الأعرج يروي صموده وإصابته بمعركة الكرامة
صفحة 1 من اصل 1
الأعرج يروي صموده وإصابته بمعركة الكرامة
عمان - خالد الخواجا
قاتلنا قتال الابطال في ساحات الاغوار وعلى خط المواجهة المتقدم لصد الهجوم الغادر للجيش الاسرائيلي في معركة الكرامة وكانت الخمسون دقيقة الاولى هي الاعنف التي كنا في وسطها فقتلنا جنودا صهاينة واحرقنا دباباتهم واستشهد واصيب زملائي الا اننا كنا العائق الصعب والاول للعدو وبقينا صامدين في المواجهة الاولى للجيش الاسرائيلي.
وبالرغم من ضراوة القتال الا ان العزيمة والايمان بالله وبانتمائنا المخلص لقيادة هذا الوطن وترابه وكرامته فقد لقنا العدو درسا قاسيا ونحن نشاهد امام اعيننا كيف استشهد واصيب زملاؤنا الى ان سمعت اول نداء للجيش الاسرائيلي بوقف القتال.
الرائد المتقاعد محمد على الأعرج
الرائد المتقاعد محمد علي الاعرج يروي بكل فخر معاني العز والكرامة للجيش الاردني ومواقفه التي لاتنسي والذي اصر على الحديث بان الجيش يحتاج منا جميعا كل الدعم والاعتزاز والتقدير ولولاه لاقيمة لاي شيئ في هذا الوطن من اقتصاد او تقدم او ازدهاراو حتى هناء.
ويروي الاعرج السبعيني في حديث خاص «للراى» انني كنت قائدا لمحور دامية (قائد الحجاب ) في معركة الكرامة والتي كان الجيش الاردني فيها يغطي ثلاثة محاور هي وادي شعيب والبحر الميت الا ان الجيش الاسرائيلي كان قد صب كل قوته خلال هجومه الاول على محور دامية وتحديدا قبل طلوع الشمس.
واضاف الاعرج ان معنوية الجنود في هذا المحور كانت عالية ومسؤوليتهم كبيرة وكنا مستعدين حيث كنت اعلم بان الهجوم سيبدا صباح يوم الخميس في الواحد والعشرين من اذار لعام 68 وعملت بجهد جبار لزرع انتماء زملائي وجنودي الابطال حيث كنا اول من تصدى لهجوم الجيش الاسرائيلي.
واضاف ان المواجهة كانت حامية الوطيس خلال الخمسين دقيقة الاولى واجتزنا الصدمة الاولى من الهجوم الاسرائيلي والتي استمرت لخمسين دقيقة والحقنا بالعدو خسائر كبيرة واستشهد فيها عدد من زملائي الا اننا قد رسمنا صورة واحدة لا عودة عنها وهي مواجهة هذه القوات بكل ما نملك فاما الشهادة واما النصر.
واضاف الاعرج انه بعد طلوع الشمس بدا الهجوم الجوي الاسرائيلي وهنا احتدمت المعركة واستمرت لغاية الساعة العاشرة صباحا حيث تعرضنا لقصف بالصواريخ وكنت انذاك اتحرك بين المدافع لانبههم بتحرك ومواقع الطائرات ورميها بالمدافع المضادة للطائرات والتي استهدفت بادئ ذي بدء ضباط الملاحظة وبعض المواقع الحيوية.
ويتابع الاعرج انه واثناء تحركي بين العربات تعرض احد المدافع التابعة لنا والقريب مني لصاروخين سقطا على جانبي المدفع وذلك قبل الساعة العاشرة بدقائق مما قذف بنا وبالمدفع بعيدا انا وزملائي وبعد تفقد جسدي وجدت شظية قد دخلت ساقي والدماء تنزف منها والالم يشتد عليها وقمت بربط الجرح بقطعة قماش واكملت الاشراف على هذا المحور وتفقدت مجريات القتال فيه.
واضاف انه بعد ذلك شاركت كل المحاور في القتال وبدات الخسائر الاسرائيلية تظهر امامنا من خلال عمليات الانقاذ المكثفة التي كان الجيش الاسرائيلي يجاهد من اجل اخلاء خسائره والمصابين بواسطة الطائرات الحوامة وسيارات الاسعاف العسكرية وكانت فرصة كبيرة وجرعة كافية من الشجاعة قد دبت بنا للهجوم وعرقلة عمليات الانقاذ.
وبين الاعرج ان حجم الخسائر الكبيرة التي تعرض لها العدو انذاك قد ادت الى رفع معنوياتنا حيث ادت هذه الخسائر الى مشاركة العديد من زملائي المصابين معي في شن الهجوم الكاسح والتي كان لمدفعية عيرا ويرقا الاثر الكبير في تحطيم معنوية الجيش الاسرائيلي وتشتيته اضافة للدروع والمشاه الذين قاتلوا بضراوة ومعنوية عالية.
واضاف الاعرج انه في الساعة العاشرة صباحا سمعنا عبر رصد الاتصالات نداء من الجيش الاسرائيلي يطلب وقف النار وكنت اسمعه بوضوح وقمت بتمريره الى قائد كتيبة صلاح الدين ومن ثم الى قائد اللواء العميد قاسم المعايطة والتي مررت للقيادة العليا وبعد نصف ساعة اعاد الجيش الاسرائيلي طلبه وقف اطلاق النار ومن هنا تيقنت قيادتنا العسكرية بان الجيش الاسرائيلي كان يطلب وقف النار جديا.
حين ذاك يضيف الاعرج اننا وبعد سماعنا لهذا الطلب الاسرائيلي وحجم الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها قد اصابتنا الفرحة بنشوة لا مثيل لها حيث ثبت ان المعنوية والشجاعة والثبات قد اطاح بالعدد الكبير من الاليات والمعدات والطائرات الحديثة التي استخدمها الاسرائيلون انذاك.
وبين الاعرج ان الالم في ساقي قد بدا يتزايد مما دفعني بالكشف عن الجرح لاكتشف ان ساقي اصبحت كساق الفيل ومال لونها الى الازرقاق والسواد وطلب مني احد الزملاء بان اذهب لسيارة الاسعاف او العودة للخطوط الخلفية الا انني رفضت ذلك وبعدها وصلنا رد جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه بانه «لن يوقف القتال مادام هناك جندي اسرائيلي شرق النهر» وكانت هذه النشوة الكبرى التي دفعتنا بالاستبسال في ردع العدو الاسرائيلي.
وبعد ست ساعات سقطت على الارض من شدة الالم ونزف الكثير من الدماء الى ان تم نقلي الى مستشفى ماركا العسكري وزارني جلال المرحوم الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه وكل من مدير المستشفى انذاك الدكتور عبد السلام المجالي والدكتور داوود حنانيا والمئات من زملائي واقربائي وقادة الجيش انذاك.
الاعرج الذي يقطن حاليا مخيم حطين روى العديد من حيثيات تلك الايام وخدمته الواسعة في القوات المسلحة وانتقاله في الخدمة في العديد من مناطق الجنوب الى الاغوار وهو يشيد يالقادة الابطال الذي خدم معهم الا انه اوضح قائلا انه عاني من تهميش التكريم اللائق ببطولته في تلك المعركة الخالدة وفقدان ملفه لبرقية الحوادث التي تؤكد اصابته في تلك المعركة والتي يبحث عنها لغاية هذا التاريخ بالرغم من معرفة كافة ضباطه لهذه الواقعة وزيارة كبار القادة له في المستشفى العسكري في ماركا.
مواضيع مماثلة
» عجور في الذاكرة ( العم أبو جميل الأعرج)
» تقرير اخباري : فتى من غزة يروي قصة «منزل الموت»
» لاجئون فلسطينيون يلوحون بمعركة "الامعاء الخاوية" لإنهاء معاناتهم
» قائد من كتائب عز الدين القسام يروي أسرار صمود المقاومة
» المناصير يروي لـ «الدستور» تفاصيل حادثة تعرضه «للسلب» في لبنان
» تقرير اخباري : فتى من غزة يروي قصة «منزل الموت»
» لاجئون فلسطينيون يلوحون بمعركة "الامعاء الخاوية" لإنهاء معاناتهم
» قائد من كتائب عز الدين القسام يروي أسرار صمود المقاومة
» المناصير يروي لـ «الدستور» تفاصيل حادثة تعرضه «للسلب» في لبنان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى