خرس الازواج ..اقتصاد الكلام أم أعباء الحياة

خرس الازواج ..اقتصاد الكلام أم أعباء الحياة

لانا الظاهر - يعود زوجي من عمله اليومي و لا ينطق بكلمة واحدة ، أو يشركني في شوؤن حياته ومتاعبه ، ما يفعله يسبب لي الاحباط ، ولم استطع ان اتعود طريقته، صمت وطعام دون كلام . وتتابع زوجي يعمل بوظيفتين وهو غير قادر على الاطلاع على احوال وتفاصيل ابنائنا. هكذا تصف سماح مصطفى 40 عاما حياتها مع زوجها أو ما تسميه بـ الخرس الزوجي وكما يقول أخصائي علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين خزاعي فان اهم اسبابه إدارة إنعدام الحوار الأسري إذ لا يوجد في الأسرة إدارة من حيث الوقت أوالموازنة .
وتروي شروق ابراهيم 35 عاما:زوجي لا يسمعني ولا ينصت لما أقوله خصوصا بعد مضي عام على زواجنا مما يشعرني بأني غير مهمة ويسبب كثرة المشاكل بيننا.
ويبين الدكتور خزاعي أن الخرس الزوجي له عدة أسباب منها التنشئة الاجتماعية في الأسرة وخاصة أن الأبناء يتعلمون من الآباء والأمهات التقليد والمحاكاة ويكتسبون السلوكيات السلبية من الأب.
ويؤكد على أن العامل الاقتصادي وخاصة إذا كانت الزوجة مقتدرة ماليا أكثر من الزوج وتنفق على الأسرة وتحقق بعض الأدوار الاقتصادية في المنزل يؤدي إلى صمت الزوج. كما أن الزوج إذا كان هو الذي يعمل أي المعيل الوحيد للأسرة فيشعر بانه غير قادر على تلبية مطالب الأبناء والانفاق الأسري مما يؤدي إلى انعزال داخل الأسرة هربا من مطالب الابناء إذ أن من أصعب المواقف التي يواجهها الأباء تلبية مطالب الأبناء خاصة عندما تكون القدرة المالية معدومة .
ويوضح بأن دخول الكماليات كأساسيات على الاسرة زاد من الاعباء والغى الحوار بسبب الانشغال الدائم بطرائق التسديد إذ يتم إنفاق الراتب بنسبة 66% على المواد غير الغذائية و20-25% يتم إنفاقه على دفع الفواتير من كهرباء وماء وهواتف.
ويبين علماء النفس أن الأزواج العاملين لا يتحدثون مع زوجاتهم أكثر من 15 دقيقة يوميا ويكون الحديث مقتصرا على المسائل المنزلية كتوفير الأغراض المنزلية ورعاية الأبناء دون أن يقوموا بأعمال تجلب لهم السعادة والمرح.
ويشير إلى أن توفير الاحتياجات المنزلية والاهتمام بالأعباء الأسرية يأخذ الكثير من جهد الأزواج فالمرأة في مجتمعنا تتحمل العبء الأكبر بينما يكون دور الزوج توفير الجانب المادي وبالتالي يكون غافلا عن دوره في تربية الأبناء ومتابعة احتياجاتهم وحتى مشاركة الزوجة في الاعباء المنزلية.
ويقول أن الزوجة لا تستطيع أن تفهم أن عدم الانصات لا يعني عدم الاهتمام وبالمقابل يعتبر الرجل أن حديث النساء مليء بالتفاصيل الزائدة وليست بذات أهمية في الغالب ويعود ذلك لاختلاف نظرة كل منهم للأمور والواقع حقيقة أن الانصات والاستماع الزوجي هو أولى لبنات حياة زوجية صحيحة سليمة مليئة بالسعادة .
ويوضح الموظف احمد عبد الكريم أن السبب في عدم سماع الزوج لزوجته هو عدم اختيار الوقت المناسب للتحدث وقد يساعد في حل المشكلة اختيار الوقت المناسب للتحدث مع الزوج وعدم التحدث مع الزوج في حالة دخول الزوج لكهفه الخاص يعتبر اي محاولة من الزوجة لحثه للتحدث معها.
والخرس الزوجي قد يؤدي إلى طلاق روحي بين الزوجين حيث نجد أنهما يعيشان تحت سقف واحد لكنهما منفصلان معنويا والصمتالخرس مرض يصيب الرجال أكثر من النساء لأن النساء بطبيعتهن لا يستطعن الصمت.
ومن أهم اسباب الخرس الزوجي سوء الاختيار بين الزوجين فيحدث الصمت كوسيلة للتخلص من الزواج فكل واحد منهما يركز على ذاته وتنتفي الصراحة والوضوح والتجديد ويسود الروتين والرتابة في العلاقة الزوجية.
ويبين علماء النفس أن الرجل يصمت مع زوجته داخل المنزل عندما يواجه مشكلة أو مسألة معقدة أو يمر بظروف صعبة فغالبا ما يلجأ إلى الصمت وهنا يصمت لأنه يفكر بهدوء ويختلي بنفسه حتى يحل هذه المشكلة والرجل يعتبر انه المسؤول عن حل مشاكله بنفسه ولا يحب أن يشاركه احد في هذا التفكير فنراه يصمت لساعات طويلة لحل مشكلة ما بنفسه ومن بعد ان يجد لها حلا يعود إلى الحوار والتواصل مع الآخرين.
ويقولون أن الرجل يصمت عندما يكون متعبا ويحتاج فترة من الراحة للاستجمام واستعادة الطاقة أما المرأة فعندما تكون متعبة فتعبر بصوت عال وتتكلم عما يقلقها ثم عندما تتخلص من ما بداخلها ترتاح لكن الرجل لا يستخدم هذا الاسلوب.
وينصحون بان أهم طرق علاج الخرس الزوجي أن لا تضغط المرأة على زوجها ليتكلم وأن لا تصبح دائمة الشكوى من صمته.
و أن لا تسيئ تفسير موقفه من عدم الكلام وتتقبل صمته وأن يتفهم الزوج حاجتها للكلام والشكوى والأذن الصاغية وأن يعرف كيف يستمع لها دون أن يعطي الحلول .
ومن النصائح أن يتفهم الطرفان طريقة استخدام اللغة الخاصة بكل منهما وأن يفهم ما يقصده الطرف الآخر بمنظار المتكلم وعدم المقاطعة والسخرية او الاستهزاء او استخدام عبارات الشتم واللوم اثناء الحديث وعندما يتحول الحوار إلى شجار الافضل إنهاؤه والاتفاق على موعد لاحق للمناقشة إضافة إلى تغيير المكان إذا لم يهدأ الغضب والابتعاد عن مكان القاش حتى تهدأ الامور وعدم الاستعلاء اثناء الحديث .