موقع بلدة عجور ( بنت فلسطين )


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع بلدة عجور ( بنت فلسطين )
موقع بلدة عجور ( بنت فلسطين )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ما هي الهديه

اذهب الى الأسفل

ما هي الهديه Empty ما هي الهديه

مُساهمة من طرف اسماعيل سليمان السلاق الجمعة فبراير 05, 2010 2:49 am

كان ثمة ولد صغير يستمع الى كلام رجل حكيم كبير، و هكذا بدأ يعرف قصة "الهدية".

كان العجوز و الولد يعرف كل منهما الآخر منذ أكثر من عام ، و كانا يستمتعان بالحديث معاً.

و في يوم من الأيام قال العجوز: القصة تسمى الهدية ببساطة لان من بين جميع الهبات التي قد تتلقاها ، ستجد هذه الهدية اكثرها قيمة و فائدة على الاطلاق.

سال الولد : و لماذا هي بهذه القيمة ؟

فقال العجوز موضحا : لانك حينما تتلقى هذه الهبة ، ستستمتع بالاشياء اكثر ، و ستكون قادراً على القيام بأي شيء بشكل افضل كل يوم .

تعجب الولد الصغير قائلا : يا الهي ! ، رغم انه لم يفهم الامر تماماً. و اردف قائلا: اتمنى ان يمنحني شخص ما هذه الهدية يوما ما. ربما احصل عليها في عيد ميلادي.

ثم انطلق الصبي بعيدا ليلعب .

و ابتسم العجوز.

و تساءل في نفسه كم عيد ميلاد سينقضي قبل ان يدرك هذا الصبي قيمة "الهدية" .

كان العجوز يستمتع بمراقبة الصبي و هو يلعب بالجوار.

و كان كثيرا ما يرى ابتسامة على وجه الطفل و يسمع رنين ضحكاته و هو يتأرجح على ارجوحة تتدلى من شجرة قريبة .

كان الولد سعيدا و مندمجا بكل كيانه فيما يقوم به. كانت مراقبته بهجة للنفس .

و بينما كان الولد يشب عن الطوق، لم يستطع العجوز ان يمنع نفسه من ملاحظة الطريقة التي يعمل بها الصبي .

و في صباح ايام السبت، كان في بعض الاحيان يلاحظ صديقه الصغير و هو يجز العشب عبر الشارع.

كان الصبي يطلق صفيراً بينما يقوم بعمله. كان يبدو سعيداً، اياً كان العمل الذي يؤديه.

و ذات صباح رأى الولد العجوز، و تذكر ما اخبره به من قبل عن "الهدية".

لقد كان الولد يعرف كل شيء عن الهدايا، مثل الدراجة التي حصل عليها في عيد ميلاده الاخير و الهدايا التي وجدها تحت الشجرة صباح الاحتفال بعيد الميلاد.

و لكنه كان يفكر في هذا الامر اكثر، و ادر كان السعادة التي تنجم عن تلقي الهدايا لا تدوم طويلا.

تساءل قائلا في نفسه: " ما سر تلك الهدية بالذات ؟"

" ما الذي يمكن ان يجعلها افضل بكثير من اية هدية اخرى؟"

" ماذا يمكن ان يجعلني اكثر سعادة و اكثر كفاءة في اداء ما اريد؟ "

و لكي يحصل على اجابات لتلك الاسئلة الحائرة ، عبر الولد الشارع لكي يسأل صديقه العجوز.

و كان سؤاله كأي سؤال يمكن ان يسأله طفل صغير : " هل الهدية عصا سحرية يمكنها تحقيق جميع رغباتي ؟ "

و اجاب العجوز ضاحكاً : " كلا ، لا علاقة لهذه الهدية بالسحر او الامنيات ".

عاد الصبي الى عمله في جز الاعشاب و هو لا يزال يتساءل عن كنه هذه "الهدية" و يتشكك في كلام العجوز.

يتبع

اسماعيل سليمان السلاق
المراقب العام
المراقب العام

عدد الرسائل : 528
المزاج : ما هي الهديه 4510
علم الدول : ما هي الهديه Male_p11
حترامك لقوانين المنتدى : ما هي الهديه 21010
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما هي الهديه Empty رد: ما هي الهديه

مُساهمة من طرف اسماعيل سليمان السلاق الجمعة فبراير 05, 2010 2:49 am

وحين كان الولد يكبر وينمو، كان مستمراً في تساؤله وتعجبه من أمر "الهدية". فإذا لم يكن لها علاقة بما يتمناه المرء . فهل يا ترى لها علاقة بالسفرإلى مكان مميز مثلاً؟؟

هل تعني السفر إلى أرض غريبة ، حيث يبدو كل شيء مختلفاً وغريباً :
الناس ، والملابس التي يرتدونها، واللغة التي يتحدثونها ، والبيوت التي يسكونها ، وحتى النقود التي يتداولونها ؟ كيف يمكنه الذهاب إلى تلك الأرض ؟.

ذهب الولد إلى العجوز وسأله :"هل هذه الهدية هي آلة زمن يمكنني الدخول فيها والذهاب إلى أي مكان أريد ؟؟.

رد العجوز قائلاً:"كلا. وعندما تتلقى هذه الهدية لن تقضي وقتك بعدها وأنت تحلم بالذهاب إلى مكان آخر".



مر الزمن ، وكبر الولد حتى وصل إلى مرحلة المراهقة والفتوة.

صار الصبي أقل رضا وقناعة شيئاً فشيئاً . لقد تمنى أن يزيد استمتاعه أكثر بالأشياء بينما يكبر ويزداد نمواً . ولكنه كان يبدو دائماً وكأنه يريد: المزيد من الأصدقاء، المزيد من الأشياء، المزيد من الإثارة، المزيد من النشاط.

ومع نفاد صبره ، كان يحلم بما ينتظره في العالم الخارجي . كانت أفكاره تنجرف إلى الوراء ، إلى حيث أحاديثه مع العجوز ، فوجد نفسه يفكر أكثر وأكثر في " الهدية " الموعودة .

ذهب الفتى إلى العجوز مرة أخرى وسأله :" هل الهدية شيء يمكن أن يجعلني ثرياً ؟؟ ".

فقال العجوز:" نعم ، بطريقة ما يمكنها ذلك ، إن الهدية يمكنها أن تدلك إلى أنواع كثيرة من الثراء ، ولكن قيمتها الحقيقية لا تقاس بالذهب ولا بالمال وحده ".

ازداد الصبي حيرة !!.

قال :" لقد قلت لي من قبل إن من يتلقى الهدية يستمتع بحياته أكثر".

قال العجوز:" نعم، كما يصير أكثر قدرة وفعالية بحيث يمكنه أداء الأعمال بشكل أفضل، وهذا يجعله أكثر نجاحاً".
سأل الفتى المراهق قائلاً: " ماذا تعني بقولك أكثر نجاحاً ؟؟".

أجاب العجوز:" أكثر نجاحاً يعني الحصول على المزيد مما تحتاج إليه . أياً كان ما تظنه مهماً بالنسبة لك ".

سأل المراهق : " إذن فإنني أقرر ما يعنيه النجاح بالنسبة لي ، أليس كذلك ؟؟".

أجاب العجوز:" بلى ، هو كذلك. نحن جميعاً نفعل ذلك ، ويمكننا تغيير مفهومنا عن النجاح في مراحل مختلفة من حياتنا ".

"قد يكون النجاح بالنسبة لك الآن هو حصولك على درجات جيدة في المدرسة ، أو نتائج جيدة في الألعاب الرياضية ، أو علاقة طيبة مع والديك ، أو حصولك على عمل جيد بعض الوقت بعد انتهاء اليوم الدراسي ، ثم حصولك على ترقية إذا كنت تنجز عملك بكفاءة ".

"وفيما بعد ، قد يعني النجاح أن تكون أكثر إنتاجاً ورخاءً ، أو الشعور بالمزيد من السلام والمشاعر الطيبة تجاه نفسك ، أياً كان ما يحدث ؛ وهذا نوع خاص ومميز من النجاح".

سأل الفتى:" وما الذي يعنيه النجاح بالنسبة لك الآن ؟؟ ".
ضحك العجوز قائلاً:"في هذه المرحلة من حياتي ، يعني النجاح أن أضحك كثيراً ، وأحب بمزيد من العمق وأنفع الناس بشكل أكبر".
سأل الفتى متعجباً:"وأنت تقول إن تلك الهدية تساعدك على عمل كل هذا، أليس كذلك ؟؟".

رد العجوز متعجباً :"بالطبع !!!".
الفتى:"حسناً ، في الواقع ، إنني لم أسمع من قبل أحداً غيرك يتحدث عن مثل هذه الهدية ولقد بدأت أظن ألا وجود لها حقيقةً ".

فأجاب العجوز :" بل إنها موجودة. ولكنني أخشى أنك لم تفهم بعد".




إنك تعرف بالفعل ما هي "الهدية".

إنك تعرف بالفعل
أين تجدها.
وأنت تعرف بالفعل
كيف يمكنها أن تجعلك
أكثر سعادة ونجاحاً.

ولقد كنت تعرفها بشكل أفضل
عندما كنت أصغر سناً .

ولكنك ببساطة نسيت أمرها !!.

اسماعيل سليمان السلاق
المراقب العام
المراقب العام

عدد الرسائل : 528
المزاج : ما هي الهديه 4510
علم الدول : ما هي الهديه Male_p11
حترامك لقوانين المنتدى : ما هي الهديه 21010
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما هي الهديه Empty رد: ما هي الهديه

مُساهمة من طرف اسماعيل سليمان السلاق الجمعة فبراير 05, 2010 2:50 am

سأل العجوز الصبي قائلاً :
"حينما كنت أصغر سناً ، حينما كنت تجز العشب ، هل كان ذلك وقتاً طيباً بالنسبة لك أم وقتاً رديئاً ؟؟"

أجاب الفتى قائلاً : " كان وقتاً طيباً".

قال العجوز:" ما الذي جعله طيباً ".

فكر الفتى المراهق هنيهة ، ثم قال " لأنني كنت أعشق ما أفعله . لقد كنت أؤدي عملي هذا بكفاءة لدرجة أن جيراني كانوا يطلبون مني أن أجز لهم أعشاب حدائقهم أيضاً .
وفي الحقيقة ، كان هذا العمل يدر علىّ الكثير من المال بالنسبة لمن هم في مثل سني وقتئذ".

فسأله العجوز:" وما الذي كنت تفكر فيه أثناء أدائك لهذا العمل ؟؟" .

أجاب الفتى :" حين كنت أجز العشب ، كنت أفكر في هذا العمل نفسه .
كنت أفكر كيف يمكنني أن أجز الأعشاب في المناطق الصعبة وحول العوائق والعقبات.
كنت أفكر كم هي كثيرة تلك الأعشاب التي بمقدوري أن أنتهي من جزها في ظهيرة أحد الأيام.
وكيف كنت قادراً على إنجاز عملي بكفاءة .
ولكنني في معظم الوقت كنت أركز فحسب على قطع الأعشاب التي أمامي ".

كان يتحدث عن جز الأعشاب بنبرة صوت توحي بأن إجابته عن السؤال أمر بديهي وواضح .

فمال العجوز إلى الأمام قليلاً وقال ببطء :
"بالضبط ولهذا كنت تستمتع بالأمر. كنت أكثر سعادة وأكثر فعالية فيما تقوم به من عمل ، وفي ذلك اليوم".


ومع الأسف ، لم يأخذ المراهق وقتاً كافياً للتفكير ملياً فيما استمع إليه لِــتو ولكنه ، بدلاً من ذلك ، صار أقل صبراً وهدوءً.

قال :"إذا كنت تريدني حقاً أن أكون أكثر سعادة ، فلم لا تخبرني فحسب ما هذه الهدية وتريحني ؟؟" .

أضاف العجوز سؤالاً آخر بقوله :" وأيضاً أين يمكن أن تجدها ".

رد الصبي بنفاد صبر :"نعم".

قال العجوز :" كنت أود ذلك ، لكن ليس هذا بمقدوري ، فلا أحد يمكنه أن يجد الهدية نيابة عن شخص آخر".

وأردف العجوز مفسراً : الهدية هبة تعطيها أنت لنفسك . وأنت فقط لديك القدرة على اكتشاف ماهيتها ".

شعر الصبي المراهق بخيبة الأمل بسبب تلك الإجابة وانصرف عن العجوز .






يتبع ...

اسماعيل سليمان السلاق
المراقب العام
المراقب العام

عدد الرسائل : 528
المزاج : ما هي الهديه 4510
علم الدول : ما هي الهديه Male_p11
حترامك لقوانين المنتدى : ما هي الهديه 21010
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما هي الهديه Empty رد: ما هي الهديه

مُساهمة من طرف اسماعيل سليمان السلاق الجمعة فبراير 05, 2010 2:51 am

عندما كبر الصبي المراهق حتى صار شاباً يافعاً، وعقد العزم على أن يتوصل إلى هذه "الهدية" بنفسه.

قرأ المجلات ، والصحف ، والكتب .تحدث إلى عائلته وأصدقائه .

وأخذ يتجول على مواقع الانترنت بل قد سافر بعيداً لمسافات شاسعة باحثاً عن إجابات من كل شخص يقابله. . ولكن رغم بذله الكثير من الجهد الشاق ، لم يجد أحداً قادراً على إخباره بكنة هذه الهدية .

وبعد مدة ، صار الشاب مرهقاً ومحبطاً لدرجة أنه توقف عن بحثه وسؤاله.

وأخيراً، حصل الشاب على وظيفة لدى إحدى الشركات في المدينة التي يعيش به وكان يبدو لمن يحيطون به يعمل بشكل طيب ولكنه كان يشعر أن شيئاً ما ينقصه.

بينما يكون في مقر عمله ، كان يفكر في الأماكن الأخرى التي يمكنه الاستمتاع بالعمل فيها أكثر . كان يفكر أحياناً فيما سيفعله حينما يعود إلى منزله.

كان عقله يجول كثيراً أثناء الاجتماعات وأثناء محادثاته مع أصدقائه وزملائه في العمل . بل وأثناء تناوله لوجبات الطعام ، وكان ذهنه يسرح بعيداً فلا يشعر بطعم ما يأكله.

وفي أثناء عمله، كان يتعامل بكفاءة مع المشروعات التي يتولاها، ولكنه كان يعرف أنه قادر على أن يصنع ما هو أفضل. كان يعرف في أعماق قلبه أنه لا يقدم كل ما يستطيع تقديمه ، ولكنه لم يكن يدرك سبباً لهذا .

وبعد مدة أدرك الشاب أنه أصبح تعيساً. لقد كان يعتقد أنه بذل كل ما وفي وسعه وكل ما يتوقع الآخرون منه أن يفعله . كان عادة ما يصل إلى عمله في الموعد المحدد ويشعر أنه يؤدي عمله اليومي بالكامل.

كان يأمل أن تتم ترقيته ، فربما جعله أكثر سعادة.

وفي أحد الأيام ، علم أنه قد تم تخطيه في الترقية التي يعتقد أنه يستحقها .

استشاط الشاب غضباً . لم يكن يفهم سبب تخطيه في الترقية . بذل كل ما في وسعه حتى لا يدع غضبه يظهر ، فهو من الأمور غير المستحسنة في العمل ومع ذلك ، لم يستطع التخلص من غضبه الذي بقي مكبوتاً في صدره وبدأ يغلي بداخله ويحرق قلبه .

ومع تزايد غضب الشاب . بدأ مستوى انتقائه لعمله يتدهور .
كان يحاول في تعامله مع من هم حوله أن يتظاهر بأن الترقية لم تكن تعنيه. ولكنه في قرارة نفسه بدأ يشك في نفسه متسائلاً :"هل أمتلك مقومات النجاح ؟؟".

ولم تكن حياة الشاب الشخصية أفضل بكثير من حياته العملية . لم يكن على وفاق مع خطيبته فانفصلا، ولم يستطع التغلب على آلام الانفصال .

وجعله هذا يتساءل ويشعر بالقلق تجاه قدرته على أن يجد في حياته حباً حقيقياً يتوج بالزواج وتكوين أسرة .
وجد نفسه يتخبط وبدت حياته كسلسلة من النهايات المفككة والمشروعات الغير منتهية، والأهداف الغير منجزة، والأحلام غير المحققة.

أدرك أنه لم يكن يفي بالآمال والتوقعات التي كانت منتظرة منه ومعقودة عليه حينما كان أصغر سناً.
في كل يوم ، كان الشاب ينصرف من عمله عائداً إلى البيت وهو يشعر بمزيد من الإجهاد وخيبة الأمل . ولم يكن يشعر بالرضا عما كان يقوم به . ولكنه في الوقت نفسه ، لم يكن يعرف ماذا يفعل.

كان يفكر في فترة الشباب التي يمر بها ويتذكر الأيام الخوالي التي مرت به من قبل حيث كانت حياته أكثر بساطة كان يفكر في كلام صديقه العجوز وفي " الهدية " الموعودة.

كان يعلم أنه لا يستمتع بعمله ولا بحياته . لم يكن على نفس القدر من السعادة والنجاح الذي كان يرغب فيه.

ربما لم يكن يجب أن يكف عن بحثه عن الهدية.






يتبع ...

اسماعيل سليمان السلاق
المراقب العام
المراقب العام

عدد الرسائل : 528
المزاج : ما هي الهديه 4510
علم الدول : ما هي الهديه Male_p11
حترامك لقوانين المنتدى : ما هي الهديه 21010
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما هي الهديه Empty رد: ما هي الهديه

مُساهمة من طرف اسماعيل سليمان السلاق الجمعة فبراير 05, 2010 2:51 am

لقد مر وقت طويل منذ تحدثُه إلى العجوز آخر مرة . كان يشعر بالضيق والحرج بسبب سوء أحواله ، وكان متردداً في العودة إلى العجوز وطلب مساعدته.

ومع ذلك ففي نهاية الأمر ، وصل به الكرب والاستياء من ظروف عمله وحياته حداً جعله يدرك أنه لابد من التحدث إلى صديقه العجوز.

سُّر العجوز كثيراً لرؤيته. ولاحظ على الفور ما يبدو عليه من فتور وبؤس وشقاء. بدأ العجوز يحث الشاب باهتمام وقلق حقيقيين على أن يخبره بما يدور في عقله.

وأخذ الشاب يشرح له محاولاته اليائسة السابقة للعثور على "الهدية" وكيف أنه تخلى عن بحثه عنها في النهاية. كما أنه تحدث أيضاً عن متاعبه ومشكلاته الحالية .

ومما أثار دهشة الشاب أن الأمور لم تبدُ بهذا السوء بحضرة العجوز . قضى الرجلان ، الشاب والعجوز ، وقتاً رائعاً معاً يتحدثان ويضحكان.

وأدرك الشاب إلى أي حد يحب أن يكون مع العجوز. شعر بأنه أكثر سعادة ونشاطاً وحيوية وهو في حضرته.

وقد كان يتساءل في نفسه ، لماذا يبدو العجوز أكثر حيوية من معظم الناس الآخرين الذين عرفهم. ما الذي جعله بهذه الخصوصية والتفرد ؟؟

قال لصديقه العجوز :" أشعر بالارتياح الشديد في اليوم الذي أكون فيه معك ، فهل لهذه أية علاقة بالهدية ؟؟".
أجاب العجوز قائلاً:"بل علاقة وثيقة".


قال الشاب :"ليتني أعثر على هذه الهدية . اليوم قبل الغد. ولن يكون العثور عليها اليوم تعجلاً".

ضحك العجوز قائلاً:"إن أردت أن تجد الهدية بنفسك ، ففكر في تلك الأوقات التي كنت فيها أكثر سعادة وفعالية . الأوقات التي كنت فيها أكثر تركيزاً وشعرت فيها بأنك أكثر نجاحاً".

"إنك تعرف بالفعل أين تجد الهدية ، لكنك فقط لا تدرك ذلك ".

واستطرد قائلاً:" حينما تكف عن بذل الجهد في سبيل ذلك، سوف تجد من الأسهل عليك أن تكتشفها. بل إنها في واقع الأمر ستكون واضحة لك تماماً".

وهنا عرض العجوز على صديقه اقتراحاًً فقال:"لم لا تقضي بعض الوقت بعيداً عن روتين حياتك اليومي وتدع الإجابة تأتيك بنفسها".

عمل الشاب بنصيحة صديقه العجوز ، فقبل دعوة أحد أصدقائه لقضاء بعض الوقت في كوخه الخاص في إحدى المناطق الجبلية.

ووحيداً في الغابات الشاسعة، وجد الشاب أن الأحداث تمر بسرعة أقل، وبدت له الحياة مختلفة.

كان يسير لمسافات طويلة ، ويتأمل حياته . وتساءل :" لماذا لا تشبه حياتي حياة ذلك العجوز؟؟".

علم الشاب أن العجوز برغم تواضعه كان في نفس الوقت ناجحا جداً في حياته .

لقد بدأ العجوز حياته من القاع في مؤسسة تتمتع بدرجة عالية من الاحترام ، ثم تدرج حتى وصل القمة . ولقد ساعد مجتمعه الذي يعيش فيه وأفاده بطرق شتى.

كان لدى ذلك الرجل أسرة قوية متحابة ، والعديد من الأصدقاء الأوفياء الذين كثيراً ما كانوا يأتون لزيارته . كما كان يتمتع بروح دعابة رائعة، وحكمة كان يستمتع بها الكثيرون ويجلونه بسببها.

وفوق كل شيء ، كان الرجل يتسم بهدوء وسكينة قلما قابلها الشاب في غيره من الناس.

ابتسم الشاب وهو يفكر:" كما أن لديه طاقة شاب لم يتجاوز نصف عمره".

من الواضح أن العجوز كان هو الأكثر سعادة ونجاحاً بين جميع الأشخاص الذين قابلهم ذلك الشاب في حياته .

إذن ، ما تلك الهدية التي منحت ذلك الرجل كل تلك المزايا والمواهب الطيبة ؟؟





يتبع ...

اسماعيل سليمان السلاق
المراقب العام
المراقب العام

عدد الرسائل : 528
المزاج : ما هي الهديه 4510
علم الدول : ما هي الهديه Male_p11
حترامك لقوانين المنتدى : ما هي الهديه 21010
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما هي الهديه Empty رد: ما هي الهديه

مُساهمة من طرف اسماعيل سليمان السلاق الجمعة فبراير 05, 2010 2:52 am

وبينما كان الشاب يسير أميالاً حول البحيرة . كان يسترجع ويتأمل ما عرفه عن الهدية :
إنها هبة تمنحها لنفسك . لقد عرفها بصورة أفضل حينما كان أصغر سناً . إلا أنه ببساطة نسي أمرها.

ومع ذلك، فإن ذهنه انحرف مسترجعاً إخفاقاته . وتذكر بالتحديد أين كان موقعه حينما اكتشف عدم حصوله على الترقية التي طالما تمناها .
وأحس كأن هذا حدث البارحة فقط . كان لا يزال يشعر بالغضب.

وكلما كان يفكر في أمر تلك الترقية ، زاد قلقه وخوفه ومن اليوم الذي سيعود فيه إلى عمله.

ثم لاحظ أن النهار قد انقضى، وبدأ الظلام يسود، فهرع عائداً إلى الكوخ.

وحينما دلف إلى الكوخ ، أشعل نار المدفأة ليدفع عن نفسه ذلك الشعور بالقشعريرة التي بدأت تتملكه ، ولاحظ شيئاً لم يره من قبل.

بيمنا كان يحملق في النار المشتعلة ، بدأ يدرك شكل تلك المدفأة الكبيرة بكل تفاصيلها لأول مرة.

كانت مصنوعة من أحجار كبيرة وأخرى صغيرة . وكان ثَمّ قليلٌ من الملاط يثبت كل قطعة حجارة إلى المجاورة لها . ولقد اختار شخص ما تلك الأحجار بعناية شديدة وشذبها ووضع كلاً منها إلى جوار الأخرى بطريقة فنية بديعة.

والآن وقد صار مدركاً لما يراه أمامه ، شعر بالابتهاج والتقدير يملآن قلبه تجاه ما كان يراه أمامه طوال الوقت .

أياً كان الشخص الذي شيّد هذه المدفأة الرائعة ، فإنه لم يكن مجرد بنّاءً عادياً . لقد كان فناناً بحق !

وبينما كان الشاب يتأمل المدفأة متعجباً ، من دقة وروعة بنائها ، بدأ يفكر في الشعور الذي كان البنّاء يحسه وهو يعمل في بنائها.

لابد أنه قضى قدراً كبيراً من الوقت في التركيز التام على العمل الذي يقوم به . كان من الواضح أن فكره لم يكن يجول أو يسرح بعيداً في كثير من الأوقات. إن عمله كان من الروعة بحيث يوحي بذلك التركيز .

وليس من المحتمل أن يكون ذلك البنّاء المتقن كان يفكر في حب قديم أو في وجبة العشاء التي سيتناولها الليلة . ولا يبدو أن أفكاره قد تدافعت نحو ما سيفعله حينما سيفرغ من عمله ، أو ما يمكن أن يفعله من أشياء أخرى تجعله أكثر سعادة واستمتاعاً.

كان باستطاعة الشاب أن يعرف بالنظر إلى تلك المدفأة الرائعة أن من بناها ، بالتأكيد ، كان ناجحاً . ولابد وأنه كانت هناك العديد من اللحظات التي لم يكن يركز فيها على شيء إلا على هذا العمل الذي بين يديه. ونتيجة لذلك ، كان يستمتع بعمله أكثر.

والآن، ماذا كان العجوز يقول له ؟؟ " لكي تجد الهدية، فكر في الأوقات التي كنت فيها أكثر سعادة وأكثر فعالية، وتشعر بأنك أكثر نجاحاً".

استرجع الشاب في ذهنه حديثه مع صديقه العجوز عن عمله السابق في جز الأعشاب حينما كان طفلاً . تذكر كيف كان يركز على عمله هذا ولم يكن يدع شيئاً يلهيه عنه .

لقد قال له العجوز:"حينما تكون مندمجاً كلية فيما تفعله، فإن ذهنك لا يسرح بعيداً، تستمتع بالحياة. كما أنك تكون أكثر سعادة وفعالية . تركيزك منصبا فقط على ما يحدث في اللحظة. وهذا التركيز يؤدي بك إلى النجاح".

أدرك الشاب أنه لم يشعر أو يفكر بهذه الطريقة منذ زمن طويل ، سواء في عمله أو في أي شيء آخر. لقد قضى زمناً طويلاً في الحزن على ما مضى والقلق بشأن ما هو قادم في المستقبل.
جلس الشاب محدقاً في محتويات الكوخ . ثم عاد يحملق في النار المشتعلة ، وفي هذه اللحظة ، لم يكن يفكر بالماضي ولم يكن قلقاً بشأن ما قد يحدث في المستقبل.

لقد كان ببساطة يشعر بالتقدير تجاه المكان الذي يتواجد فيه، وتجاه ما يفعله.

ثم ابتسم . لقد أدرك أنه يشعر بمشاعر الرضا والارتياح والسرور.
لقد كان ببساطة يستمتع بما كان يفعله . يستمتع بلحظته الحالية.

وفي موجة عاطفية ، بزغت الفكرة في رأسه فجأة . نعم ، بالطبع !
لقد عرف أخيراً حقيقة الهدية ... ماذا كانت دائماً ؛ وما هي الآن .

الهدية
ليست هي الماضي،
وليست هي المستقبل.

الهدية هي
اللحظة الحالية!
الهدية هي" الحاضر"!


ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتي الشاب . لقد كان الأمر واضحاً للغاية ! أخذ نفساً عميقاً واسترخى في مقعده . وأخذ يجول ببصره فيما حوله داخل الكوخ ، شاعراً بالرضا والتقدير لما يراه بطريقة جديدة تماماً.

ثم انطلق خارجاً من الكوخ، وبدأ يتأمل أشباح الأشجار، وظلالها.والسماء من فوقها، ونجومها، والثلوج التي تغطي قمم الجبال البعيدة.

ورأى أول انعكاس لضوء القمر على صفحة البحيرة وسمع تغريد الطيور قبل أن تخلد إلى النوم.

لقد صار الآن أكثر إدراكاً لأشياء كثيرة طالما كانت أمامه ، لكنه لم يرها ولم يشعر تجاهها بهذا الشعور من قبل.

والآن صار أكثر شعوراً بالسلام وأكثر سعادة مما كان منذ وقت طويل . لم يشعر بالفشل . وكلما فكر في تلك الهدية أو (الحاضر)أكثر، ، زاد ما تحمله تلك الهدية من معانٍ!

وجودك في الحاضر يعني تركيزك على ما يحدث الآن ! ويعني تقديرك للهبات التي تحصل عليها كل يوم.

خطر له أنه كلما عاش في حاضره ، كان أكثر إدراكاً وتركيزاً على كل ما يفعله . إنه كان أشبه بذلك الفنان الذي شيّد تلك المدفأة الحجرية الرائعة.

لقد أدرك الآن ما كان صديقه العجوز يحاول أن يخبره به منذ أن كان طفلاً صغيراً.
وفي الصباح التالي ، استيقظ الشاب وهو يشعر بالنشاط والحيوية . لم ُيطق انتظار الذهاب إلى صديقه العجوز ليخبره بما اكتشفه أخيراً.

وحينما بدأ يرتدي ملابس الخروج في النهار، كان مذهولاً لما يشعر به من النشاط والحيوية المتدفقة.

دَوّن بعض الملاحظات بشأن ما يرغب في أن يفعله عندما يعود إلى عمله . وابتسم عندما أدرك أن باستطاعته أن يصبح أكثر فعالية في وظيفته، كم هو مدهش هنا الاختلاف الذي حدث في يوم واحد!

تذكر الحالة التي كان عليها في ليلته السابقة. لقد توصل إلى اكتشافه الكبير حينما ركز على المكان الذي هو فيه ، وعلى ما يقوم به ، أي الزمان والمكان . لم يكن يفكر في أي شيء آخر.

كان سعيداً لمجيئه إلى تلك المنطقة الجبلية لكي يفكر ويتأمل ولقد ساعده هذا الأمر كثيراً !

وصار الآن يذكر نفسه بأن يعيش الحاضر، أي الآن. وأخذ نفساً عميقاً، واستعاد إحساسه بالسلام وراحة البال.

فكر قائلاً: كم هو أمر مذهل في بساطته وسرعة مفعوله!

ثم عبس وجهه وهو يسأل نفسه :" هل يمكن أن تكون الهدية بهذه البساطة حقاً ؟؟ أليست الحياة معقدة على أية حال ؟؟ إن الأمور تبدو معقدة بالتأكيد في مجال العمل".

كانت لديه بعض الشكوك . ولكنه الآن قرر أن يفكر فقط في اللحظة الحالية ، ويقدر كل ما تحمله له ؛ ثم ابتسم.

وبينما كان يستعد لمغادرة المكان، بدأ يتساءل.
كيف يمكن أن يكون تأثير هذا الحاضر حينما يكون الموقف الذي تواجهه غير ممتع كالوجود في كوخ بمنطقة جبلية هادئة جميلة؟؟ إن وجودك في موقف طيب شيء ! ، ووجودك في موقف سيئ شيء آخر مختلف تماماً .

كيف تستمتع بالحاضر في موقف سيء إذن ؟؟ !!

وما أهمية الماضي أو المستقبل إذن ، لو كانت لهما أهمية ؟؟؟

اسماعيل سليمان السلاق
المراقب العام
المراقب العام

عدد الرسائل : 528
المزاج : ما هي الهديه 4510
علم الدول : ما هي الهديه Male_p11
حترامك لقوانين المنتدى : ما هي الهديه 21010
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما هي الهديه Empty رد: ما هي الهديه

مُساهمة من طرف اسماعيل سليمان السلاق الجمعة فبراير 05, 2010 2:53 am

وأثناء رحلته إلى صديقه العجوز، أدرك أن في جعبته العديد من الأسئلة التي يريد أن يطرحها عليه.

ثم عاد يذكر نفسه بالعودة إلى الحاضر , وأصبح أكثر وعياً بما هو صحيح في هذه اللحظة .

بدأ يستمتع بذاته ، وبالمكان الذي يتواجد فيه بدأ يستمتع بالحاضر.


في اللحظة التي رأى فيها العجوز صديقه الشاب يقترب منه ووجده منفرج الأسارير على شفتيه ابتسامة عريضة وفي عينيه نظرة صافية ، دافئة ، صاح قائلاً :"تبدو كشخص عثر على الهدية !".

أجاب الشاب :"لقد فعلت !".

أشرق وجه العجوز وابتهج ، لقد كان يعرف أن صديقه الشاب سيعرف طريقه . واستمتع كلاهما بتلك اللحظة.

ثم قال العجوز :" أخبرني كيف حدث هذا ".

أجاب الشاب :"حسناً ، لقد وجدت نفسي أشعر بمزيد من السعادة ، وأدركت أنني لم أكن أفكر فيما حدث لي في الماضي ، ولم أكن قلقاً خائفاً بشأن ما قد يحدث في المستقبل".

"وفجأة خطر لي ما كان واضحاً تماماً. إن الهدية ، أو الهبة لتي تمنحها لنفسك هي اللحظة الحالية ؛ الحاضر . أرى الآن أن الوجود في الحاضر يعني تركيزك على ما يحدث الآن تحديداً".

رد العجوز قائلاً: "نعم ، هذا صحيح وبطريقتين ".

لم يكن الشاب مصغياً ، فواصل حديثه قائلاً:" لقد كنت في موقف جميل حينما عثرت على الهدية ؛ الحاضر. كنت حينئذ في الكوخ الجبلي الذي يمتلكه صديقي".

ثم سأل بتردد :"كنت أتساءل ؛ كيف يمكن أن يفيدك الوجود في الوقت الحاضر إذا ما واجهت موقفاً صعباً أو بغيضاً ؟؟".

أجابه العجوز بسؤال آخر:" حينما أدركت حقيقة الهدية، هل كنت تفكر فيما هو صواب وما هو خطأ في ذلك الوقت ؟؟".

أجاب الشاب :" كنت أفكر فيما هو صواب . بالرغم من أنه كانت هنالك بعض الأمور التي لا تسير على ما يرام ".

"كنت أعلم أني في مكان جميل رائع وأنني أستمتع بوقت هادئ".


قال العجوز : إذن فكر فيما يلي :



حتى في أشد المواقف صعوبة وحرجاً ،
عندما تركز على ما هو صحيح
في اللحظة الحالية ،
فإن هذا يجعلك أكثر سعادة ،
اليوم .

ويمنحك الطاقة الضرورية
والثقة اللازمة
للتعامل مع
ما هو خطأ .



كان ما قاله العجوز منطقياً ومفهوماً ،

فقال الشاب :" إذن فإن الوجود في الحاضر يعني التركيز على ما هو موجود الآن ".
وأضاف قائلاً:" كما أنه يعني التركيز على ما هو صواب الآن".

أجاب العجوز :" نعم بالضبط !".

أعمل الشاب تفكيره في الأمر ، ثم قال :" أتعلم أن هذا منطقي تماماً ؟ فحينما أكون في موقف سيئ ، عادة ما أركز على ما هو خطأ ، وهذا يجعلني أصاب بالإحباط والفتور".

قال العجوز :" كثير من الناس يفعلون هذا . وفي الحقيقة ، إن أغلب المواقف تتكون من خليط بين الجيد والرديء ، والصواب والخطأ ؛ وهذا يتوقف على كيفية نظرك إليها ".

وأردف :" كلما ركزت نظرك على ما هو صحيح ، أصبحت أكثر فعالية في الوقت الراهن. وصرت أكثر نجاحاً".

" وكلما ركزت على ما هو خطأ ، قل ما تشعر به من طاقة وحماس وثقة . ولهذا، حينما تجد نفسك في موقف سيء ، فمن المهم أن تنظر إلى ما هو صحيح حتى لو تعذر عليك أن تجده . ثم عليك بتقديره حق قدره والبناء على أساسه".

" وحينما تقدر ما هو صحيح في هذه اللحظة ، ستصبح أكثر ابتهاجاً وتصير أكثر استرخاءً ويكون من السهل عليك أن تبقى في الحاضر وتستمتع به".

سأل الشاب :" وماذا لو كان الحاضر مؤلماً للغاية، مثل فقد شخص عزيز حبيب؟".

قال العجوز :" الألم هو الفارق بين ما هو كائن ، وما تريده أن يكون ".

" الألم في الوقت الحاضر، مثل أي شيء آخر ، يتغير باستمرار ؛ فهو يجيء ويذهب".

" وحينما تعيش بكل كيانك في الحاضر وتشعر بالألم ، وتشعر بأنه يستنزفك ، يمكنك أن تبدأ في ما هو صحيح ، والبناء عليه".

بدأ الشاب يكتب بعض الملاحظات لكي تعينه على تذكر ما كان يكتشفه.

قال الشاب :" لماذا أشعر بأن ما تعلمته حتى الآن هو مجرد قمة جبل الجليد ، وأنه لا يزال هناك الكثير ما يختبئ تحت السطح؟؟".

أجاب العجوز :" لأنك بدأت تواً في تقدير ما ينتظر أن تكتشفه في الخارج ".

واستطرد قائلاً: " وحيث إنك عثرت على الهدية بنفسك وتبدو حريصاً على معرفة المزيد ، يسعدني أن أطلعك على ما أعرفه".











يتبع ...

اسماعيل سليمان السلاق
المراقب العام
المراقب العام

عدد الرسائل : 528
المزاج : ما هي الهديه 4510
علم الدول : ما هي الهديه Male_p11
حترامك لقوانين المنتدى : ما هي الهديه 21010
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما هي الهديه Empty رد: ما هي الهديه

مُساهمة من طرف اسماعيل سليمان السلاق الجمعة فبراير 05, 2010 2:53 am

قال الشاب إنه سيقدر ذلك لصديقه العجوز ،

فاستطرد الأخير قائلاً:" من المهم أن تعيش مواقف الألم لتتعلم منها ، بدلاً من أن تحاول إلهاء نفسك بشيء آخر".


الوجود في الحاضر
يعني التخلص مما يشتتك،


والانتباه لما
هو مهم الآن .


إنك تصنع حاضرك الخاص
بما توليه
انتباهك ، اليوم.


قال الشاب :" إذن فحتى في المواقف الصعبة ، فإنني بحاجة إلى التخلص من المشتتات التي تعوقني عن الوجود في الحاضر.

قال العجوز :" يمكنك الحصول على أمثلة من حياتك أنت شخصياً،
فقد قلت من قبل إنك كنت تلاقي صعوبات في عملك وفي علاقاتك القديمة ".

"قد تكون في حاجة إلى أن تسأل نفسك: هل كثيراً ما كنت في حالة تشتت أثناء العمل ، أم أنني كنت عادةَ أعطي انتباهي كاملاً لما كان مهماً في ذلك الوقت؟؟".

"فكر في حياتك خارج نطاق عملك".

" ما كان مقدار تركيزك على الحاضر حينما كنت مع خطيبتك الحبيبة ؟؟ هل كانت مهمة بدرجة تكفي لجعلك تمنحها انتباهك المخلص الكامل حينما تكونان سوياً ؟؟".

" في العلاقات ، تحتاج إلى التركيز على الشخص بكامله ، ومن خلال زيادة إدراكك لسماته الجيدة والسيئة ، يمكنك التعامل مع المشكلات المحتملة بدلاً من أن تجعلها تشتتك ".
"وبدلاً من أن أقدم لك أمثلة على كيفية استخدام الآخرين للحاضر لكي يصيروا أكثر سعادة ونجاحاً ، قد يكون من الأوفق والأكثر منطقية أن تستكشف ذلك بنفسك في الأسابيع القادمة ".

قال الشاب :" قبل أن أذهب ، هل يمكنني أن أسألك عن الماضي والمستقبل؟؟".

رد العجوز قائلا:" سوف نصل إلى تلك الموضوعات المهمة فيما بعد. أما الآن ، فلنبق في الحاضر".

" عندما تكون في الحاضر ، وتركز فقط على ما هو مهم بالنسبة لك اليوم ، تحقق اكتشافات مذهلة بنفسك".

كان الشاب يثق في أن صديقه العجوز يعرف أكثر منه ، لذا ، تخلى عن مخاوفه بشأن الماضي والمستقبل . وبمجرد أن أفعل ذلك ، شعر أنه في حال أفضل كثيراً.

ابتسم الشاب, كان يعلم أن التعامل مع اليوم الحاضر فحسب أبسط وأيسر .
وأصبح الآن يشعر بأنه أكثر ثقة وأقل توتراً وضغطاً.

كان يعلم أنه إذا استطاع أن يظل في الحاضر فحسب ، فإنه سيكون قادراً على أن يفعل ذلك في باقي الأيام .

وقبل أن يودع الشاب صديقه ، كتب ملخصاً لما اكتشفه حتى تلك اللحظة عن الوجود في الحاضر:


ركّز على ما يحدث في تلك اللحظة .
قدّر قيمة ما هو صحيح في الموقف الحاضر ، وقم بالبناء عليه .
وجّه انتباهك إلى ما هو مهم الآن.


شكر الشاب صديقه العجوز وقال إنه مستعد لأن يذهب إلى عمله وأن يحاول تطبيق ما اكتشفه.

لقد عرف أن هذا يعني أن يكون مدركاً لما هو جيد وما هو سيء في الموقف الحالي ، بحيث يستطيع التغلب على العقبات التي قد تمنعه من الاستمتاع بعمله وتحقيق المزيد من النجاح.

وفي الأسبوع التالي في العمل ، قام الشاب بمراجعة الملاحظات التي سجلها أثناء حديثه مع صديقه .
وبعد ذلك جلس لينهي أحد المشروعات التي بقيت معلقة لفترة من الزمن والتي كان قد أرجأها لأنه كان يعتقد أنه سيكون من الصعب عليه أن يجمع كل المعلومات الضرورية الخاصة به.
وحينئذٍ تذكر أن يستخدم ما تعلمه .

أخذ لحظة ليكون في الحاضر . ثم أخذ نفساً عميقاً ، ونظر حوله وأحس بالتقدير لما هو صحيح الآن !

أدرك أنه ربما لم يحصل على الترقية المرجوة ، ولكنه لم يزل يحتفظ بوظيفته. كما أن مكان عمله جيد يتميز بالهدوء والتنظيم السليم.

ولا يزال لديه الكثير من الفرص لكي يؤدي عمله بطريقة تجعله جديراً بالتقدير والتكريم.
أدرك أيضاًَ أنه كان من السهل كثيراً أن ينسى أن يستمتع بما لديه بالفعل الآن .
وبعد ذلك ، ركز على ما هو مهم الآن. كان يعرف أنه بحاجة إلى أن يحقق تقدماً في أحد المشروعات ويستخدم هذا التقدم لكي يبني طاقته وثقته بنفسه لكي ينجح في المهمة التالية .
بدأ الشاب يعمل على حل المشكلات الواحدة تلو الأخرى . واجه عقبتين معرقلتين ورغم صعوبتهما ، فإنه لم يتشتت أو ينشغل بعمل آخر وإنما ظل مركزاً على الحاضر.
لقد ركز بشكل منفرد على ما كان يحتاج لعمله في تلك اللحظة واستمر التقدم.

ومما آثار دهشته أنه أنهى عمله خلال ساعتين فقط . ورغم أن المشروع كان صغيراً ، إلا أنه شعر بالارتياح لعمله ، لعلمه أنه أدى عملاً دقيقاً كاملاً .

فكر قائلاً :"لقد مضى وقت طويل منذ شعرت بهذا الشعور الطيب في عملي".

"إن فكرة البقاء في الحاضر تؤتي ثمارها لمصلحتي بحق".

وفي الأسابيع التالية ، انهمك الشاب في عمله وهو يبدي نوعاً من القوة والتركيز نادراً ما يراه هؤلاء المحيطون به.

فقبل أن يطبق الشاب ما تعلمه من أمر تلك الهدية (الحاضر) ، كان قد اعتاد أن يغرق في أحلام اليقظة أثناء اللقاءات والاجتماعات وهو يفكر في الترقية التي تمنى الحصول عليها .

أما الآن ، فإنه يعرف أنه من المهم أن يكون حاضراً إذا أراد أن ينجز عملاً طيباً ، اليوم . قام بالتركيز على ما هو صحيح الآن وقام بالبناء عليه.

كان يعلم أنه ربما لا يكون قادراً على أن يكون في الحاضر في كل دقيقة ولحظة من حياته. ولكنه إذا استطاع أن يفعل ذلك كثيراً بما يكفي اليوم ، فإنه يستطيع أن يفعله ثانيةً غداً. وفي كل يوم يقضي فيه مزيداً من الوقت في الحاضر ، فإن ذلك سيجعله أكثر سعادةً وفعالية ونجاحاً.

والآن حينما يتحدث زملاؤه ، يتناسى ما كان يفكر فيه ويركز على ما يقوله الزملاء . لقد بذل جهداً مخلصاً لكي يندمج معهم وهو يلزم نفسه بتقديم فكرة جديدة واحدة على الأقل.

وسرعان ما لاحظ عملاؤه وزملاؤه في العمل التغيير الذي حدث له . لقد تحول أسلوبه المشتت القديم إلى انتباه واهتمام حقيقيين باحتياجاتهم وبما يمكن أن يفعله لكي يساعدهم ويفيد المؤسسة التي يعمل بها.

وأما في حياته الشخصية ، فقد لاحظ أصدقائه تغيراً واضحاً أيضاً ، لقد صار ينصت بانتباه أكثر لما يقولونه ، تماماً كما كان صديقه العجوز ينصت إليه .

وفي بداية الأمر كان عليه أن يبذل الجهد لكي يركز على الحاضر ، ولا ينجرف فكره نحو الندم على الماضي أو القلق بشأن المستقبل . ولكن باستمرار ممارسته للوجود في الحاضر وجد أن الأمر قد صار أكثر سهولة مما كان عليه من قبل.
ونتيجة لهذا التغيير الذي لحق به فقد تحسن عمله وتحسنت حياته ولقد جذب حماسه والتزامه المتزايدان انتباه رئيسه في العمل وانتباه أصدقائه .

بدأ يدرك أن احتمالات حصوله على الترقية تزداد حينما يعمل بجد واجتهاد أكثر ، وبهذا يستحق المكافأة بحق، كما بدأ شعوره بالغضب تجاه رئيسه يتضاءل على الأقل في بعض الأحيان.

وربما كان الأكثر أهمية بالنسبة له أنه استطاع أنه قابل فتاة أخرى رائعة وخطبها وكانت علاقتهما رائعة بحق .

كان يبدو أن كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح بالنسبة له . كان كلما قضى المزيد من الوقت في الحاضر ، شعر بالمزيد من النشاط والحيوية والسيطرة على حياته كما شعر بالمزيد من الثقة ، والقوة ، والقدرة على الإنتاج.

كان الشاب يقدر ما لديه ، ويركز انتباهه على ما هو مهم الآن ، وفوق كل ذلك كان يستمتع بحياته .

لا عجب أن قال العجوز إن الحاضر هو أفضل هبة يمكنك تقديمها لنفسك .

ومع ذلك ، فحينما ظن الشاب أنه عرف كيف يكون في الحاضر برزت مشكلة أخرى .





يتبع ...

اسماعيل سليمان السلاق
المراقب العام
المراقب العام

عدد الرسائل : 528
المزاج : ما هي الهديه 4510
علم الدول : ما هي الهديه Male_p11
حترامك لقوانين المنتدى : ما هي الهديه 21010
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما هي الهديه Empty رد: ما هي الهديه

مُساهمة من طرف اسماعيل سليمان السلاق الجمعة فبراير 05, 2010 2:54 am

بدأت المشكلة حينما كان يعمل مع شخص آخر في مشروع من أجل رئيسه في العمل. بذل ذلك الشخص مجهوداً ضئيلاً وقدم أفكاراً قليلة . وبدلاً من أن يتحدث إلى ذلك الشخص عن ضرورة بذله المزيد من الجهد وتحمل مسئولية القدر المناسب من المشروع ، أو أن يخبر رئيسه بهذه المشكلة ، تحمل الشاب وحده عبء هذا العمل بالكامل.

ولم يمر وقت طويل حتى بدأ الشاب يتقهقر.

ثم فاته موعد نهائي.
كان المشروع مهماً، فأبدى رئيسه شعوره بخيبة الأمل والإحباط.
ظن الشاب أنه قد فشل . وبدأت ثقته بقدراته الجديدة تتراجع وتتلاشى.

فما الذي حدث وجعل الأمور تتجه في الاتجاه الخاطئ ؟؟ لقد ظن الشاب أنه مندمجاً معظم الوقت في اللحظة الراهنة ؛ في الحاضر.

جلس الشاب المحبط، مرخياً كتفيه ومطأطئاً رأسه على مكتبه . وشعر بالتعب والإرهاق.

تساءل ماذا كان صديقه العجوز سيفعل لو كان في نفس موقفه هذا ؟؟؟

وبما يحمله من شك ، عاد إلى صديقه العجوز ليتحدث إليه .




التعلم - مرحلة انتقالية -


لاحظ العجوز أن صديقه الشاب يبدو محبطاً ، ولكنه قام بتحيته بود وقال:" كنت أتوقع مجيئك".
بدأ الشاب حديثه قائلاً :" لقد قلت لي إن الوجود في الحاضر سيجعلني أكثر سعادة ونجاحاً فيما أفعله".

"إنني الآن أبذل جهدي كي أبقى في الحاضر ، ويمكنني بالفعل أن أرى الخير الذي جنيته من وراء ذلك . ولكن يبدو وكأن هذا لا يكفي".


قال العجوز :" هذا لا يدهشني ؛ فلكي تقبل الحاضر وتعتنقه كلياً ، يجب أن تفعل ما هو أكثر من مجرد الحياة في اللحظة الراهنة ".

"ولكنني انتظرت أن تكتشف ذلك بنفسك ".

طلب العجوز من صديقه الشاب أن يقص عليه مشكلته ، ثم قال العجوز :" إذن فقد استجبت لنقص التزام ودعم الشخص الآخر بأن تحملت العبء بأكمله وحدك ، بدلاً من أن تواجه المشكلة".

ثم سأله :" ألم تخبرني أنك قد فعلت نفس الشيء من قبل ؟؟".

رد الشاب معترفاً :"أجل، وهذا لأنني كنت دائماً أكره المواجهات . وقد أخبرني رئيسي أن هذا هو أحد الأسباب التي تجعلني أجد صعوبة في الإدارة والقيادة".

ثم أردف قائلاً : " وهذا ليس في عملي فقط ، فخطيبتي السابقة قالت لي من قبل أنني أتجاهل مشكلاتنا ولا أواجهها . وكان هذا أحد أسباب انفصالنا".

"وبين الحين والآخر أفكر بالترقية التي لم أنلها . لا أعرف لماذا أجد صعوبة كبيرة هكذا في نسيان هذا الأمر".

قال العجوز :" ربما أفادتك هذه الكلمات ":




من الصعب أن تنسى الماضي
ما لم تتعلم منه.

وبمجرد أن تتعلم من الماضي
وتنسى ، تستطيع أن
تحسن الحاضر ، اليوم .





قال الشاب :" يعجبني هذا. إنه معقول ومنطقي تماماً".

ثم سأل صديقه العجوز:" هل تمانع في أن أغير الموضوع وأسألك كيف تأتَّي لك أن تعرف كل هذا الذي تعرفه".

ضحك العجوز وقال:"حسناً ، لقد قضيت سنوات عديدة في العمل لحساب مؤسسة تثير اهتمامي . وكنت أستمع لما يقوله الناس عن عملهم وحياتهم . وبعض أولئك الناس كانوا يواجهون مصاعب ، وآخرون يتقدمون بشكل جيد . ولكنني لاحظت أنه كانت توجد أنماط مشتركة ".

سأل الشاب :" ماذا لاحظت بشأن أولئك الذين كانت تواجههم المصاعب؟؟؟".

كان العجوز يشعر بما يمر به الشاب ، إلا أنه قال:"من المثير أنك لم تسألني أولاً عن أولئك الذين كانوا يتقدمون بشكل جيد ".

قال الشاب :" آخ ".
فرد العجوز قائلاً :" آخ هذه في محلها . فربما يتعين عليك أن تنظر إلى السبب الذي جعلك تبدأ بالجانب السلبي وترى ما إذا كان هذا يناسبك حقاً أم لا".

ثم أردف قائلاً:" إنني أعلم أنك تواجه صعوبات ، لذا دعنا نبدأ من هذه النقطة ، إن شئت".

" إن كثيراً من الناس الذين عانوا من أشد الصعوبات كانوا قلقون من الأخطاء التي ارتكبوها ، أو الأخطاء التي كانوا يخشون أن يرتكبوها. وبعضهم كانوا غاضبين بسبب أشياء حدثت لهم في عملهم الماضي".

رد الشاب قائلاً:" أعرف هذا الشعور".







يتبع .....

اسماعيل سليمان السلاق
المراقب العام
المراقب العام

عدد الرسائل : 528
المزاج : ما هي الهديه 4510
علم الدول : ما هي الهديه Male_p11
حترامك لقوانين المنتدى : ما هي الهديه 21010
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما هي الهديه Empty رد: ما هي الهديه

مُساهمة من طرف اسماعيل سليمان السلاق الجمعة فبراير 05, 2010 2:55 am

واصل العجوز حديثه قائلاً:"أما الذين كانوا يؤدون أعمالهم بشكل جيد ويتقدمون، فقد كانوا يركزون على أعمالهم في تلك اللحظة . ولقد ارتكبوا بعض الأخطاء مثل أي شخص آخر، ولكنهم كانوا قادرين على أن يتعلموا منها ، وأن يتجاوزوها ، ويواصلوا التقدم. ثم إنهم لم يكونوا يتحدثون كثيراً عن تلك الأخطاء".

واستمر العجوز :" يبدو لي أنك بدلاً من أن تنظر إلى ماضيك وتتعلم منه ، فإنك تختار أن تتجاهله ".

"كثير من الناس يتحاشون النظر إلى الماضي لأنهم لا يريدون أن ينزعجوا بسببه . وهم يقولون أشياء مثل: خبراتي الماضية قادتني إلى ما أنا فيه اليوم . وهم لا يسألون أنفسهم أين كان يمكن أن يكونوا اليوم لو أنهم نظروا إلى خبراتهم الماضية وتعلموا من الأشياء التي لم تأخذ مجراها السليم".

"ونتيجة لهذا ، فإنهم يتعلمون القليل ، أو لا يتعلمون شيئاً على الإطلاق ".

قال الشاب :" إذن ، فهم مثلي ، يرتكبون نفس الأخطاء . وبالنسبة لهذه الأخطاء ، يكون حاضرهم مثل ماضيهم تماماً".

قال العجوز :" أحسنت القول. فعندما لا تستخدم مشاعرك تجاه الماضي لكي تتعلم من خبراتك ، فإنك تفقد متعة الحاضر . فإذا ما تعلمت من الماضي بحق ، يكون من السهل عليك أن تستمتع بالحاضر بحق".

" ورغم أنه من الصحيح أنك يجب ألا تعيش في الماضي – لأنك حينئذٍ لن تعيش في الحاضر – إلا أنه من المهم أن تستخدم الماضي لتتعلم من أخطاءك ، أو تعرف سبب النجاح – إذا كنت قد حققت النجاح في الماضي – وتبني عليه نجاحات أخرى".

شعر الشاب بالارتباك ؛ فسأل قائلاً :" متى يجب أن أكون في الحاضر ومتى يتعين علي أن أتعلم من الماضي ؟؟".

أجاب العجوز :"هذا سؤال وجيه ".

وربما كانت هذه الكلمات مفيدة لك :



في أي وقت
تشعر فيه بالتعاسة في الحاضر ،


وترغب بالاستمتاع
بالحاضر أكثر ،

يكون قد حان الوقت
لتتعلم من الماضي ،

أو تخطط من أجل
صنع المستقبل .



قال العجوز :" شيئان من بين الأشياء التي يمكن أن تسلبك متعة الحاضر هما : أفكارك السلبية عن الماضي ، وأفكارك السلبية عن المستقبل".

ثم أردف قائلاً :" قد تجد من الأنفع لك أن تبدأ بالنظر أولاً إلى ما تعتقده بشأن الماضي ".

ثم قال واعداً إياه :" وسوف نصل إلى الحديث عن المستقبل فيما بعد".

قال الشاب:" إذن فأي وقت أشعر فيه أن شيئاً ما يعوق استمتاعي بالحاضر وأدائي لعملي ، يكون الوقت المناسب للنظر في الماضي وتتعلم منه".

أجاب العجوز :"بالضبط".

واستطرد مؤكداً:" وقت التعلم هو أي وقت تحتاج فيه لأن تجعل الحاضر أفضل من الماضي . وحينما تشعر بالحزن ، أو تكون لديك أية مشاعر سلبية أخرى بشأن الماضي تعوق الحاضر ، يكون هذا هو الوقت الذي تحتاج فيه لأن تنظر إلى الماضي وتتعلم منه".

سأل الشاب :" لماذا يكون الوقت مناسباً لأن أتعلم حينما أشعر بوجود شيء سلبي ؟؟".

أجاب العجوز :" لأنك تستطيع أن تستخدم مشاعرك لتعلمك ".

سأل الشاب:" إذن كيف أتعلم؟؟".

رد العجوز:" أفضل طريقة أعرفها هي أن تسأل نفسك ثلاثة أسئلة وتجيب عنها بأمانة وبمشاعر حقيقية صادقة قدر استطاعتك":

"ماذا حدث في الماضي؟؟؟".
"ماذا تعلمت في الماضي؟؟".
"ماذا يمكن أن أفعله الآن بشكل مختلف عما فعلته في الماضي؟؟".

فكر الشاب لحظة ثم قال :"بعبارة أخرى ، تفكر في خطأ ارتكبته بالأمس وما تشعر به تجاهه . ومن ثم تدرك كيف يمكنك أداء الأشياء بشكل مختلف".

قال العجوز :"نعم . ولا تقسُ على نفسك كثيراً . وتذكر أنك صنعت أفضل ما كنت تستطيع في ذلك الوقت الذي ارتكبت فيه الخطأ في حدود ما كنت تعلمه . والآن ، بعد أن أصبحت تعرف المزيد بشكل أفضل ، ويمكنك أن تفعل ما هو أفضل وتتجنب الخطأ".

قال الشاب :"إذن ، عندما تتصرف بنفس الطريقة ، تحصل على نفس النتائج. ولكنك عندما تتصرف بطريقة مختلفة ، تحصل على نتائج مختلفة أيضاً".

قال العجوز :"نعم ، والأمر الطيب هو أنك كلما تعلمت أكثر من الماضي ، قلت مرات الندم والأسف ، وزاد ما لديك من وقت تعيشه في الحاضر".

وقبل أن يودع الشاب صديقه ويغادر المكان ، سجل ملاحظات إضافية عديدة في مفكرته :



انظر ما تشعر به تجاه
ما حدث في الماضي

تعلم منه شيئا ذا قيمه
استخدم ما تعلمته


لكي تجعل عملك وحياتك
أكثر قابليه للمتعة اليوم ...


***&&&***


ليس بوسعك أن تغير الماضي
ولكنك تستطيع
أن تتعلم منه

وحينما تواجه نفس الموقف ،
يمكنك أن تتصرف

بشكل مختلف
وتصبح أكثر سعادة ً
وأكثر فعاليه وأكثر نجاحا اليوم .......


يتبع

اسماعيل سليمان السلاق
المراقب العام
المراقب العام

عدد الرسائل : 528
المزاج : ما هي الهديه 4510
علم الدول : ما هي الهديه Male_p11
حترامك لقوانين المنتدى : ما هي الهديه 21010
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما هي الهديه Empty رد: ما هي الهديه

مُساهمة من طرف اسماعيل سليمان السلاق الجمعة فبراير 05, 2010 2:55 am

في الصباح التالي حينما كان الشاب في طريقه إلى عمله كان يفكر فيما قاله صديقه العجوز .
في ذلك اليوم بذل قصارى جهده لكي يبقى مندمجا بالكامل في الحاضر وبحث عن فرص لكي يتعلم من الماضي وعندما أخفق نفس الشخص مرة أخرى في الإسهام بالجزء الخاص به من العمل تحدث الشاب إليه بشكل مباشر صادق بشان ما يزعجه ..

في البداية بدا هذا الشخص مستاءً رافضاً لطلبات الشاب منه ولكن عندما انتهيا من اجتماعهما شعر بالارتياح و السعادة لأن الشاب كان على هذا القدر من الصدق والصراحة معه. استطاع أن يفهم الحاجة إلى إنجاز المهمة بشكل صحيح بل إنه قال إنه يتطلع بشوق لتحقيق ذلك .


وقد شعر الشاب بالارتياح لأنه تعلم الكثير من خبرته الماضية وتصرف بشكل مختلف . وفي الأسابيع التالية ، وبناء على ما تعلمه من قبل ، صار أكثر كفاءة وفعالية في وظيفته .

وتحسنت أيضاً علاقته بزملائه في العمل .ونتيجة لهذا منحة رئيسه المزيد من المسئوليات ،كما منحه الترقية .

وفي حياته الشخصية ، توطدت علاقته بزوجته واقترب أمله في الزواج بها من التحقق رويداً رويداً.

وهكذا مر الشاب بمرحلة من النمو والازدهار.
ومع ذلك ، فبينما كان يواجه الأعباء المتزايدة لعمله والتي كانت تستلزم منه المزيد من الوقت بسبب منصبه الجديد ، وجد أنه من الصعب عليه أن يتعامل مع كل الأمور بنجاح.

إلا أنه ، عندما يتذكر أن يأخذ نفساً عميقاً ويركز على اللحظة الحالية ، كان يساعده ذلك كثيراً.

ولكنه كان يصل إلى عمله في كل صباح فيجد المزيد والمزيد من الأعمال التي يكلف بانجازها.

لم يكن قد أرسى برنامجاً يومياً لعمله ولم يكن على يقين مما يجب أن يعمله أولاً. ولكي يتحول من أحد المشروعات إلى غيره ، كان يقضي وقتاً طويلاً في أشياء غير مهمة ، بينما لما كانت الأعمال المهمة التي تحتاج إلى عناية فائقة تمر دون أن يمنحها انتباهاً كافياً.

ولم يمر وقت طويل حتى بدأت المشروعات تنفلت زمامها من بين يديه . وحينما واجهه رئيسه بذلك اكتفى بأن وضع يديه على ما أمامه من أعمال كثيرة ملقاة على عاتقه ووقت قليل متاح أمامه لينجز فيه ، مما جعل رئيسه يتساءل ما إذا كان قد يتسرع حينما قام بترقية ذلك الشاب.

ومرة أخرى ذهب الشاب لزيارة صديقه العجوز ، وهو يشعر بالإحباط ولا يدري ماذا يفعل .



الصنع ( مرحلة جديدة )

لما رأى العجوز صديقه ، ابتدره قائلاً :" كيف حالك ؟؟".

أطلق الشاب ضحكة مغتصبة متوترة وقال:" أحياناً بخير وأحياناً دون ذلك".
ثم تحدث عن الصعوبات التي يلاقيها.

قال :" لست أفهم. لقد كنت غارقاً في الحاضر في معظم الأوقات ".

" كان الناس يتحدثون عن قدرتي الفذة على التركيز على ما أفعله".

" لقد عملت على الانسحاب من الماضي ، دون التعويل على أحزان الماضي وحسراته . إنني أستخدم ما تعلمته وأعمل الآن بصورة أفضل ".

" ومع ذلك ، لا أستطيع التعامل مع كل الأمور . ربما كان حجم وظيفتي كبيراً بالنسبة لي!".

أومأ العجوز وقال :" قد يكون هذا صحيحاً في اللحظة الحالية . ولكن ما لا تدركه هو أنه يوجد عنصر أخير من عناصر الحاضر لم تكتشفه بعد".

" نعم . إنك تتعلم من الماضي ، وتستفيد من دروسه لتحسن حاضرك. وعن طريق وجودك في " الحاضر" كلياً ، أشعر أنك الآن أكثر تقديراً للعالم الذي حولك وأكثر فعالية فيه. إذن ، فإنك تحقق تقدماً عظيماً ".

"إلا أن ما لم تدركه بعد هو أهمية العنصر الثالث : المستقبل".

قال الشاب :" ولكني حينما أعيش كثيراً في المستقبل أشعر بالقلق . وأعلم أنني حينما تراودني أحلام اليقظة بشأن المنزل الذي أريد أن أمتلكه ، أو الترقيات التي آمل أن أنالها ، أو الأسرة التي أتمنى تأسيسها ، فإنني لا أعيش الحاضر ، بل أشعر بالضياع !".

قال العجوز :" هذا صحيح. ورغم أنه ليس من الحكمة أن تستغرق في المستقبل ، لأن هذا يجعلك تشعر بالضياع أو بالقلق ، إلا أنه من الحكمة ومن الأهمية بمكان أن تحاول صنعه".
" وحتى لو كنت محظوظاً ، لأن حظك يمكن أن يهجرك ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشكلات أخرى أكثر عمقاً. لذا ، لا يمكنك أن تتكل على الحظ فحسب كوسيلة تؤمن بها مستقبلاً أفضل لنفسك ".

سأل الشاب :" ماذا تعني بمحاولة صنع المستقبل ؟؟ وكيف يرتبط صنع المستقبل بالوجود في الحاضر ؟؟".

رد العجوز موضحاً :" حسناً، إننا جميعاً نصنع أجزاءً من مستقبلنا بأكثر مما نتصور أو ندرك".

وأضاف :" بالطبع لا أحد يستطيع أن يتحكم في المستقبل أو يسيطر عليه ".

" إلا أن ما نؤمن به ونفعله اليوم ـ في الحاضر ـ يصنع جزءً مهماً مما يحدث غداً".
" فإذا كانت لديك أفكار سلبية بشأن المستقبل ، سواءً في العمل أو في حياتك الشخصية ، وكانت تصرفاتك سلبية اليوم ، فإنك بذلك تصنع نتائج أسوء غداًَ".

قال الشاب متأملاً:" إذن فأول ما أفعله هو أن أتخيل المستقبل ".

قال العجوز مؤكداً:" نعم ، وبالتفاصيل بحيث يبدو لك حقيقياً ".

قال الشاب :" إذن ، إذا كان ما أؤمن به وأفعله اليوم إيجابياً، فإنني بذلك أحاول صنع غداً أفضل !".

قال العجوز مؤيداً:" نعم . تستطيع الاعتماد على ذلك . وتلك هي طبيعة الأمور بالنسبة للجميع !".

واستطرد قائلاً:" إذا أردت صنع المستقبل ، فابدأ بأن تكون موجوداً في الحاضر. أولاً ، عليك أن تقدر ما هو إيجابي في اللحظة الراهنة ؛ الآن!".

" وبعد ذلك تخيل كيف يمكن أن يبدو المستقبل أفضل ، وضع خطة واقعية لتحقيق هذا الأفضل ، وبعدها قم بالأشياء التي تساعدك على ذلك ".

وأردف :"وبعد ذلك ، ضع خطة . إنها بمثابة البوصلة ؛ فهي ستتيح لك أن ترى إلى أين تتجه ، وتساعدك على التركيز على ما أنت بحاجة إلى عمله في الحاضر لكي تحقق المستقبل الذي تنشده".

"إن التخطيط والقيام اليوم بشيء ما من أجل صنع المستقبل المرغوب يقللان من الخوف والشك والقلق ؛ لأنك حينها تتخذ بالفعل خطوات إيجابية نشطة نحو تحقيق النجاح في المستقبل . إنك بذلك تعلم ما تفعله ، ولماذا تفعله ، لأنك تراه يؤدي إلى المستقبل الذي تتخيله ".


وربما كان عليك أن تفكر في الأمر بهذه الطريقة :


لا أحد يمكنه التنبؤ بالمستقبل
أو السيطرة عليه .

إلا أنك إذا تخيلت
بمزيد من الوضوح ما تريده
أن يحدث في المستقبل ،

وخططت له،
وفعلت اليوم شيئاً
من أجل تحقيقه

قل مقدار ما تشعر به
من قلق في الحاضر ،

وأصبح المستقبل أكثر وضوحاً
بالنسبة لك .







يتبع ...

اسماعيل سليمان السلاق
المراقب العام
المراقب العام

عدد الرسائل : 528
المزاج : ما هي الهديه 4510
علم الدول : ما هي الهديه Male_p11
حترامك لقوانين المنتدى : ما هي الهديه 21010
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما هي الهديه Empty رد: ما هي الهديه

مُساهمة من طرف اسماعيل سليمان السلاق الجمعة فبراير 05, 2010 2:56 am

واصل العجوز حديثه قائلاً :" إن نقص التخيل ، والتخطيط والعمل ، سواء في العمل أو في الحياة ، هو أكثر الأسباب شيوعاً لعدم تحقيق أحلامنا وأهدافنا".

سأل الشاب :" إذن ، متى أقوم بمحاولة صنع المستقبل ؟؟؟ ".
أجاب العجوز :" بعد أن تقوم أولاً بتقدير الحاضر حق قدره ، واحترام ما لديك الآن. وبعد ذلك ، في أي وقت تريد فيه أن تجعل المستقبل أفضل من الحاضر ".

سأل الشاب مرة أخرى :" وما الطريقة المثلى التي اكتشفتها للقيام بهذا ؟؟ ".
أجاب العجوز :" عن طريق الإجابة على الأسئلة الثلاثة :
ماذا يمكن أن يكون عليه شكل المستقبل الباهر ؟؟
ما خطتي لأجعل هذا يحدث؟؟
ما الذي أفعله اليوم لأجعله يحدث ؟؟

وكلما زادت قدرتك على رسم صورة واقعية لما تتمنى أن يكون عليه مستقبلك ، وإيمانك بإمكانية تحققه ، كان من الأسهل عليك صنع خطتك ، وبمجرد أن تكون لديك خطة ، يمكنك تنقيحها وتعديلها بينما تجمع المزيد من المعلومات و الخبرات ، بحيث تصبح "خطة حية"، أكثر واقعية ، ومرونة ، وقابلية للتحقيق" .
" والأمر المهم هو أن تفعل شيئاً مع كل يوم ، حتى لو ضنت أنه شيء ضئيل ، لتساعد على جعل المستقبل الباهر يتحقق" .
كتب الشاب في مفكرته الكلمات التالية :






بداية من اليوم ،
تخيل ما يمكن أن يبدو عليه
المستقبل الباهر

ضع خطة واقعية .
وقم بعمل بعض الأشياء
من أجل تنفيذ الخطة ،
وتحقيق المستقبل الذي تخيلته






التمعت عينا الشاب ببريق ذي مغزى وهو يقول:" تلك الخطوات الثلاثة مفيدة للغاية. وحينما لا أقوم بهذه الأشياء ، فإنني أضل طريقي "

وأردف قائلاً:" تزداد احتمالات أن أضيع وقتي في أشياء لا أهمية لها ، وأترك وقتاً أقل لأشياء أخرى تحتاج حقاً لاهتمامي ".

" لقد بدأت أدرك السبب وراء شعوري بالعجز وقلة الحيلة . إنني لا آخذ الوقت اللازم لكي أتخيل ، وأخطط ، ثم أضع خطتي موضع التنفيذ ". .

رد العجوز مقترحاً:" قد تحتاج إلى التفكير في أجزاء الحاضر الثلاث على أنها حامل ذو قوائم ثلاث ترتكز عليه كاميرا غالية الثمن ، وهو متوازن تماماً بتلك القوائم الثلاث : الوجود في الحاضر ؛ والتعلم من الماضي ؛ و صنع المستقبل ".

" إذا تخلصت من إحدى تلك القوائم ، ينهار الحامل الثلاثي بأكمله . ولكن إذا كان مدعماً بقوائمه الثلاث ، فإنه يقوم بوظيفته بنجاح ، وكذلك حياتك وعملك ".

" وإذا لم تكن تعيش في الحاضر ، فلن تكون مدركاً لما يحدث حولك . وإذا لم تتعلم من الماضي فلن تكون مستعداً لصنع المستقبل. وإذا لم تكن لديك خطة للمستقبل ، فستجد نفسك ضائعاً تتقاذفك الأمواج ".

" عندما تحقق التوازن لعملك وحياتك "حامل ثلاثي" من الحاضر ، والماضي ، والمستقبل ، ستحصل على صورة أوضح بكثير ".

" ويمكنك بذلك تتعامل بشكل أفضل مع أي شيء يعترض طريقك ".

تأمل الشاب واستوعب ما أخبره به العجوز وبناءً عليه عاد إلى عمله وهو أكثر نشاطاً ووضوحاً في التفكير .

وفي كل صباح ، كان يخطط ليومه مقدماً .، مدركاً أن هذا سيساعده على الوصول لأهدافه ، ومحتفظاً بقدر من المرونة يكفي للتعامل مع أحداث ذلك اليوم ومفاجأته .


إنه يضع الآن أهدافاً لكل أسبوع ولكل شهر . وقبل الاجتماعات بفترة كافية ، وكان يراجع ما يريد تحقيقه . فإذا علم بموعد نهائي ما لعمل ما ، كان يضع جدولاً لإنجاز ذلك العمل أو المهام المحددة المنوطة به .

وقد وجد نفسه يستخدم نفس النوع من التخطيط في حياته الشخصية أيضاً . كان يسجل الأحداث والمناسبات المهمة في تقويم شخصي ويخطط لها وفقاً لذلك .

وحينما كان يقرر مقابلة أصدقائه ، كان يخصص المزيد من الوقت حتى يصل إليهم . وأما في بيته وفي مقر عمله فقد كف عن الانتظار حتى آخر لحظة .

وعن طريق تخيل المستقبل ، والتخطيط له مسبقاً ، استطاع دعم الحاضر ، وكان أكثر قدرة على تحفز الآخرين وتحقيق المزيد من الأهداف .
ولم يشعر مطلقاً من قبل بأنه أكثر سعادة مطلقاً أو أكثر قدرة على السيطرة على مجريات حياته مما هو اليوم .










يتبع

اسماعيل سليمان السلاق
المراقب العام
المراقب العام

عدد الرسائل : 528
المزاج : ما هي الهديه 4510
علم الدول : ما هي الهديه Male_p11
حترامك لقوانين المنتدى : ما هي الهديه 21010
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما هي الهديه Empty رد: ما هي الهديه

مُساهمة من طرف اسماعيل سليمان السلاق الجمعة فبراير 05, 2010 2:56 am

وبمرور الزمن ولإدراك رئيسه لما حققه من زيادة في الإنتاج قام بترقيته مرة أخرى . وربما كان أكثر أهمية للشاب أن قد توج خطبته بالزواج من محبوتبته وضم شريكة حياته في تخيل مستقبلهما والتخطيط له سوياً .

وصار الشاب يذهب إلى عمله كل يوم ، مستخدماً ما تعلمه لكي يبقى في الحاضر ، ويتعلم من الماضي ، ويحاول صنع المستقبل .

كان الأمر يجدي ويؤتي ثماره . وكان الشاب ماهراً في وظيفته وحظي باحترام زملاؤه في العمل ، وكان على ثقة بقدرته على تولي معظم المهام الموكلة إليه . ثم ذات يوم ، حظر الشاب اجتماعاً لدراسة الميزانية وعلم أن مبيعات منتجات الشركة التي يعمل بها في هبوط لقد كان الاقتصاد في ذلك الوقت يعاني انكماشاً وركوداً ، ولكنه لم يجد مفراً من الاعتراف بأن بعض منافسي شركته كانوا يعرضون منتجات أكثر جودة وبتكاليف أقل . لذا، لم يندهش الشاب حينما أوصى الماليون بإجراء خفض ملحوظ في التكاليف ، وهذا كان يعني أنه هو وغيره قد يفقدون العديد من العاملين وغير ذلك من موارد مهمة .

وفي أثناء الاجتماع ركز الشاب على ما كان يحدث . وقد سمع أحد الزملاء يقول إن رجال البنوك قد أوصوا بالتخلص من تكاليف الأبحاث والتطوير من الميزانية لمدة عام على الأقل .

وهذا يمكن أن يوفر مبلغاً كبيراً من المال في وقت قصير . وقد اعتقد كثيرون ممن حضروا الاجتماع أن هذه التوصية معقولة ومنطقية .
إلا أن إحدى السيدات تحدثت قائلة : إنهم لا يتناولون المشكلة الحقيقة . لقد قالت بالضبط ما كان الشاب يفكر فيه .

ويتحدث الشاب بدوره قائلاً :" ربما كانت مشكلتنا الحقيقة أن منتجات الحالية ليست في مثل جودة منتجات منافسين . فإذا أنقصنا التكاليف في مجالي الأبحاث والتطوير ، فربما نوفر بعض المال اليوم ولكننا إذا لم نستثمر الأموال فيما يتعلق بكياننا ولم ننتج منتجات جديدة جيدة للمستقبل ، فإن شركتنا بأكملها قد تصبح في خطر الخروج من سوق العمل في غضون أعوام قليلة ".

أثارت تعليقاته تلك مناقشة قوية بين المجموعة .


وفيما بعد ، وخلال الأسبوع ، وبمساندة من رئيسه في العمل ، أعد الشاب تقريراً عما يريده عملاء الشركة من منتجاتها الجديدة.
وفي أثناء شرحه للمنتجات الجديدة المحتملة ، كان يرسم صورة لما يمكن أن يكون عليه المستقبل الباهر للشركة .

وعلى مدار الشهور القليلة التالية ، اتخذ عديد من العاملين الإجراءات اللازمة لإنتاج وتطوير المنتجات التي يرغبها العملاء.

ورغم أنه لم تحقق كل المنتجات ما كان مأمولاً منها ، إلا أن أحد تلك المنتجات حقق نجاحاً هائلاً ، ومرة أخرى بدأت الشركة تنتعش وتزدهر أحوالها .

كان الشاب ممتناً وسعيداً لأنه تعلم أن يحاول صنع المستقبل ؛ لأنه هو وشركته استفادا من هذا الأمر أيما فائدة .

ومرت سنوات ، وأصبح من كان شاباً رجلاً ناضجاً .

وبقي على اتصال مع العجوز الذي سعد لمعرفته أن ذلك الرجل الناضج ، الذي كان شاباً يافعاً بالأمس ، أصبح أكثر فعالية ونجاحاً.

كان الرجل يستمتع بعمله وبحياته الشخصية .

إلا أن القدر المحتوم وقع ذات يوم ، وحدث ما لا مفر منه .

مات العجوز

ولم يعد من الممكن سماع صوته المشبع بالحكمة .



نزل الخبر نزول الصاعقة على الرجل. لقد بهت ولم يعرف ماذا يفعل.
وحينما خرجت جنازة العجوز . تبعها بعض علية القوم بالمدينة من رجال ونساء ، فضلاً عن البنين والبنات من أعضاء النوادي التي كان يرعاها العجوز وينفق عليها .

وبرز الكثيرون من حاضري الجنازة يحكي كل منهم قصة رائعة عن العجوز . كان من الواضح أنه ساعد الكثيرين .

وبينما جلس الرجل واستمع ، أدرك كم كان ذلك العجوز رائعاً بشكل لا يصدق . لقد حقق تغييراُ كبيراً في حياة الكثيرين جداً من الناس .

تساءل الرجل قائلاً:" ماذا يمكنني أن أفعل لأصبح مثل ذلك العجوز ، وأساعد الآخرين ؟؟ ".

عاد الرجل أدراجه إلى الحي الذي كان يعيش فيه وقضى فيه لحظات ممتعة حين كان صبياً بحثاً عن الإجابات.

وقبل هذا الوقت بسنوات ، كان والداه انتقلا إلى منزل آخر بعيد ، فكانت الأوقات الوحيدة التي يعود فيها إلى تلك المنطقة يخصصها لزيارة صديقه العجوز.

أما الآن فقد صار بيت العجوز خاوياً ، ووجد لافتة مكتوباً عليها "للبيع" مغروسة في الحديقة. وأبصر الأرجوحة القديمة في الشرفة الأمامية حيث كان العجوز يستمتع بقضاء أمسياته يتأرجح عليها . ارتقى الدرج الأمامي حتى وصل إلى الشرفة وجلس على الأرجوحة بحذر شديد ، خشية أن تنفرط سلاسلها البالية أو تنكسر . وحينما أسند ظهره إلى مسندها الخشبي الذي اهترأت أضلاعه ، كان الصوت الوحيد الذي تمكن من سماعه حينئذ هو صوت صرير الأرجوحة العتيقة .






يتبع ...

اسماعيل سليمان السلاق
المراقب العام
المراقب العام

عدد الرسائل : 528
المزاج : ما هي الهديه 4510
علم الدول : ما هي الهديه Male_p11
حترامك لقوانين المنتدى : ما هي الهديه 21010
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما هي الهديه Empty رد: ما هي الهديه

مُساهمة من طرف اسماعيل سليمان السلاق الجمعة فبراير 05, 2010 2:56 am

تذكر أنه تعلم الكثير من العجوز .

كان يعلم أنه اكتشف ، وأصبح يدرك تماماً كيف يستمتع في الحاضر .

أصبح الآن قادراً على البقاء في الحاضر لوقت أطول ، مع التركيز على ما يحدث الآن ، ومنح انتباهه لما هو مهم بالفعل ، اليوم .

ولقد وجد هذا مفيداً لأبعد حد .
وكلما كان يركز بكل كيانه على ما يفعله ، شعر بسعادة أكبر ، وكان أكثر قدرة ـ بالتأكيد ـ على أن يكون أكثر فعالية ونجاحاً .

لقد استخدم ما تعلمه من الماضي ليحسن الحاضر . ولم يكرر كثيراً أخطاءه السابقة .

لقد اكتشف أن صنع المستقبل بطريقة إيجابية غالباً ما يجعل المستقبل أفضل.
ولكنه كان يشعر أنه في حاجة لأن يضع كل تلك الأمور في منظورها المحدد ، لاسيما الآن وقد صار يفتقد العجوز الذي كان يعتمد عليه .

أغمض الرجل عينيه ، وتأرجح بالأرجوحة ذهاباً وإياباً ،وهو يركز فقط على الحاضر . وشعر حينئذٍ بالسلام وراحة البال .

ورويداً رويداً ، بدأ يتخيل منظر وهو جالس بجوار الشرفة ، وكأنه حاضر معه.

كان بقدرة الرجل أن يسمع صوت العجوز وهو يجادله ويحاوره في أحاديثهما الكثيرة . ومرة أخرى ، أردك حكمة كلمات ذلك العجوز وشعر بعاطفته الجياشة وحماسه المتقد .

وتساءل لماذا قضى العجوز وقتاً طويلاً مساعداً إياه وآخرين غيره على تعلم دروس الحاضر ؟؟ لقد كانت لذلك العجوز التزامات شخصية واحتياجات وقتية ، فلماذا اختار أن يقضي وقته هذا في مشاركة الآخرين في حاضرهم ، بدلاًَ من أن يقضيه في تلبية احتياجاته الشخصية
الملحة ؟؟!.

استمر الرجل في التأرجح ذهاباً وإياباً ، وهو مغمض العينين ، مركزاً الآن جُل طاقته على هذا السؤال . وبدأت الإجابة تتكون ببطء ، شيئاً فشيئاً .

لقد كان العجوز يفعل هذه الأمور ، إذا كان لديه هدف نبيل امتد لما وراء المكاسب الذاتية . لقد كان هدفه ـ وهو السبب الذي لأجله كان يستيقظ في صباح كل يوم ـ أن يساعد الآخرين على أن يصبحوا أكثر سعادة ، وفعالية ، ونجاحاً في أعمالهم وحياتهم الشخصية .

إن كل شيء فعله العجوز كان يحمل في طياته الشعور بالهدف .

وسواء كان ذلك الهدف هو إعطاء الدروس عن الحاضر ، أو إدارة اجتماع لإحدى الشركات ، أو قضاء وقت الفراغ مع عائلته ، فقد كان ذلك العجوز دائماً يعمل ويعيش من أجل هدف .

لقد كان هذا الشعور بالهدف هو الحبل الذي يربط الحاضر بالماضي والمستقبل ... ويمنح العمل والحياة معنى نبيلاً .
فتح الرجل عينيه . هذا هو الحل إذن ! كان ذلك هو الحبل الذي يربط تلك الأمور معاً .

بحث الرجل عن مفكرته ، وكتب فيها :





الحياة في الحاضر ، والتعلم من الماضي ، وصنع المستقبل ليس كل شيء هناك .

فقط حينما تعيش من أجل هدف نبيل وتستجيب لما هو مهم بشأن الحاضر والماضي و المستقبل يكون لكل شيء معنى عظيم .






توقف الرجل ونظر إلى الكلمات التي خطها تواً ! وفكر في معانيها .
لقد فهم أن امتلاك هدف لا يعني فقط أن تعرف ما تفعله ، ولكن لماذا تفعله أيضاً .
إن العمل والعيش بهدف ليس مشروعاً كبيراً أو خطة حياة . وإنما هو أسلوب عملي للحياة اليومية .

إنه يعني أن تستيقظ كل يوم وترى ما سيحمله من معنى لك وللآخرين نتيجة لتصرفاتك وأفعالك. لقد أدرك أن :




أن كيفية استجابتك
تعتمد على هدفك .

عندما تريد أن تكون أكثر سعادة ،
وأكثر نجاحاً ،
يكون الوقت قد حان
لأن تتواجد في اللحظة الحاضرة .

وعندما تريد أن يكون الحاضر
أفضل من الماضي،
يكون الوقت قد حان لتعلم من الماضي.

وعندما تريد أن يكون المستقبل
أفضل من الحاضر ،
يكون قد حان الوقت لصنع المستقبل .


وعندما تعيش وتعمل
لهدف نبيل ،

وتستجيب لما هو مهم الآن ،


تكون أكـثرة قدرة على القيادة ، والإدارة ،
والدعم و المصادقة ، والحب.




أدرك الرجل الآن أنه في حاجة إلى صنع مستقبله بدون إرشاد ناصحه الأمين ومعلمه المخلص الذي يثق به .

تساءل الرجل ما إذا كان يعرف ما يكفي .

ثم ابتسم ، لقد كان يعرف ما كان سيقوله العجوز لو كان حياً :

إن الإنسان يعرف ما يكفي ، ولديه ما يكفي ، وهو نفسه يكفي . اليوم !

بعض الناس يفضلون أن يتلقوا الهدية عندما يكونوا صغاراً ، وآخرون يفضلون ذلك حينما يكونوا في منتصف أعمارهم . وبعض ثالث حينما يكونوا قد تقدموا في السن كثيراً . والبعض الأخير لا يفعلون ذلك أبداً.






يتبع ...

اسماعيل سليمان السلاق
المراقب العام
المراقب العام

عدد الرسائل : 528
المزاج : ما هي الهديه 4510
علم الدول : ما هي الهديه Male_p11
حترامك لقوانين المنتدى : ما هي الهديه 21010
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما هي الهديه Empty رد: ما هي الهديه

مُساهمة من طرف اسماعيل سليمان السلاق الجمعة فبراير 05, 2010 2:57 am

بينما كان الرجل يتأرجح اختر أن أيعود إلى الحاضر الآن . لقد عثر على هدفه . وسوف يقص على الآخرين ما اكتشفه ! وشعر بالسعادة والنجاح .

وحينما فكر ملياً في جوهر النجاح ، عرف أنه يعني أشياء متنوعة بالنسبة للأشخاص المختلفين .

وقد يعني النجاح أن تكون حياتك أكثر سلاماً ، أو تحصل على وظيفة أفضل ، أو تستمتع بوقتًٍ طيب مع عائلتك أو أصدقائك ، أو تحصل على ترقية ، أو تكون لائقاً بدنياً ، أو تحصل على مال أكثر ، أو تكون فقط شخصاً أفضل يساعد الآخرين .
وعلى هدي ما علمه إياه العجوز ، أو ما اكتشفه هو بنفسه من خلال خبراته الشخصية ،
أدرك أن :





كونك أكثر نجاحاً
يعني أن تقترب أكثر مما
أنت قادرا على أن تكونه.

وأن كلاً منا
يحدد لنفسه ما يعنيه
المزيد من النجاح .




أدرك الرجل أنه قد تعلم أن يستخدم الأدوات التي يمكن أن تجعل حياة وعمله أفضل كل يوم.
أعتقد أن الأمر بسيط للغاية ، فالحاضر كان يحفزه ويدعمه ، ويمده بالدروس التي تعلمها من الماضي ، والأهداف التي خطط لها في المستقبل.
وعن طريق استجابته في الحاضر، صار أكثر فعالية وأكثر كفاءة ونجاحاً.

ركز على ما هو مهم الآن .
وأصبح قادراً على أن يرى الفرص المتاحة ويتعامل معها ومع التحديات التي يواجهها.
وقادراً على أن يقدر زملاءه وأسرته وأصدقائه.

ولقد أدرك أيضاً أنه ، نظراً لكونه بشراً ، لن يكون قادراً على البقاء في الحاضر دائماً ، فقد يفقده ويضل طريقه من حين لآخر .
ولكن حينما كان يحدث هذا، كان يذكر نفسه دائماً. بأن يعود إلى الحاضر، متى أراد أن يكون أكثر سعادة وفعالية. كان يدرك أن الحاضر سيكون موجوداً في انتظاره ، وأنه قادر على أن يمنح نفسه الهدية متى شاء. قرر الرجل أن يكتب ملخصاً لكل ما تعلمه .

وسوف يحتفظ به على مكتبه أمام عينيه ، حيث يمكنه الرجوع إليه للتذكرة يومياً.










الهدية







ثلاث طرق لتستفيد من اللحظة الحاضرة
وتستمتع بعملك وحياتك الآن !

عش في الحاضر
عندما ترغب أن تكون سعيداً ناجحاً
ركز على ما هو صحيح الآن.
استجب لما هو مهم الآن.

تعلم من الماضي
عندما ترغب في أن تجعل الحاضر أفضل من الماضي
انظر إلى ما حدث في الماضي
تعلم منه شيئاً ذا قيمة .
افعل الأشياء بشكل مختلف اليوم

اصنع المستقبل
عندما ترغب في أن تجعل المستقبل أفضل من الحاضر
تخيل ما يمكن أن يكون عليه المستقبل الباهر.
ضع خطة واقعية .
اصنع شيئاً اليوم من أجل صنع المستقبل.

تعرف على هدفك .
استكشف طرقاً مختلفة لجعل العمل
والحياة أكثر معنى .





في السنوات التالية ، استخدم الرجل ما تعلمه الرجل مرات ومرات .
لقد وجد أنه ليس قادراً دائماً على البقاء في الحاضر ،لكنه عن طريق استخدام الحاضر في جعل نفسه أكثر سعادة ونجاحاً اليوم ، أصبح الأمر جزءً لا يتجزأ من حياته رويداً رويداً.

أجرى بعض التعديلات تباعاً على أساس ما واجهه من مواقف ، وتحسن مستواه أكثر فأكثر فيما يفعله . حصل على ترقيات كبيرة عديدة.

وفي نهاية الأمر أصبح رئيساً لشركته ورجلاً يحترمه ويعجب به من عرفوه.
كان المحيطون به يشعرون وهم معه بأنهم أكثر حيوية . وفي حضوره كانوا يشعرون في أنفسهم بمزيد من الارتياح .

كانت تبدو عليه القدرة على الاستماع إلى الآخرين بشكل أفضل من معظم الناس ، وعلى أن يتوقع المشكلات ويحلها، وأن يرى حلول المشكلات قبل أي شخص آخر.

وفي حياته الشخصية ، استطاع أن يصنع أسرة متحابة . وقد كانت زوجته وأولاده يعتنون به كثيراً مثلما كان هو يعتني بهم كثيراً.

وفي جوانب متعددة ، صار شبيهاً في طبيعته بالعجوز الذي كان يعجب به ويحبه كثيراً.
ولقد كان الرجل يستمتع بإطلاع الآخرين على آخر ما اكتشفه عن الحاضر.

عرف أن كثيرين من الناس كانوا يقدرون قصته تلك ويتعلمون منها ، بينما البعض منهم لا يفعلون ذلك.
وأدرك بطبيعة الحال ، أن هذا الأمر يرجع إليهم.

وذات صباح ، تجمع عدد من الموظفين الجدد في مكتب الرجل ، وكان قد تعود أن يحيي جميع الموظفين الجدد شخصياً.

ولاحظت إحدى الفتيات الجدد وجود بطاقة مثبتة في إطار مكتوباً عليها "الهدية" وقالت له: " هل لي أن أسأل عن سبب احتفاظك بهذه البطاقة على مكتبك؟؟".

فأجاب :"بالتأكيد".

" إن ما كتب على البطاقة هو ملخص لقصة ملهمة وعملية استمعت إليها من رجل مدهش. إنها تدور حول كيفية الاستمتاع بالعمل والحياة ؛ وهي تساعدك أن تكوني أكثر سعادة وكفاءة وفعالية ونجاحاً اليوم بأعمق معاني تلك الكلمات . وعندما تستفيدين منها لأقصى حد ، فإنها تساعدك على إدراك هدفك في الحياة ".

" إنني أجد فيها عوناً كبيراً لي، لذا فإنني أحتفظ بها بالقرب مني لتذكرني بالقيام بأفضل ما يمكن القيام به".

طفق عدد من الحاضرين يتطلعون إلى تلك البطاقة وينظرون ما فيها . سألته الفتاة مرة أخرى:"هل يمكنني أن أراها؟؟

"بالطبع".
أعطاها الرجل البطاقة المحاطة بالإطار.
قرأتها الفتاة ببطء ثم مررتها إلى الآخرين .

وبعد أن قرأت الفتاة البطاقة قالت:"يبدو أنها من الممكن تكون مفيدة جداً في موقف أواجهه الآن بالتحديد ".
وعندما عادت البطاقة إلى الرجل مرة أخرى

سألته:" هل يمكننا أن نسمع القصة؟؟".
وتجمع الفريق الجديد حول طاولة الاجتماعات ، ليقص عليهم الرجل قصة الهدية . وبعد ذلك دارت مناقشة دافئة ملهمة حول كيفية الاستفادة من الهدية في عملهم وحياتهم الشخصية. وقبل أن يغادروا ، حصل كل واحد منهم على نسخة من البطاقة.

وعلى مدار الشهور القليلة التالية لاحظ الرجل أن بعض الموظفين الجدد كان يبدو عليهم الاهتمام والتأثر بتلك البطاقة. والذين فعلوا هذا انتعشت أحوالهم . وأما الآخرون كانوا متشككين ، مما جعلهم يغفلون تلك البطاقة و يهملون شأنها.


وبعد ذلك بفترة ، عادت الفتاة التي سألت عن تلك البطاقة ودخلت غرفة مكتبه . كانت تلك الفتاة قد تحملت مسئولية أكبر وبدت عليها علامات التفوق في وظيفتها، فقالت:" إنني أريد فقط أن أشكرك على قصة الهدية.
إنني أحتفظ بالبطاقة معي وكثيراً ما أعود إليها ، فلقد كانت عظيمة الفائدة بالنسبة لي ".
ثم غادرت المكتب.

وبمرور الوقت ، نقلت الفتاة القصة إلى أفراد أسرتها، وصديقاتها، وزميلاتها في العمل .
ولقد لاقى كثير من الناس الذين استمعوا إلى القصة رخاءً وازدهاراً، وكذلك الهيئات والشركات التي يعملون بها.
ولقد سر الرجل إذ رأى أن ما تعلمه من العجوز كان مفيداً للجيل التالي.

وبعد ذلك ببضعة عقود ، كان الرجل ، الذي يعيش الآن في سعادة ورحابة عيش ويحظى بالتقدير والاحترام ، قد كبر في السن ، وأصبح هو نفسه عجوزاً.

وكذلك فإن أطفاله قد كبروا، وصارت لديهم عائلاتهم الخاصة. وأصبحت زوجته خير صديق له وأقرب رفيق إلى قلبه .

ورغم تقاعده عن العمل، فقد استمرت قصة الهدية تزوده بالطاقة ولقد كرس هو وزوجته حياتهما بسخاء لقضايا أخرى عديدة في المجتمع.

وذات يوم جاء زوجان شابان معهما ابنة صغيرة وسارا في الشارع القريب . ولم يمر وقت طويل حتى وصلا إلى منزل "العجوز" لزيارته .

جلست البنت الصغيرة تستمتع بالإنصات إلى حديث "الرجل العجوز" ، كما اعتادت أن تسميه . وقد كانت تجد بهجة وسروراً كلما صاحبته. وأحسست أن هناك سراُ ما يتعلق بهذا العجوز، رغم أنها لا تعرف أي سر هو. وكان هو يبدوا سعيداً، كما جعلها تشعر بمزيد من السعادة والتحسن تجاه نفسها.


كانت الفتاة تساءل :" ما الذي يجعل هذا الرجل ذا طبيعة خاصة ؟؟ وكيف يتأتى أن يكون شخص عجوز كهذا بهذا القدر من السعادة ؟؟".

وذات يوم سألته هذا السؤال. فابتسم العجوز ، وحدثها عن الهدية .
فقفزت البنت الصغيرة فرحة .

وبينما كانت تجري لتلعب بعيداً ، سمعها العجوز وهي تطلق صيحة تعجب ودهشة :"واو!".
أتمنى أن يعطيني شخص ما، في يوم ما تلك...

اسماعيل سليمان السلاق
المراقب العام
المراقب العام

عدد الرسائل : 528
المزاج : ما هي الهديه 4510
علم الدول : ما هي الهديه Male_p11
حترامك لقوانين المنتدى : ما هي الهديه 21010
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى