لمحاكمة اسرائيل وقادتها:اذا لم نستطع القيام بعمل عسكري معاكس فلنقم بهجوم قانوني

من طرف **العجوري** الأحد فبراير 01, 2009 10:58 am

لمحاكمة اسرائيل وقادتها:اذا لم نستطع القيام بعمل عسكري معاكس فلنقم بهجوم قانوني

أدار الندوة: نايف المحيسن.

ارتكبت بإسرائيل أبشع وأقذر الجرائم ضد البشرية في غزة وشبهها البعض بتلك الجرائم التي ارتكبها النازيون ضد اليهود في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية فإسرائيل تثأر مما حصل لليهود في ألمانيا على الأرض الفلسطينية بارتكابها حرب إبادة جماعية حيث تعاطف الضمير البشري الحي في العالم مع أطفال غزة الذين ووثقت الفضائيات الممارسات اللاإنسانية التي ارتكبها قادة إسرائيل في أقذر حرب شهدها التاريخ الحديث.

حتى لو نجت إسرائيل في مجازرها هذه بدعم وتواطؤ من قيادات الدول العظمى والكبرى التي تساندها وتغض الطرف عما تقترفه فإن التاريخ لن ينسى هذه الجرائم وستبقى وصمة عار تاريخية تلاحق القيادة الإسرائيلية وسيأتي يوم ما إن لم يكن قريباً بمعاقبة الدولة العبرية على جرائمها ضد الإنسانية والبشرية وستبقى صور الأطفال شاهداً حياً على بشاعة الجريمة.

التحرك العربي مطلوب لمقاضاة قادة إسرائيل من خلال المحاكم الدولية كمحكمة الجزاء الدولية محكمة العدل الدولية وملاحقتهم قانونياً من قبل محاكم الدول المختلفة وقد اعترفت إسرائيل ضمنياً بارتكاب هذه الجرائم حيث اتخذت ترتيبات خاصة للدفاع عن قادتها وقادة جيشها في حال ملاحقتهم على جرائم الحرب فهذه الجرائم نصت عليها محكمة الجزاء الدولية وهي جرائم القتل الجماعي والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.

أركان الجريمة حاصلة وإن لم يتم التحرك للمقاضاة في الوقت الراهن فسيأتي اليوم الذي يجب فيه محاكمة هؤلاء القادة على إجرامهم ويجب أن تتحرك الدول العربية ومنظماتها لاستغلال هذه الفرصة التاريخية لردع الظلم والعدوان الذي تمثله إسرائيل والذي كشف الوجه الحقيقي للاحتلال في فلسطين.

في ندوتنا اليوم سنناقش الأبعاد الإنسانية التي تركها العدوان الإسرائيلي على غزة وآليات التحرك لمقاضاة قادة إسرائيل وبشكل سريع لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وتخليصه من نير التسلط والاحتلال والعدوان والجرائم الإنسانية بمشاركة السادة: عدنان أبو عوده رئيس الديوان الملكي الاسبق ، الدكتور إبراهيم بدران الخبير السياسي المعروف ، الدكتور غسان الجندي أستاذ القانون الدولي ، والدكتور ياسر الخلايله أستاذ القانون الدولي.

وبداية هل ترى العودة للتفاوض مع الإسرائيليين وكأن شيئاً لم يكن ألا يضر ذلك بالقضية ويحمي إسرائيل من تداعيات هذه الحرب؟.

اسرائيل الوحيدة التي قامت وتقوم

بعدوان على الآخر دون أن تعاقب

أبو عوده: أعتقد أن الخروقات المتعددة التي قامت بها إسرائيل للقانون الدولي وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، على بشاعتها التي تثير الاشمئزاز والغضب والسخط ، ينبغي أن نرى فيها أيضاً منطلقاً لهجوم معاكس لإسرائيل ، وهو هجوم معاكس قانوني ، لم نفعله في السابق ، والآن يسرت لنا كل ادواته وكل مواده وكل عناصره كي نقوم به ، إذا كنا لا نستطيع أن نقوم بهجوم معاكس عكسري فلنقوم على الأقل بهجوم معاكس قانوني. قيمة الحملة التي ينبغي ، كما ذكرت ، أن تقوم بها المؤسسات العربية المختلفة ، جمعيات حقوق الإنسان ، حكومات ، جامعات ، مراكز أبحاث ، ينبغي أن تتعاون جميعاً وتنسق كل هذه القدرات في سبيل إنجاح هذا الهجوم. شبهته بالهجوم العسكري المعاكس لأن نتائجه والأهداف المطلوبة منه تشبه أي أهداف عسكرية في هزيمة العدو ومحاصرته. إسرائيل على حد علمي ، هي الدولة الوحيدة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية ، وخارج إطار الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ، هي التي قامت وتقوم بعدوان أو اعتداءات عسكرية على الآخر دون أن تعاقب ، بهذا المعنى تصبح إسرائيل منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن هي الدولة الوحيدة في العالم الحرة من الضغوط. من أين ستأتي الضغوط على الدولة المعتدية بعد الحرب العالمية الثانية؟ أولاً تأتي من مجلس الأمن بموجب ميثاق الأمم المتحدة وأيضاً بموجب كل القوانين الدولية الأخرى بما فيها معاهدة جنيف الأولى. نحن نعلم جميعاً كيف أن مجلس الأمن الذي اتخذ عشرات القرارات بالنسبة للقضية الفلسطينية وأيضاً بالنسبة لإسرائيل التي هي المعتدية دائماً ، لم تنفذ إسرائيل منها شيئا ، بل أن مجلس الأمن أو الأمم المتحدة وهي المرجعية العليا للبشرية جميعها ولكل دول العالم للحفاظ على الأمن والسلم في العالم ومنع المعتدي وردعه ومعاقبته تحولت خلال الـ41 سنة التي مضت على الاحتلال الإسرائيلي إلى عضو من أربعة تحتل مقعداً ثانوياً اسمه الرباعية والتي جاءت أيام كوفي عنان ، فتصوروا أن هذه المفروض أنها تمثل المرجعية وكل قرارات مجلس الأمن ، فسحبوها هي وكل قرارات مجلس الأمن ووضعوها مع ثلاث دول أخرى بدور ثانوي ، فعطلوا دور الأمم المتحدة كمجلس وأعطوها دوراً ثانوياً ، لأن الأمم المتحدة حريصة جداً على أن توفر أموال من الدول الأعضاء خصوصاً في قضايا عمليات حفظ السلام في العالم التي كثرت وتحتاج إلى أموال كثيرة ، والذي يدفع أكثر هي الولايات المتحدة الأميركية ، بمعنى آخر هي فعّلت ، طبيعة الأحداث العالمية وحاجة الأمم المتحدة إلى أموال ، فعّلت هذه الأحداث قيمة الأموال ودفع الأموال وأعطته سلطات إضافية ، فيستطيع أن يبتز الأمم المتحدة ، فتعطلت الأمم المتحدة عندما تم وضعها في الرباعية ولم تعد تقوم بدورها الأساسي ، ففي الماضي على الأقل كانت تأخذ قرارات ، وعندما يريد أن إنسان أن يحيل القضايا إلى مجلس الأمن يخبروه بأن يحيلها إلى الرباعية ، فالرباعية أصبحت هي المرجعية ، لذلك لم يبقى لمواجهة الظلم والجور وغياب العدالة في هذا العالم حينما عطلت الأمم المتحدة بهذه الطريقة ، فإلى أين تلجأ من أجل رفع الظلم والجور مثلما هو الحال في القضية الفلسطينية ، معنى ذلك أنه لم يبقى لك إلا شيئاً واحداً اسمه "الضمير الإنساني" الموجود لسوء الحظ بشكل واضح فقط في الدول الغربية ، وهو موجود فقط في الدول الغربية لأنها ديمقراطية ، أي حيث يستطيع الناس أن يعبروا عن غضبهم بحرية ، وحيث يهتم السياسي بأن ينتخب من قبل هذا الشعب لأن لديه حرية وديمقراطية ، فيعتمدوا ما يقوله الناس ، ولأن أيضاً تمكنت إسرائيل حتى توازي قوة الضمير الإنساني في الغرب لاحتمال أن ينعكس على السلوك السياسي في تلك الدول حاولت أن تضع عراقيل أمامه فنجحت في أمر واحد اسمه "تشريعات قوانين معاقبة عداء السامية" بمعنى آخر إذا انتقدت أنت إسرائيل فيستطيع اللوبي اليهودي في تلك البلد أن يكيف هذا التصريح بمعنى معين يجعل هذا ينطبق عليه قانون معادات السامية في ذلك البلد ، وبالتالي يحرص السياسيون بالرغم من الضغط الشعبي عليهم الذي تحدثت عنه قبل قليل ، أن يتهربوا من أن يتخذوا فعل خوفاً من الاتهام الثاني ، حيث إذا تم تحويله ويحكم عليه في قانون معادات السامية فتنتهي حياته السياسية. ونجحوا أيضاً بأن يضيفوا أمراً آخر ، حيث تمكنوا بكل نجاح بعد 11 سبتمبر بالذات وبشبه مطلق أن يجعلوا من المقاومة في منطقتنا إرهاب ، فدخل عندنا أيضاً قوانين أخرى لمكافحة الإرهاب من شأنها أن تعطل الاستجابة السياسية في البلدان الديمقراطية لمطالبات الضمير الإنساني في بلادهم في معاقبة إسرائيل حينما تذنب. ومثال على ذلك بالأمس ، حيث جاء لوي وهو مفوض الاتحاد الأوروبي واختار غزة حتى يقول فيها ، فحينما تشجع فقد تشجع في غزة ووضع غزة أنها هي المذنبة، فهذا هو الوضع ، لذلك الآن تأتي أهمية مثل هذه الحملة ، هذه الحملة قد لا تأتي بنتائج معاقبة إسرائيل ، لكن على الأقل تحاصرها دولياً ، حتى عند هؤلاء الذين يخشون في الديمقراطيات الغربية منها. أنا لا أرى تعارضا بأن يكون هناك تفاوض وبين أن يتم الشكوى على إسرائيل ، فأرى انهما قضيتان منفصلتان ، لكن المسألة هي فحص أسلوب التفاوض ، ومبدأ التفاوض ، فأعتقد أننا بحاجة إلى إعادة فحصه مرة أخرى لنرى لماذا لم يأتي التفاوض بنتائج؟ فالحقيقة تقول أنه بعد أوسلو ، بعد عام 1993 وعملياً في 1995 إلى الآن هناك تفاوض ، والتفاوض المكثف الذي حصل في آخر ثلاث سنوات أو سنتين لم يأتي بشيء ، ولم يؤت بأي ثمار ، فموضوع التفاوض من حيث المبدأ لا يوجد به مشكلة ، لكن تفاوض المنظمة أو السلطة الفلسطينية مع إسرائيل بحاجة إلى مراجعة للتأكد هل هو تفاوض حقاً أم هو إحدى وسائل إسرائيل لشراء الوقت؟ أنا أجيب على ذلك وأقول بأنه أحد الأساليب العظيمة التي استخدمتها إسرائيل لشراء الوقت ، أي المماطلة والتسويف.

الاليات تتمثل في المقاضاة وإعادة

تشكيل الصورة والضغوط السياسية

الدستور: ما هي الآليات اللازمة لاستثمار ما حدث ليكون داعماً لقضية معاناة الشعب الفلسطيني عالمياً؟