عمان ..ذاكرة الماضي واتساع الحاضر
صفحة 1 من اصل 1
عمان ..ذاكرة الماضي واتساع الحاضر
انشأت في الوديان بين الجبال اولا فضاقت على سكانها فأرتقوا سفوحها واستمروا في الاتساع عبر قممها حتى انتشرت واتسعت اتساعا كبيرا فكانت حكاية مدينة ,اسمها عمان .
ولتصالحها ومكوناتها الثقافية وقدرتها على اجتراح المعجزات فقد اصبحت نقطة استقطاب لكثير من الجاليات العربية لموقعها المتميز ولعمارتها المعاصرة ، كما تستقطب عمان الكثير من السياح سنويا من اوروبا الغربية وامريكيا الشمالية واليابان واستراليا ومن الدول العربية المجاورة ومن دول الخليج العربي .
يرجع تاريخ عمان الى الاف السابع قبل الميلاد ، وهي من اقدم مدن العالم المأهولة بالسكان الى يومنا هذا ، فقد اقيمت على انقاذ مدينة عرفت باسم ربة عمون ثم فيلادلفيا ثم عمان ، واتخذها العمونيون عاصمة لهم وقد انشئت على تلال سبعة وكانت مركزا للمنطقة على ما يبدو في ذلك الوقت .
يسكن عمان الحديثة مجموعة متنوعة من السكان من اصول مختلفة اتوا من مناطق متنوعة ومتعددة ، فمنهم من فلسطين ومن القوقاز ومن سوريا والعراق ومن انحاء مختلفة من الاردن خاصة من محافظة الطفيلة .
ومرت على عاصمتنا الحبيبة حضارات عديدة دلت عليها الاثار المنتشرة في ارجائها ، المدرج الروماني هو احد الاثار المتبقية من عهد الرومان ، وجبل القلعة باثاره المختلفة يدل على الحضارات العمونية والاغريقية والرومانية والبيزنطية والاموية .
لقد تأسست عمان الحديثة في نهاية القرن التاسع عشر مع وصول طلائع المهاجرين الشركس من قبائل الشابسوغ ليستقروا قرب سيل عمان والمدرج الروماني عام 1878 م نتيجة تهجيرهم القسري بالقوة المسلحة من قبل القوات الروسية القيصرية التي استطاعت اكمال احتلال وطنهم الام شمال القوقاز عام 1864م .
لقد بعث الشركس في عمان الحياة بعد ان كانت قد اصبحت خرائب اثرية وسيلا للماء ترد اليه مواشي اهل البادية المجاورة ، وكان لنزول الشراكسة فيها وبنائهم لبيوتهم ودكاكينهم ومتاجرهم ومساجدهم ومدارسهم عامل جذب لقدوم المزيد من السكان اليها من مختلف الجهات .
ولقد اتسعت عمان اتساعا كبيرا واصبحت تعرف بعمان الكبرى ، وازداد عدد سكانها الذين يمارسون مهنا مختلفة في مجال التجارة وفي حقل التعليم وفي الصناعة وفي الدوائر والمؤسسات الحكومية والخاصة وفي المجال الصحي والطبي وفي المحلات التجارية وفي القطاع المصرفي والبنوك والفنادق والمطاعم وفي مجالات التمريض والصيدلة والمحاكم الشرعية والنظامية .
من هنا نلاحظ الفرق الشاسع بين عمان القديمة والحديثة . فعمان القديمة كانت محدودة المساحة وسكانها بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى كان عددهم لا يزيد عن الفي نسمة ، والبيوت والدكاكين متواضعة وبسيطة والحياة بدائية وغير متطورة .
اما عمان الحديثة فقد شهدت انقلابا كبيرا وتطورا عظيما في مجالات التوسع العمراني والتقدم العلمي والاقتصادي والصحي .
ومن حيث التنظيم فقد قسمت عمان الى قسمين هما :
1-عمان الشرقية : وهي الجزء الاقدم من المدينة ومن مناطقها : جبل القصور ، جبل القلعة ، جبل النظيف ، جبل التاج ، المهاجرين ، راس العين ، جبل المريخ وغيرها
2-عمان الغربية : وهي الجزء الاحدث من المدينة ومن مناطقها : عبدون ، ام اذينة ، دير غبار ، تلاع العلي ، خلدا ، ام السماق ، دابوق ، الشميساني ، جبل عمان ، جبل الحسين
وتمتاز عمان الغربية بجمال ابنيتها واتساع شوارعها وتواجد الفنادق الفخمة ذات الاربع والخمس نجوم فيها الى جانب وجود الوزارات والدوائر الحكومية والسفارات فيها وكذلك المستشفيات الراقية ناهيك عن ذلك ازدياد عدد الجامعات في عمان ، فبعد ان كانت الجامعة الاردنية هي الوحيدة اصبحت هناك جامعات عديدة وكليات مجتمع حكومية وخاصة .
كما ازداد عدد المساجد ومعظمها في غاية الدقة والاتقان من حيث فن التصميم والبناء وجمال الزخرفة والتزيين ، ومن هذه المساجد مسجد الملك الحسين بن طلال مسجد الملك عبد الله الاول مسجد ابو درويش ومسجد الفيحاء وغيرها من المساجد الاخرى
كذلك نلاحظ الفرق في عمان قديما وحديثا من حيث تقدم العلوم وازدياد عدد المتعلمين والخريجين من اطباء ومهندسين وصيادلة ومعلمين ومحامين ومحاسبين وحملة شهادات الماجستير والدكتوراه .
ناهيك عن ذلك ازدياد وانتشار المشاريع الاسكانية في عمان وخاصة مشروع العبدلي الذي يضم وحدات سكنية ومكاتب وفنادق ومحلات تجارية ومراكز للترفيه .
والذي زاد من جمال عمان وتألقها انتشار الانفاق والجسور فيها وكثرة الحدائق والمتنزهات وتعدد الفنادق الفخمة والمستشفيات الراقية والمباني الجميلة المنظمة والملاهي والاسواق التجارية الحديثة والمولات .
فعمان جميلة بمبانيها ، نظيفة في شوارعها ، متقدمة في طبها وعلومها ، متألقة في تنظيمها وانارتها ، كريمة في عطائها فخورة بانتماء ابنائها اليها الحريصين على تقدمها وتطورها وهم الذين اخلصوا ولا زالوا يخلصون في اعمالهم من اجل رفع شأنها واعلاء مكانتها بين مدن العالم حتى اصبح يضرب بها المثل من حيث النظافة والجمال. فعمان هي نبض القلوب وهي في وجدان وتفكير كل عماني شريف وغيور ، حيث ولد فيها وترعرع وكبر ، وله فيها ذكريات جميلة لا يمكن نسيانها ، ذكريات اللعب مع الاصدقاء في شوارعها والدراسة مع الزملاء في مدارسها وقضاء اجمل الاوقات في حدائقها ومتنزهاتها .
وسط عمان شرق الاردن اربعينيات القرن العشرين
مواضيع مماثلة
» صور من ذاكرة جدي
» صور من الماضي
» ذاكرة أهالي سوف وغزة تحتفظ بتفاصيل الهجرة رغم مرور 60 عاما على النكبة
» ذكريات من الماضي
» ذكريات من الماضي
» صور من الماضي
» ذاكرة أهالي سوف وغزة تحتفظ بتفاصيل الهجرة رغم مرور 60 عاما على النكبة
» ذكريات من الماضي
» ذكريات من الماضي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى