أهل غزة يستقبلون اتفاق التهدئة بتفاؤل حذر
صفحة 1 من اصل 1
أهل غزة يستقبلون اتفاق التهدئة بتفاؤل حذر
أهل غزة يستقبلون اتفاق التهدئة بتفاؤل حذر
جيش الاحتلال الإسرائيلي يتخوف من تعاظم قوة حماس خلال المرحلة المقبلة
حامد جاد وبرهوم جرايسي
غزة-الناصرة- استقبل مواطنو غزة نبأ بدء سريان التهدئة مع الاحتلال اعتبارا من صباح اليوم بتفاؤل حذر وشككوا بصدق النوايا الإسرائيلية تجاه هذا الأمر الذي يتوقون لتحقيقه على ارض الواقع بنوايا إسرائيلية صادقة تكفل لهم التحرر من ويلات الحصار المفروض الذي حرمهم على مدار عام من ادنى حقوقهم بالعيش الكريم.
طلاب يتطلعون إلى استكمال دراستهم في الخارج ومرضى حرموا من السفر لتلقي العلاج وآخرون تعطلت أعمالهم لينضموا وعشرات آلاف العمال إلى صفوف البطالة فالجميع يقرن بنجاح التهدئة في إعادة فتح المعابر خاصة معبر رفح الحدودي الفاصل بين جنوب قطاع غزة والأراضي المصرية.
ويرى هؤلاء أن إرجاء بحث قضية معبر رفح إلى مرحلة لاحقة وربط هذا الملف إسرائيليا بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي المأسور في غزة جلعاد شاليت أحبط آمالهم بانفراج مرتقب لازمتهم وحد في ذات الوقت من ثقتهم بالنوايا الإسرائيلية اتجاه التهدئة.
وفي أحاديث منفصلة استطلعت خلالها "الغد" آراء الشارع الغزي قال المحلل السياسي طلال عوكل إن الشعور العام لدى الشارع الغزي أن الاحتلال غير جاد في عملية التهدئة كونها تنسحب على قطاع غزة فقط وبالتالي حال تعرض الضفة الغربية لأي شكل من أشكال العدوان الإسرائيلي فان ذلك سيترتب عليه ردة فعل في غزة ما سيجعل هذه التهدئة غير مستقرة ومهددة في كل لحظة بالانهيار.
واعتبر عوكل أن تجارب التهدئة التي عاشها الشعب الفلسطيني غير مرة أثبتت أنها كانت دوما ذات طبيعة مؤقتة وما يدور الحديث عنه حاليا من تهدئة ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم لا يختلف بالمطلق عن التجارب السابقة سيما وان قادة الاحتلال مازالوا يتشدقون بالإعداد لتوجيه ضربة عسكرية واسعة لقطاع غزة.
وأكد أن موافقة الاحتلال على التهدئة جاءت استجابة لأهداف انتهازية تتعلق بحسابات داخل حكومة الاحتلال ومحاولة من الأخيرة لإلقاء الكرة في الملعب الفلسطيني كي تبرر هذه الحكومة أي عدوان متوقع أن ترتكبه ضد قطاع غزة.
واستبعد عوكل أن يوافق الاحتلال قريبا على إعادة فتح معبر رفح وفق الترتيبات المعلنة في هذا الامر سواء من حيث ربط فتح المعبر بملف الجندي الاسرائيلي شاليت أو بالنسبة لإنجاز ترتيبات فتح المعبر والاتفاق مع الأوربيين وفق اتفاق المعابر عام 2005.
من جهته قال الطالب رشاد الجمل "أنهيت دراستي في كلية الهندسة في جامعة السادس من أكتوبر في مصر في شهر حزيران الماضي وعدت إلى غزة على أمل أن أعود مجددا لإنهاء إجراءات تخرجي والحصول على شهادتي إلا أن ما حدث اثر حالة الانقسام وما ترتب عليها من حصار مشدد أغلق الاحتلال خلاله كافة المعابر بما فيها معبر رفح حال دون حصولي على شهادتي الجامعية".
ويصف الجمل هذا العام من الحصار بأنه الأسوأ في حياته معربا عن تشاؤمه من إمكانية لجوء الاحتلال إلى عرقلة فتح معبر رفح بذريعة عدم التوصل لاتفاق بشأن الافراج عن شاليت وبالتالي فإن التهدئة التي يتحدث عنها الاحتلال بضبابية ستكون تهدئة هشة سهلة الانكسار في أي لحظة.
اما المواطن محمود أبو عامر فاعتبر أن أي تهدئة دون ان تكون مرتبطة برفع كلي للحصار وإعادة لفتح كافة معابر القطاع لن تكون ذات معنى بعد عام كامل من الحصار والعدوان الاسرائيلي المتواصل.
واعتبر ان مواطني غزة ليسوا بحاجة لما وعد به الاحتلال من زيادة في كمية وأصناف السلع الاستهلاكية التي سيسمح بدخولها الى القطاع خلال هذه التهدئة بقدر ما يحتاج أهالي القطاع لانفراج حقيقي في مجمل الأوضاع بما يكفل لهم العودة إلى أعمالهم وتجنيبهم مذلة الانتظار على أبواب المؤسسات الاغاثية للحصول على مساعدات غذائية.
من جهته أعرب المواطن ناصر حسين عن تفاؤله في أن تشكل هذه التهدئة استراحة لتمكين المواطنين من التقاط أنفاسهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية ولو كانت هذه التهدئة لبضعة شهور حسبما أعلن "ستة أشهر", مشيرا إلى تطلعه للعودة إلى أعماله في مصنعه الخاص بإنتاج الباطون الجاهز الذي أغلق منذ عام اثر إغلاق المعابر ومنع الاحتلال دخول مواد البناء.
إلى ذلك قالت مصادر أمنية إسرائيلية أمس إن قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي تتحفظ على صيغة اتفاق التهدئة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن جيش الاحتلال لا يعارض من حيث المبدأ التهدئة، وأنه يتفهم الوضع السياسي الذي تواجهه حكومة إيهود أولمرت، ويشكل صعوبة لاتخاذ قرار لشن عملية واسعة النطاق في قطاع غزة، إلا أن صيغة الاتفاق تترك ثغرات من الممكن أن تستخدمها حركة حماس لصالحها، ومن بينها مسألة الاقتراب إلى منطقة الجدار الحدودي.
والسيناريو الأبرز الذي يتخوف منه جيش الاحتلال، هو أن تتبنى حركة حماس وفصائل فلسطينية نموذج حزب الله، بأن تزرع ألغاما عند الشريط الحدودي خلال فترة التهدئة، ليتم استخدامها في حال قرر جيش الاحتلال اجتياح القطاع، أو أن تبادر حركة حماس لإقامة مواقع عسكرية على طول الحدود، كما كان في جنوب لبنان.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، في موقعها على الانترنت، أمس إن قيادة جيش الاحتلال شرعت في إعداد تعليمات جديدة لقوات الاحتلال المرابطة عند قطاع غزة، ومن بينها وقف كافة الهجمات الجوية والاجتياحات البرية، إلا أن مصادر في قيادة الجيش أوضحت أنها لن تتوانى "في العمل لإحباط عمليات فلسطينية يتم كشفها عند المنطقة الحدودية".
وقالت الصحيفة ذاتها، إن الاحتلال سيرفع عدد الشاحنات المحملة بالبضائع الأساسية لقطاع غزة بنسبة 50% ابتداء من يوم الأحد القريب، من 60 شاحنة يوميا إلى 90 شاحنة، وأن هذا العدد سيزداد باستمرار بما في ذلك أنواع البضائع، إلا أن هذا منوط باستمرار التهدئة.
وهاجم نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، الوزير حاييم رامون، اتفاق التهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة، مدعيا أن هذا يشكل ضربة قاسية للسلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها محمود عباس (أبو مازن)، وسيدفعها لإعادة تشكيل حكومة مشتركة مع حماس.
هذا ووجه محللون عسكريون إسرائيليون انتقادات مبطنة لقرار إسرائيل بقبول التهدئة، مبرزين ما نجحت حماس في تحقيقه من خلال الاتفاق المبرم، وكتب المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، عمير ربابورت، "إن الإنجاز الأكبر في التهدئة من ناحية إسرائيل، متعلق بالضفة الغربية، وذلك بموافقة حركة حماس على عدم شمل الضفة بقرار التهدئة، إذ ستقتصر على قطاع غزة فقط، "وهو تنازل من حركة حماس التي أصرت على مدى سنوات على قصف المنطقة المجاورة لقطاع غزة، كرد على عمليات يقوم بها الجيش الإسرائيلية أيضا في الضفة الغربية، ومن هذه الناحية فإن الحصار المفروض على قطاع غزة فعل فعله".
منقول
نشر: 19/6/2008 الساعة .GMT+3 ) 00:21 a.m ) |
جيش الاحتلال الإسرائيلي يتخوف من تعاظم قوة حماس خلال المرحلة المقبلة
حامد جاد وبرهوم جرايسي
غزة-الناصرة- استقبل مواطنو غزة نبأ بدء سريان التهدئة مع الاحتلال اعتبارا من صباح اليوم بتفاؤل حذر وشككوا بصدق النوايا الإسرائيلية تجاه هذا الأمر الذي يتوقون لتحقيقه على ارض الواقع بنوايا إسرائيلية صادقة تكفل لهم التحرر من ويلات الحصار المفروض الذي حرمهم على مدار عام من ادنى حقوقهم بالعيش الكريم.
طلاب يتطلعون إلى استكمال دراستهم في الخارج ومرضى حرموا من السفر لتلقي العلاج وآخرون تعطلت أعمالهم لينضموا وعشرات آلاف العمال إلى صفوف البطالة فالجميع يقرن بنجاح التهدئة في إعادة فتح المعابر خاصة معبر رفح الحدودي الفاصل بين جنوب قطاع غزة والأراضي المصرية.
ويرى هؤلاء أن إرجاء بحث قضية معبر رفح إلى مرحلة لاحقة وربط هذا الملف إسرائيليا بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي المأسور في غزة جلعاد شاليت أحبط آمالهم بانفراج مرتقب لازمتهم وحد في ذات الوقت من ثقتهم بالنوايا الإسرائيلية اتجاه التهدئة.
وفي أحاديث منفصلة استطلعت خلالها "الغد" آراء الشارع الغزي قال المحلل السياسي طلال عوكل إن الشعور العام لدى الشارع الغزي أن الاحتلال غير جاد في عملية التهدئة كونها تنسحب على قطاع غزة فقط وبالتالي حال تعرض الضفة الغربية لأي شكل من أشكال العدوان الإسرائيلي فان ذلك سيترتب عليه ردة فعل في غزة ما سيجعل هذه التهدئة غير مستقرة ومهددة في كل لحظة بالانهيار.
واعتبر عوكل أن تجارب التهدئة التي عاشها الشعب الفلسطيني غير مرة أثبتت أنها كانت دوما ذات طبيعة مؤقتة وما يدور الحديث عنه حاليا من تهدئة ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم لا يختلف بالمطلق عن التجارب السابقة سيما وان قادة الاحتلال مازالوا يتشدقون بالإعداد لتوجيه ضربة عسكرية واسعة لقطاع غزة.
وأكد أن موافقة الاحتلال على التهدئة جاءت استجابة لأهداف انتهازية تتعلق بحسابات داخل حكومة الاحتلال ومحاولة من الأخيرة لإلقاء الكرة في الملعب الفلسطيني كي تبرر هذه الحكومة أي عدوان متوقع أن ترتكبه ضد قطاع غزة.
واستبعد عوكل أن يوافق الاحتلال قريبا على إعادة فتح معبر رفح وفق الترتيبات المعلنة في هذا الامر سواء من حيث ربط فتح المعبر بملف الجندي الاسرائيلي شاليت أو بالنسبة لإنجاز ترتيبات فتح المعبر والاتفاق مع الأوربيين وفق اتفاق المعابر عام 2005.
من جهته قال الطالب رشاد الجمل "أنهيت دراستي في كلية الهندسة في جامعة السادس من أكتوبر في مصر في شهر حزيران الماضي وعدت إلى غزة على أمل أن أعود مجددا لإنهاء إجراءات تخرجي والحصول على شهادتي إلا أن ما حدث اثر حالة الانقسام وما ترتب عليها من حصار مشدد أغلق الاحتلال خلاله كافة المعابر بما فيها معبر رفح حال دون حصولي على شهادتي الجامعية".
ويصف الجمل هذا العام من الحصار بأنه الأسوأ في حياته معربا عن تشاؤمه من إمكانية لجوء الاحتلال إلى عرقلة فتح معبر رفح بذريعة عدم التوصل لاتفاق بشأن الافراج عن شاليت وبالتالي فإن التهدئة التي يتحدث عنها الاحتلال بضبابية ستكون تهدئة هشة سهلة الانكسار في أي لحظة.
اما المواطن محمود أبو عامر فاعتبر أن أي تهدئة دون ان تكون مرتبطة برفع كلي للحصار وإعادة لفتح كافة معابر القطاع لن تكون ذات معنى بعد عام كامل من الحصار والعدوان الاسرائيلي المتواصل.
واعتبر ان مواطني غزة ليسوا بحاجة لما وعد به الاحتلال من زيادة في كمية وأصناف السلع الاستهلاكية التي سيسمح بدخولها الى القطاع خلال هذه التهدئة بقدر ما يحتاج أهالي القطاع لانفراج حقيقي في مجمل الأوضاع بما يكفل لهم العودة إلى أعمالهم وتجنيبهم مذلة الانتظار على أبواب المؤسسات الاغاثية للحصول على مساعدات غذائية.
من جهته أعرب المواطن ناصر حسين عن تفاؤله في أن تشكل هذه التهدئة استراحة لتمكين المواطنين من التقاط أنفاسهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية ولو كانت هذه التهدئة لبضعة شهور حسبما أعلن "ستة أشهر", مشيرا إلى تطلعه للعودة إلى أعماله في مصنعه الخاص بإنتاج الباطون الجاهز الذي أغلق منذ عام اثر إغلاق المعابر ومنع الاحتلال دخول مواد البناء.
إلى ذلك قالت مصادر أمنية إسرائيلية أمس إن قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي تتحفظ على صيغة اتفاق التهدئة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن جيش الاحتلال لا يعارض من حيث المبدأ التهدئة، وأنه يتفهم الوضع السياسي الذي تواجهه حكومة إيهود أولمرت، ويشكل صعوبة لاتخاذ قرار لشن عملية واسعة النطاق في قطاع غزة، إلا أن صيغة الاتفاق تترك ثغرات من الممكن أن تستخدمها حركة حماس لصالحها، ومن بينها مسألة الاقتراب إلى منطقة الجدار الحدودي.
والسيناريو الأبرز الذي يتخوف منه جيش الاحتلال، هو أن تتبنى حركة حماس وفصائل فلسطينية نموذج حزب الله، بأن تزرع ألغاما عند الشريط الحدودي خلال فترة التهدئة، ليتم استخدامها في حال قرر جيش الاحتلال اجتياح القطاع، أو أن تبادر حركة حماس لإقامة مواقع عسكرية على طول الحدود، كما كان في جنوب لبنان.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، في موقعها على الانترنت، أمس إن قيادة جيش الاحتلال شرعت في إعداد تعليمات جديدة لقوات الاحتلال المرابطة عند قطاع غزة، ومن بينها وقف كافة الهجمات الجوية والاجتياحات البرية، إلا أن مصادر في قيادة الجيش أوضحت أنها لن تتوانى "في العمل لإحباط عمليات فلسطينية يتم كشفها عند المنطقة الحدودية".
وقالت الصحيفة ذاتها، إن الاحتلال سيرفع عدد الشاحنات المحملة بالبضائع الأساسية لقطاع غزة بنسبة 50% ابتداء من يوم الأحد القريب، من 60 شاحنة يوميا إلى 90 شاحنة، وأن هذا العدد سيزداد باستمرار بما في ذلك أنواع البضائع، إلا أن هذا منوط باستمرار التهدئة.
وهاجم نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، الوزير حاييم رامون، اتفاق التهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة، مدعيا أن هذا يشكل ضربة قاسية للسلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها محمود عباس (أبو مازن)، وسيدفعها لإعادة تشكيل حكومة مشتركة مع حماس.
هذا ووجه محللون عسكريون إسرائيليون انتقادات مبطنة لقرار إسرائيل بقبول التهدئة، مبرزين ما نجحت حماس في تحقيقه من خلال الاتفاق المبرم، وكتب المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، عمير ربابورت، "إن الإنجاز الأكبر في التهدئة من ناحية إسرائيل، متعلق بالضفة الغربية، وذلك بموافقة حركة حماس على عدم شمل الضفة بقرار التهدئة، إذ ستقتصر على قطاع غزة فقط، "وهو تنازل من حركة حماس التي أصرت على مدى سنوات على قصف المنطقة المجاورة لقطاع غزة، كرد على عمليات يقوم بها الجيش الإسرائيلية أيضا في الضفة الغربية، ومن هذه الناحية فإن الحصار المفروض على قطاع غزة فعل فعله".
منقول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى