خواطر عجورية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خواطر عجورية
قبل ايام بعثت لامي صورة لصبر و تين عجور فحادثتني عبر الهاتف بان هذه الصورة اجمل هدية تستلمها فقد ذكرتهابطفولتها في عجور حقيقة لم اشعر بسرور من اطري عليه بل خالطني شعور بالخجل و الذنب فانا غير قادر ان استرد قريتي في فلسطين الى الان بل و لم اقدر حتى على الحصول حقا على بعض ثمارها .
يستطيع الفلسطيني ان يجوب المعمورة ان يصل الصين و امريكا و لكنه لا يستطيع ان يزور قريته التي يستطيع ان يراها عبر الافق و تستطيع اجناس الارض كلها ان تسوح في فلسطين و لكن لا يقدر على ذلك من يقول انها حق مغصوب .
تحضر ذاكرتي كلمات جدتي قبل وفاتها تتمنى فيها ان تدفن في عجور و لكنها الان دفينة مقبرة المخيم تماما كالاف اخرين بذات الامنية تملئ قبورهم التلال الجرداء حول المخيمات , في حالتنا البعد و القرب لا يقاس بالمسافات و انما بالارادات و موازين القوى بين الدول و الحضارات , عجور ليست بعيدة جغرافيا عن عمان او دمشق او القاهرة و لكنها في ذات درجة بعد غرناطة و قرطبة الفاصل بينهم و بيننا ليس نهر الاردن و لا مضيق جبل طارق و انما تحالف الغرب و ادعياء صهيون و انانيات الاخوة و تخاذلهم .
ليس ضعفنا بسبب قوة عدونا بل ان قوة عدونا بسبب ضعفنا, لماذا نملئ العالم بصراخنا اننا اصحاب حق و اننا مظلومون ? انظن انهم لا يعلمون ذلك بلى و لكنهم يعلمون ايضا اننا ضعفاء و محارق الضعفاء في غزة او الدوايمة او عجور او دير ياسين او العراق او لبنان كما قال بيريز بكل ما اوتي من وقاحة لا تهم .
تجولت كثيرا في العالم فلم ار يهوديا يتسول و عندما ازور بلد عربي ما, تصدمني لا مبالاة الكثيرين امام متسولين عرب و مسلمين مثلهم ,ان من لا يكترث بمسلم مثله يتسول لن يهب لنجدة المستغيثين في القدس و غزة.
كفلسطيني لم تشعرني بالامتنان وعود مساعدات اعمار غزة في وقت
كانت الحرب تحصد العزل الابرياء بل شعرت بالغثيان و التقزز ما فائدة الحجر بلا قيمة لبشر .
هذهالحرب الاخيرة لم تقم بناء على موازين قوى بل قامت لتتعدى على الحدود الاخيرة للانسان الفلسطينى و هي الامل في المقاومة انها ليست حتى ضد مقاومة ناجعة بل ضد فكرة المقاومة .
ان اغتيال اطفال اللاجئين في غزة هو تطبيق للفكر البوشي حول الحرب الاحترازية, فاطفال غزة في نظر الحلف ما بين الصليبيين الجدد و الصهاينة مذنبون, لانهم لا زالوا يحفظون اسماء قراهم التي طرد ابائهم منها ,و لانهم سمعوا من توفي من اجدادهم و هو يتمنى العودة لها حتى و لو ليدفن فيها, ان هذا الحلف يعلم ان فكرة عودة في ذهن طفل ضعيف يمكن ان تدمرهم لانهم يعلمون كما نعلم ان الباطل كان زهوقا.
منقولة بقلم زياد سكر
عزمي بنات- نائب المدير 2
- عدد الرسائل : 783
الموقع : www.ajoory.com
العمل/الترفيه : مدير
المزاج :
علم الدول :
حترامك لقوانين المنتدى :
تاريخ التسجيل : 14/02/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى