آلاف الأسرى الفلسطينيين يبدأون إضرابا مفتوحا عن الطعام غدا

حامد جاد

غزة - يبدأ آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي غدا إضرابا مفتوحا عن الطعام، بينما وصل الأسير الأردني السابق سلطان العجلوني إلى غزة أمس، عبر معبر رفح الحدودي، للتضامن مع الأسرى والمشاركة في فعاليات يوم الأسير الفلسطيني غدا الثلاثاء.
وأوضحت وزارة الأسرى التابعة للحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة أن وصول العجلوني للمشاركة في فعاليات يوم الأسير جاء تلبية لدعوة وجهتها له الوزارة للمشاركة في تفعيل البعد الإعلامي لقضية الأسرى.
وأكد وكيل مساعد الوزارة بهاء المدهون أهمية مشاركة العجلوني في فعاليات إحياء ذكرى يوم الأسير، لافتا إلى أن وزارته عملت بالتنسيق مع العديد من الفضائيات العربية على تخصيص موجة بث موحدة لعدة ساعات، وذلك بالتزامن مع بدء الأسرى إضرابا مفتوحا عن الطعام حيث ستخصص موجة مفتوحة لمخاطبة العالم والمشاهد العربي لتظهر مدى الإجرام الصهيوني ضد الأسرى والانتهاكات التي تمارس ضدهم كما سيتم استضافة أسرى محررين وأهالي أسرى وجمعيات حقوقية وجمعيات معنية بقضية الأسرى.
من جهته أكد مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان الأسير المحرر فؤاد الخفش أن أكثر من 2400 أسير في سجون الاحتلال، سيشاركون في الإضراب المفتوح عن الطعام المقرر أن يبدأ في يوم الأسير الفلسطيني غدا.
وقال الخفش "إن أسرى حركة فتح في سجون "ايشل" وعسقلان ونفحة قرروا الانضمام للإضراب المفتوح عن الطعام، "ما يعني زيادة أعداد المشاركين في الإضراب إلى أكثر من 2400 أسير فيما يتوقع أن يشمل الاضراب لاحقاً كل الأسرى في سجون الاحتلال".
وأكد الخفش أن أسرى حركتي حماس، والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، سيشاركون مشاركة كاملة في كافة السجون بالإضراب، فيما يشارك أسرى من حركة فتح في العديد من السجون بالإضراب أيضاً، ما اعتبره وحدة فصائلية في هذا الإضراب المفصلي.
ولفت إلى أن إدارة سجون الاحتلال طالبت بتأجيل الإضراب لمدة 10 أيام مقابل وعد مكتوب بالسماح لذوي أسرى غزة بالزيارة والعمل على إنهاء العزل الانفرادي الأمر الذي رفضته الحركة الأسيرة.
في غضون ذلك كشفت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان النقاب عن أن إدارة سجون الاحتلال هددت الأسرى باتخاذ إجراءات وخطوات عقابية غير مسبوقة في حال نفذوا إضرابهم المفتوح عن الطعام.
وأعلن الباحث في مؤسسة التضامن أحمد البيتاوي، أن إدارة سجون الاحتلال وفي محاولة أخيرة لثني الأسرى عن الإضراب، شكلت لجنة خاصة للجلوس مع قادة الفصائل من الأسرى والاستماع لمطالبهم، والتقت بعدد من قادة الحركة الأسيرة في سجون عوفر وايشل ورامون ونفحة.
وقال البيتاوي "هذه اللجنة وبدل أن تستمع لمطالب الأسرى العادلة، أخذت تطلق التهديدات وأبلغت قادة الحركة الأسيرة أنها بصدد اتخاذ إجراءات عقابية رادعة وغير مسبوقة في حال نفذ الأسرى إضرابهم فيما رد الاسرى على هذه التهديدات بأنه ليس لديهم ما يخسرونه لأنه بعد صفقة شاليط لم يعد هناك شيء يخافون عليه، وأن الموت أرحم من هذه الظروف التي يعيشونها".
ولفت البيتاوي إلى أن قادة الحركة الأسيرة أبلغت تلك اللجنة أنه حتى تاريخ السابع عشر من الشهر الحالي إذا لم يكن لدى إدارة السجون أي شيء جديد وإيجابي لعرضه فلا داعي للعودة للحوار مرة أخرى.
من جانبه، لخص رامي سليمان الأسير في سجن شطة، أهم الأمور التي يطالب الأسرى بتحقيقها من هذا الإضراب وعلى رأسها إنهاء معاناة الأسرى المعزولين وإلغاء قانون شاليط والسماح لأهالي قطاع غزة بزيارة أبنائهم في السجون.
وفي سياق متصل شكل الأسرى في سجن نفحة لجنة مشتركة من أجل خوض معركة الإضراب عن الطعام المقبلة بشكل توافقي بين مختلف الفصائل وبشكل يعكس روح الوحدة الوطنية تحت اسم وثيقة العهد والميثاق.
ووقع على الوثيقة ممثلو حركات "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي" والجبهتين (الشعبية والديمقراطية)، في سجون نفحة وبئر السبع وعسقلان؛ حيث سيؤدي أعضاء هذه اللجنة القسم والتعهد على عدم التراجع دون تحقيق الحد الأدنى من الأهداف.
إلى ذلك نددت حركة حماس بلسان القيادي في الحركة إسماعيل رضوان باللقاء المرتقب عقده في يوم الأسير الفلسطيني بين وفد السلطة الذي يترأسه رئيس الوزراء سلام فياض ورئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لتسليم الأخير رسالة من الرئيس عباس.
ووصف البردويل اللقاء المذكور بمثابة طعنة لصمود وثبات الأسرى فيما اعتبر نواب كتلة حماس البرلمانية عن مدينتي رام الله والبيرة في الضفة الغربية اللقاء بمثابة إهانة بالغة لتضحيات الأسرى. وقال النواب في بيان صحفي تلقت "الغد" نسخة عنه "اللقاء بمثابة طعنة للأسرى من الخلف، خاصة وأنه يصادف بعد غد 17 نيسان يوم الأسير الفلسطيني وموعد إضراب الأسرى في كافة سجون المحتل عن الطعام".
واضاف نواب حماس "اللقاء عبثي كغيره من اللقاءات السابقة والتي لم تجلب للفلسطينيين سوى الويلات ومزيد من الخراب والدمار وكان الأجدر بالسلطة وحكومة الضفة أن تعلن عن برنامج لدعم الأسرى في يومهم وإضرابهم لا أن ترسل من يجلس ويفاوض الصهاينة الذين يجلدون كرامة الأسرى ليل نهار".
وطالب نواب حماس السلطة الفلسطينية بالعدول عن هذا القرار الذي وصفوه بالمعيب في حق الكل الفلسطيني والمضي قدماً بتطبيق بنود المصالحة ووقف الاعتقالات السياسية التي تطال الأسرى المحررين وغيرهم من أبناء الحركات الإسلامية في مدن الضفة الغربية".
وفي سياق متصل دعت منظمة حقوقية فلسطينية إلى عقد جلسة طارئة وموحدة للتشريعي الفلسطيني بين الضفة وغزة بمشاركة كافة الكتل البرلمانية نصرةً للأسرى في يوم الأسير الفلسطيني ولتكون هذه الجلسة بمثابة رسالة للأسرى مفادها أن "قيادتكم وشعبكم موحدون خلف مطالبكم العادلة، وستنعكس إيجابًا أيضا على درجة التفاعل الشعبي والعربي والدولي".

الغد