بابور الكاز .. يروي تفاصيل الزمن الجميل في بيوت عمان القديمة
صفحة 1 من اصل 1
بابور الكاز .. يروي تفاصيل الزمن الجميل في بيوت عمان القديمة
الدستور - محمود كريشان
نستعيد ذاكرة الزمن الجميل..وننبش في تفاصيل الحياة الشعبية في عمان القديمة..في الاحياء والحواري، عندما كان يشرق «بابور الكاز» بصوته الشجي في مطابخ الأمهات الصابرات، منتصبا على ارجله المعدنية الثلاث، فيما كانت تشمخ فوق رأسه طنجرة الالمنيوم بما تحتويه من «طبيخ» تعبق رائحة طهيه في ارجاء الحارة، وصوت البابور «يزغرد» ونسا وطربا ايذانا بنضوج «الطبخة» التي ينتظرها من الابناء رتل.
بابور الكاز.. هو ايضا حكاية دفء غرفة «القعده» ولمة العائلات في الغرفة الواسعة من البيت المكتظ بزغب الحواصل، الذين يتدافعون لحجز دفء لهم او مقعد قرب «البابور» والذي تم وضع فوق رأسه «علبة فارغة» غالبا ماتكون «سمنة الغزالين» وقد تم نقرها من الاعلى عدة نقرات لتوزيع الدفء في اركان المكان، الى ان يصبح لون النار ازرق وتنبعث رائحة كاز وعندها «يبنشر» البابور بعد ان ينفذ الكاز منه، لتبدأ رحلة املاءه بالكاز بواسطة «محقان» وعودة النار الى اشتعالها مجددا!..
ولن ينسى «الأب» الطاعن بالصبر والعمر مطالب رفيقة دربه في هذا المجال: «لاتنسى تجيب نكاشات بابور» او «طربوش للبابور»..بينما تمعن الأمهات في تلميع البابور الذي يخدم جراء رعايتهن المتواصلة الى عشرات السنوات، وربما يضطرن الى تبيضه لدى مبيض النحاس الذي كان يلف على الحواري او يأخذه الأب الى مصلحين البوابير في نهاية شارع طلال بمحاذاة سوق الخضار القديم وتحديدا مايعرف شعبيا بـ»سوق الحرامية»!.
وربما..بل وحتما ان اكثر ماكان يزعج ربات البيوت العمانيات انذاك من بابور الكاز هو «الشحبار» الذي ينبعث منه مما يفرض عليهن جولات تنظيف لأسقف الغرفة او المطبخ لازالة ماعلق بها من سواد..ولايقتصر استعمال البابور عند حدود الطهي واعداد الشاي والتدفئة للمنزل..بل يتعداه نحو غلي الملابس بواسطة سخان قبل غسلها بالاضافة لكونه بديلا عمليا عن «الجيزر» في تسخين المياه المخصصة لاستحمام افراد العائلة.
نتذكر في «دروب الدستور» زمن البابور الجميل في وقت مصطنع تكتظ فيه الان اجهزة المايكرويف والافران الكهربائية والمدافىء المتنوعة والتدفئة تحت البلاط والجيزر الكهربائي وغازات الطبخ في وقت ذهبت البركة منه وغاب عنه عطر الاصالة وصبر الأمهات اللوتي حفر التعب والشقاء على وجوههن المباركة تجاعيده وجعا وصبرا ممزوجا بالرضا الجميل.
شكرا الك أستاذ جميل العرباتي ...لروعة الاختتيار دمت بصحة وعافية
قبل (100) عام تم اختراع بابور الكاز (البريموس)
وقد اطلق عليه هذا الاسم ''بريموس'' نسبة الى اسم بلدة في دولة السويد اشتهرت بأنها أول وأشهر من قام بصنع بابور الكاز في العالم..
رغم ان دولا أخرى فيما بعد صارت تقوم بصناعة بوابير الكاز مثل بريطانيا وألمانيا وروسيا والهند ومصر وسوريا.
وعرف الناس في الاردن هذه الآلة النارية الجديدة في فترة الاربعينات وخاصة في المدن..
لكن القرى ظلت تستعمل الحطب لفترة طويلة بسبب طبيعة البيئة الشجرية التي توفر الحطب بعكس المدن!!.
انتشر البابور بين الناس حتى في القرى فيما بعد.. فقد كان في تلك الفترة (الخمسينات والستينات)
ينظر اليه كجهاز تكنولوجي رائع ومتقدم جدا.
مشاركة بواسطة مسافرة - ملتقى شباب عجور
http://www.ajoory.com/vb/t21080.html#post203164
مواضيع مماثلة
» المناصير يروي لـ «الدستور» تفاصيل حادثة تعرضه «للسلب» في لبنان
» تخفيض أسعار الالبان ومشتقاتها 5ر7% واقرار (دعم الكاز) للشرائح الفقيرة
» لا رفع لأسعار الكهرباء و دراسة دعم الكاز لمحدودي الدخل .. اتفاق حكومي نيابي على زيادة الرواتب 7%
» تقرير اخباري : فتى من غزة يروي قصة «منزل الموت»
» 4 أسباب بتبطأ الكمبيوتر مع الزمن
» تخفيض أسعار الالبان ومشتقاتها 5ر7% واقرار (دعم الكاز) للشرائح الفقيرة
» لا رفع لأسعار الكهرباء و دراسة دعم الكاز لمحدودي الدخل .. اتفاق حكومي نيابي على زيادة الرواتب 7%
» تقرير اخباري : فتى من غزة يروي قصة «منزل الموت»
» 4 أسباب بتبطأ الكمبيوتر مع الزمن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى