دور المسلمين في اكتشاف أمريكا
صفحة 1 من اصل 1
دور المسلمين في اكتشاف أمريكا
دور المسلمين في اكتشاف أمريكا
مارس 24, 2009 في 12:41 م (1)
يعتبر المؤرخون اكتشاف كولمبوس لأمريكا في سنة 1492م واكتشاف فاسكوديجاما لطريق الهند البحري سنة1497م من أعظم الانجازات في تاريخ الانسانية ولكن هناك أسرار كثيرة وأقوال حول هذان الاكتشافان من أرض الاندلس التي كانت مهد الإسلام والبحرية الإسلامية وبعد سقوط الدولة الاسلامية مباشرة والتي سقطت سنة1492م .
ومعروف أن المخطوطات العربية في الأندلس والتي تعد بالملايين قد سقطت في أيدي الاسبان .. فمنها ما أحرق ومنها ما نهب ومنها ما لم يظهر إلا في عصرنا الحاضر في مكتبة الاسكوريال في مدريد .
وهذه هي نبذه لما كان يعرفه المسلمون وما جاء في مخطوطاتهم العلمية من إشارات إلى هذه القضية :
أولا : اكتشاف أمريكا
فمنذ أعلن المسلمون أن الأرض كروية وأثبتوا ذلك بالبراهين العلمية والفلكية والحسابية ابتدأت الاشارات في كتبهم أنه لا بد من وجود جزر معمورة في الوجه الآخر من الكرة الأرضية لم تستكشف بعد . وقد بنيت هذه النظرية على أنه ليس من المعقول أن يكون أحد سطحي الكرة كله أرض جبلية بينما الجانب الآخر كله ماء . فإن هذا لا يؤدي إلى توازنها وانتظام دورانها . وقد كان البيروني أو من أشار إلى هذه الحقيقة وبشر به في كتبه.
كما أشار إليها العالم الجغرافي الأندلس ابن رشد Aviros . وبناء على هذه النظرية ابتدأت مغامرات الكشف الجغرافي التي جاء ذكرها في مخطوطات كبار الجغرافيين المسلمين ” المسعودي ” في كتابه ” مروج الذهب ” والإدريسي في كتابه ” نزهة المشتاق ” والوردي في جغرافيته والصفتي ومحي الدين بن العربي وابن الزيات .
وأول اشارة تقول أن بحاراً عربياً أندلسياً اسمه”خشخاش البحري” قام بسفينته من لشبونة إلى الغرب في بحر الظلمات سنة 850م وأنه اكتشف في هذا البحر جزيرة مأهولة بالسكان أحضر معه الهدايا إلى حاكم الأندلس عبدالرحمن الثاني وقد كافأه الحاكم بتعيينه أميرا للبحرية الإسلامية وأن هذا الرجل استشهد في معركة بحرية مع قرصان (الفيكنج(
الإشارة الثانية تقول أن جماعة من عرب المغرب الإفريقي قد خرجوا إلى بحر الظلمات نحو هذه الجزيرة وكان ذلك في القرن العاشر الميلادي ولم يعد أحد منهم ولم يسمع عنهم أي خبر .
ثم يتلو ذلك قصة (الفتية المغررين) الذين تحدث عنهم المسعودي والادريسي . وتقول هذه القصة أن ثمانية من الشباب العرب في مدينة لشبونة من عائلة واحدة من البحارة … قرروا المغامرة (في بحر الظلمات) بحثا عن هذه الجزر التي هلك من سبقوهم دون خبر عنها .. وأن أهل المدينة اطلقوا عليهم لقب (الفتية المغررين) نسبة إلى (الغرة) أي (المقدمة) وليس المغرورين نسبة إلى (الغرور) كما جاء في بعض المراجع . فمن ذلك ما ذكره المسعودي في كتابه (مروج الذهب) عن أخبار (من خاطر بنفسه في ركوبه) أي المحيط الأطلسي ومن نجا منهم ومن تلف وما شاهدوا منه وما رأوا .
ومن ذلك أيضا وصف الإدريسي في كتابه (نزهة المشتاق)(23)إذ يقول عنهم أنهم ” وصلوا من لشبونة بعد اثنى عشر يوما إلى بحر غليظ الموج كدر الروائح كثير القروش قليل الضوء فايقنوا بالتلف . ثم فردوا قلاعهم في ناحية الجنوب اثنى عشر يوما أخرى فخرجوا إلى جزيرة الغنم وفيها من الغنم ما لا يأخذه عد ولا تحصيل وهي سارحة لا راعي لها ولا ناظر إليها . فقصدوا الجزيرة فنزلوا بها فوجدوا عين ماء جارية وعليها شجرة تين بري فأخذوا من تلك الغنم فذبحوها فوجدوا لحومها مرة لا يقدر أحد على أكلها ثم تستطرد الرواية فتصف من قابلوهم من سكان تلك البلاد ولغتهم وكانت المفاجأة أن جاءوا لهم برجل يعرف اللسان العربي. وقد حكى لهم قصته أنه من بقايا الفريق السابق من عرب المغرب الذين هلكوا جميعا في البحر وأنه الوحيد الذي نجا ووصل إلى الجزيرة وعاش فيها حتى ذلك الوقت .. وتقول رواية الإدريسي أن هؤلاء الفتية الثمانية عندما عادوا إلى الأندلس قد احتفى بهم أهل لشبونة واستقبلوهم بالزينات والأفراح وأطلقوا على الشارع الذي يسكنون فيه اسم (شارع الفتية المغررين) . كان ذلك في أواخر القرن العاشر الميلادي وقد ظل هذا الاسم مئات السنين في لشبونة من بعدهم .
كانت هذه صورة موجزة لما أورده جغرافيو الأندلس عن سبق العرب لاكتشاف أمريكا ويذكر العالم المؤرخ اللغوي الأب انستاس(24) الكرملي أن العرب قد وصلوا أمريكا من لشبونة قبل كولمبوس بفضل معرفتهم لتيار الخليج الحار في الأطلسي فيقول ” سبق العرب سائر الأمم إلى معرفة هذا التيار وخواصه وإلى حركته من المكسيك إلى ارلندا وبالعكس فكانوا يركبونه . فإن ظعنوا إلى أنحاء المكسيك مكث بعضهم فيها وعاد القليلون منهم إلى بلادهم راكبين متن ذلك التيار المبارك ونعرف أنهم أقاموا في الديار التي عرفت بعد ذلك بالمكسيك من دخول بعض الكلمات العربية في لغة تلك البلاد (ومن تلك الكلمات Mansoon أصلها الموسمية وكلمة Typhoon أصلها الطوفان ) .
إشارة الأخيرة تأتي من أقوال كولمبس وبحارته والتي يذكرون فيها أنه كان يعتقد أول الأمر أن الهنود الحمر الذين رآهم في تلك الجزر لا بد أن يكونوا من سلالة العرب الذين سبقوه كما قرأ في المخطوطات العربية وقد قامت (الجمعية الجغرافية البريطانية) بانتاج مسلمسل تليفزيوني وثائقي بعنوان (المكتشفون) وفيه حلقة مستقلة عن كولمبوس واكتشافاته. وهي تبين أن كولمبوس قد اختار أحد رجاله الذين يعرفون اللغة العربية (وهو مـن أصل عربي) وبعث معه برسالة إلى ملك الهنود الحمر كتبت باللغة العربية يقول فيها : ” يا صاحب الجلالة .. إن الملكة ايزابيلا ملكة اسبانيا وقشتالة تهديك السلام وتطمع أن يكون بينها وبين بلادك علاقات صداقة .. الخ ” ” ويقول المعلق أن الذي دعا كولمبوس إلى هذا الظن أيضا أنه سمع بعض الكلمات العربية المحرفة . ولكن الترجمان فوجئ بعد أن أخذ في تلاوة هذه الرسالة باللغة العربية على الملك بأن هؤلاء الهنود الحمر ليسوا من أصل عربي ولا يعرفون اللغة العربية .
ويذكر المؤرخ الجغرافي المغربي المعاصر(25)عبدالعزيز بن عبدالله صاحب الموسوعة الغربية للإعلام الحضاري البشري ” أن كولمبوس قد عاد من أمريكا بذهب مخلوط بالنحاس بنفس الطريقة والنسبة التي يحضر بها العرب الذهب وأنه عثر هناك على عملات ذهبية اسلامية عليها نقوش عربية ” .
5. أول خريطة لأمريكا كانت إسلامية
من عجائب الصدف أن تكون أول خرائط عرفتها الدنيا لأمريكا إسلامية وليست إسبانية ولا برتغالية …
فالخريطة الأولى اكتشفت سنة 1952 في مكتبة الاسكوريال بمدريد … وهي من صنع الجغرافي الإسلامي ابن الزيات المتوفى سنة 1198م وفيها رسم لمنطقة بحر الظلمات (أي المحيط الأطلسي) ويشمل رسم الجزر المأهولة وهي أمريكا وقد اكتشف الخريطة وحققها الدكتور (خوان فرتيط) الأستاذ بجامعة برشلونة .
الخريطة الثانية : اكتشفها المستشرق الألماني(26)Kahle عندما عثر عليها في مكتبة (توب كابي سراي) باستنبول ونشرها على العالم سنة 1929م بعد تحقيق علمي دولي استمر عدة سنوات .. فقد أذهلت هذه الخريطة العالم كله وحيرت العلماء . الخريطة من تأليف جغرافي تركي مسلم هو (بيري ريس) واسمه الكامل (محي الدين ابن محمد الريس) المتوفى سنة 1513م وكان أحد قادة البحرية في الاسطول التركي الذي كان سيد البحار . وهي في الواقع أكثر من خريطة مفردة .
والخريطة تبين المحيط الأطلسي : في الشرق يرى اسبانيا والساحل الإفريقي وفي الغرب القارة الأمريكية بسواحلها وجزرها وموانيها وحيواناتها وسكانها الهنود الحمر الذين يرسمهم عراة وهو يرعون الغنم .
ويذكر المستشرق (كراتشوفسكي) في كتابه (تاريخ الأدب الجغرافي العربي)(27)تعليلا لهذه الخريطة أنها ولا بد وأن يكون الريس قد بناها على أساس خرائط كولمبو التي ربما تكون سقطت في يده عندما انتصر الأسطول التركي على أسطول البندقية سنة 1499م وأسر بعض سفنه .. إلا أن هذا الرأي يلقي معارضة من كثير من الباحثين لأن الخريطة فيها تفاصيل لأماكن لم يعرفها كولمبوس ولم يكن استكشفها ولكن هؤلاء الباحثين لم يقدموا تعليلا بديلا يكسف سر هذه الخريطة الغامضة .
وهناك تفسير آخر لهذه الخريطة : أن الريس قد نقلها عن أبو عبدالله أمرته بقيادة حملة بحرية إلى أمريكا لاعتقال كولمبوس وإرجاعه إلى اسبانيا مقيدا بالسلاسل وبذلك يكون أبو عبدالله العربي أول من وصل إلى أمريكا بعد كولمبوس مباشرة ولا بد أنه قد عاد من هناك بخرائطه الخاصة . وغير بعيد أن يكون الريس قد ذهب إلى أمريكا بنفسه مع أبي عبدالله
ثانيا : المسلمون واكتشاف القارة السادسة في القطب الجنوبي
إن إعجاب ما في خرائط (بيري ريس) أنها عادت لتشغل العلماء بعد عصر رحلات الفضاء وتصوير الأرض من الأقمار الصناعية .
لقد كان الاعتقاد الأول لدى علماء الخرائط في أمريكا وأوروبا في القرن العشرين أن الخرائط غير دقيقة وبها أخطاء في الرسم حسب أحدث معلوماتهم عن الشاطئ الأمريكي ولكنهم فوجئوا بعد ظهور أول صورة مأخوذة من القمر الصناعي لهذه المناطق أن خرائط محي الدين الريس أدق من كل ما عرفوه وتصوروه وأنها تطابق تماما صور القمر الصناعي وأن معلوماتهم هي التي كانت خاطئة .
وعلى أثر ذلك عكف فريق من العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية على إعادة دراسة الخرائط مقطعا بعد تكبيرها عدة مرات ، فكانت المفاجأة الثانية .. وهي أن الريس قد وضع في خرائطه القارة السادسة في القطب الجنوبي والمسماة Antartica قبل اكتشافها بأكثر من قرنين .. كما أنه وصف جبالها ووديانها التي لم تكتشف حتى سنة 1952م .
ونظراً لخطورة هذه المعلومات فقد رأيت أن أورد هنا الترجمة الحرفية لما جاء في التقرير حسب ما نشر في كتاب عن (مراكب الفضاء) بعنوان Chariots of the gods? لمؤلفه إريك فون دانيكن Erich-Von Danikin وهو كتاب بلغت عدد المبيعات منه باللغة الانجليزية وحدها أكثر من مليون نسخة وترجم إلى جميع اللغات الحية .. ويبحث في الظاهر الخارقة للطبيعة والتي ليس لها تفسير فيقول ص29 : ” لقد سلمت خرائط بيري ريس أول الأمر إلى الدكتور ماليري آرلنجتون استاذ الخرائط الجغرافية في الجامعات الأمريكية الذي قرر بعد فحص دقيق أنها تحتوي على كل الحقائق الجغرافية حول أمريكا ولكن هناك خطأ أو عدم دقة في بعض الأماكن … وقد طلب الدكتور ماليري الاستعانة بجغرافيي الأسطول الأمريكي الذين نقلوا الخريطة من المسطح على كرة حديثة فظهر لهم اكتشاف خطير وهو أن الخرائط كانت دقيقة حدود القارات ولكنها تبين طوبوغرافيتها الداخلية . فتظهر فيها الجبال والأنهار والسهول بدقة متناهية وكأنما أخذت من الفضاء الخارجي .
وفي سنة 1957 وهي السنة الجغرافية الدولية عكف فريق من علماء الجغرافيا بالمراصد الكبرى والبحرية الأمريكة على مزيد من دراسة خرائط الريس .. وبعد دراسات على أجهزة متطورة وجدوا أن صورة عن القارة السادسة Antartica صحيحة ودقيقة بدرجة مذهلة (Fantastically Accurate) حتى بالنسبة للمناطق التي لم تستكمل اكتشافها في عصرنا الحاضر .. فالجبال على قارة القطب الجنوبي لم تستكشف حتى عام 1952 .. فهي دائما مغطاة بطبقة سميكة من الثلوج بحيث أن اكتشاف وجودها على خرائطنا الحديثة كان باستعمال أجهزة صدى الصوت Echo-Sounding apparatus .
ويذكر الكتاب بعد ذلك اهتمام وكالة الفضاء الأمريكية بمواصلة دراسة هذه الخرائط حيث اتضح أنها تشبه تماما الصور المأخوذة للكرة الأرضية من مركبة فضائية أثناء مرورها فوق منطقة القاهرة وهي صور تغطي مسافة 5000 ميل ( خمسة آلاف ميل ) فوجدوا تشابها مذهلا بين صور القمر الصناعي وبين خريطة بيري ريس .
والسؤال الذي لم يستطع مؤلف الكتاب الإجابة عنه هو كيف توصل هذا البحار التركي المسلم في ذلك الوقت المبكر حوالي سنة 1494م إلى مثل هذه الخرائط والاكتشافات .. ؟؟ وقد حرصنا على نقل هذه الخرائط والتعليق عليها من الكتاب ص 65-66-67 اين من يكرم الجغرافي المسلم محي الدين الريس .
منقول
مارس 24, 2009 في 12:41 م (1)
يعتبر المؤرخون اكتشاف كولمبوس لأمريكا في سنة 1492م واكتشاف فاسكوديجاما لطريق الهند البحري سنة1497م من أعظم الانجازات في تاريخ الانسانية ولكن هناك أسرار كثيرة وأقوال حول هذان الاكتشافان من أرض الاندلس التي كانت مهد الإسلام والبحرية الإسلامية وبعد سقوط الدولة الاسلامية مباشرة والتي سقطت سنة1492م .
ومعروف أن المخطوطات العربية في الأندلس والتي تعد بالملايين قد سقطت في أيدي الاسبان .. فمنها ما أحرق ومنها ما نهب ومنها ما لم يظهر إلا في عصرنا الحاضر في مكتبة الاسكوريال في مدريد .
وهذه هي نبذه لما كان يعرفه المسلمون وما جاء في مخطوطاتهم العلمية من إشارات إلى هذه القضية :
أولا : اكتشاف أمريكا
فمنذ أعلن المسلمون أن الأرض كروية وأثبتوا ذلك بالبراهين العلمية والفلكية والحسابية ابتدأت الاشارات في كتبهم أنه لا بد من وجود جزر معمورة في الوجه الآخر من الكرة الأرضية لم تستكشف بعد . وقد بنيت هذه النظرية على أنه ليس من المعقول أن يكون أحد سطحي الكرة كله أرض جبلية بينما الجانب الآخر كله ماء . فإن هذا لا يؤدي إلى توازنها وانتظام دورانها . وقد كان البيروني أو من أشار إلى هذه الحقيقة وبشر به في كتبه.
كما أشار إليها العالم الجغرافي الأندلس ابن رشد Aviros . وبناء على هذه النظرية ابتدأت مغامرات الكشف الجغرافي التي جاء ذكرها في مخطوطات كبار الجغرافيين المسلمين ” المسعودي ” في كتابه ” مروج الذهب ” والإدريسي في كتابه ” نزهة المشتاق ” والوردي في جغرافيته والصفتي ومحي الدين بن العربي وابن الزيات .
وأول اشارة تقول أن بحاراً عربياً أندلسياً اسمه”خشخاش البحري” قام بسفينته من لشبونة إلى الغرب في بحر الظلمات سنة 850م وأنه اكتشف في هذا البحر جزيرة مأهولة بالسكان أحضر معه الهدايا إلى حاكم الأندلس عبدالرحمن الثاني وقد كافأه الحاكم بتعيينه أميرا للبحرية الإسلامية وأن هذا الرجل استشهد في معركة بحرية مع قرصان (الفيكنج(
الإشارة الثانية تقول أن جماعة من عرب المغرب الإفريقي قد خرجوا إلى بحر الظلمات نحو هذه الجزيرة وكان ذلك في القرن العاشر الميلادي ولم يعد أحد منهم ولم يسمع عنهم أي خبر .
ثم يتلو ذلك قصة (الفتية المغررين) الذين تحدث عنهم المسعودي والادريسي . وتقول هذه القصة أن ثمانية من الشباب العرب في مدينة لشبونة من عائلة واحدة من البحارة … قرروا المغامرة (في بحر الظلمات) بحثا عن هذه الجزر التي هلك من سبقوهم دون خبر عنها .. وأن أهل المدينة اطلقوا عليهم لقب (الفتية المغررين) نسبة إلى (الغرة) أي (المقدمة) وليس المغرورين نسبة إلى (الغرور) كما جاء في بعض المراجع . فمن ذلك ما ذكره المسعودي في كتابه (مروج الذهب) عن أخبار (من خاطر بنفسه في ركوبه) أي المحيط الأطلسي ومن نجا منهم ومن تلف وما شاهدوا منه وما رأوا .
ومن ذلك أيضا وصف الإدريسي في كتابه (نزهة المشتاق)(23)إذ يقول عنهم أنهم ” وصلوا من لشبونة بعد اثنى عشر يوما إلى بحر غليظ الموج كدر الروائح كثير القروش قليل الضوء فايقنوا بالتلف . ثم فردوا قلاعهم في ناحية الجنوب اثنى عشر يوما أخرى فخرجوا إلى جزيرة الغنم وفيها من الغنم ما لا يأخذه عد ولا تحصيل وهي سارحة لا راعي لها ولا ناظر إليها . فقصدوا الجزيرة فنزلوا بها فوجدوا عين ماء جارية وعليها شجرة تين بري فأخذوا من تلك الغنم فذبحوها فوجدوا لحومها مرة لا يقدر أحد على أكلها ثم تستطرد الرواية فتصف من قابلوهم من سكان تلك البلاد ولغتهم وكانت المفاجأة أن جاءوا لهم برجل يعرف اللسان العربي. وقد حكى لهم قصته أنه من بقايا الفريق السابق من عرب المغرب الذين هلكوا جميعا في البحر وأنه الوحيد الذي نجا ووصل إلى الجزيرة وعاش فيها حتى ذلك الوقت .. وتقول رواية الإدريسي أن هؤلاء الفتية الثمانية عندما عادوا إلى الأندلس قد احتفى بهم أهل لشبونة واستقبلوهم بالزينات والأفراح وأطلقوا على الشارع الذي يسكنون فيه اسم (شارع الفتية المغررين) . كان ذلك في أواخر القرن العاشر الميلادي وقد ظل هذا الاسم مئات السنين في لشبونة من بعدهم .
كانت هذه صورة موجزة لما أورده جغرافيو الأندلس عن سبق العرب لاكتشاف أمريكا ويذكر العالم المؤرخ اللغوي الأب انستاس(24) الكرملي أن العرب قد وصلوا أمريكا من لشبونة قبل كولمبوس بفضل معرفتهم لتيار الخليج الحار في الأطلسي فيقول ” سبق العرب سائر الأمم إلى معرفة هذا التيار وخواصه وإلى حركته من المكسيك إلى ارلندا وبالعكس فكانوا يركبونه . فإن ظعنوا إلى أنحاء المكسيك مكث بعضهم فيها وعاد القليلون منهم إلى بلادهم راكبين متن ذلك التيار المبارك ونعرف أنهم أقاموا في الديار التي عرفت بعد ذلك بالمكسيك من دخول بعض الكلمات العربية في لغة تلك البلاد (ومن تلك الكلمات Mansoon أصلها الموسمية وكلمة Typhoon أصلها الطوفان ) .
إشارة الأخيرة تأتي من أقوال كولمبس وبحارته والتي يذكرون فيها أنه كان يعتقد أول الأمر أن الهنود الحمر الذين رآهم في تلك الجزر لا بد أن يكونوا من سلالة العرب الذين سبقوه كما قرأ في المخطوطات العربية وقد قامت (الجمعية الجغرافية البريطانية) بانتاج مسلمسل تليفزيوني وثائقي بعنوان (المكتشفون) وفيه حلقة مستقلة عن كولمبوس واكتشافاته. وهي تبين أن كولمبوس قد اختار أحد رجاله الذين يعرفون اللغة العربية (وهو مـن أصل عربي) وبعث معه برسالة إلى ملك الهنود الحمر كتبت باللغة العربية يقول فيها : ” يا صاحب الجلالة .. إن الملكة ايزابيلا ملكة اسبانيا وقشتالة تهديك السلام وتطمع أن يكون بينها وبين بلادك علاقات صداقة .. الخ ” ” ويقول المعلق أن الذي دعا كولمبوس إلى هذا الظن أيضا أنه سمع بعض الكلمات العربية المحرفة . ولكن الترجمان فوجئ بعد أن أخذ في تلاوة هذه الرسالة باللغة العربية على الملك بأن هؤلاء الهنود الحمر ليسوا من أصل عربي ولا يعرفون اللغة العربية .
ويذكر المؤرخ الجغرافي المغربي المعاصر(25)عبدالعزيز بن عبدالله صاحب الموسوعة الغربية للإعلام الحضاري البشري ” أن كولمبوس قد عاد من أمريكا بذهب مخلوط بالنحاس بنفس الطريقة والنسبة التي يحضر بها العرب الذهب وأنه عثر هناك على عملات ذهبية اسلامية عليها نقوش عربية ” .
5. أول خريطة لأمريكا كانت إسلامية
من عجائب الصدف أن تكون أول خرائط عرفتها الدنيا لأمريكا إسلامية وليست إسبانية ولا برتغالية …
فالخريطة الأولى اكتشفت سنة 1952 في مكتبة الاسكوريال بمدريد … وهي من صنع الجغرافي الإسلامي ابن الزيات المتوفى سنة 1198م وفيها رسم لمنطقة بحر الظلمات (أي المحيط الأطلسي) ويشمل رسم الجزر المأهولة وهي أمريكا وقد اكتشف الخريطة وحققها الدكتور (خوان فرتيط) الأستاذ بجامعة برشلونة .
الخريطة الثانية : اكتشفها المستشرق الألماني(26)Kahle عندما عثر عليها في مكتبة (توب كابي سراي) باستنبول ونشرها على العالم سنة 1929م بعد تحقيق علمي دولي استمر عدة سنوات .. فقد أذهلت هذه الخريطة العالم كله وحيرت العلماء . الخريطة من تأليف جغرافي تركي مسلم هو (بيري ريس) واسمه الكامل (محي الدين ابن محمد الريس) المتوفى سنة 1513م وكان أحد قادة البحرية في الاسطول التركي الذي كان سيد البحار . وهي في الواقع أكثر من خريطة مفردة .
والخريطة تبين المحيط الأطلسي : في الشرق يرى اسبانيا والساحل الإفريقي وفي الغرب القارة الأمريكية بسواحلها وجزرها وموانيها وحيواناتها وسكانها الهنود الحمر الذين يرسمهم عراة وهو يرعون الغنم .
ويذكر المستشرق (كراتشوفسكي) في كتابه (تاريخ الأدب الجغرافي العربي)(27)تعليلا لهذه الخريطة أنها ولا بد وأن يكون الريس قد بناها على أساس خرائط كولمبو التي ربما تكون سقطت في يده عندما انتصر الأسطول التركي على أسطول البندقية سنة 1499م وأسر بعض سفنه .. إلا أن هذا الرأي يلقي معارضة من كثير من الباحثين لأن الخريطة فيها تفاصيل لأماكن لم يعرفها كولمبوس ولم يكن استكشفها ولكن هؤلاء الباحثين لم يقدموا تعليلا بديلا يكسف سر هذه الخريطة الغامضة .
وهناك تفسير آخر لهذه الخريطة : أن الريس قد نقلها عن أبو عبدالله أمرته بقيادة حملة بحرية إلى أمريكا لاعتقال كولمبوس وإرجاعه إلى اسبانيا مقيدا بالسلاسل وبذلك يكون أبو عبدالله العربي أول من وصل إلى أمريكا بعد كولمبوس مباشرة ولا بد أنه قد عاد من هناك بخرائطه الخاصة . وغير بعيد أن يكون الريس قد ذهب إلى أمريكا بنفسه مع أبي عبدالله
ثانيا : المسلمون واكتشاف القارة السادسة في القطب الجنوبي
إن إعجاب ما في خرائط (بيري ريس) أنها عادت لتشغل العلماء بعد عصر رحلات الفضاء وتصوير الأرض من الأقمار الصناعية .
لقد كان الاعتقاد الأول لدى علماء الخرائط في أمريكا وأوروبا في القرن العشرين أن الخرائط غير دقيقة وبها أخطاء في الرسم حسب أحدث معلوماتهم عن الشاطئ الأمريكي ولكنهم فوجئوا بعد ظهور أول صورة مأخوذة من القمر الصناعي لهذه المناطق أن خرائط محي الدين الريس أدق من كل ما عرفوه وتصوروه وأنها تطابق تماما صور القمر الصناعي وأن معلوماتهم هي التي كانت خاطئة .
وعلى أثر ذلك عكف فريق من العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية على إعادة دراسة الخرائط مقطعا بعد تكبيرها عدة مرات ، فكانت المفاجأة الثانية .. وهي أن الريس قد وضع في خرائطه القارة السادسة في القطب الجنوبي والمسماة Antartica قبل اكتشافها بأكثر من قرنين .. كما أنه وصف جبالها ووديانها التي لم تكتشف حتى سنة 1952م .
ونظراً لخطورة هذه المعلومات فقد رأيت أن أورد هنا الترجمة الحرفية لما جاء في التقرير حسب ما نشر في كتاب عن (مراكب الفضاء) بعنوان Chariots of the gods? لمؤلفه إريك فون دانيكن Erich-Von Danikin وهو كتاب بلغت عدد المبيعات منه باللغة الانجليزية وحدها أكثر من مليون نسخة وترجم إلى جميع اللغات الحية .. ويبحث في الظاهر الخارقة للطبيعة والتي ليس لها تفسير فيقول ص29 : ” لقد سلمت خرائط بيري ريس أول الأمر إلى الدكتور ماليري آرلنجتون استاذ الخرائط الجغرافية في الجامعات الأمريكية الذي قرر بعد فحص دقيق أنها تحتوي على كل الحقائق الجغرافية حول أمريكا ولكن هناك خطأ أو عدم دقة في بعض الأماكن … وقد طلب الدكتور ماليري الاستعانة بجغرافيي الأسطول الأمريكي الذين نقلوا الخريطة من المسطح على كرة حديثة فظهر لهم اكتشاف خطير وهو أن الخرائط كانت دقيقة حدود القارات ولكنها تبين طوبوغرافيتها الداخلية . فتظهر فيها الجبال والأنهار والسهول بدقة متناهية وكأنما أخذت من الفضاء الخارجي .
وفي سنة 1957 وهي السنة الجغرافية الدولية عكف فريق من علماء الجغرافيا بالمراصد الكبرى والبحرية الأمريكة على مزيد من دراسة خرائط الريس .. وبعد دراسات على أجهزة متطورة وجدوا أن صورة عن القارة السادسة Antartica صحيحة ودقيقة بدرجة مذهلة (Fantastically Accurate) حتى بالنسبة للمناطق التي لم تستكمل اكتشافها في عصرنا الحاضر .. فالجبال على قارة القطب الجنوبي لم تستكشف حتى عام 1952 .. فهي دائما مغطاة بطبقة سميكة من الثلوج بحيث أن اكتشاف وجودها على خرائطنا الحديثة كان باستعمال أجهزة صدى الصوت Echo-Sounding apparatus .
ويذكر الكتاب بعد ذلك اهتمام وكالة الفضاء الأمريكية بمواصلة دراسة هذه الخرائط حيث اتضح أنها تشبه تماما الصور المأخوذة للكرة الأرضية من مركبة فضائية أثناء مرورها فوق منطقة القاهرة وهي صور تغطي مسافة 5000 ميل ( خمسة آلاف ميل ) فوجدوا تشابها مذهلا بين صور القمر الصناعي وبين خريطة بيري ريس .
والسؤال الذي لم يستطع مؤلف الكتاب الإجابة عنه هو كيف توصل هذا البحار التركي المسلم في ذلك الوقت المبكر حوالي سنة 1494م إلى مثل هذه الخرائط والاكتشافات .. ؟؟ وقد حرصنا على نقل هذه الخرائط والتعليق عليها من الكتاب ص 65-66-67 اين من يكرم الجغرافي المسلم محي الدين الريس .
منقول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى