غزة تستعصي على الغزاة وتسطر ملحمة الصمود والتصدي
صفحة 1 من اصل 1
غزة تستعصي على الغزاة وتسطر ملحمة الصمود والتصدي
| |
غزة - وكالات الانباء أفشلت المقاومة الفلسطينية محاولات الاحتلال المستمرة منذ الليلة قبل الماضية للتوغل في ثلاثة محاور من مدينة غزة ، رغم ضخامة القصف الجوي والبحري الذي تعرضت له المدينة طوال اليومين الماضيين ، وما زال مستمرا. وصعدت القوات الإسرائيلية من عدوانها وغاراتها الجوية منذ فجر امس ، في محاولة لفتح الطريق أمام قواتها البرية للتوغل في مدينة غزة عبر ثلاثة محاور هي شمال غزة وجنوبها وشرق جباليا ، بعد أن استعصى الأمر عليهم بفعل المقاومة الفلسطينية الشرسة. وشهد حي التفاح شرق جباليا اشتباكات ضارية بين الغزاة وعناصر المقاومة ، ونقل عن شهود عيان تأكيدهم أن المقاومين أطلقوا قذائف هاون باتجاه قوات الاحتلال ، بينما ساندت المقاتلات الجوية القوات البرية وقامت بقصف الكثير من المنازل بالمنطقة بقنابل فوسفورية. واندلعت النيران في نحو عشرة منازل بعد قصفها بقنابل فوسفورية. كذلك لم تتمكن قوات العدوان من التوغل في حي الزيتون شمال غزة بسبب المقاومة العنيفة التي تواجهها هناك ، كما حاولت التوغل من جنوب مدينة غزة بمساندة بحرية وجوية وبالتحديد إلى الشرق من حي عجلين الذي كانت قوات الاحتلال قد دخلته امس الاول ثم عادت وانسحبت منه ، بينما قصفت الزوارق البحرية منطقة تل الهوى جنوب غزة. وقال شاهد عيان من خزاعة إن المنطقة تشهد أوضاعا كارثية في ظل مواصلة الاحتلال قصفه المنازل بأسلحة محرمة ، وأشار إلى أن الكثير من المنازل تم إحراقها ، وقد تقطعت السبل بالعائلات هناك حيث لا ماء ولا كهرباء ولا غذاء ، مشيرا إلى استشهاد ستة مواطنين خلال اليومين الماضيين وبعض المصابين والشهداء ما يزالون تحت الأنقاض. وفي تطور يهدد بوقوع المزيد من الضحايا استهدف قصف إسرائيلي مستشفى الدرة في غزة ، وقد أسفر استمرار العدوان امس عن ارتفاع عدد الضحايا الى 917 شهيدا 4100و جريح وفقا لمصادر طبية فلسطينية. بالمقابل ، أعلنت سرايا القدس أنها قصفت مستوطنتي نير عوز ونير إسحق من طراز القدس ، كما تعرضت بلدة كريات غاد جنوب إسرائيل لقصف صاروخي من طراز غراد ، دون أن يتسبب بوقوع إصابات. وكانت فصائل المقاومة قد أكدت أنها أطلقت 25 صاروخا محلي الصنع تجاه أهداف إسرائيلية داخل الخط الأخضر. وتسببت هذه الصواريخ في إصابة أربعة إسرائيليين في بئر السبع وأسدود ، ونقل 41 إسرائيليا إلى المستشفيات نتيجة حالات هلع. وذكر مراسلو وسائل الاعلام أن القوات المعتدية اطلقت عدة قذائف تنبعث منها أدخنة بيضاء ، وهي كما يقول شهود عيان غازات سامة تسبب الاختناق والغثيان. وقال د. محمد عثمان المتحدث باسم وفد الأطباء العرب الذين دخلوا أخيرا القطاع عبر معبر رفح ، إن المصابين تعرضوا لأسلحة "كيميائية حارقة وفوسفورية". وأكد الأطباء الفلسطينيون الذي باتوا خبراء بالآثار التي تخلفها الآلة العسكرية الإسرائيلية ، مشاهداتهم لحالات غريبة لم يسبق أن شاهدوا مثيلا لها في الإصابات الناجمة عن ذخائر ومتفجرات منها ما يعرف باسم "ذخائر المعدن الكثيف الخامل وقنابل الفوسفور الأبيض". وكشفت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن "مفاجآت" أعدتها للغزاة في حال قرروا الدخول في عمق الأراضي الفلسطينية. وأوضحت أن "أشباحا استشهاديين" وكمائن محكمة تنتظر جيش الاحتلال إذا دخل المدن الفلسطينية. وقال الناطق باسم كتائب القسام "إن المقاومة قادرة ليس فقط على الصمود بل على ردع القوات البرية الإسرائيلية من الاستمرار في خطة الاجتياح الكامل لقطاع غزة". وأوضح أبو عبيدة في تصريحات نقلتها مواقع إلكترونية قريبة من حماس أن "الأشباح الاستشهاديين" عبارة عن "مجموعات من الاستشهاديين الذين تدربوا تدريبات خاصة ، وكانت ترابط لعدد من الأيام مختبئة في الأماكن المفتوحة التي كان من المتوقع التوغل البري للاحتلال فيها لتباغت الصفوف الخلفية للعدو وتربك صفوفه". كما دلل على ذلك بعملية نفذها المقاوم محمود الريفي الذي كان مرابطا في جبل الريس شرق مدينة غزة عدة أيام معتمدا في طعامه على الماء والتمر ، ليباغت القوات الخاصة الإسرائيلية (كوماندوز) التي توغلت بالمنطقة ، واستطاع تفجير عدد من العبوات المضادة للأفراد ، وحمل جنديا إسرائيليا مصابا أسيرا قبل أن تقصفه طائرة أباتشي إسرائيلية وترديه مع الجندي. وأكد أبو عبيدة أن مقاومي الكتائب "تمكنوا بالفعل من أسر جنود إسرائيليين خلال محاولتهم التوغل في غزة". وقال "إن الاحتلال الإسرائيلي بدلا من أن يجد رجال المقاومة في وضع الدفاع خلال تصديهم لتوغلاته ، فوجئ بأنهم في وضع الهجوم المكثف الذي جعله يفكر ألف مرة في التقدم في العمق". كما تحدث عن "الكمائن المحكمة" التي كانت أولى المفاجآت في استقبال الهجوم البري على الحدود الشرقية لقطاع غزة ، حيث تمكنت قوة من كتائب القسام من استدراج عدة جنود إلى كمين مما أوقع عددا منهم بين قتيل وجريح. وشرح أبو عبيدة ماهية تلك الكمائن بقوله إنها "أسلوب حرب عصابات جديد أعدته الوحدات الخاصة في كتائب القسام للاحتلال ، تقوم خلاله مجموعة من الاستشهاديين المدربين تدريبا خاصا بالانفراد بمجموعة من القوات البرية الإسرائيلية عبر إشغال المجموعات الأخرى بقصف مكثف بقذائف الهاون ، وإشغال الطائرات بإطلاق المضادات الأرضية". وأوضح أنه تحت تغطية كثافة النيران تتمكن المجموعة الاستشهادية من مهاجمة القوة المحاصرة وزرع العبوات المختلفة بين أرتال الدبابات والمدرعات الإسرائيلية ، والانسحاب بسلام معظم الأوقات. وقال الناطق باسم القسام "إن ما أربك قوات الاحتلال هو خروج صواريخ القسام وجراد من بين أرتال الدبابات ، وهي صواريخ تم زرعها سابقا بشكل خفي في المناطق الفارغة ، ويتم التحكم فيها عن بعد". ولفت أبو عبيدة إلى أن هذه الكمائن "نفذت عشرات المرات في القوات الإسرائيلية المرابطة شرق وشمال قطاع غزة". وقال "إن استشهاديا تمكن من تسلق دبابة إسرائيلية وتفجير نفسه داخلها أثناء عملها في بلدة بيت لاهيا" شمال غربي القطاع. وأشار إلى أن من بين الوسائل التي تستخدمها المجموعات الاستشهادية لمفاجأة القوات البرية الإسرائيلية الاختباء داخل طرق وأنفاق لا تكشفها قوات إسرائيلية قبل تسللها ، وانقضاضها على هذه القوات من الخلف "بالإضافة لعامل الخندقة" ، مؤكدا أن "حماس أجادت العمل في الخنادق وتحت الأرض". وقال أيضا إن "كتائب القسام زرعت أغلب المناطق المفتوحة بعبوات وألغام تنفجر بمجرد الضغط عليها ، إضافة إلى أنه بات لديها القدرة على استدراج قوات خاصة إسرائيلية لمنازل خالية ، وإغرائهم باعتلاء أسطحها التي تم تلغيمها ، ومن ثمّ تفجير المنزل على من فيه". وأكد الناطق باسم القسام أن الكتائب "لم تستخدم سوى أقل من 5% من مقاتليها في المواجهة البرية مع الاحتلال" ، لافتا إلى أن الجناح العسكري لحماس تمكن من استغلال فترة التهدئة السابقة التي امتدت ستة أشهر ، في التدريب وترتيب الصفوف وتجهيز قطاع غزة لمواجهة حرب طويلة مع القوات الإسرائيلية. وعلى عكس التوقعات التي تحدثت عن قرب إنهاء هجومها العسكري على قطاع غزة ، دفعت إسرائيل بآلاف جنود الاحتياط في المعارك. وقال المتحدث العسكري آفي بناياهو للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي "بدأنا إشراك قوات الاحتياط في العمليات في قطاع غزة" ، لكن من دون توضيح ما إذا كانت الأوامر قد صدرت للقوات الإسرائيلية باجتياح المناطق المأهولة. وأشارت تقارير إلى تردد إسرائيلي حول بدء المرحلة الثالثة من الهجوم ، والذي يعد الأخطر ويشمل اقتحام مدينة غزة ومناطق حضرية أخرى مكتظة سكانيا ، والدخول في عمليات قتال مباشرة مع المقاتلين الفلسطينيين. ويهدد تطوير الهجوم الإسرائيلي ، الأعنف على قطاع غزة منذ احتلاله عام 1967 ، بزيادة عدد القتلى والجرحى في الجيش ، بالإضافة إلى وقوع خسائر أفدح بين سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1,5 مليون نسمة والمتكدسين في ذلك القطاع الساحلي الصغير بلا أي طريق للهروب. التاريخ : 13-01-2009 |
مواضيع مماثلة
» نشامى الوطن اردن الحشد والرباط يستقبلون جرحى غزة الصمود
» غزة تواجه الغزاة بصمود اسطوري
» الغزاة الإسرائيليون يحيلون حي عبدربه الوادع في غزة إلى ركام
» الملك ومبارك يبحثان التحركات العربية والدولية لوقف العدوان ومواجهة الكارثة الانسانية : المقاومة تحبط محاولات «الغزاة» اقتحام غزة
» غزة تواجه الغزاة بصمود اسطوري
» الغزاة الإسرائيليون يحيلون حي عبدربه الوادع في غزة إلى ركام
» الملك ومبارك يبحثان التحركات العربية والدولية لوقف العدوان ومواجهة الكارثة الانسانية : المقاومة تحبط محاولات «الغزاة» اقتحام غزة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى