الفزلكة عند الشباب

(الفزلكة ) عند الشباب
..................
أخوتي أخواتي
إن الحياة مدرسة فتعلمت منها الكثير ، فأحببت أن أضع بين أيديكم بعض من دروسها
ونتناول معا حالة مرضية أصابت البعض من البشر وانتشرت بسبب سهولة التواصل
بين الأفراد بسبب انتشار وسائل الاتصالات الحديثة وأصبحت آفة تعيش في دهاليز الظلام .
واسمها (الفذلكة ) وهو اسم كان يتردد على الألسن قديما سمعته من الأباء وتعني
(الفلسفة الزائدة ) وهو نوع من أنواع الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع
إلا أنني لاحظت حديثا بأن الفذلكة تطورت لفزلكة وأصبحت تحتوي على عدة أنواع منها :
- الفلسفة الزائدة الممزوجة بالهمز واللمز والنميمة الخ
وأصبحت الفزلكة من العادات المبتكرة في عصرنا الحديث وهي مجموعة عادات مرضية
تصيب البعض والهــدف هو إثبــات الذات والوصول لغايــات في الأنفس بالتودد من أجـل
استمالة البعض ومن أجل تعويض النقص الحاصل في شخصياتهم بسبب فشلهم في تحقيق
ذاتهم في الكثير من جوانب الحياة العديدة .
والغريب والعجيب بان لديهم المهارة والقدرة على إقناع الغير .
باتباعهم أساليب ملتوية ومقنعة ومتلونة حسب الظروف المحيطة والمستجدات كالحرباء
ومن الصعب اكتشاف الوجه الحقيقي المتعدد الأشكال .. فيقومون بإيهام الآخرين بأنهم
المتميزون والأفضل من الغير وخصوصا عندما يتناولون موضوعا غير مستحب من قبل
الآخرين والبحث والنبش في أبسط الجراح المندملة والعبث بالحقائق فحاولت دراسة هذه
الظاهر التي أرقتني كثيرا وانتشرت مؤخرا بين شبابنا وبعد سقوطهم من طوق الغربال ,
وجدت هناك تفاوتا بين قدراتهم .
والفشل يلاحقهم دوما في تحقيق آمالهم وطموحاتهم وهذه (الفزلكة) للأسف تنشط عندهم
بعض الهرمونات المسئولة عن خفض القلق والضغط النفسي وتمنحهم الارتياح
والشعور بالسعادة والانتصار المؤقت الذي سوف يزول لاحقا . لكنها قد تتسبب بالآلام
وبالمشاكل التي لا تحمد عقباها للغير.
وهي مصدر الآثام والشرور وإحدى أبرز العقبات التي تحول دون الرقي والتقدم لذلك توجب
ضرورة تبصير الأفراد ونشر الوعي بينهم كي لا تلقي بضلالها القاتمة على المجتمع إلا أنها
لن تثني العزم ولن تحبط الهمم .
ومن هنا أستنهض الضمائر والرقابة الذاتية لتصحيح سير النفس البشرية نحو طريق الخير
والإيمان بالأقوال وبالأفعال لتترك أثرا إيجابيا لمجتمع أفضل .
أشكركم
.............
جميل العرباتي
2-6-2011