بلدة عجور / وذكريات الأجداد
+2
عزمي بنات
ابراهيم السراحنة
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بلدة عجور / وذكريات الأجداد
بلدة عجور / وذكريات الأجداد
يوسف العجارمة: اشتركت أربع حمائل في شراء (بارودة) لم ينطلق رصاصها
ستة وخمسون عاما على ضياع فلسطين وتحول قضية أهلها والمشردين إلى ملف غارق في غبار النسيان.وتحول حق العودة والتعويض إلى أحجية وحلم بعيد المنال. ومن كان عند نزوح أهله عن الأرض والدار والعتبات طفلا صار الآن كهلا، لم يعد لديه سوى القليل من الوقت والأماني وذاكرة مسننة يستند إليها، ويتحسس من خلالها فلسطينه التاريخية، فيما يده الراجفة تربت مطمئنة مفتاحا عتيقا، مخبئا في أعماق فؤاده الجريح وتقول له فيما يشبه الهذيان المكابر "إحنا لابد يوم نعود" ترصد الغد على حلقات استذكارات عدد من كبار السن ممن هجّروا، وواصلوا طوال كل تلك الأعوام تجرع كاس الغربة بمرارة وألم ومعاناة وأمل.
وهنا لقاء مع الحاج يوسف قاسم عليان العجارمة من قرية عجور قضاء الخليل المحتلة عام 1948.
لنرجع معا إلى " زمن الرضا" ماذا تقول لنا عن عجّور؟
لا اذكر بالتحديد مساحة أراضي بلدتنا، لكنها تزيد عن ألف دونم، منها أراض "مفتلح" وأخرى "جفتلك" أي غير منظمة، قبل أن نخرج من البلدة بخمسة أعوام نظمت أراضيها. بلغ تعداد سكانها قبل العام 1948 قرابة 8 آلاف نسمة، أما حمائل البلد فهم العجارمة والهبره والسراحنة والسرابطة والمحارمة هذه العشائر هي العشائر المركزية التي تتشكل منها عجّور ولكل "حمولة" مختارها وحارتها، أما مخاتير البلد فهم اسلاق وهو مختار العجارمة، ومختار الهبرة محمد أبو صبّاح، أما السراحنة فمختارهم محمد السراحنة، وللسرابطة مختارهم الحاج مسلم أبو سليم، وعشيرة المحارمه محمد أبو مرار وحارتهم هي مقاعد للضيوف الذين يأتون إلى البلدة وينامون فيها، فالغريب الذي يأتي متمسيا يمكث في إحدى الحارات يقدمون له الواجبات المعروفة في كل قرانا، أيضا هذه الحارات هي مكان لاجتماع أهل البلدة "أو الحمولة" حيث تتم الاجتماعات الكبيرة بها وقد يتكلمون عن أمورهم الحياتية العادية، وكانت الحمولة تلم من أعضائها بالدور لرفد هذه الحارة.
في بلدتنا يوجد مسجد واحد، وقد تعاونت على بنائه "الحمائل" جميعها، وبني على ارض مشاع في منتصف البلدة تماما. وفي بلدتنا عدة مقامات: مقام الشيخ رمضان ويقع في طرف البلدة جنوبا "قبلي"، وعليه بناء مساحته 50م×50م تقريبا، وكانت المرأة التي تتعسر في الولادة أو الحمل تذهب إلى المقام ويصنعون له "سماطا" أو صحن زيت أو صحن بخور يضعونه في المقام حيث يأخذ الله سبحانه باليد، مقام الشيخ عبد الله وهو على طرف البلد من الشمال على حدود بلدة "زكريا"، وعليه بناء أيضا كانت النساء تتجه إليه كما هو حال المقام السابق، لقد كان الناس أصحاب نوايا حسنه يمشون ببساطة ليس كهذا اليوم، وهذا الدهر الذي لحقناه، أيضا هناك مقام الشيخ "تميم" وهو إلى الشرق من البلدة وأقرب إلى خارج حدودها، كان يزوره الناس ويحلفون عنده الإيمان والنذور، يذهبون له ليلة الجمعة يؤدون الواجب له. هناك إلى ذلك عدد من "الخرب" في البلدة: خربة "عمورية" وفيها "بد" زيت أي معصرة قديمة، وتقع إلى غرب البلدة أما في شرقها فهناك "دروسيا " وهي خربة قديمة أثرية من أيام الرومان كنا نفلح بها ونستفيد من أرضها. أما إمام مسجدنا فهو الشيخ سعد وهو من "حمولتنا" ولم يكن يتقاضى أي شيء لقد كان يقوم بهذا الواجب لوجه الله تعالى، وقد يدرس الطلاب على الحصير في المسجد حيث يعلم الطلاب الحروف الأبجدية، لقد ذهبت لأتلقى الدرس هناك، أنا الآن يا بني اشعر بالظلم لان أهلي جعلوني اترك المدرسة، وها أنا الآن كما تراني رجلا عاميا لا أستطيع أن أميز أشياء كثيرة تجري في هذه الدنيا، المهم كان الشيخ يأخذ من الطلاب مسحة حبوب من قمح أو ذرة أو شعير على البيدر، (بحسرة ) لقد حرمنا من التعليم لأننا فقراء، وقبل أن نخرج من عجّور بأربعة أعوام فتحت فيها مدرسة حكومية وكان المعلم من الخليل، وتدرس لغاية الصف الخامس الابتدائي، وتتكون المدرسة في ذلك الوقت من سبع غرف، أما حلاقو قريتنا اذكر محمد المنوّي وقد كان يأخذ مسحة من الحبوب على الموسم من زبائنه عندما يأتي البيدر يحمل كيسه ويبدأ في رحلة الذهاب إلى الزبائن الذين كانوا يعطونه أجره، وبالنسبة للأمراض والأوضاع الصحية في البلدة، فكنا نذهب للعلاج في الخليل إذا كان المرض خطيرا، أما بالنسبة للأمراض العادية فكنا ككل القرويين نعالجها بالميرمية والجعدة والكينا، وعندما كانت تغزونا "الحماوة" فكنا نلجأ لشجرة الكينا باحثين في عروقها وأوراقها عن دواء لهذا المرض. وعن ولادة النساء، فأنا اذكر أن امرأة من حمولتنا ذهبت مع أغنامها لخارج البلدة، ورأيتها بأم عيني تدخل إلى مغارة "كفرية" أي رومية قديمة، حيث ولدت هناك ثم لفت ابنها الوليد وحملته وعادت به إلى البلدة قاطعة من 4-5 كيلو مترات دون أن تقصد طبيبا أو داية. ومن دايات البلدة الحاجة صفيه من العجارمة وهي اشهر داية في عجّور، وحينما تتعسر المرأة في الولادة يحضرون هذه الداية لها وهي امرأة شهيرة في بلدتنا، وكانت تتقاضى صابونة أو علبة حلوى.
هل صحيح أن بلدتكم لم تقاوم؟ ولماذا خرج الناس بهذه السرعة؟
مع بداية الرحيل وهروب الناس من مدنهم وقراهم، جاءنا أناس من الرملة ومن يافا ومن تل الصافي، وأقاموا في بلدتنا، وأنا شخصيا استأجر عندي أناس من منطقة المغار. دخل اليهود علينا قبل المغرب بساعة، من تل الصافي ومن سجد، غابت الشمس وكانوا يصرخون "وين راح عرب" كأنني اسمعهم الآن بأذني وقد كنا نحن في ارض عجور والجيش المصري في المدرسة التي بنيناها قبل يومين وما لبث الجيش المصري أن خرج من البلدة، ولم يكن لدينا أي سلاح، وتعاونت أربع حمائل على شراء بارودة من الخليل، والبارودة التي تم شراؤها لم تثر طلقاتها لدفاع عن البلدة، لأن إحدى الطلقات علّقت بها ولم نعرف إخراجها، والذي اسقط معنوياتنا تماما احتلال دير ياسين، وهو أكثر شيء أخافنا وارهبنا، كان الناس يحدثوننا ما الذي حدث في دير ياسين وان الذي حدث هناك سوف يكرر معكم لذا بدأ الناس بالهروب بأعراضهم إلى القرى المجاورة، حينما دخل اليهود مساء عادوا للرجوع مرة أخرى وقد أخضعوها لنظام الدوريات، نحن في هذه اللحظات لم نكن خارج البلدة بل كنا في "الخرب " التي لعجور تشاورنا مع بعضنا بعض حيث أدركنا أن المنطقة احتلت كلها، بما فيها بيت جبرين، اتفقنا أن نرفع راية وان يدخل البلدة مجموعة من المفاوضين، كان عمري في ذلك الوقت عشرون عاما، المهم ذهب المفاوضون وهم يرفعون راية بيضاء ويرددون لا اله إلا الله أتت الدورية إليهم اذكر أنهم عشرة أفراد أوقفتهم الدورية، وجعلوهم يتقدمون إليهم واحدا واحدا للاستفسار منهم قالوا إننا نريد الرجوع إلى البلدة لكن "الخواجا" لم يستمع للوفد الذي يذهب إليه ابلغهم بأنه يريد منهم شيئا واحدا إذا احضروه فسوف يصبحون اصدقاء وطلب منهم 60 "برنا" وطبعا إحدى المعجزات من أين نأتي بهذا العدد أو حتى ببرن واحد، ابلغ الوفد أهل البلدة بما حصل معهم وهناك بدأنا باتخاذ قرارنا وأخذنا بالرحيل إلى القرى المجاورة لنا نحن ذهبنا إلى "حلحول" والتي لم تكن محتلة بعد، ومكثنا فيها اثني عشر عاما حيث بدأت في تلك الفترة بظهور المخيمات وقد بدأت في عقبة جبر وأريحا، قلنا نريد الذهاب إلى أريحا لان الحياة مكلفة هنا ونحن ندفع أجرة بيوت بالإضافة انه لا يوجد عمل لنا، ذهبت إلى مخيم عين السلطان، وعملت ببيارة هناك وسكنت في سقيفة بعد أن أعطتنا الوكالة القصب (البوص) أما الخشب فقد اشتريناه على حسابنا، مساحة سقيفتي 4×4 وكانت الأحوال مستورة ولا ندفع أجرة لأحد.
وماذا بعد أريحا؟ وهل تأمل بالعودة إلى الوطن
خرجنا من أريحا العام 1967 بعد أن سمعنا باحتلال الخليل والقدس، لم يكن هذا في حسابنا وخشينا أن يلحقنا الدور، وفعلا ما لبثوا أن نزلوا علينا من "جبال الطيبة"، دخلوا مشاة ودبابات وبدأت الطائرات بإلقاء المناشير فوقنا، اتجهنا شرقا إلى الأردن نسف اليهود الجسر والناس يريدون الخروج بأرواحهم اخذ الناس يغامرون ويقطعون النهر، نحن كنا مع أناس من النويعمة التقينا بهم قبل (الشريعة) قالوا نريد أن نقطع الماء أخذنا نساعد بعضنا في قطع النهر وصل الماء لهذا الحد (مشيرا إلى عنقه) وكانت ليلتنا الأولى في الشونة حيث كان هناك أربع حافلات بانتظارنا ركبنا بها وأوصلتنا إلى الضليل حيث مكثنا يومين بليلتين لم نأخذ سوى حراما واحدا أنا وزوجتي وأربعة أطفال وأعطونا خيمة بعد خمسة أيام.
أنا يا بني قطعت الأمل من العودة إلى فلسطين حينما وصلنا إلى الضليل وبقينا أربعة اشهر هناك وقد كانت الأخبار تأتي لنا بالعودة إلى أوطاننا كنت أقول والله يا جماعة إن هذه الأخبار لن تصدق ولهذا الآن أنا قاطع للامل بالعودة الى فلسطين قد نعود الى 67 أما 48 فلا اظن ذلك، ولا أمل عندي بالعودة إلى بلدي عجّور.
عجور
ستة وخمسون عاما على ضياع فلسطين وتحول قضية أهلها والمشردين إلى ملف غارق في غبار النسيان.وتحول حق العودة والتعويض إلى أحجية وحلم بعيد المنال. ومن كان عند نزوح أهله عن الأرض والدار والعتبات طفلا صار الآن كهلا، لم يعد لديه سوى القليل من الوقت والأماني وذاكرة مسننة يستند إليها، ويتحسس من خلالها فلسطينه التاريخية، فيما يده الراجفة تربت مطمئنة مفتاحا عتيقا، مخبئا في أعماق فؤاده الجريح وتقول له فيما يشبه الهذيان المكابر "إحنا لابد يوم نعود" ترصد الغد على حلقات استذكارات عدد من كبار السن ممن هجّروا، وواصلوا طوال كل تلك الأعوام تجرع كاس الغربة بمرارة وألم ومعاناة وأمل.
وهنا لقاء مع الحاج يوسف قاسم عليان العجارمة من قرية عجور قضاء الخليل المحتلة عام 1948.
لنرجع معا إلى " زمن الرضا" ماذا تقول لنا عن عجّور؟
لا اذكر بالتحديد مساحة أراضي بلدتنا، لكنها تزيد عن ألف دونم، منها أراض "مفتلح" وأخرى "جفتلك" أي غير منظمة، قبل أن نخرج من البلدة بخمسة أعوام نظمت أراضيها. بلغ تعداد سكانها قبل العام 1948 قرابة 8 آلاف نسمة، أما حمائل البلد فهم العجارمة والهبره والسراحنة والسرابطة والمحارمة هذه العشائر هي العشائر المركزية التي تتشكل منها عجّور ولكل "حمولة" مختارها وحارتها، أما مخاتير البلد فهم اسلاق وهو مختار العجارمة، ومختار الهبرة محمد أبو صبّاح، أما السراحنة فمختارهم محمد السراحنة، وللسرابطة مختارهم الحاج مسلم أبو سليم، وعشيرة المحارمه محمد أبو مرار وحارتهم هي مقاعد للضيوف الذين يأتون إلى البلدة وينامون فيها، فالغريب الذي يأتي متمسيا يمكث في إحدى الحارات يقدمون له الواجبات المعروفة في كل قرانا، أيضا هذه الحارات هي مكان لاجتماع أهل البلدة "أو الحمولة" حيث تتم الاجتماعات الكبيرة بها وقد يتكلمون عن أمورهم الحياتية العادية، وكانت الحمولة تلم من أعضائها بالدور لرفد هذه الحارة.
في بلدتنا يوجد مسجد واحد، وقد تعاونت على بنائه "الحمائل" جميعها، وبني على ارض مشاع في منتصف البلدة تماما. وفي بلدتنا عدة مقامات: مقام الشيخ رمضان ويقع في طرف البلدة جنوبا "قبلي"، وعليه بناء مساحته 50م×50م تقريبا، وكانت المرأة التي تتعسر في الولادة أو الحمل تذهب إلى المقام ويصنعون له "سماطا" أو صحن زيت أو صحن بخور يضعونه في المقام حيث يأخذ الله سبحانه باليد، مقام الشيخ عبد الله وهو على طرف البلد من الشمال على حدود بلدة "زكريا"، وعليه بناء أيضا كانت النساء تتجه إليه كما هو حال المقام السابق، لقد كان الناس أصحاب نوايا حسنه يمشون ببساطة ليس كهذا اليوم، وهذا الدهر الذي لحقناه، أيضا هناك مقام الشيخ "تميم" وهو إلى الشرق من البلدة وأقرب إلى خارج حدودها، كان يزوره الناس ويحلفون عنده الإيمان والنذور، يذهبون له ليلة الجمعة يؤدون الواجب له. هناك إلى ذلك عدد من "الخرب" في البلدة: خربة "عمورية" وفيها "بد" زيت أي معصرة قديمة، وتقع إلى غرب البلدة أما في شرقها فهناك "دروسيا " وهي خربة قديمة أثرية من أيام الرومان كنا نفلح بها ونستفيد من أرضها. أما إمام مسجدنا فهو الشيخ سعد وهو من "حمولتنا" ولم يكن يتقاضى أي شيء لقد كان يقوم بهذا الواجب لوجه الله تعالى، وقد يدرس الطلاب على الحصير في المسجد حيث يعلم الطلاب الحروف الأبجدية، لقد ذهبت لأتلقى الدرس هناك، أنا الآن يا بني اشعر بالظلم لان أهلي جعلوني اترك المدرسة، وها أنا الآن كما تراني رجلا عاميا لا أستطيع أن أميز أشياء كثيرة تجري في هذه الدنيا، المهم كان الشيخ يأخذ من الطلاب مسحة حبوب من قمح أو ذرة أو شعير على البيدر، (بحسرة ) لقد حرمنا من التعليم لأننا فقراء، وقبل أن نخرج من عجّور بأربعة أعوام فتحت فيها مدرسة حكومية وكان المعلم من الخليل، وتدرس لغاية الصف الخامس الابتدائي، وتتكون المدرسة في ذلك الوقت من سبع غرف، أما حلاقو قريتنا اذكر محمد المنوّي وقد كان يأخذ مسحة من الحبوب على الموسم من زبائنه عندما يأتي البيدر يحمل كيسه ويبدأ في رحلة الذهاب إلى الزبائن الذين كانوا يعطونه أجره، وبالنسبة للأمراض والأوضاع الصحية في البلدة، فكنا نذهب للعلاج في الخليل إذا كان المرض خطيرا، أما بالنسبة للأمراض العادية فكنا ككل القرويين نعالجها بالميرمية والجعدة والكينا، وعندما كانت تغزونا "الحماوة" فكنا نلجأ لشجرة الكينا باحثين في عروقها وأوراقها عن دواء لهذا المرض. وعن ولادة النساء، فأنا اذكر أن امرأة من حمولتنا ذهبت مع أغنامها لخارج البلدة، ورأيتها بأم عيني تدخل إلى مغارة "كفرية" أي رومية قديمة، حيث ولدت هناك ثم لفت ابنها الوليد وحملته وعادت به إلى البلدة قاطعة من 4-5 كيلو مترات دون أن تقصد طبيبا أو داية. ومن دايات البلدة الحاجة صفيه من العجارمة وهي اشهر داية في عجّور، وحينما تتعسر المرأة في الولادة يحضرون هذه الداية لها وهي امرأة شهيرة في بلدتنا، وكانت تتقاضى صابونة أو علبة حلوى.
هل صحيح أن بلدتكم لم تقاوم؟ ولماذا خرج الناس بهذه السرعة؟
مع بداية الرحيل وهروب الناس من مدنهم وقراهم، جاءنا أناس من الرملة ومن يافا ومن تل الصافي، وأقاموا في بلدتنا، وأنا شخصيا استأجر عندي أناس من منطقة المغار. دخل اليهود علينا قبل المغرب بساعة، من تل الصافي ومن سجد، غابت الشمس وكانوا يصرخون "وين راح عرب" كأنني اسمعهم الآن بأذني وقد كنا نحن في ارض عجور والجيش المصري في المدرسة التي بنيناها قبل يومين وما لبث الجيش المصري أن خرج من البلدة، ولم يكن لدينا أي سلاح، وتعاونت أربع حمائل على شراء بارودة من الخليل، والبارودة التي تم شراؤها لم تثر طلقاتها لدفاع عن البلدة، لأن إحدى الطلقات علّقت بها ولم نعرف إخراجها، والذي اسقط معنوياتنا تماما احتلال دير ياسين، وهو أكثر شيء أخافنا وارهبنا، كان الناس يحدثوننا ما الذي حدث في دير ياسين وان الذي حدث هناك سوف يكرر معكم لذا بدأ الناس بالهروب بأعراضهم إلى القرى المجاورة، حينما دخل اليهود مساء عادوا للرجوع مرة أخرى وقد أخضعوها لنظام الدوريات، نحن في هذه اللحظات لم نكن خارج البلدة بل كنا في "الخرب " التي لعجور تشاورنا مع بعضنا بعض حيث أدركنا أن المنطقة احتلت كلها، بما فيها بيت جبرين، اتفقنا أن نرفع راية وان يدخل البلدة مجموعة من المفاوضين، كان عمري في ذلك الوقت عشرون عاما، المهم ذهب المفاوضون وهم يرفعون راية بيضاء ويرددون لا اله إلا الله أتت الدورية إليهم اذكر أنهم عشرة أفراد أوقفتهم الدورية، وجعلوهم يتقدمون إليهم واحدا واحدا للاستفسار منهم قالوا إننا نريد الرجوع إلى البلدة لكن "الخواجا" لم يستمع للوفد الذي يذهب إليه ابلغهم بأنه يريد منهم شيئا واحدا إذا احضروه فسوف يصبحون اصدقاء وطلب منهم 60 "برنا" وطبعا إحدى المعجزات من أين نأتي بهذا العدد أو حتى ببرن واحد، ابلغ الوفد أهل البلدة بما حصل معهم وهناك بدأنا باتخاذ قرارنا وأخذنا بالرحيل إلى القرى المجاورة لنا نحن ذهبنا إلى "حلحول" والتي لم تكن محتلة بعد، ومكثنا فيها اثني عشر عاما حيث بدأت في تلك الفترة بظهور المخيمات وقد بدأت في عقبة جبر وأريحا، قلنا نريد الذهاب إلى أريحا لان الحياة مكلفة هنا ونحن ندفع أجرة بيوت بالإضافة انه لا يوجد عمل لنا، ذهبت إلى مخيم عين السلطان، وعملت ببيارة هناك وسكنت في سقيفة بعد أن أعطتنا الوكالة القصب (البوص) أما الخشب فقد اشتريناه على حسابنا، مساحة سقيفتي 4×4 وكانت الأحوال مستورة ولا ندفع أجرة لأحد.
وماذا بعد أريحا؟ وهل تأمل بالعودة إلى الوطن
خرجنا من أريحا العام 1967 بعد أن سمعنا باحتلال الخليل والقدس، لم يكن هذا في حسابنا وخشينا أن يلحقنا الدور، وفعلا ما لبثوا أن نزلوا علينا من "جبال الطيبة"، دخلوا مشاة ودبابات وبدأت الطائرات بإلقاء المناشير فوقنا، اتجهنا شرقا إلى الأردن نسف اليهود الجسر والناس يريدون الخروج بأرواحهم اخذ الناس يغامرون ويقطعون النهر، نحن كنا مع أناس من النويعمة التقينا بهم قبل (الشريعة) قالوا نريد أن نقطع الماء أخذنا نساعد بعضنا في قطع النهر وصل الماء لهذا الحد (مشيرا إلى عنقه) وكانت ليلتنا الأولى في الشونة حيث كان هناك أربع حافلات بانتظارنا ركبنا بها وأوصلتنا إلى الضليل حيث مكثنا يومين بليلتين لم نأخذ سوى حراما واحدا أنا وزوجتي وأربعة أطفال وأعطونا خيمة بعد خمسة أيام.
أنا يا بني قطعت الأمل من العودة إلى فلسطين حينما وصلنا إلى الضليل وبقينا أربعة اشهر هناك وقد كانت الأخبار تأتي لنا بالعودة إلى أوطاننا كنت أقول والله يا جماعة إن هذه الأخبار لن تصدق ولهذا الآن أنا قاطع للامل بالعودة الى فلسطين قد نعود الى 67 أما 48 فلا اظن ذلك، ولا أمل عندي بالعودة إلى بلدي عجّور.
عجور
رد: بلدة عجور / وذكريات الأجداد
ايها الحاج الجليل : النصر حتمية تاريخية ؛ والامل موجود لكل المكلومين ونحن ابناء فلسطين لا نكل ولا يرهبنا احد الامل موجود بهذه الاجيال التي لم تعرف عجور ولم تراها بل تسمع عنها وكل يوم يأتي يزيد تعلق هذا الجيل بوطنه وهذا هو الرد الحقيقي على مقولة بن غورين الكاذبة حين تم اعلان مايسمى اسرائيل: هدفنا من الان ان يموت الكبار وينسى الصغار . نعم يا بن غورين مات الكبار وزاد تعلق الصغار بوطنهم اكثر واكثر .
عزمي بنات- نائب المدير 2
- عدد الرسائل : 783
الموقع : www.ajoory.com
العمل/الترفيه : مدير
المزاج :
علم الدول :
حترامك لقوانين المنتدى :
تاريخ التسجيل : 14/02/2009
رد: بلدة عجور / وذكريات الأجداد
مشكور اخي العجوري على موضوعك الرائع وكل الشكر الى الجد يوسف العجارمة
امد الله في عمرة وجزاة الله على كلماتة الذي يعيد لنا الذكريات الجميلة والمحزنة
ايضا سنعود ان شاء الله
امد الله في عمرة وجزاة الله على كلماتة الذي يعيد لنا الذكريات الجميلة والمحزنة
ايضا سنعود ان شاء الله
رد: بلدة عجور / وذكريات الأجداد
موضوع عن بلادي عن ارضي وعن اجدادي كانت هناك امجادي
كل الحب لها وكل الشكر لكم ولكل من ساهم في هذا الملتقى الرائع
كل الحب لها وكل الشكر لكم ولكل من ساهم في هذا الملتقى الرائع
رد: بلدة عجور / وذكريات الأجداد
يسلموا أخي إبراهيم
و لكن حابة أصحح معلومة بخصوص المحارمه
مختار عشيرة المحارمه كان أحمد سلامة المحارمه
أما الأن مختار المحارمة هو محمود مصطفى المحارمه
عائلة أبو مرار من الأساس مو عجورية
هي عائلة من قرية أم الفحم من قضاء جنين لجأت عند الخورة اللتي هي ثلث من المحارمه
و كان محمد حسن أبو مرار له شأن و وجه (جاه) عند الخورة و كان يمثلهم في ((لجنة ختياريت عجور)) لذلك طلعت عليه مختار المحارمه
منقول من كتاب عجور أرض الأجداد في أجنادين
كتبه محمد عبد الهادي سمور
أرجو المعذرة و تقبل مروري
و لكن حابة أصحح معلومة بخصوص المحارمه
مختار عشيرة المحارمه كان أحمد سلامة المحارمه
أما الأن مختار المحارمة هو محمود مصطفى المحارمه
عائلة أبو مرار من الأساس مو عجورية
هي عائلة من قرية أم الفحم من قضاء جنين لجأت عند الخورة اللتي هي ثلث من المحارمه
و كان محمد حسن أبو مرار له شأن و وجه (جاه) عند الخورة و كان يمثلهم في ((لجنة ختياريت عجور)) لذلك طلعت عليه مختار المحارمه
منقول من كتاب عجور أرض الأجداد في أجنادين
كتبه محمد عبد الهادي سمور
أرجو المعذرة و تقبل مروري
رد: بلدة عجور / وذكريات الأجداد
اشكرك اخي اخي ابراهيم على الموضوع وكما اشكر الجميع على المداخلات
اما بخصوص مداخلة الاخت شذا قد تكون
صحية لكن اختي الغالية هي مجرد معلومات منقولة تعبر عن ناقلها او عن كاتب
الموضوع وليس هي من كتابات ومسؤلية
الملتقى فنحن نرحب في اي معلومات تدلنا على الصواب واتمنى من الاخت بتزويدنا
بالملومات التي لديها نكون شاكرين لك
ولك الحق في التعديل او الاضافة واجراء اي تعديلات اشكرك
اما بخصوص مداخلة الاخت شذا قد تكون
صحية لكن اختي الغالية هي مجرد معلومات منقولة تعبر عن ناقلها او عن كاتب
الموضوع وليس هي من كتابات ومسؤلية
الملتقى فنحن نرحب في اي معلومات تدلنا على الصواب واتمنى من الاخت بتزويدنا
بالملومات التي لديها نكون شاكرين لك
ولك الحق في التعديل او الاضافة واجراء اي تعديلات اشكرك
رد: بلدة عجور / وذكريات الأجداد
شكرا اخي جميل
انا قرات اللي كتبه أخ إبراهيم من قبل و ما كنت اعرف انه صح أو خطأ
و انا لا ألوم الاخ إبراهيم على هذا الخطأ بالعكس
و لكن كوني من عائلة المحارمه كان و اجب علي ان انقل المعلومة الأصح بعد ما تأكدت أنه في خطأ
أنا في إنتظار نسخة من الكتاب
و إن شاء الله راح أزودكم بنسخة منه و أحطها بالمنتدى
أرجو المعذرة إذا تسببت في إزعاج الأخ إبراهيم خصوصا
و لجميع الأعضاء
تحياتي
انا قرات اللي كتبه أخ إبراهيم من قبل و ما كنت اعرف انه صح أو خطأ
و انا لا ألوم الاخ إبراهيم على هذا الخطأ بالعكس
و لكن كوني من عائلة المحارمه كان و اجب علي ان انقل المعلومة الأصح بعد ما تأكدت أنه في خطأ
أنا في إنتظار نسخة من الكتاب
و إن شاء الله راح أزودكم بنسخة منه و أحطها بالمنتدى
أرجو المعذرة إذا تسببت في إزعاج الأخ إبراهيم خصوصا
و لجميع الأعضاء
تحياتي
مواضيع مماثلة
» بيان صادر عن ادارة موقع بلدة عجور تشجب فيه وتستنكر العبث بملتقى شباب عجور
» بدتنا عجور / رحلة مع الصور الى بلدة عجور
» كل ما تحب ان تعرفه عن بلدة عجور
» lمشاهير من بلدة عجور
» تحية لموقع بلدة عجور
» بدتنا عجور / رحلة مع الصور الى بلدة عجور
» كل ما تحب ان تعرفه عن بلدة عجور
» lمشاهير من بلدة عجور
» تحية لموقع بلدة عجور
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى