دوافع السرقة عند الأطفال وطرق علاجها
صفحة 1 من اصل 1
دوافع السرقة عند الأطفال وطرق علاجها
دوافع السرقة عند الأطفال وطرق علاجها
ياسين الجيلاني - عندما يولد الطفل لا يولد عارفاً بالمسؤولية الاخلاقية، لهذا ينبغي ان يتعلم تحملها كما يتعلم المشي والكلام، وان المسؤولية الاولى تقع على عاتق الاباء والامهات بتعليم الطفل التعاون واحترام حقوق الغير والاخلاق الحميدة، وعدم الاعتداء على ممتلكات الآخرين مهما بلغت قيمتها.
ولما كانت السرقة من الصفات المرذولة التي تضر بكيان المجتمع وتهدد امن الاسرة واستقرارها، فان الاسر الواعية عليها منذ البداية تعليم اطفالها تجنب السرقة والتزام الامانة في معاملات الناس، ومع ذلك، نرى بعض اطفال الاسر من يقوم بالسرقة التي تتفاوت في درجة خطورتها، وبعض الآباء يعتبرون فعل السرقة البسيط شيء عادي عندما يقوم الطفل بها، في حين يعتبرها البعض من الآباء والأمهات فعل يستحق العقاب، فنراهم ينزلون بأطفالهم اقسى انواع العقاب، ولكن، لماذا يسرق الأطفال؟
يسرق الطفل في الغالب، لأنه لم يتلقَ منذ الصغر التدريب اللازم لاحترام ملكية الغير وحقوقهم، ولما كان الطفل يظن ان كل ما في البيت ملكاً له، فاننا نراه يبيح لنفسه ان يأخذ نقود والديه، او ان يختلس بعضاً من الطعام والحلوى او غيرها بدون استئذان. ومن هنا، وجب على الوالدين ان يعلما طفلهما، ان هناك في البيت اشياء تخصه، واخرى تخص الاسرة بأكملها، ولا يجوز التجاوز عن تلك الحدود العامة، وان يتعلم الطفل ان لا يعتدي على ما يملكه الآخرون، والا اعتبر عمله سرقة تستحق العقاب من الاسرة والمجتمع. اما اذا فشلت الاسرة في تعليم طفلها منذ الصغر احترام ملكية الغير وحقوقه، نشأ الطفل وفيه دوافع وميول واستعدادات الى اغتصاب حقوق الغير وسرقة ما يملكون.
احياناً يسرق الطفل كرد فعل لشعوره بالنقص البدني او النفسي، او شعوره بالحرمان من العطف والحب والحنان، وفي هذه الحالات، يلجأ الطفل للسرقة لجلب الانتباه اليه، او الحصول على حب الغير وعطفهم، والسرقة في هذه الحالات هي وسيلة للتنفيس عما يعانيه من فقر وحرمان او خلل ما.
وقد يسرق الطفل احياناً بدافع الانتقام والأخذ بالثأر ممن يسيئون اليه او يعتدون عليه، فالطفل في المدرسة مثلاً - اذا شعر باساءة بعض زملائه له، حمل لهم في نفسه الحقد والغل، واخذ يفكر في جميع الوسائل التي تتحقق له الانتقام منهم، فيلجأ الى اخفاء او تحطيم دفاترهم وكتبهم وادواتهم او تمزيق ما يملكون في حقائبهم. ومثل هذه الأعمال تعتبر من وسائل الانتقام والتنفيس عن نفسه المعذبة، وفي كل ما يكبت في دائرة اللاشعور.
واحياناً يلجأ الطفل الى السرقة بدافع الغيرة من الاشقاء والشقيقات بسبب التمييز في المعاملة من الوالدين، او من زملائه في المدرسة، بسبب محاباة المعلمين للبعض دون الآخر، ومرد ذلك كله، شعوره بالغيرة الشديدة، خاصة عندما يرى اصدقاءه يمتلكون من النقود والالعاب اكثر مما يملك، فيجد نفسه عاجزاً، عن اقتناء ما يرغب به، فنراه لهذه الأسباب مجتمعة يسرق دون وعي او ادراك لعواقب الامور، وقد يكون دافع السرقة منذ البداية لا شعورياً وبدون معرفة الدوافع لديه:
وقد تحدث السرقة نتيجة حالات مختلفة من الصراع النفسي اللاشعوري، وهنا يرتكب السرقة لدوافع غير معروفة لديه، ومثل هذا النوع من السرقة لا يكون الدافع له الحرمان او الفقر، فكثيراً ما يقوم ابناء الطبقات الغنية بسرقة الاشياء دون وعي او سيطرة على تصرفاتهم، وفي هذه الحالات الشاذة ينبغي على الآباء والامهات عرض طفلهم على اختصاصي العلاج النفسي لمعرفة الدوافع والأسباب.
ان امتلاك اشياء الغير امر محبب عند بعض الاطفال، لذا وجب على الآباء والامهات معرفة الاسباب الحقيقية التي تجعل طفلهم يقوم بعملية السرقة، فاذا عرفوها استطاعوا ان يعالجوها، وان يخلصوا اطفالهم من عواقبها الوخيمة، وربما كان هذا العلاج الوقائي هو العلاج الشافي والسليم لحوادث السرقة بين الاطفال.
ليس من قبيل الصدفة، ان تكون ''الاخلاق'' هي اقل مادة تناولتها وسائل الاعلام في السنوات الاخيرة، فان الملاحظ - بالفعل - ان اهتمام المشتغلين بقضايا الاطفال قد انصرف - في معظمه - الى مسائل السياسة والاقتصاد والاستهلاك وما الى ذلك.
ان مناهج التعليم عندنا، لا تفسح لمادة ''الاخلاق'' مجالاً يذكر، جنباً الى جنب مع مادة ''التربية الوطنية'' او الرياضيات والفيزياء والاحياء وغيرها، والواضح ان مجال الحديث عن الاخلاق قد اخذ يضيق، حتى اختفت - او كادت - مادة ''الاخلاق'' من برامجنا التعليمية.
ويتساءل المرء عن سر هذا الاختفاء، فلا يكاد يجد سوى تعليل واحد، الا وهو شعورنا الضمني بعدم جدوى ''الاخلاق النظرية'' في عصر العلم والتكنولوجيا، وعلى اعتبار ان المهم في ''الاخلاق'' هو القدوة والمثال، لا الاحاديث والاقوال.
بيد اننا نخطئ خطأ جسيماً اذا نظرنا الى ''الظاهرة الخلقية'' على انها مجرد ''ظاهرة فردية'' لا تهم سوى صاحبها، وآية ذلك انه ليس ثمة حد فاصل بين ''السلوك الخاص'' و''السلوك العام''.
ولما كانت السرقة من الصفات المرذولة التي تضر بكيان المجتمع وتهدد امن الاسرة واستقرارها، فان الاسر الواعية عليها منذ البداية تعليم اطفالها تجنب السرقة والتزام الامانة في معاملات الناس، ومع ذلك، نرى بعض اطفال الاسر من يقوم بالسرقة التي تتفاوت في درجة خطورتها، وبعض الآباء يعتبرون فعل السرقة البسيط شيء عادي عندما يقوم الطفل بها، في حين يعتبرها البعض من الآباء والأمهات فعل يستحق العقاب، فنراهم ينزلون بأطفالهم اقسى انواع العقاب، ولكن، لماذا يسرق الأطفال؟
يسرق الطفل في الغالب، لأنه لم يتلقَ منذ الصغر التدريب اللازم لاحترام ملكية الغير وحقوقهم، ولما كان الطفل يظن ان كل ما في البيت ملكاً له، فاننا نراه يبيح لنفسه ان يأخذ نقود والديه، او ان يختلس بعضاً من الطعام والحلوى او غيرها بدون استئذان. ومن هنا، وجب على الوالدين ان يعلما طفلهما، ان هناك في البيت اشياء تخصه، واخرى تخص الاسرة بأكملها، ولا يجوز التجاوز عن تلك الحدود العامة، وان يتعلم الطفل ان لا يعتدي على ما يملكه الآخرون، والا اعتبر عمله سرقة تستحق العقاب من الاسرة والمجتمع. اما اذا فشلت الاسرة في تعليم طفلها منذ الصغر احترام ملكية الغير وحقوقه، نشأ الطفل وفيه دوافع وميول واستعدادات الى اغتصاب حقوق الغير وسرقة ما يملكون.
احياناً يسرق الطفل كرد فعل لشعوره بالنقص البدني او النفسي، او شعوره بالحرمان من العطف والحب والحنان، وفي هذه الحالات، يلجأ الطفل للسرقة لجلب الانتباه اليه، او الحصول على حب الغير وعطفهم، والسرقة في هذه الحالات هي وسيلة للتنفيس عما يعانيه من فقر وحرمان او خلل ما.
وقد يسرق الطفل احياناً بدافع الانتقام والأخذ بالثأر ممن يسيئون اليه او يعتدون عليه، فالطفل في المدرسة مثلاً - اذا شعر باساءة بعض زملائه له، حمل لهم في نفسه الحقد والغل، واخذ يفكر في جميع الوسائل التي تتحقق له الانتقام منهم، فيلجأ الى اخفاء او تحطيم دفاترهم وكتبهم وادواتهم او تمزيق ما يملكون في حقائبهم. ومثل هذه الأعمال تعتبر من وسائل الانتقام والتنفيس عن نفسه المعذبة، وفي كل ما يكبت في دائرة اللاشعور.
واحياناً يلجأ الطفل الى السرقة بدافع الغيرة من الاشقاء والشقيقات بسبب التمييز في المعاملة من الوالدين، او من زملائه في المدرسة، بسبب محاباة المعلمين للبعض دون الآخر، ومرد ذلك كله، شعوره بالغيرة الشديدة، خاصة عندما يرى اصدقاءه يمتلكون من النقود والالعاب اكثر مما يملك، فيجد نفسه عاجزاً، عن اقتناء ما يرغب به، فنراه لهذه الأسباب مجتمعة يسرق دون وعي او ادراك لعواقب الامور، وقد يكون دافع السرقة منذ البداية لا شعورياً وبدون معرفة الدوافع لديه:
وقد تحدث السرقة نتيجة حالات مختلفة من الصراع النفسي اللاشعوري، وهنا يرتكب السرقة لدوافع غير معروفة لديه، ومثل هذا النوع من السرقة لا يكون الدافع له الحرمان او الفقر، فكثيراً ما يقوم ابناء الطبقات الغنية بسرقة الاشياء دون وعي او سيطرة على تصرفاتهم، وفي هذه الحالات الشاذة ينبغي على الآباء والامهات عرض طفلهم على اختصاصي العلاج النفسي لمعرفة الدوافع والأسباب.
ان امتلاك اشياء الغير امر محبب عند بعض الاطفال، لذا وجب على الآباء والامهات معرفة الاسباب الحقيقية التي تجعل طفلهم يقوم بعملية السرقة، فاذا عرفوها استطاعوا ان يعالجوها، وان يخلصوا اطفالهم من عواقبها الوخيمة، وربما كان هذا العلاج الوقائي هو العلاج الشافي والسليم لحوادث السرقة بين الاطفال.
ليس من قبيل الصدفة، ان تكون ''الاخلاق'' هي اقل مادة تناولتها وسائل الاعلام في السنوات الاخيرة، فان الملاحظ - بالفعل - ان اهتمام المشتغلين بقضايا الاطفال قد انصرف - في معظمه - الى مسائل السياسة والاقتصاد والاستهلاك وما الى ذلك.
ان مناهج التعليم عندنا، لا تفسح لمادة ''الاخلاق'' مجالاً يذكر، جنباً الى جنب مع مادة ''التربية الوطنية'' او الرياضيات والفيزياء والاحياء وغيرها، والواضح ان مجال الحديث عن الاخلاق قد اخذ يضيق، حتى اختفت - او كادت - مادة ''الاخلاق'' من برامجنا التعليمية.
ويتساءل المرء عن سر هذا الاختفاء، فلا يكاد يجد سوى تعليل واحد، الا وهو شعورنا الضمني بعدم جدوى ''الاخلاق النظرية'' في عصر العلم والتكنولوجيا، وعلى اعتبار ان المهم في ''الاخلاق'' هو القدوة والمثال، لا الاحاديث والاقوال.
بيد اننا نخطئ خطأ جسيماً اذا نظرنا الى ''الظاهرة الخلقية'' على انها مجرد ''ظاهرة فردية'' لا تهم سوى صاحبها، وآية ذلك انه ليس ثمة حد فاصل بين ''السلوك الخاص'' و''السلوك العام''.
منقول .جريدة الرأي
مواضيع مماثلة
» عشرة أنواع لكذب الأطفال
» اسرى نفحة يهددون بالتصعيد عبر التكبير وطرق ابواب الزنازين
» عشراوي: إسرائيل تتحايل على القوانين لخلق واقع قائم على السرقة - Ashrawi: Israel circumvent the laws to create a reality based on the theft
» حقائب الظهر الثقيلة خطر على صحة الأطفال
» رياض الأطفال.. ركيزة وغرس
» اسرى نفحة يهددون بالتصعيد عبر التكبير وطرق ابواب الزنازين
» عشراوي: إسرائيل تتحايل على القوانين لخلق واقع قائم على السرقة - Ashrawi: Israel circumvent the laws to create a reality based on the theft
» حقائب الظهر الثقيلة خطر على صحة الأطفال
» رياض الأطفال.. ركيزة وغرس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى