أم البنات مسؤولية كاملة على كاهلها ونظرة ظالمة بحقها
صفحة 1 من اصل 1
أم البنات مسؤولية كاملة على كاهلها ونظرة ظالمة بحقها
ريم النسور
جميع المظاهر في زمن الحاضر تؤكد أن المولودة الأنثى مازالت تعاني من قسوة الوأد فبعد أن كان الوأد جسديا أصبح الآن معنويا ونفسيا. ومع كل هذا التحضر العلمي والثقافي والتقدم التقني، إلا أن النظرة تجاه المولودة الأنثى ما تغيرت ومازال الناس يفضلون إنجاب الذكور عوضا عن تكديس الفتيات فترى المولود الذكر يستقبل بذبائح وولائم وتهان حارة ونرى المولودة الأنثى تستقبل بعبوس الأوجه وخيبة الأمل ورفع المعنويات للام والأب على حد سواء. ربما يكون إنجاب البنات من المشكلات البارزة التي تعاني منها النساء فلا يمكن لها أن تكون أنثى كاملة إلا بإنجاب الذكر, فالأنثى في مجتمعنا لا يمكن لها أبداً أن تكون بمثابة الذكر ولا بأهميته في الحياة العامة على الرغم من كل ما حققته من تفوق في العلم والمعرفة ونجاحها في عملها في شتى الميادين لكنها تبقى أسيرة نظرة المجتمع بأنها ضلع قاصر ولا يمكن لفرحة البيت أن تكتمل إلا بقدوم الذكر.
الزواج الثاني ليس الحل دائما
وكما جرت العادة دائماً أن يحظى الرجل بمساحة من الأمان يرمي بها بمخاوفه ويعلق عليها آماله إما بتكرار الزواج أو مطالبة الزوجة بالإكثار من الإنجاب من أجل انجاب الولد لتبقى ام البنات منشغلة وقلقة البال دائما عندما يلوح شبح الزواج الثاني في الافق.
عبد الله الذي تزوج من رفيقة دربة بعد قصة حب ليرزق منها بخمس بنات يشار لأدبهن وتفوقهن وبعد أن فتح الله عليه أبواب الرزق وبعد إلحاح أمه وبعض أصدقائه تزوج بأخرى باحثا عن «ولي العهد»، ولكن تشاء مشيئة الله أن تلقنه درسا بأن تنجب الأخرى أربع بنات ليعلم أن الزواج الثاني ليس الحل دائما ويحمد الله تعالى بعد ان رضي بنصيبه.
نظرة ظالمة
تحدثنا هنادي عن أم البنات بالقول إنها نظرة ظالمة ومجحفة بحق المرأة وتلقي بالمسؤولية كاملة على كاهلها, والمؤلم والمستفز أنه حتى المرأة نفسها لا تنصف غيرها من النساء فتجد أم الزوج تبحث وتشجع ابنها من البحث عن خلفت الولد حتى لو كان بالزواج من أخرى، بل والكثيرات منهن يلمن المرأة عند إنجابها المتكرر للبنات
و تضيف أن نرى العديد من الأسر أولادها من البنات فقط وقد حققن مراكز متقدمة من العلم والمعرفة ويحظين باحترام وتقدير المحيط؛ لكنها تبقى أسيرة نظرة المجتمع ومن واقع ما اصدف أن كثيرا من الآباء عندما وصلوا إلى مراحل العمر المتقدمة لم يجدوا أمامهم سوى بناتهم بعد أن تخلى الأولاد عنهم ليتمنوا لو أن جميع خلفتهم من البنات.
لا فرق بين البنت والولد
المهندسة سميرة وهي أم لثلاث بنات أصغرهن في السابعة من العمر، تحدثنا انها لا تفكر إطلاقاً بتكرار الحمل من أجل إنجاب الذكر ، مبينة انه أجمل وأعظم شعور ان ترى بناتها وهن مميزات في المجتمع بعملهن وتربيتهن وأخلاقهن الفاضلة.
وتضيف قائلة: تشير عليَّ الكثير من الصديقات والقريبات بمحاولة الإنجاب مرة أخرى من أجل إنجاب الولد فأجيبهن أنني مكتفية تماماً بعدد أفراد أسرتي الصغيرة المحببة على قلبي ولا فرق لدي بين البنت والولد».
بلسم القلب
ومن واقع تجربة أم محمود 60 تقول: إن أبناءها الخمسة لا يفيدونها بشيء فكل واحد منهم يسكن منزله الخاص مع أسرته ولا يسألون عنها أو عن أخواتهم إلا في المواسم والأعياد، وكم من المرات مرضت فيها وشفيت ولم يدق بابها إلا أصغرهم ولفترة لا تتجاوز عشر دقائق.
وتضيف أن البنات هن بلسم القلب بحنانهن ومعاملتهن وخاصة عندما يكبر الآباء ويصلون إلى مرحلة يحتاجون من يخدمهم ويراعيهم في آخر أيام حياتهم، فلماذا لا نعطي أنفسنا حق المتعة بأمومتنا ونفتخر بتربية بناتنا ونهتم بتأديبهن وبناء شخصيتهن وبتحصيلهن العلمي ولماذا شعورك الدائم وفي قرارة نفسك بالنقص في غياب الولد ولماذا لا نشعر بالقناعة المطلقة بما رزقنا الله تعالى؟!.
متى سنرضى ونحمد الله على عطائه وعلى ما بين أيدينا وغيرنا محروم منه وأن نقتنع بما قسمه الله لنا، فربما تكون هذه البنت أفضل من عشرة أولاد والقصص كثيرة بهذه الحياة وفي الأخير ولد أو بنت ماذا عملنا نحن أولادا وبناتٍ لآبائنا وأمهاتنا.
الدستور
مواضيع مماثلة
» رأي الدستور : انقاذ القدس مسؤولية عربية واسلامية
» حماس تحمل فتح مسؤولية فشل حوار القاهرة (بسبب التعنت)
» عباس يحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الهجمات التي يقوم بها المستوطنون
» أضخم مجموعة كاملة من مفاتيح الكاسبر شغالة 100%
» ابو ردينه: لا سلام بدون عودة القدس المحتلة كاملة خالية من الاستيطان
» حماس تحمل فتح مسؤولية فشل حوار القاهرة (بسبب التعنت)
» عباس يحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الهجمات التي يقوم بها المستوطنون
» أضخم مجموعة كاملة من مفاتيح الكاسبر شغالة 100%
» ابو ردينه: لا سلام بدون عودة القدس المحتلة كاملة خالية من الاستيطان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى