جودة يطالب إسرائيل التزام درب السلام ووقف الاستيطان ورفع الحصار عن غزة

من طرف **العجوري** الأحد سبتمبر 27, 2009 10:45 am

جودة يطالب إسرائيل بسلوك درب السلام

وزير الخارجية يلقي كلمة الاردن في الجمعية العامة : للامم المتحدة مسؤولية دائمة تجاه القضية الفلسطينية
نيويورك - بترا - اكد وزير الخارجية ناصر جودة ارتياح الاردن للتوجه الملموس لاعادة الاعتبار للعمل الدولي متعدد الاطراف لاننا نؤمن بأنه يشكل الوسيلة الأمثل والأكثر فاعليه ان لم تكن الوحيدة، التي من شأنها ضمان التعامل بنجاح مع التحديات الدولية المتشعبة .
وقال جودة ان التجارب اثبتت عدم قدرة وامكانية اي دولة بمفردها على مواجهة التحديات لانها وبطبيعتها، عابرة للحدود وتقتضي حكما جهدا دوليا منسقا يعمل تحت مظلة دولية واحدة وجامعة.
واضاف جودة في كلمة الاردن التي القاها امس في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك أن منظمة الامم المتحدة، وبالرغم من محاولات عديدة هدفت للتشكيك بفاعليتها وقدرتها على التصدي الفاعل لتحديات ومشكلات القرن الواحد والعشرين، تظل وستبقى الوعاء الدولي الامثل القادر، ومن خلال عالمية عضويتها، على التعامل بنجاح مع التحديات التي تواجهنا جميعا دولا وشعوبا.
واشار جودة الى ان الجميع شهد النتائج الوخيمة التي افضت اليها النزعات المنادية بتهميش مؤسسات العمل الدولي المتعدد الاطراف وفي المقدمة منها منظمة الامم المتحدة والتداعيات والعواقب المترتبة على ذلك من تعميق وتعقيد للمشكلات القائمة بدلا من حلها وتجاوزها.
كما اشار في هذا الصدد الى انه لابد لنا في هذا السياق من انجاز عملية اصلاح منظمة الامم المتحدة واجهزتها الرئيسية كذلك اصلاحها المالي والأداري لتمكينها من الاستجابة الشاملة والفاعلة للتحديات الدولية القائمة والجديدة والتي نتج بعض منها عن التغييرات التي اصابت بنية وتركيبة النظام الدولي عما كان قائما لدى انشاء منظمة الامم المتحدة مثلما نتج بعضها الآخر عن تطور الوسائل والامكانات العلميه والتقدم التكنولوجي والثورة التي يشهدها عالم الاتصالات وكذلك حقائق العولمة التي جعلت هذا العالم، بحق، قرية صغيرة يتأثر كل ركن فيها بما يجري في ركن آخر وكذلك متطلباتها والآثار المصاحبة لها مثل ظواهر التصحر والتغير المناخي والارهاب والفقر والاوبئة ومشاكل انتشار اسلحة الدمار الشامل وغيرها من التحديات.
واكد وزير الخارجية إن أحد أبرز النجاحات، وهي كثيرة، التي تسجل لمنظمة الامم المتحدة تتمثل في دورها الرائد والطليعي في انهاء ظاهرة الاستعمار والاحتلالات وفي ضمان ممارسة الشعوب لحقها في تقرير مصيرها.
وقال لكن مع الاسف، وبالرغم من أن منظمة الامم المتحدة قد اخذت على عاتقها تحمل المسؤولية الدائمة عن قضية فلسطيين، فان اسرائيل مستمرة ومنذ عام 1967 في احتلالها للاراضي الفلسطينية والعربية وفي عدم تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية وعلى اساس خطوط الرابع من حزيران عام 1967 كما ان اسرائيل مستمرة في احتلالها للجولان السوري ولاراض لبنانية.
واضاف جودة في كلمته بينما التزم العرب ومنذ قمة بيروت عام 2002 من خلال تبني مبادرة السلام العربيه والتمسك بها في كل قمة عربية تلت منذ ذلك الوقت وآخرها قمة الدوحة خلال الربيع الماضي ، وما زالوا، بحل الدولتين وبالسلام الشامل الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة واعادة كامل الاراضي السورية واللبنانية المحتلة وايجاد حل متفق علية لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين على اساس قرار الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة رقم 194 وتحقيق السلام والامن والاعتراف باسرائيل من قبل جميع الدول العربية،الا ان اسرائيل مستمرة في عدم تجاوبها مع الخيار العالمي و العربي الجماعي بالسلام العادل والشامل وتحقيق حل الدولتين وفقا للمرجعيات الدولية المعتمدة بهذا الشأن وكذلك مبادرة السلام العربية.
وقال وزير الخارجية لابد من العمل الأن على ان تتجاوب اسرائيل مع الجهود الجادة والكبيرة التي يقودها الرئيس الامريكي باراك اوباما وادارته مسنودين باجماع ودعم دولي غير مسبوق وتجاوب عربي وفلسطيني صادق لأطلاق مفاوضات جادة تفضي الى انجاز حل الدولتين واحلال السلام الشامل في الشرق الأوسط وهو الأمر الذي يشكل مصلحة عالمية وامريكية مثلما هو مصلحة فلسطينية وعربية واسرائيلية.
واننا في الاردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ، نعمل بدأب وبدون كلل لتحقيق هذا الهدف النبيل الذي تستحقة شعوبنا.
واكد ان الأردن يساند ويدعم بالكامل المضامين الهامه التي تضمنها الخطاب الذي القاه الرئيس الأميركي باراك اوباما في هذه الجمعيه بتاريخ 23 ايلول الجاري. لقد فصل هذا الخطاب، وبما لا يدع مجالا للبس رؤية الرئيس الأمريكي للحل النهائي المتمثل في انهاء الأحتلال الأسرائيلي الذي بدأ عام 1967 من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والمتواصلة جغرافيا و القابلة للحياه لتعيش بسلام وامن الى جانب دوله اسرائيل وكذلك تحقيق السلام ما بين سوريا ولبنان واسرائيل.
وقال ان اعادة تأكيد الرئيس اوباما وبوضوح في هذا الخطاب على الأطار السياسي المرجعي للمفاوضات الفلسطينية-الأسرائيلية عبر الـتأكيد على ان قضايا الحدود والأمن و القدس واللاجئين هي قضايا الحل النهائي التفاوضية الحيوية هو امر هام ومقدر مثلما هو تأكيده القاطع على عدم شرعية المستوطنات.
وبين جودة ان خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما هذا يدلل ايضا على استمرار التزامه القوي بتحقيق حل الدولتين والسلام الشامل في الشرق الأوسط وعزمه على مواصلة الجهود الكبيرة والمشكورة التي بدأها وادارته، ومنذ اليوم الاول لتولي المسؤولية، لخلق البيئة البناءة والملائمة لاطلاق مفاوضات جادة وبسرعة، وعلى كل المسارات للوصول الى تحقيق حل الدولتين واحلال السلام الشامل في الشرق الأوسط.
واكد ان هذه البيئة البناءة والملائمة يصعب تحقيقها طالما ان اسرائيل ترفض وقف الاستيطان في الاراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية وترفض وقف كل الاعمال الاحادية الجانب، وخصوصا في القدس الشرقية المحتلة، وعلى وجه التحديد اعمال الحفريات حول وتحت الحرم القدسي الشريف والاماكن الاسلامية والمسيحية المقدسة وهدم المنازل العائدة للعرب وطردهم منها وتستمر في اتخاذ اجراءات ترمي الى تغيير الواقع الديمغرافي للقدس الشرقية وهويتها العربية وطابعها التراثي والديني.
وشدد ان القدس الشرقية تمثل قلب الاراضي المحتلة وهي جزء لا يتجزأ منها ولقد قررت منظمة الامم المتحدة ومن خلال جمعيتها العامة وكذلك من خلال قرارات مجلس الامن الدولي اعتبار كل الاجراءات الاسرائيلية في القدس الشرقية والأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة باطلة بطلانا مطلق.
وقال جودة أطالب اسرائيل ومن هذا المنبر أن تظهر تجاوبها وبالأفعال من خلال سلوك درب السلام الذي تريده شعوب منطقتنا والعالم والى وقف هذه الإجراءات غير القانونية ووقف الاستيطان والتعامل البناء من اجل تحقيق البيئة المناسبة التي من شأنها ان تؤدي الى اطلاق مفاوضات سلام جادة ومنتجة وعلى كل المسارات تتضمن ضوابط وآليات رقابة وتثبت في أطر زمنية واضحة ومؤشرات قياس لاداء الالتزامات المتبادلة، تنطلق من النقطة التي كانت قد توقفت عندها.
وقال وزير الخارجية انه ينبغي على المجتمع الدولي بأسره ان يتحمل مسسؤلياته في اطلاق المفاوضات فورا وبضمان وصولها الى مبتغاها المنشود.
واضاف اود في هذا السياق ان اعبر عن التقدير العالي والدعم الكامل لفخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على التزامه المبدئي بالسلام، ومن منطلق الشراكة الحقيقية، وعلى تمسكه بالثوابت الوطنية الفلسطينية والعربية والمرجعيات الدولية وتجاوبه الصادق والسلطة الوطنية الفلسطينيه مع كل المساعي الدولية لتحقيق حل الدولتين وهو الأمر الذي تجلى مرة اخرى في مشاركته في اللقاء الثلاثي الذي دعا اليه واستضافة الرئيس اوباما في نيويورك مطلع هذا الأسبوع.
وبين وزير الخارجية ان لمنظمة الامم المتحدة دورا رئيسيا ومسؤولية مباشرة في هذه المساعي من منطلق المسؤولية الدائمة للامم المتحدة عن القضية الفلسطينية وكذلك من خلال دور المنظمة في اللجنة الرباعية الدولية التي نساند وندعم والتي يمكن لها ايضا ان تؤدي دورا اكبر في المفاوضات في سياق المراقبة والتثبت وغيرها من المجالات الحيوية.
واكد انه لابد ان نتحرك جميعا لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة.
فاهلنا هناك يكابدون معاناة يومية مأساوية وتعوزهم اغلب اسباب ادامة الحياة الطبيعية ولا يعقل ولا يقبل ان نرضى باستمرار هذا الوضع ولا بد من رفع هذا الحصار غير الإنساني وبدء اعادة اعمار القطاع. ونأمل ان نشهد التقدم والانفراج الذي ننشد لجهة تحقيق المصالحة الفلسطينية وندعم بالكامل الجهود المصرية في هذا ا لسياق. ونرحب بالتقرير الصادر عن اللجنة الدولية للتحقيق والتي يرأسها السيد غولدستون.
وقال جودة لقد كان لمنظمة الأمم المتحدة دور طليعي في تأسيس المنظومة العالمية لحقوق الانسان وإنشاء الآليات الدولية المعنية بتعزيز حقوق الانسان وحرياته الاساسية وضمان حمايتها ونعتز في هذا الصدد أن المملكة الاردنية الهاشمية تتمتع بعضوية مجلس حقوق الانسان وللمرة الثانية على التوالي منذ انشاء هذا المجلس وهو الامر الذي يمثل تعبيرا واعترافا دوليا مشكورا بالسياسات التي ينتهجها الاردن، بتوجيهات من صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله، لتعزيز حماية حقوق الانسان وحرياته الاساسية وحمايتها.
وبين جودة ان لمنظمة الامم المتحدة الفضل في تأطير وتحريك الجهود الدولية التي افضت الى انشاء المحكمة الجنائية الدولية كجهاز قضائي جنائي دولي دائم لضمان ان ينال كل من يرتكب جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية او خروقات جسيمة عقابه الرادع ولقد كان للاردن دور اساسي في مؤتمر روما الدبلوماسي الذي نتج عنه اقرار النظام الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية وتشرف الاردن بالرئاسة الاولى لجمعية الدول الاطراف في المحكمة.
وقال وزير الخارجية ان للامم المتحدة الدور البارز في تطوير منظومة القانون الانساني الدولي من خلال تحريم ميثاقها اللجوء الى استخدام القوة او التهديد بها في العلاقات الدولية ثم في تطوير واقرار الاتفاقات الدولية الخاصة بهذا الموضوع وفي القلب منها اتفاقات جنيف الاربعة- والتي نحتفل بالذكرى الستين لها - وكذلك اتفاقية لاهاي لعام 1954 حول حماية الاماكن التاريخية والتراثية خلال الحروب فضلا عن النجاحات التي حققتها الامم المتحدة في مجالات الحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها الاسلحة النووية من خلال تأمين التمديد اللامتناهي لاتفاقية منع انتشار الاسحلة النووية عام 1995.
وقال ان الاردن ان يدعو في هذا الصدد الى الامتثال للقرار المصاحب للتمديد اللامتناهي لمعاهدة منع الانتشار عام 1995 والقاضي بجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية بالكامل من السلاح النووي واسلحة الدمار الشامل.
وشدد جودة في هذا الصدد على تمسك الاردن بحق الدول المشروع الذي تقره اتفاقية منع الانتشار النووي في الاستخدام السلمي للطاقة النووية ونقل التكنولوجيا المرتبطة بذلك والى تعزيز الآليات الرقابية التي من شأنها ان تكفل ان لا تكون مثل هذه البرامج السلميه لاستخدام للطاقة النووية ستارا لبرامج عسكرية ومن هنا فإن الاردن، وقد عقد العزم على المضي قدما في مجالات الاستخدام السلمي للطاقة النووية قد صادق على كافة الاتفاقات والوثائق والآليات الرقابية للوكالة الدولية للطاقة الذرية. واكد ان الاردن يساند كذلك الجهود الدولية الرامية الى ضمان دخول اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية حيز النفاذ ويحث الدول على المسارعة بالتصديق على هذه الاتفاقية لتأمين دخولها حيز النفاذ الفعلي باعتبار ذلك يشكل خطوة على طريق نزع السلاح النووي ويدعم القرار الذي صدر عن مجلس الامن الدولي بهذا الخصوص قبل يومين. وشدد وزير الخارجية إن الاردن كان ولا يزال يعمل وسيبقى في الطليعة في مجال محاربة الارهاب والتطرف وكذلك في العمل الدؤوب على التقريب ما بين الديانات والحضارات والتعريف بجوهر الدين الأسلامي العظيم وقيمة الأنسانية النبيلة ولقد قمنا بجهود عملية في هذا الصدد من خلال اطلاق مبادرات عدة في هذا المجال ابرزها اطلاق رسالة عمان ووثيقة كلمة سواء.
وقال جودة ان الأردن يدعم كل الجهود الرامية الى ترسيخ المصالحة الوطنية الشاملة في العراق عبر عملية جامعة لا تستثنى اي من مكونات العراق الشقيق او تهمشها كما نساند كل الجهود الرامية الى ارساء الامن والاستقرار في العراق بما يضمن سلمه الاهلي ويحافظ على سيادته واستقلاله السياسي ووحدة اراضيه ويقطع دابر التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية من اي كان ويؤدي بالتالي الى استعادة العراق الشقيق لدوره الهام في محيطه العربي وفي العالم.
واكد التزام الاردن الكبير في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين من خلال المشاركة الفاعلة في عمليات حفظ السلام ايضا ولعل حجم القوات المسلحة والشرطية وقوات الدرك الاردنية المشاركة في عمليات حفظ السلام وكذلك اتساع رقعة عملياتها جغرافيا على مستوى العالم يشكل مؤشرا حقيقيا على الدور الفعلي للاردن في اطار منظمة الامم المتحدة نقرن فيه ايضا الاقوال بالافعال.. كما انه يدلل على ارادتنا السياسية الكبيرة في المساهمة في العمل الدولي الجاد متعدد الأطراف ضمن منظومة الامم المتحدة.
وختم جودة كلمة الاردن بالتأكيد بأننا لن نأل جهدا في عمل ما هو مطلوب منا واكثر من ذلك في سبيل تعزيز العمل الدولي متعدد الاطراف وتطويره وفي جهود تحقيق حل الدولتين واحلال السلام الشامل في الشرق الاوسط وفي كل ما من شأنه تعزيز وتنمية التعاون الدولي وتعميق أواصر العلاقات ما بين الحضارات المتنوعة التي تثري حياة مجتمعاتنا جميعا على هذا الكوكب الذي نتشارك فيه.