جيوشها لتحمي السفارات الصهيونية.. لا بل انظروا كيف تمنع وتقاوم مجرّد الاعتصام أمام هذه السفارات ذات المهمات القذرة.. تشافيز يطرد السفير ويكنسه دون تردد.. أما نحن فنستميت من أجل عدم إزعاج السفير الصهيوني بأصوات المتظاهرين والمعتصمين.. تشافيز يا رمز العروبة في زمن النجمة السداسية.. تشافيز أيها الثائر النبيل الذي لا يخشى في الحق ومناصرته لومة لائم.. عمن أتحدث.. نعم عن أحد مواطني أمريكا اللاتينية.. وماذا عن ذلك الهندي الأحمر.. موراليس ذلك الزعيم البوليفي الذي استهل رئاسته بقوله أن خمسمائة عام من الذبح للهنود الحمر لم تطمس هويتهم وأحلامهم وحقهم بوطنهم الذي احتله المنبوذين الأوروبيين عندما كان يتم نفيهم أو توطينهم في أمريكا وخاصة الولايات المتحدة.. نعم خمسة قرون لم تستطع الإمبريالية العالمية من محو هوية أصحاب الأرض الفعليين.. وماذا عن أورتيغا الذي حظيت بشرف لقائه ذات مجزرة إمبريالية في ليلٍ بهيمٍ عندما شنت أساطيلها الحرب القذرة على العراق عام 1990.. كنا طلبة على مقاعد الثورة في الجامعة الأردنية التي كان أفقها يحتمل أن تتزين بلقاء الثوّار أمثال أورتيغا.. ماذا عن كاسترو هذا العجوز الموغل في الثورة ضد كلّ ما يقهر ويستعبد الإنسان.. وذاك جيفارا الذي لازلنا نتعلم من سيرته كيف يمكن أن يموت الواحد فينا وهو مقبل.. كيف أكون حراً وأنا في القيد.. كيف يهابني السجّان وأنا السجين.. ها قد حضر صدام تلك النخلة العربية الأصيلة التي لم تنحن وهي على المقصلة.. وصولاً إلى كل الأحرار في العالم والذين عندما تذكر أسماؤهم ينبغي لنا أن نعدّل من جلستنا ومن أذهاننا ومن وعينا لكي نستطيع أن نتلفظ بأسمائهم.. هكذا الظالم يبول على نفسه خوفاً لأنه يعلم حجم ما تقترفه يداه.. هكذا غزّة تظلّ صامدةً ومؤمنةًَ بأن الحق لها.. وأن الغرباء شذّاذ الآفاق واللصوص نهايتهم كما دوّن التاريخ دائماً إلى مزابله.. تشافيز يا أنبلنا وأنقانا وأبهانا.. موراليس أيها العربي اللاتيني.. أورتيغا أيها القومي الأممي.. علمونا كيف يكون الإنسان موقف.. كيف ندافع عن شرقنا وأرضنا.. كيف نقول لا.. كيف نموت وهاماتنا مرفوعة.. كيف نصعد إلى المقصلة ونحن مقبلون.. تشافيز علمنا كيف يكون الحب للوطن.. علمنا كيف نفرح ونحيا بعزٍّ وشموخ.. أما غزّة وأطفالها ونسائها وشبابها ورجالها وشيوخها.. فهي مدرسة العشق والفرح التي تخرّج الرجال وتصنع الأبطال.. غزّة للمرة المليون.. معذرة سرايا