السلط مدينة الثقافة الاردنية...موضوع متجدد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلط عاصمة الثقافة
.

.

مندوبا عن رئيس الوزراء نادر الذهبي أوقدت وزيرة الثقافة نانسي باكير
في مدرسة السلط الثانوية شعلة مدينة الثقافة الاردنية للعام 2008 .
.

.
ورافقت موسيقات القوات المسلحة رفع راية المدينة بحضور محافظ البلقاء وأعيان
ونواب ورؤساء الهيئات الرسمية والاهلية في محافظة البلقاء
وأعضاء اللجنة العليا للسلط عاصمة للثقافة .

وافتتح بعد ذلك في المدرسة معرض صور خريجي المدرسة كما افتتح على هامش
حفل اطلاق الفعاليات الموقع الالكتروني لمدرسة السلط الثانوية للبنين الذي يتحدث
عن مسيرة المدرسة منذ تاسيسها العام 1921 .
وانتقل بعد ذلك الحفل الى مسرح الارينا في جامعة عمان الأهلية ليستهل بكلمة وزيرة الثقافة
رئيسة اللجنة العليا التي باركت فيها للسلط مشيدة بدورها الثقافي قائلة :
يا نشميات.. ويا نشامى السلط الأبية..هي السلط.. غرة البلقاء وكرسيها.. الاصل والاصالة.
حاضرة البلقاء الشامخة.. وعاصمة القلوب التي تظللها العباءة الهاشمية..
هي نجمة تتلألأ في اعالي السماء.. وعبير نسيم الارض المقدسة..
منذ آدم ونوح وموسى وعيسى ومحمد.. عليهم الصلاة والسلام.. وهي ترنيمة عشق اردنية..
ضمها الدحنون والرمان والعنبر.. وهي لوحة فنية رسمتها الحضارة العريقة..
ولونها التاريخ المشرق.. الغنية بموروثها الثقافي والحضاري والعمراني.


واضافت قائلة: اسمحوا لي ان اقتبس ما قاله الباحث والمؤرخ نجيب نصار"
ان في تلال السلط واوديتها ثروة عظيمة.. لا يمكن حصرها.. وفي عقول سكانها الاوفياء
ذكاء خارق.. وفي اجسامهم نشاط كبير.. يحتاج الى ادارة نشطة لاخراج كنوز الارض..
وكل شيء في مناطق السلط جميل وملفت للنظر..
حتى المباني العتيقة يظهر عليها مسحة العروبة..
ولا تزال شاهداً على شموخ وجهاء المدينة وزعاماتها" .
وزادت باكير: في السلط الف حكاية وحكاية.. لرجالات وطن تتلمذوا في مدرسة الهواشم..
تعلموا كيف يكون الولاء والانتماء والبناء..
وحملوا رسالة الثورة العربية الكبرى بعزة واباء.. وساهموا في نهضة الاردن الحديث..
فكان لهم السبق والريادة.. وبصماتهم ملأت جدران الوطن بالانجاز والعطاء.
وقالت ايضا : اليوم ترتفع راية الثقافة في السلط.. لتسطر كراساتها سر ماضيها العريق..
بتاريخها منذ العصر الحجري.. وحقبة الاسكندر المقدوني..
والعهود الهيلينية والبيزنطية والرومانية.. ومروراً بالعهد الاسلامي.. وصولاً الى يومنا هذا..
الى عهد الهواشم.. وعميد الهواشم الذي ينتظر منكم الكثير..
في ان تبرزوا للعالم ثقافة السلط.. وسلط الثقافة..
فهذا الارث الحضاري والثقافي في بلقاء المجد والفخر والفخار..
يحتاج منكم ان تميطوا عنه اللثام.. لتُسهموا في ترسيخ ثقافة الولاء والانتماء..
وثقافة الانجاز والعطاء.. وثقافة المحبة والتسامح..
وثقافة الوسطية والاعتدال.
وأختتمت باكير كلمتها بأبيات شعر.. للشاعر زعل خريسات يقول فيها:
مرحى لاهل السلط تلك جبالهم.
خيل وتلك سهولهم هيجاء.
كوفية السلطي مسك شهامة.
فتطيبي بالسلط يا بلقاء.

والقى بعد ذلك رئيس بلدية السلط الكبرى رئيس المكتب التنفيذي سلامه الحياري كلمة
تحدث فيها عن مشاريع المدينة الثقافية ومرحبا بالحضورأستهلها بقوله:
قبل ان اذهب بعيداً في الخصوصيات لأقول هذا يوم سلطي بلقاوي بامتياز،
عليّ ان ارفع رأسي عالياً واقول بملء فمي هذا يوم اردني مشهود ومناسبة وطنية
يبتهج فيها ولها كل الاردنيين فعندما اختيرت السلط لتكون عروس الثقافة لهذا العام
لم تفصل ثوب رفافها على قدر جبال البلقاء بل فصلته ليتسع وتتهادى به كل الجبال
والسهول والوديان والصحراء الاردنية بكل ما في هذه من دلالات ومعنى،
واننا لنفخر نحن ابناءها ان تكون مدينتنا لؤلؤة مكنونة في عيون كل الاردنيين
وزهرة معرفة تتفتح في بستانهم ومهرة سابقة تعدو بين امهارهم السابقات،
فاذا كان السلط هي الام الرؤوم لأبنائها، فان للاردنيين كل الاردنيين ومن شتى الاصول
والمنابت مساحات رحبة في قلبها ومكانة رفيعة في وجدانها.


وأضاف الحياري: ونحن نحتفل اليوم بافتتاح فعاليات السلط مدينة الثقافة الاردنية لهذا العام،
فاننا نقف في شرفة لها اطلالتان عاليتان احداهما على الماضي الذي قادت فيه
السلط مسيرة التنوير التي اوقد شعلتها الملك المؤسس قبل خمسة وثمانين عاماً،
وما زالت بصماته مطبوعة على حجارة المدرسة العتيقة التي تعلو شامخة فوق تل الجادور
ومن اعلى سنام ذلك التل تفجر ينبوع المعرفة في الدولة الاردنية
التي بناها لنا الهاشميون الامجاد، واذا كانت الينابيع دوماً تتفجر من بطون الاودية
فان اروع ما في هذا الينبوع المعرفي ويميزه انه خرج على القاعدة عندما تفجر
من رؤوس التلال، واجمل ما فيه ان المعاول التي شقت قناته هي معاول الاردنيين
الذين التقوا في رحاب ام المدارس سواء كانوا دارسين ام مدرسين.
اما الاطلالة الثانية لهذه الشرفة فهي تلك الرؤية الثاقبة لجلالة القائد اطال الله في عمره،
والتي نستشرف عبر نورها الوهاج مستقبلنا الذي تشكل الثقافة فيه خرسانة الاساس
للتغيير والتجديد والاصلاح، فأي تنمية لا تقودها الثقافة ستغدو كحراثة في البحر
لا يثبت لها تلم ولا ينبت فيها زرع، واي استثمار لا يبدأ بالانسان يصبح مثل رسالة
موجهة بلا عنوان.
ووصف الحياري الثقافة بأنها الهوية التي ترسم ملامح شخصيتنا الحضارية
وهي جواز السفر الذي نعبر به بوابة الغد الآتي.
وأشار الحياري الى ان مشروع مدينة الثقافة لهذا العام أمانة في اعناق الجميع ،
معلنا بأن الباب مفتوح لكل ابناء المدينة والمحافظة وابناء الوطن جميعاً المعنيين
بأمر الثقافة للمساهمة بهذا المشروع الذي يشكل رافعة عظيمة في التنمية الثقافية الاردنية.


وألقى الشاعر سليمان المشيني مجموعة من القصائد تحية للسلط الخالدة كما
وصفها ومنها ما أسماه بالمعلقة الغزلية، ومنها: وعصماء ذات بيان رفيع.
شرود تلألأ في الضفتين.
... ... ...
هي السلط رمز الخلود المقيم.
فما انجبت غير شم الانوف.
اذا ما المعالي رعت صيدها.
ندي السطور واخضالها.
تغنّى الندى مكبراً آلها.
بروح المعالي واظلالها.
وقد طرز المجد سر بالها.
حمى للثقافة اماً لها.
دعته العروبة رئبالها.
بعد ذلك قدمت لوحات من تعليلة سلطية تحتفي بالمدينة ومدرستها ورجالاتها بشكل جمالي
عبر الإستعراض الغنائي الراقص بتوقيع المخرج خالد الطريفي،
أشعار وتوليف الكاتب د.محمد العطيات مستفيدا من انجازاته في الوطن
في الذاكرة و السلط سيرة ومسيرة ، موسيقى وألحان صخر حتر، أشراف أسعد خليفة،
بمشاركة عدد من الفنانين وهم: أمل الدباس بدور المعزبة، أسعد خليفة بدور عاشق السلط،
محمد العبادي بدور أديب وهبة، نبيل المشيني بدور حسني فريز، موسى السطري بدور الشاب، وبيسان كمال بدور الحاشي، وعدد من الراقصين الذين دربهم موسى السطري،
ورئيس فرقة الرقص في أمانة عمان محمد الزاهري، وتحكي التعليلة عبر الغناء والحوار
الشفيف سيرة المدينة إنسانا ومكانا وحدثا، أخذا الجمهور الى بدايات التأسيس،
والنهضة في السلط مستعرضا تارخ المدينة، مستقراءا لحاضرها ومستشرفا مستقبلها،
من خلال التوقف عند محطات زمانية ومكانية وحدثية منتقاة.
وأظهرت اللوحات باسلوب أستعراضي سرد سمعي بصري أسلوب حياة الاجداد والجدات،
أهل الأردن، كما توقفت في محطة زاخرة بالبطولات والبذل بأغلى ما يملك الأردني
وهو الدم والروح في لوحة أظهرت دور الجيش في حماية الوطن،
وكان لطبيعة المدينة الجبلية وللحياة الريفية فيها حصة في التعليلة،
في لوحات متلاحقة من الاعتزاز والفخر، لتختتم برفع رايات بيضاء على المسرح
بطريقة فنية تنثر الورد، ومزينة بعبارة غلاب يا وطني بمرافقة غنائية تحمل العنوان ذاته،
وسيكون لنا معها وقفة أخرى، حيث سيصار الى عرض التعليلة كاملة في
اطار مدينة السلط للثقافة.
وأهدى الشاعر حيدر محمود عاشق عمان مغناة لجارتها السلط بعنوان هي السلط
بصوت اللبناني مرعي سلطان واخراج رائد عربيات، قدمت على الشاشات بطريقة
تصوير ابداعية استعرضت تفاصيل المدينة، ومشاهد من جماليلتها، والحياة اليومية للناس،
أنتجت بدعم من العين رجائي المعشر.
وكان الفنان عمر العبداللات مسك ختام حفل اطلاق شعلة السلط مدينة للثقافة ،
نجم الأغنية الاردنية وفارسها كما وصفته عريفة الحفل الاعلامية الزميلة ضياء العوايشة
أستهل وصلته الغنائية بأغنيته ذائعة الصيت غز البيارق عالجبل ، و جيشنا جيش الوطن ،
وغيرها من أغانيه الشهيرة. وقدم الفنان العبداللات أغنية خاصة للسلط على طريق السلط
كلمات رزيق عربيات، منها: ع طريق السلط ياما مشينا/ وان تعبت الرجلين نمشي ع ايدينا/
لا حارة ولا أكراد/ ولا جبل ولا واد/ أبيش أحلى من السلط وهي مستوحاة من التراث
ومن أشهر مناطق المدينة.
منقول