ترجيح توقيع اتفاق المصالحة الفلسطيني فـي تموز

ترجيح توقيع اتفاق المصالحة الفلسطيني فـي تموز

القاهرة - وكالات - اقترح رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان على وفدي حركتي فتح وحماس المجتمعين في القاهرة توقيع اتفاق للمصالحة الوطنية الفلسطينية خلال الجولة المقبلة للحوار التي ستحدد مصر موعدها، بحسب ما ذكرت امس وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية.
ويتوقع ان تعقد الجولة المقبلة في الاسبوع الاول من تموز المقبل حسب مصادر فلسطينية. ونقلت الوكالة عن مسؤول مصري لم تذكر اسمه ان اللواء سليمان اقترح خلال لقاء ليل السبت الاحد مع وفدي الحركتين أن تكون الجولة القادمة مخصصة لإعلان الإتفاق عن إنهاء الإنقسام. واضاف المسؤول الحوار الفلسطينى دخل فى مراحله النهائية ومن المتوقع ان يتم الإعلان عن توقيع الإتفاق فى القاهرة فى موعد سيحدد خلال الأسابيع القادمة. واكد هذا المسؤول ان مصر تسير بخطوات متأنية ومدروسة من أجل التوصل الى اتفاق يدوم ويعيش لان أي إتفاق يوقع دون مناقشة كافة التفاصيل الدقيقة والاتفاق عليها مصيره الفشل.
من جهته قال رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد امس إن مصر أبلغت المتحاورين بالقاهرة نيتها فتح معبر رفح البري مع قطاع غزة بشكل متواصل عقب توقيع اتفاق المصالحة.
وقال الأحمد :أبلغنا الوزير سليمان خلال لقاء وفدي فتح وحماس بان مصر ستبدأ بخطوات عملية جدية على الأرض عقب توقيع الفصائل الاتفاق النهائي خلال الجلسة المقبلة من الحوار في شهر تموز المقبل.
ولفت الأحمد إلى أن الوزير سليمان أكد أن بلاده ستتكفل بإصلاح معبر رفح على الجانبين ، وكذلك عمل المعبر كالمعتاد حيث أشار إلى أن مصر أجرت الاتصالات اللازمة مع الجهات المختلفة بخصوص هذا الموضوع من ضمنها إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية. وأضاف: أكدت مصر للمتحاورين أن في مقدمة الخطوات العملية الأخرى التي سيتم العمل بها عقب اتفاق الفصائل ، هي البدء في إعمار غزة وإنهاء الحصار بتوازي مع مساعدة الشعب الفلسطيني في تحقيق طموحاته في الحرية والاستقلال.
وقال الاحمد ان مصر حددت السابع من تموز المقبل لختام الحوار الوطني الفلسطيني وأن تعقد الاطراف المشتركة فيه اتفاقا نهائيا لكن مسؤولا في حماس تحدث عن خلافات كبيرة بين الحركتين. وقال الاحمد ان الوزير سليمان اتفق مع حركتي فتح وحماس على تخصيص اليومين الخامس والسادس من تموز لصياغة الاتفاق باشتراك جميع الفصائل. وأضاف الاحمد أن من الممكن أن تمتد صياغة الاتفاق ليوم اخر وأن يختتم الحوار في الثامن من تموز.
ومن أهم الموضوعات المطروحة على الحوار تشكيل حكومة فلسطينية للضفة الغربية وقطاع غزة تتخذ الاستعدادات لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في الاراضي الفلسطينية وتقود اعادة الاعمار في قطاع غزة الذي تعرض لدمار شديد في عدوان اسرائيلي استمر أكثر من ثلاثة أسابيع قبل شهور.
وتطالب حماس بتشكيل حكومة دون تحديد برنامج سياسي لها وتستند في طلبها الى أن الحكومة الجديدة ستكون مؤقتة على اعتبار انها سترتب للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي يرجح أن تجرى في مطلع العام المقبل.
لكن فتح تطالب بحكومة تقبل بها لجنة الوساطة الرباعية الدولية التي تعمل على أساس من الاعتراف المتبادل بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وتقول فتح ان هذه الحكومة وحدها هي التى يمكن في وجودها رفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة واعادة اعماره.
وقال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق الذي يشارك في المحادثات ان حركته ترفض رفضا قاطعا اقتراحا تقدمت به فتح بتشكيل قوة أمنية مشتركة لقطاع غزة تضم عناصر من فتح وحماس والفصائل الاخرى. وأضاف أن المبدأ الذي اتفق عليه في الحوار هو تأهيل جميع الاجهزة الامنية في الضفة الغربية وقطاع غزة على أسس مهنية. وتابع الاخذ بمقترح فتح يمكن أن يعيد الانفلات الامني مرة أخرى /في القطاع/.
ومن بين الموضوعات المطروحة على جدول المحادثات دمج أجهزة الامن الفلسطينية المختلفة وتشكيل قوات أمن مهنية في الاراضي الفلسطينية.
وأكدت حماس امس أنه من المبكر الحديث عن نتائج نهائية في الجولة الحالية من الحوار .
وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في تصريح صحفي إنه ربما لا تكون هذه هي الجولة النهائية من الحوار ، مشددا على أن توقيع أي اتفاق مرهون بالتوافق على كافة القضايا في إطار الرزمة الواحدة.
كما قال مصدر مسؤول في حماس طلب ألا يذكر اسمه ان الحركة متخوفة من اقتراح مصري بتشكيل لجنة من الفصائل لادارة الضفة الغربية وقطاع غزة الى يوم 25 كانون الثاني الموعد المتصور لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وأضاف أن حماس تخشى أن يكون تشكيل هذه اللجنة سببا في وجود ثلاثة كيانات في الاراضي الفلسطينية هي هذه اللجنة وحكومة سلام فياض التي تقودها فتح وحكومة حماس المقالة .
وقال المصدر الخوف أن تعطي هذه اللجنة شرعية لحكومة غير شرعية.
وكان الحوار الفلسطيني اطلق في مؤتمر موسع بمشاركة 13 فصيلا في شباط الماضي قبل ان يتحول الى جلسات ثنائية بين فتح وحماس.
وتعد الجولة الحالية التي بدأت السبت الجولة الخامسة للحوار الذي يفترض ان يفضي الى اتفاق على انهاء حالة الانقسام التي تشهدها الاراضي الفلسطينية منذ سيطرة حركة حماس بالقوة على قطاع غزة في منتصف حزيران 2007.
في غضون ذلك طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حركتي فتح وحماس باتخاذ قرار سياسي فوري وحازم لاستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي. وقال جميل مجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة في اعتصام نظمته جبهة العمل الطلابي التابعة للجبهة الشعبية في مدينة غزة إن على قياديي حماس وفتح إصدار قرار سياسي فوري بإنجاح حوار القاهرة وتجاوز المواقف الخاصة المعطلة له.