فتاة في مقتبل العمر تجد نفسها بين 249 نزيلة في «الجويدة»

فتاة في مقتبل العمر تجد نفسها بين 249 نزيلة في «الجويدة»

عمان - الدستور - ايهاب مجاهد

"اخرجوني من هنا" ... بتلك الكلمات والدموع التي انهمرت من عينيها الصغيرتين والتي اقشعرت لها ابدان الوفد الصحفي الزائر لمركز اصلاح وتأهيل النساء بالجويدة ختمت (أ .ج) التي اكملت حديثا الثامنة عشرة من عمرها قصة معاناتها التي اوصلتها الى المركز والتي ساقتها الاقدار اليه ظنا منها انه مركز للفتيات المعنفات الا ان المفاجأة كانت عندما اكتشفت انها اصبحت بين 249 نزيلة محكومة بقضايا قتل وسرقة وبغاء وتدخل بهتك العرض الى ما سواها من الجرائم والقضايا المنظورة امام المحاكم.

قصة الطفلة التي لا تدل بنيتها ولا قامتها على عمرها.

مما جعل الوفد الصحفي بالكاد يصدق انها اكملت الثامنة عشرة من عمرها مما جعلها اصغر نزيلة في المركز ، اصابت الوفد بالصدمة ، فالطفلة (أ . ج) ونتيجة لتعرضها للعنف الاسري من قبل زوجة ابيها ادخلت الى غرفة العناية الحثيثة لمدة خمسة عشر يوما بعد ان دخلت في غيبوبة لمدة اربعة ايام اثر ارتطام رأسها بالحائط بفعل فاعل لم تقدم اية شكوى بحقه سائلة الله ان ياخذ لها حقها. وتقول اصغر نزيلة - وليست باصغر موجودة في المركز اذ ولد قبل اسبوعين طفل لنزيلة موقوفة اداريا واخر قبل عشرين يوما وثالث قبل 11 شهرا - انها اعتادت على التعرض للضرب من قبل زوجة ابيها وخاصة كلما نشب شجار بينها وبين ابيها ، مشيرة الى ان امها مطلقة قبل 17 عاما ولم ترها من ذلك الحين لوجودها خارج البلاد . وتضيف بعد ان خرجت من المستشفى : تم نقلي الى مركز حماية الاسرة ورفضت هناك ان اتقدم بشكوى ضد زوجة ابي لاني لا اريد ان أؤذي احدا وافضل ان اكون المظلومة وليس الظالمة ، و"لان الله هو الذي سيأخذ حقي" ولاني ما زلت احب والدي.

وبعد ان مكثت(أ . ج) أربعة أيام في مركز حماية الاسرة جاء والدها لاعادتها الى المنزل واصطحبها الى المحافظ الا انه سرعان ما اختفى لأسباب غير معروفة ، وتقول(أ . ج): جاء عمي ليخرجني من المركز وقال للمحافظ ان والدي لا يريدني في منزله وانه - اي عم الفتاة - اذا ما استضافها في منزله فانه سيعرض نفسه ويعرضها للخطر من طرف والدها ، حيث رفض عمي اصطحابي معه الى منزله.

وتزيد..قالوا لي انه لم يعد امامك سوى الذهاب الى الجويدة فوافقت دون ان اعلم بانه(سجن)وكنت اظنه شبيها بمركز حماية الاسرة الا انني فوجئت بانه مركز اصلاح وتأهيل ، حتى انني لم اعد قادرة على البقاء فيه نظرا للضغوط النفسية التي سببها لي وجودي الى جانب فتيات ونساء اكبر مني بكثير وغير قادرة على العيش معهن ، وبت على استعداد لاعود الى منزل والدي رغم القسوة التي أعانيها فيه ، وان لم اتمكن من ذلك فما زلت لا اعرف المكان المناسب الذي يمكن ان الجأ اليه. وختمت(أ . ج) كلامها بدموع ورجاء وقف الوفد الصحفي حائرا امام سبل انهاء معاناة صاحبتها.

وبررت ادارة مركز اصلاح وتأهيل السيدات وجود الفتاة في المركز لعدم قبول اي مركز آخر بها نظرا لبلوغها سن الـ 18 .

وكان مدير مراكز الاصلاح والتاهيل بالانابة العقيد عدنان سحيمات ومديرة المركز المقدم نضال الجمل في استقبال الوفد الصحفي والاعلامي الذي يمثل اعضاء شبكة الاعلاميين الاردنيين للحماية من العنف الاسري التي شكلها المجلس الوطني للاسرة ، حيث اشار سحيمات في بداية الجولة الى ان جهاز الامن العام رفد المركز بالكوادر النسائية المدربة والمؤهلة لكيفية التعامل مع النزيلات بما يتفق مع الشريعة والمعايير المحلية والدولية لحقوق الانسان بغض النظر عن الجريمة المرتكبة.

واشار سحيمات الى انه لم تكتشف في مراكز الاصلاح والتاهيل اية اصابة بانفلونزا الخنازير ، مشيرا الى انه يوجد في المملكة 12 مركز اصلاح وتاهيل ، تضم جميعها نحو 8الاف نزيل. من جانبها قالت مديرة المركز ان المركز انشىء عام 2000 ويضم 249 نزيلة منهن(79)محكومة و(92)موقوفات قضائيا و(78)موقوفات اداريا ، مشيرة الى ان اقل من ثلث النزيلات هن اردنيات والباقي من جنسيات عربية واجنبية واسيوية مختلفة. وبينت ان المركز يضم(180) من الكوادر العسكرية والمدنية المؤهلة والمدربة ، مشيرة الى ان المركز يقدم العديد من الخدمات والرعاية الصحية والنفسية والاسرية للنزيلات ، ويوجد في المركز قسم لتدريب النزيلات على الحرف اليدوية مثل(الخياطة والتطريز والتريكو وصناعة الحلويات والطباعة والكمبيوتر والكوافير..)حتى تتمكن النزيلة من امتهان مهنة بعد خروجها من المركز ، مشيرة الى ان النزيلة تحصل على شهادة تدريب من مؤسسة التدريب المهني دون ان تشير الشهادة الى انها كانت نزيلة في المركز.

واشارت الى وجود حضانة للاطفال في السجن للعناية باطفال النزيلات حيث يوجد في الحضانه ثلاثة اطفال بينهم حديثو الولادة ، مشيرة الى انه سيتم افتتاح الحضانة رسميا منتصف الشهر المقبل. واشارت الى وجود نزيلات رفضن الخروج من السجن كونهن وجدن ان الظروف التي يعشنها داخل السجن افضل من خارجه ، مشيرة الى نزيلة لا يوجد لديها والدين او منزل تلجأ اليه ، وتعمل بالنظافة في السجن واخرى تعمل طاهية ضمن مرتبات السجن وتم التحفظ عليها بناء على طلبها بعد ان خشيت من التعرض للاذى بعد خروجها من السجن وثالثة كذلك. ولفتت مديرة المركز الى ان ايا من النزيلات لم تضرب عن الطعام لاكثر من 24 ساعة ، وان المركز لم يسجل أية حوادث اعتداء بين النزيلات.

واشتملت جولة الوفد على اقسام الادخال والحضانة والمكتبة والعيادات الصحية وعيادة الاسنان وقاعة الكمبيوتر والتدريس حيث تدرس 20 نزيلة موزعات على الفصول من الاول وحتى السادس.

الا ان (أ . ج) لم تجد صفا لها في السجن كي تكمل دراستها التي توقفت عند الصف الثامن ، فلم تتمكن من اكمال دراستها سواء خارج السجن او داخله ، فهل تجد (أ . ج) من ينتشلها من جور الاقارب.

Date : 29-10-2009