غصن زيتون ياسر عرفات الأخضر
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
غصن زيتون ياسر عرفات الأخضر
غصن زيتون ياسر عرفات الأخضر
زاد الاردن -
(المفاوضات سوف تستأنف إن عاجلا أو آجلا ، بشروط إسرائيلية مضافة تتبناها الولايات المتحدة ، وبالتالي سوف يتعمق الانقسام الفلسطيني وتنهار المصالحة الوطنية حتى لو نجح حوار القاهرة)
بقلم نقولا ناصر*
إذا لم يكن استشهاد ياسر عرفات ، الذي قرر مجلس أمناء المؤسسة التي أنشئت للحفاظ على تراثه مؤخرا إعادة فتح التحقيق في وفاته الغامضة في ظاهرها ، إسقاطا لغصن الزيتون الذي ناشد الزعيم الفلسطيني الراحل العالم كي لا يسقطه من يده عام 1974 ، فإن الناخب الإسرائيلي ينبغي أن يكون الآن قد اسقط غصن الزيتون الأخضر الفلسطيني والعربي بعد أن حمل إلى الحكم في تل أبيب ائتلافا حاكما يصفه معارضوه من الإسرائيليين أنفسهم بأنه الأكثر تطرفا في تاريخ دولة الاحتلال ليقوده أمثال بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان ، ممن وضعوا آرييل شارون الغائب عن الوعي منذ بضع سنوات على يمينهم ، لكن حملة هذا الغصن الذين التقطوه من عرفات يعضون عليه بالنواجذ وما زالوا يرفعونه عله يحلق أعلى من طائرات الإف 35 الحربية أميركية الصنع التي ستحصل تل أبيب عليها قبل أن تدخل الخدمة العسكرية في واشنطن نفسها ، بينما يواصلون جدلهم البيزنطي حد إثارة الانقسام الوطني والقومي دفاعا عنه ، مثلهم مثل أهل بيزنطة عندما اكتفوا برفع الصليب لطرد ما اعتقدوه أرواحا شريرة تظاهر أعداءهم عليهم بينما عاصمتهم القسطنطينية على وشك السقوط .
وربما هناك دلالة رمزية في كون من ورثوا غصن عرفات الأخضر هما أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الذي انتخبه مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات رئيسا له العام الماضي ورفيق درب عرفات الذي خلفه في مواقعه كافة ، محمود عباس ، الذي انتخبه المجلس رئيسا فخريا للمؤسسة ، ليظل الغصن الأخضر يحلق بجناحين عربي وفلسطيني . لكن يغيب عن وارثي غصن عرفات الأخضر كليهما ، بوعي أو دون وعي ، حقيقة أن صاحبه الراحل كان يمخر عباب النضال الوطني الفلسطيني بجناحين أحدهما يحمل الغصن الأخضر والثاني بندقية المقاومة ، وكما يبدو من ظاهر الأمور فإن كليهما ورث جناحا عرفاتيا واحدا ويصر على التحليق به فقط .
إن حكومة نتنياهو التي حظيت بثقة الكنيست يوم الثلاثاء الماضي ، التي يتحدث مثل ليبرمان باسمها أمام العالم كوزير للخارجية ، تجهر بأنها تستعد للحرب العسكرية ضد قطاع غزة وإيران ، وللحرب الديموغرافية ضد عرب فلسطين من "مواطنيها" ومن الخاضعين لاحتلالها ، وللحرب الاقتصادية بمواصلة حصار غزة جنوبا وبسياسة جديدة شرقا لربط اقتصاد الضفة الغربية باقتصادها ربطا لا فكاك منه ، وللحرب السياسية ضد الشريك الفلسطيني في "عملية السلام" بتكرار رفضها الصريح لأي تسوية سياسية على أساس حل الدولتين لمبادلة الأرض بالسلام وإقامة دولة فلسطينية إلى جانبها ورفضها ل"عملية أنابوليس" التي انطلقت عام 2007 لإحياء مفاوضات قيل إن ذلك كان هدفها ، أي أنها حكومة حرب شاملة على عرب فلسطين جميعهم ، لخص ليبرمان برنامجها يوم الخميس الماضي بقوله: "إن أردت السلام فاستعد للحرب" (هآرتس) !
وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن ليبرمان ونتنياهو "يغلقان الباب" أمام السلام ومفاوضاته وأمام راعيه الأميركي ، ومع ذلك فإن الجامعة العربية ومنظمة التحرير ومؤسسة القمة العربية ، حسب البيان الختامي لدورتها العادية الأخيرة في الدوحة ، يتشبثون بإبقاء أبوابهم جميعها مشرعة ، مزينة بالغصن الأخضر الذي اصفر بعد أن امتص سراب السلام الصحراوي الخادع خضرته ، ليدخلها من يشاء دون حاجة حتى لطرقها استئذانا بالدخول ، وكان تهديدهم الوحيد الخجول هو التلويح بأن هذه الأبواب لن تظل مشرعة إلى أجل غير مسمى .
وفي هذه الأثناء ، يستعد ورثة غصن عرفات الأخضر للانطلاق في "حملة" تشنها الدبلوماسية العربية ، وتتصدرها "جولة دولية" للرئيس عباس ، حسب عريقات ، تشمل اللجنة "الرباعية" الدولية لشرح "مخاطر" سياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة ، ولحث المجتمع الدولي من أجل "الضغط" على هذه الحكومة كي تجنح إلى السلام ، أي أن هؤلاء الورثة اختاروا أن يلقوا "الكرة في ملعب العالم كله" ، كما قال عباس ، وقرروا أن يتركوا بابهم مواربا لاستئناف التفاوض مع حكومة الحرب الجديدة في تل أبيب إذا ما استجاب "العالم" للمناشدة العربية والفلسطينية من أجل الضغط عليها للجنوح نحو السلم ، في عملية هروب جديدة من استحقاقات المقاومة إلى "الملعب" الدولي نفسه الذي لولا ضغطه في الاتجاه المعاكس طوال الستين عاما المنصرمة لما قامت للاحتلال ودولته قائمة .
عدا ذلك كان رد الفعل العربي والفلسطيني على نتنياهو وليبرمان ردا "دبلوماسيا" تثير دماثته المفرطة الإشفاق على العجز العربي أكثر مما تثير الغضب على عدم الرد على حكومتهما بلغتها . فعمرو موسى يوم الخميس الماضي اكتفى بوصف الموقف الإسرائيلي بأنه "سلبي" عندما يتعلق الأمر بالسلام ومبادراته ، لا بل إنه لم ير أي "تغيير" في هذا الموقف بين الحكومة الجديدة وبين سابقتها إلا في "أسلوب الكلام الجديد" ، فكلتا الحكومتين ، كما قال ، لم تلتزما ب"تفاهمات مؤتمر أنابوليس" والاتفاقيات الخاصة ببناء المستعمرات الاستيطانية ، والاستنتاج طبعا هو أنه طالما لم يحدث أي تغيير بين الحكومتين فإن عدم التزام حكومة إيهود أولمرت السابقة الذي لم يمنع التفاوض معها يمكن القياس عليه للتفاوض مع حكومة نتنياهو الجديدة
.(المفاوضات سوف تستأنف إن عاجلا أو آجلا ، بشروط إسرائيلية مضافة تتبناها الولايات المتحدة ، وبالتالي سوف يتعمق الانقسام الفلسطيني وتنهار المصالحة الوطنية حتى لو نجح حوار القاهرة)
بقلم نقولا ناصر*
إذا لم يكن استشهاد ياسر عرفات ، الذي قرر مجلس أمناء المؤسسة التي أنشئت للحفاظ على تراثه مؤخرا إعادة فتح التحقيق في وفاته الغامضة في ظاهرها ، إسقاطا لغصن الزيتون الذي ناشد الزعيم الفلسطيني الراحل العالم كي لا يسقطه من يده عام 1974 ، فإن الناخب الإسرائيلي ينبغي أن يكون الآن قد اسقط غصن الزيتون الأخضر الفلسطيني والعربي بعد أن حمل إلى الحكم في تل أبيب ائتلافا حاكما يصفه معارضوه من الإسرائيليين أنفسهم بأنه الأكثر تطرفا في تاريخ دولة الاحتلال ليقوده أمثال بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان ، ممن وضعوا آرييل شارون الغائب عن الوعي منذ بضع سنوات على يمينهم ، لكن حملة هذا الغصن الذين التقطوه من عرفات يعضون عليه بالنواجذ وما زالوا يرفعونه عله يحلق أعلى من طائرات الإف 35 الحربية أميركية الصنع التي ستحصل تل أبيب عليها قبل أن تدخل الخدمة العسكرية في واشنطن نفسها ، بينما يواصلون جدلهم البيزنطي حد إثارة الانقسام الوطني والقومي دفاعا عنه ، مثلهم مثل أهل بيزنطة عندما اكتفوا برفع الصليب لطرد ما اعتقدوه أرواحا شريرة تظاهر أعداءهم عليهم بينما عاصمتهم القسطنطينية على وشك السقوط .
وربما هناك دلالة رمزية في كون من ورثوا غصن عرفات الأخضر هما أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الذي انتخبه مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات رئيسا له العام الماضي ورفيق درب عرفات الذي خلفه في مواقعه كافة ، محمود عباس ، الذي انتخبه المجلس رئيسا فخريا للمؤسسة ، ليظل الغصن الأخضر يحلق بجناحين عربي وفلسطيني . لكن يغيب عن وارثي غصن عرفات الأخضر كليهما ، بوعي أو دون وعي ، حقيقة أن صاحبه الراحل كان يمخر عباب النضال الوطني الفلسطيني بجناحين أحدهما يحمل الغصن الأخضر والثاني بندقية المقاومة ، وكما يبدو من ظاهر الأمور فإن كليهما ورث جناحا عرفاتيا واحدا ويصر على التحليق به فقط .
إن حكومة نتنياهو التي حظيت بثقة الكنيست يوم الثلاثاء الماضي ، التي يتحدث مثل ليبرمان باسمها أمام العالم كوزير للخارجية ، تجهر بأنها تستعد للحرب العسكرية ضد قطاع غزة وإيران ، وللحرب الديموغرافية ضد عرب فلسطين من "مواطنيها" ومن الخاضعين لاحتلالها ، وللحرب الاقتصادية بمواصلة حصار غزة جنوبا وبسياسة جديدة شرقا لربط اقتصاد الضفة الغربية باقتصادها ربطا لا فكاك منه ، وللحرب السياسية ضد الشريك الفلسطيني في "عملية السلام" بتكرار رفضها الصريح لأي تسوية سياسية على أساس حل الدولتين لمبادلة الأرض بالسلام وإقامة دولة فلسطينية إلى جانبها ورفضها ل"عملية أنابوليس" التي انطلقت عام 2007 لإحياء مفاوضات قيل إن ذلك كان هدفها ، أي أنها حكومة حرب شاملة على عرب فلسطين جميعهم ، لخص ليبرمان برنامجها يوم الخميس الماضي بقوله: "إن أردت السلام فاستعد للحرب" (هآرتس) !
وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن ليبرمان ونتنياهو "يغلقان الباب" أمام السلام ومفاوضاته وأمام راعيه الأميركي ، ومع ذلك فإن الجامعة العربية ومنظمة التحرير ومؤسسة القمة العربية ، حسب البيان الختامي لدورتها العادية الأخيرة في الدوحة ، يتشبثون بإبقاء أبوابهم جميعها مشرعة ، مزينة بالغصن الأخضر الذي اصفر بعد أن امتص سراب السلام الصحراوي الخادع خضرته ، ليدخلها من يشاء دون حاجة حتى لطرقها استئذانا بالدخول ، وكان تهديدهم الوحيد الخجول هو التلويح بأن هذه الأبواب لن تظل مشرعة إلى أجل غير مسمى .
وفي هذه الأثناء ، يستعد ورثة غصن عرفات الأخضر للانطلاق في "حملة" تشنها الدبلوماسية العربية ، وتتصدرها "جولة دولية" للرئيس عباس ، حسب عريقات ، تشمل اللجنة "الرباعية" الدولية لشرح "مخاطر" سياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة ، ولحث المجتمع الدولي من أجل "الضغط" على هذه الحكومة كي تجنح إلى السلام ، أي أن هؤلاء الورثة اختاروا أن يلقوا "الكرة في ملعب العالم كله" ، كما قال عباس ، وقرروا أن يتركوا بابهم مواربا لاستئناف التفاوض مع حكومة الحرب الجديدة في تل أبيب إذا ما استجاب "العالم" للمناشدة العربية والفلسطينية من أجل الضغط عليها للجنوح نحو السلم ، في عملية هروب جديدة من استحقاقات المقاومة إلى "الملعب" الدولي نفسه الذي لولا ضغطه في الاتجاه المعاكس طوال الستين عاما المنصرمة لما قامت للاحتلال ودولته قائمة .
عدا ذلك كان رد الفعل العربي والفلسطيني على نتنياهو وليبرمان ردا "دبلوماسيا" تثير دماثته المفرطة الإشفاق على العجز العربي أكثر مما تثير الغضب على عدم الرد على حكومتهما بلغتها . فعمرو موسى يوم الخميس الماضي اكتفى بوصف الموقف الإسرائيلي بأنه "سلبي" عندما يتعلق الأمر بالسلام ومبادراته ، لا بل إنه لم ير أي "تغيير" في هذا الموقف بين الحكومة الجديدة وبين سابقتها إلا في "أسلوب الكلام الجديد" ، فكلتا الحكومتين ، كما قال ، لم تلتزما ب"تفاهمات مؤتمر أنابوليس" والاتفاقيات الخاصة ببناء المستعمرات الاستيطانية ، والاستنتاج طبعا هو أنه طالما لم يحدث أي تغيير بين الحكومتين فإن عدم التزام حكومة إيهود أولمرت السابقة الذي لم يمنع التفاوض معها يمكن القياس عليه للتفاوض مع حكومة نتنياهو الجديدة
رد: غصن زيتون ياسر عرفات الأخضر
شكرا صديقي كايد على المقالة الرائعة والهادفة وامريكا واسرائيل تعملنان دائما على زرع
الشك الفتنة بين الاخوة وليس في مصلحتهم الاتفاق اتمنى من هذا الشعب المجاهد النهوض
وصد جميع المحاولات واتمنى ان تظهر حقيقة استشهاد الرئيس ياسر عرفات اشكرك
الشك الفتنة بين الاخوة وليس في مصلحتهم الاتفاق اتمنى من هذا الشعب المجاهد النهوض
وصد جميع المحاولات واتمنى ان تظهر حقيقة استشهاد الرئيس ياسر عرفات اشكرك
رد: غصن زيتون ياسر عرفات الأخضر
موضوع اكثر من شيق اخي العزيز ولا اضافات عليه.....................
اسماعيل سليمان السلاق- المراقب العام
- عدد الرسائل : 528
المزاج :
علم الدول :
حترامك لقوانين المنتدى :
تاريخ التسجيل : 19/10/2009
مواضيع مماثلة
» تحية لروح الرئيس الشهيد ياسر عرفات
» الجزيرة تكشف حقائق جديدة عن استشهاد الراحل ياسر عرفات -البولونيوم عثر في مقتنيات الرئيس ... فيديو
» أثار دهشة الحاضرين في نشاط بمناسبة "النكبة".. هندي في الإمارات يحمل اسم ياسر عرفات
» اللون الأخضر في القرآن
» عرفات في الذكرى الخامسة
» الجزيرة تكشف حقائق جديدة عن استشهاد الراحل ياسر عرفات -البولونيوم عثر في مقتنيات الرئيس ... فيديو
» أثار دهشة الحاضرين في نشاط بمناسبة "النكبة".. هندي في الإمارات يحمل اسم ياسر عرفات
» اللون الأخضر في القرآن
» عرفات في الذكرى الخامسة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى