انتخابات اسرائيلية عاصفة وتوقعات بفوز نتنياهو

من طرف **العجوري** الثلاثاء فبراير 10, 2009 11:14 am

انتخابات اسرائيلية عاصفة وتوقعات بفوز نتنياهو

القدس المحتلة - كامل ابراهيم - وكالات -يتوجه الناخبون في اسرائيل اليوم الى مراكز الاقتراع لانتخاب اعضاء مجلس النواب ( الكنيست الثامنة عشر ) الـ 120، والذي سينتج عنه تشكيل ائتلاف حاكم جديد في الدولة العبرية، وذلك بانتخابات تشريعية تتنافس بها احزاب متنوعة من اليمين المتطرف ووسط اليمين واليسار والقوائم العربية، فيما تشير جميع استطلاعات الرأي الى تقارب شديد بين حزبي ( الليكود - يمين ) بزعامة بنيامين نتانياهو ، و( كاديما - يمين وسط) بزعامة تسيبي ليفني، مما سيجعل نتائج المعركة الانتخابية المتوقع صدورها في ساعة متاخرة اليوم (صعبة التكهن) .
ويتوقع ان يحصل الليكود وكاديما على عدد متقارب من المقاعد مع تقدم حزب اسرائيل بيتنا اليميني المتطرف ليشغل الموقع الثالث في الخارطة السياسية متقدما على حزب العمل من يسار الوسط بزعامة وزير الدفاع ايهود باراك.
ويتوقع ان يحصل كل من الليكود وكاديما على حوالي 25 مقعدا من اصل 120 مقعدا، مقابل نحو 20 لحزب اسرائيل بيتنا بزعامة افيغدور ليبرمان.
ورجح خبراء معاهد استطلاع الرأي امس ألاتحسم نتائج الانتخابات العامة الاسرائيلية حتى اللحظة الاخيرة .
وقال رافي سميث من مركز ابحاث سميث الاتجاه الذي شهدناه خلال الايام القليلة الماضية يوضح احتدام المعركة. لم يتقدم احد بفارق كبير ومن الصعب التكهن.
وحزب ليكود هو الاوفر حظا في الفوز منذ تشرين الثاني بعدما اخفقت وزيرة الخارجية ليفني في تشكيل حكومة جديدة في اعقاب استقالة رئيس الوزراء ايهود اولمرت بسبب فضيحة فساد ليتم تحديد انتخابات جديدة.
وقال سميث ان الفارق بين ليكود واقرب منافسيه كديما تقلص بعد ان اجتذب ليبرمان تأييدا من مساندين تقليديين لليكود.
واضاف سميث لا يزال هناك عشرة في المئة على الاقل من جمهور الناخبين لم يحسموا امرهم بعد وهم سيحسمون النتيجة.
وقال خبير استطلاعات الرأي دوري شادمون من معهد تي.ان.اس اسرائيل انه في ظل تنافس اكثر من عشرة احزاب على مقاعد في البرلمان المكون من 120 مقعدا فان التنبوء بالنتيجة بات من الصعوبة بمكان.
واضاف شادمون انها معركة متقاربة ولا تزال مفتوحة.
وركز السباق الانتخابي على قضايا امنية في اعقاب العدوان الاسرائيل على قطاع غزة والذي دام 22 يوما.
وقال اليكس مايورينكو /22 عاما/ وهو من سكان القدس لا اثارة في هذه الانتخابات. وهم لم يقوموا بحملاتهم الانتخابية بشأن القضايا التي يهتم بها الناس. وهناك مجرد اختلافات طفيفة بين المرشحين لا تكفي لمعرفة الفارق بينهم.
وفي الضفة الغربية المحتلة قال الفلسطينيون انهم لا يعلقون امالا بأن تبشر الانتخابات الاسرائيلية بحدوث تغيير نحو الافضل.
وقال عماد صافي /38 عاما/ من رام الله جربنا احزاب ليكود وكديما والعمل وكل منهم قام بعرقلة عملية السلام على طريقته.
وعزز ابرز المرشحين جهودهم لخطب ود الناخبين الذين لا يزالون مترددين من خلال مهاجمة منافسيهم في الاغلب.
ووصف معسكر نتنياهو ليبرمان الذي يحظى بشعبية ولهجته النارية بأنه ظاهرة حالما تزول.
ووصمت ليفني التي تأمل ان تصبح اول رئيسة وزراء لاسرائيل منذ غولدا مئير في السبعينات نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك بالفشل.
ووبخ الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس المرشحين لتركيزهم على قضايا شخصية بدلا من قضايا تقع في لب الصراع العربي الاسرائيلي.
وقال بيريس لراديو اسرائيل قضايا البلاد الملحة لم تعالج بشكل مناسب ولم يعبر عنها بشكل كامل في الحملة الانتخابية.
هناك دائما جانب شخصي في الانتخابات.
وفي انتخابات اليوم تتوزع مقاعد الكنيست بطريقة التمثيل النسبي على قوائم الاحزاب الوطنية.
وفور اعلان النتائج سيتشاور بيريس مع قادة الاحزاب لاختيار مشرع يحاول تشكيل حكومة.
وعادة ما تذهب المهمة الى زعيم الحزب الذي يفوز باكبر عدد من الاصوات ويكون امامه 42 يوما لتشكيل الحكومة.
وانتخب جنود جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية امس باقتراع مبكر، على أن يتم فرز هذه الأصوات بعد انتهاء التصويت اليوم.
وصوت عناصر الاحتياط في الجيش منذ مساء الأحد، حيث يستطيع الجنود سواء كانوا في الخدمة أو الاحتياط أو في مهمات عسكرية من الاقتراع.
وفرضت إسرائيل طوقاً عسكرياً على الضفة الغربية تزامناً مع الانتخابات فيما ساد التخوف في قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية عشية الانتخابات من وقوع أحداث تعكر الاجواء، ويتوقعون في قيادة الجبهة الداخلية أن سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة سيضطرون للانتخاب تحت إطلاق النار . وعلى اثر ذلك أجرت الجبهة الداخلية تقيم للوضع ليوم الانتخابات، وتجهزوا لاحتمالات متوقعة كإطلاق الصواريخ على المناطق المحيطة بغزة.
وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن 780 ألف مواطن لهم حق الاقتراع يقيمون في القطاع الجنوبي من سدود وحتى ايلات ، وكل هؤلاء الناخبين من المفترض أن يصلوا إلى 595 نقطة انتخابية تضم 1457 صندوق اقتراع.
وان نصف هؤلاء الناخبين موجودين في مرمى الصواريخ بما فيها مدينتي اشكلون، اشدود، وبئر السبع. و قالت ( يديعوت ) أن الشرطة تدربت على سيناريوهات متوقعة في يوم الانتخابات، ومن بين هذه السيناريوهات المتوقعة، نشوب مصادمات بين نشطاء الأحزاب المختلفة ، و مهاجمة بعض السياسيين، ووقوع أعمال (تخريبية)، لكن الاحتمال الأكثر رعباً عند المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو احتمالية سقوط صواريخ تجاه مراكز السكان.
وأضافت ( يديعوت ) أنه برغم كل هذه التجهيزات ترى الشرطة انه لا يمكن معرفة أين سيسقط الصاروخ والعمل على التجهيز لذلك وإنما يجب فقط إيجاد منطقة محصنة ، والتمني بأن لا يسقط الصاروخ على صندوق اقتراع.