نفاد الوقود ووحشية العدوان فـي غزة يهددان بحجب كلمة الصحفيين عن العالم

من طرف **العجوري** الأحد يناير 18, 2009 11:29 am

نفاد الوقود ووحشية العدوان فـي غزة يهددان بحجب كلمة الصحفيين عن العالم

عمان - بترا - من سهير جرادات - يخشى الصحافيون في غزة ان يطول امد الحرب وتتوقف اجهزتهم الالكترونية عن العمل بعد نفاد الوقود الذي توقف امداده منذ ان بدأت القوات الاسرائيلية عدوانها على قطاع غزة ، وتضيع الحقيقة بين جنبات الدمار الذي تخلفه آلة الحرب الصهيونية . يقول صحافيون من القطاع ممن اتصلت بهم وكالة الانباء الاردنية انه اذا نفد الوقود فانهم لن يتمكنوا من تشغيل المولدات الكهربائية التي يستخدمونها لشحن اجهزتهم الالكترونية التي من خلالها ينقلون الى العالم ما يجري في غزة من مشاهد بشعة بحق الانسانية وما ترتكبه الالة العسكرية الاسرائيلية من دمار ومجازر بحق الاطفال والنساء والشيوخ من المدنيين العزل ،ومن صور اخرى تدين قادة اسرائيل الذين يحاولون التنصل منها كي لا تقودهم الى المحاكم الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب .
وعند اتصالنا بمراسلة صحيفة نيويورك تايمز في غزة تغريد الخضري سقطت قذيفة إسرائيلية على مكان قريب منها ، حيث صرخت بصوت عال قائلة هذا ما تريده اسرائيل بان تحجب الحقيقة عن العالم ، اننا نلوذ في أي مكان او زاوية صغيرة لنبحث عن الامان كغيرنا من المدنيين ونتجنب الصواريخ الاسرائيلية التي تنزل كالمطر . وتضيف انا كصحافية لا انام - على غرار كل الغزاويين - من شدة القصف العشوائي ، اننا في غزة نعيش ونرى المشاهد التي لن تغيب عن الذاكرة ، تلك الاعداد الكبيرة من المسنين والنساء والاطفال الذين فقدوا اجزاء من اجسادهم ومشاهد القتل الوحشي والجثامين المحروقة جراء القصف بالقنابل الفسفورية ،والموتى الذين ما زالوا في الثلاجات ولم يتم التعرف عليهم بعد .
وتتابع قمت بتغطية الانتفاضة الفلسطينية الثانية وشاهدت الدمار في مخيم جنين ، الا انني لم ار اشد واعنف من هذه الحرب التي استخدمت فيها اسلحة محرمة دوليا وما خلفته من قتل وتدمير . يقول مندوب وكالة الانباء الاردنية في قطاع غزة الزميل امجد الشوا بعد عدة محاولات للاتصال به ، اغلقت هاتفي الجوال ، والكمبيوتر المحمول لاوفر شحن بطاريتيهما لاستخدمهما عند الضرورة . ويضيف انني اقوم بتشغيل المولد الكهربائي الذي امتلكه مرة واحدة في اليوم ، اشحن خلالها الكمبيوتر المحمول والهاتف الخلوي من اجل ارسال اخبار الهجوم الصهيوني الهمجي على قطاع غزة عبر شبكة الانترنت ، وفور الانتهاء من ارسالها اقوم باغلاقها لتوفير شحنها لحين جمع اخبار اخرى جديدة لارسلها مرة اخرى .
ويتساءل الى متى ستستمر هذه الحالة ؟ ، الى متى سنظل نعمل بهذه الطريقة ؟ واذا تعطلت هذه المولدات ، ستنقطع الاخبار عن العالم كي لا يعرف مدى الوحشية التي تقترفها الالة العسكرية الصهيونية بحق اهل غزة . ويقول : يصعب على الكلمات وصف الوضع ، لا يوجد سوى القتل والموت والدمار والبؤس ، ويكمل : الان الساعة تجاوزت الواحدة بعد الظهر ، وان موعد وقف اطلاق النار يبدأ الساعة الواحدة ويستمر حتى الرابعة بعد العصر يوميا ، وانا اسير في شوارع المدينة التي تشبه الى حد كبير مدينة الاشباح .
ويلخص مراسل وكالة رويترز للانباء نضال المغربي المعوقات والصعوبات التي تواجه الصحافيين اثناء تأديتهم لواجبهم ، واولها ، محاولة الوصول الى مكان المواجهة او القصف للوقوف على الحقيقة والتعرف على ما يجرى ،ثم هاجس الامان الشخصي وتجنب الوجود في الاماكن الخطرة مع انه لم يعد هناك اماكن غير خطرة في غزة ، فكلها تحت القصف ، اضافة الى تجنب الدخول الى اماكن تتعرض للقصف مشيرا الى ان عددا من الصحافيين استشهدوا منذ بداية العدوان الاسرائيلي على القطاع ، وتم استهدافهم بضرب برج يتجمع فيه عدد منهم . ويصف نضال وضعه النفسي ، والمخاطر التي يتعرض لها جراء القصف العشوائي الذي طال صحافيين رغم انهم وضعوا اشارات صحافة على سياراتهم ولم يسلموا من القصف حالهم حال سيارات الاسعاف .
وتقول تغريد انا شخصيا اضطررت الى ترك منزلي بالطابق الثالث تجنبا لصواريخ القوات الاسرائيلية ، وفي الليل لا اتمكن كغيري من النوم جراء صوت ( الزنانات ) وهي نوع من الطائرات بدون طيار تقصف بواسطة الريموت كنترول ، وكذلك ما تسببه طائرات الاباتشي وال اف 16 من اصوات مدوية ودمار، وقذائف الدبابات التي تقصف عشوائيا والسفن التي تقذف بقنابلها من البحر .
ومن خلال الاتصالات التي اجريناها مع الصحافيين والإعلاميين الذين يتابعون تغطية أخبار الحرب على غزة كنا نسمع رنات لاغان وطنية يا قدس ونشيد موطني واغان اخرى تبث الحماسة وترفع من الروح المعنوية لسامعيها ، وتعكس مدى ايمان الصحافي بقضيته ورسالته الاعلامية التي يعرض نفسه للخطر من اجلها .
وكانت قوات الاحتلال استهدفت برج الشوا وحصري الذي يضم مكاتب لوسائل اعلامية وصحافية عربية ودولية ، واعتصم العشرات من الصحافيين الفلسطينيين احتجاجا على الاستهداف المباشر لهم من قبل الطائرات الاسرائيلية ، كما ان طائرات الاحتلال الاسرائيلي قصفت برج الجوهرة في وسط مدينة غزة الذي يضم عددا من مكاتب صحفية ووكالات انباء اجنبية ، واستهدفت قوات الاحتلال يوم الخميس الماضي مبنى برج الشروق الذي يضم عشر مؤسسات اعلامية وصحفية مختلفة ما ادى الى اصابة عدد من الصحفيين.
ويطالب الصحافيون ،كل المنظمات الدولية والإنسانية بمساندتهم وحث القوات المعتدية على تامين ممرات امنة لهم كحق طبيعي في بيان الحقيقة وقت الحروب ، في وقت يتحسرون فيه ويترحمون على فقدان اربعة من زملائهم ممن استشهدوا في العدوان الهمجي على قطاع غزة .