الاحتلال يحشد لعملية برية ويستدعي الآلاف من جنود الاحتياط

من طرف **العجوري** الإثنين ديسمبر 29, 2008 5:15 pm

الاحتلال يحشد لعملية برية ويستدعي الآلاف من جنود الاحتياط

غزة - وكالات الانباء

شن الطيران الحربي الاسرائيلي 45 غارة جوية على اهداف في قطاع غزة امس لليوم الثاني على التوالي ما رفع عدد الشهداء الى حوالى 290 شهيدا واكثر من الف جريح من بينهم اكثر من 180 مصابا بجراح بالغة الخطورة" ، في اعنف هجمة اسرائيلية منذ عشرات السنين ، بينما بدأت الدولة العبرية نهارا حشد دبابات وقوات على الحدود مع القطاع ما يوحي بان عملية برية باتت وشيكة وقررت استدعاء الاف من جنود الاحتياط .

وقال مسؤول اسرائيلي في ختام الاجتماع الاسبوعي للحكومة ان "الحكومة وافقت على استدعاء 6500 من جنود الاحتياط. هذه التعبئة تشمل وحدات القتال ووحدات الدفاع المدني". وحذر وزيرالصحة في الحكومة الفلسطينة المقالة باسم نعيم من "نفاذ 105 اصناف من الادوية و 225 صنفا من المهمات الطبية".

واعلنت اسرائيل من الوجهة الرسمية عن هدف محدود لهجومها واسع النطاق على حركة حماس في قطاع غزة وهو "الحد الى ادنى مستوى ممكن" من عمليات اطلاق الصواريخ الفلسطينية على جنوب اسرائيل.

وقد احجم المسؤولون الاسرائيليون ، الذين ما زالوا يشعرون بخيبة الامل بسبب الانتكاسات في حرب لبنان في صيف 2006 ، منذ بداية الهجوم السبت عن تحديد اهداف له شديدة الطموح مثل وضع حد لسلطة حماس في غزة.

وقالت افيتال ليبوفيتز وهي متحدثة باسم الجيش ان "هدف العملية هو الحد من اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل وذلك لضمان الامن لربع مليون شخص يعيشون في جنوب اسرائيل".

بينما قال جنرال الاحتياط عاموس جلعاد وهو مستشار رئيسي لوزير الدفاع ايهود باراك للصحفيين ان "الهدف هو التوصل الى تهدئة جديدة" بشروط تحددها اسرائيل.

وأكد أن عملية الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ستستمر بمنتهى القوة والزخم ريثما تتم إزالة التهديدات الصاروخية عن سكان منطقة الجنوب.

وزعم جلعاد في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية أن المنظمات الفلسطينية "خططت لإطلاق 150 قذيفة صاروخية يوميا باتجاه الأراضي الإسرائيلية أثناء حدوث مواجهات ولكن حقيقة الأمر هي أنها تتمكن من إطلاق عدد أقل بكثير من ذلك". اما باراك فقد حدد للعملية هدفا يتسم بغموض متعمد وهو "تغيير الوضع على الارض بصورة جذرية" مع اعلان ان الجيش الاسرائيلي "سوف يوسع ويكثف عملياته في غزة طالما كان ذلك ضروريا".

من جانبه ، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت في مستهل جلسة مجلس الوزراء امس بأن العملية العسكرية في غزة سوف تتواصل فترة من الوقت ربما تزيد عن التوقعات بهدف استعادة الهدوء .

واعلن الجيش الاسرائيلي ان حملة الغارات الجوية المكثفة التي بداتها السبت ضد قطاع غزة استهدفت نحو 230 هدفا لحركة حماس في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة.

وعلى الحدود الشمالية قرب معبربيت حانون (ايريز) تمركزت 16 دبابة بينما كانت دبابات اخرى تصل تواكبها شاحنات عسكرية. وتمركزت عدة آليات لنقل الجند في المنطقة. وعلى بعد حوالى خمسين كيلومترا جنوبا كانت حوالى عشر دبابات متمركزة.

من جهة اخرى ، نصبت خيام للجيش الاسرائيلي في قطاع يتدفق عليه الجنود مع معداتهم القتالية.

وطالت الغارات الاسرائيلية وهي الاعنف منذ عام 1967 مقر السرايا الحكومي الذي يضم مجمع الاجهزة الامنية والسجن المركزي التابع للحكومة المقالة ، ومقر الامانة العامة لمجلس الوزراء ومسجدا مجاورا لمستشفى الشفاء في غزة حيث استشهد عدد من الأشخاص.

وزعمت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن "المسجد استخدم قاعدة لنشاط تخريبي".

وحولت الصواريخ الاسرائيلية مسجد الشفاء المقابل لمستشفى الشفاء الى كومة من ركام عثر تحت انقاضه على جثتي شهيدين احدهما ممرض كان في طريق لمساعدة مئات الجرحى الذين اكتظ بهم المشفى.

واحدث الصاروخان اللذان اصابا مباشرة قبة المسجد المكون من طبقة واحدة والمقام على مساحة اقل من الف متر مربع ، حفرتين كبيرتين. وتطايرت حجارة واعمدة المسجد في الطرقات وفي عدة منازل ومحال تجارية ملاصقة دمرت ايضا.

والحقت شظايا الصواريخ اضرارا جسيمة في مبنى بمستشفى الشفاء المكتظ بمئات الجرحى والقتلى وتحطمت نوافذه. ولم يمنع تدمير المسجد المؤذن ابو جعفر من رفع اذان الظهر من فوق الانقاض دون ان يتمكن احد من اداء الصلاة.

كما قصفت المقاتلات الإسرائيلية مقر قناة "الأقصى" الفضائية التابعة لحركة حماس ودمرتها إلا أن هذه القناة تواصل حتى اللحظة بثها من أستوديو متنقل.

كما تحدثت الأنباء عن غارات استهدفت عدة مقرات للشرطة وورش حدادة ، وغارة اخرى استهدفت مقر محافظة رفح جنوب قطاع غزة ما ادى الى تدميره.

في هذه الاثناء ، واصلت فصائل فلسطينية إطلاق صواريخها على البلدات والمدن الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة بالتزامن مع استمرار الطائرات الإسرائيلية شن غاراتها على القطاع.

وذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإذاعة العامة أن صاروخين من طراز غراد سقطا على بلدة سديروت جنوب إسرائيل أديا إلى تضرر عدد من المنازل فيما لم يبلغ عن وقوع إصابات.

من جهتها ، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن قصف موقع نيرعوز الإسرائيلي الواقع شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بالصواريخ.

وسقط صاروخ فلسطيني للمرة الاولى قرب مدينة اشدود على مسافة اكثر من ثلاثين كيلومترا شمال قطاع غزة .

واوضحت المصادر انه تم اطلاق تسع قذائف اخرى اقرب مدى سقطت في اراض خلاء عند مشارف مدينة عسقلان وبلدات مجاورة.

وازدحمت شوارع مدن ومخيمات قطاع غزة بعشرات الاف الفلسطينيين الغاضبين الذين شيعوا في جنازات اكثر من 200 "شهيد" سقطوا في اعنف موجة غارات جوية اسرائيلية منذ عشرات السنين وهم يدعون للثأر والانتقام.

وساد حداد عام مناطق قطاع غزة التي اتشحت بالسواد.
الدستور الاردنية

التاريخ : 29-12-2008