الملك يدعو لحل جذري للقضية الفلسطينية العام الحالي

من طرف **العجوري** الإثنين يناير 19, 2009 11:23 am

الملك يدعو لحل جذري للقضية الفلسطينية العام الحالي

شرم الشيخ - بترا - طالب جلالة الملك عبدالله الثاني المجتمع الدولي بان يتحرك باتجاه ايجاد حل جذري للقضية الفلسطينية خلال العام الحالي 2009 .
وقال جلالته خلال مشاركته في القمة الدولية التي عقدت في شرم الشيخ أمس انه اذا لم نتحرك باتجاه حل دائم على اساس حل الدولتين فسيجد قادة العالم انفسهم مرة اخرى مضطرين للاجتماع لمعالجة عدوان اسرائيلي جديد على الشعب الفلسطيني. واكد جلالته ضرورة التوصل الى وقف دائم لاطلاق النار يضمن اليات تحول دون قيام اسرائيل بعدوان جديد على الشعب الفلسطيني في المستقبل.
كما دعا جلالته اوروبا والولايات المتحده والمجتمع الدولي باكمله الى ان يعمل باتجاه تحقيق السلام الذي ينسجم مع مبادرة السلام العربية والتي تشترط اساسا قيام الدولة الفلسطينية المستقلة سبيلا لتحقيق السلام والامن والاستقرار في المنطقة.
وعبر جلالة الملك عبدالله الثاني عن شكره الى جمهورية مصر العربية للتوصل الى وقف فوري لاطلاق النار في قطاع غزة للحيلولة دون استمرار هذه الازمة والكارثة الانسانية هناك.
وكان جلالة الملك عقد اجتماعا ثنائيا فور وصوله شرم الشيخ مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك بحث خلاله الزعيمان الاوضاع في قطاع غزة والسبل للتوصل لاليات تضمن استمرارية وقف اطلاق النار وحماية الفلسطينيين وتقديم المساعدات لهم .
وكان الاردن قد اتفق مع الترويكا الاوروبية وممثلين عن المجتمع الدولي على العمل لايجاد اليات لتقديم المساعدات الانسانية والطبية والغذائية الى قطاع غزة.
واكد جلالته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة التي حضرها رئيس الوزراء نادر الذهبي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك ايمن الصفدي اهمية ان يتعاون المجتمع الدولي ويتكاتف بما في ذلك الدول الاوروبية لادخال المساعدات الانسانية والطبية والغذائية الى قطاع غزه وفتح المعابر ورفع الحصار من اجل انهاء معاناة الشعب الفلسطيني هناك.
وشارك في المؤتمرالذي دعا اليه الرئيس المصري حسني مبارك كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس التركي عبدالله غول ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني ورئيس الوزراء التشيكي ميراك توبولانيك الذي تترأس بلاده حاليا الاتحاد الاوروبي وامين عام الامم المتحدة بان كي مون وامين عام الجامعة العربية عمرو موسى.
وشدد جلالته خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في ختام اعمال القمة على ضرورة ان يعمل المجتمع الدولي بما في ذلك اوروبا والادارة الاميركية الجديدة على اطلاق مفاوضات جادة تنتهي بشكل سريع بحل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لحل الصراع وضمان الامن وتحقيق الاستقرار بالمنطقة. وحذر جلالته من العودة الى عملية سلام جديدة بمعنى استمرار مثل هذه العملية دون التوصل الى نتائج خاصة ان العملية السلمية انطلقت منذ ثمانية عشر عاما والان حان الوقت للدخول في مفاوضات جادة.
ودعا الرئيس المصري في الجلسة الختامية للقمة بحضور وسائل الاعلام الى استمرار المساندة الدولية للجهود المصرية خلال المرحلة المقبلة، كما وجه الشكر للدول المشاركة على دعمها لجهود مصر خلال الاسابيع الثلاثة الماضية من اجل انهاء العدوان على غزة، مؤكدا رفض بلاده لوجود أي مراقبين على اراضيها في إطار ترتيبات الهدنة.
وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ضرورة تعزيز وقف إطلاق النار بفتح المعابر وقال من حق إسرائيل الحصول على الأمن لكن عليها أن تسحب جنودها من القطاع بعد توقف إطلاق الصواريخ عليها. واشاد ساركوزي بدور مصر في التوصل الى وقف اطلاق النار.
وقال الرئيس التركي عبدالله غول ''لقد تابعنا بألم ما وقع لإخواننا في غزة.. هناك أمور كثيرة ينبغي حلها وينبغي على الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجميع الفصائل الفلسطينية العمل على حلها وتركيا مستعدة للوساطة في هذا الشأن.'' كما اعرب غول عن امله في ان تهتم الادارة الامريكية الجديدة بعملية السلام في الشرق الاوسط وقال اذا تعايشت دولتا اسرائيل وفلسطين بسلام فسيعم الأمن والاستقرار المنطقة وان هذا موضوع غير قابل للتأجيل. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الحوار السياسي سيتم، لكن بعد الفراغ من عمليات الإغاثة، فما حصل في الأسابيع الثلاثة الماضية كان كارثة إنسانية بشرية وطنية كبرى أفدح مما تناقلته وسائل الإعلام''. وقال الرئيس عباس ''كنا نتمنى ان لا يحصل مثل هذا العدوان من اليوم الاول ولكن اما وانه حصل فكان مطلبنا الاساسي ولا يزال هو وقف العدوان، الان توقف نرجو ان يستمر التوقف وان تحصل تهدئة، وان تبدأ المساعدات الانسانية فورا الى شعبنا، ومن ثم كل القضايا التي نحتاج اليها من مؤتمر لاعادة البناء، ومؤتمر للوحدة الوطنية، كل هذه الامور تأتي لاحقا''. وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ''ان وقف اطلاق النار الهش (الذي تم اعلانه) ينبغي ان يتبعه فورا فتح الطريق امام وصول المساعدات الانسانية بشكل مستمر الى غزة وانسحاب القوات الاسرائيلية ووقف تهريب الاسلحة وفتح المعابر ووقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية على الاراضي الاسرائيلية''. وطالب براون بتعزيز وقف إطلاق النار كما تعهد بمضاعفة المساعدات الإنسانية البريطانية وبإعادة بناء ما دمر وبتخليص غزة من القنابل التي لم تنفجر.
من جانبه شارك رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو الرئيس التركي المه لما الم بالشعب الفلسطيني معربا عن امله بان يكون وقف اطلاق النار دائما داعيا الى الاسراع في ارسال المساعدات لكل الجرحى واعادة بناء قطاع غزة بمساعدة البلاد الأوروبية.
اما رئيس الوزراء الايطالي برلسكوني فاكد دعمه للمبادرة المصرية والتزام بلاده بالعمل مع الاخرين في كل الانشطة التي يمكن ان تؤدي الى تحسن الوضع الحالي مطالبا الادارة الامريكية الجديدة بأن تبذل جهدا حثيثا للتوصل الى حل ملموس لاحلال السلام.
اما المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل فدعت الى استمرارية وقف اطلاق النار وبذل الجهود لاقامة الدولة الفلسطينية معتبرة ان اقامة الدولتين هو الحل الوحد الذي يمكن من التعايش وقالت ان بلادها والاتحاد الاوروبي سيسهمان بدورهما في هذا الصدد.
بدوره عبر ميريك توبولانيك رئيس الوزراء التشيكي الذى ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي عن تقديره لخطوة وقف اطلاق النار التى اعتبرها خطوة في غاية الأهمية نحو اعادة استئناف عملية السلام.
وابدى توبو لانيك استعداد الاتحاد الأوروبي للمشاركة في عملية السلام معربا عن تقديره للجهود التي بذلتها مصر لوقف اطلال النار .
وقال امين عام الجامعة العربية عمرو موسى انني مع ما قاله جلالة الملك عبدالله الثاني في انه يجب حل جذري للقضية الفلسطينية العام الحالي .
واضاف موسى ان السبب في تهريب الاسلحة هو الحصار الخانق الذي يعاني من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وكان الرئيس مبارك قال في افتتاح القمة '' لقد بدأت منذ يوم امس بوادر انفراج لهذه الأزمة، ولا تزال امامنا مسائل هامة تحتاج لمواصلة جهودنا، وامامنا التحرك لضمان الالتزام بوقف اطلاق النار وتثبيته وانسحاب قوات إسرائيل من غزة، مثلما علينا العمل لاستعادة التهدئة وفتح المعابر ورفع الحصار''. وطالب مبارك بتعبئة الموارد اللازمة لاعمار غزة ودفع عملية السلام في الشرق الاوسط الى الامام على نحو عاجل وجاد.
وكان جلالة الملك قد وصل امس إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، للمشاركة في القمة ، ورافق جلالته في زيارته إلى مصر رئيس الوزراء نادر الذهبي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك أيمن الصفدي.