أثر العقاب والتعنيف والتوبيخ والسخرية فـي حياة أطفالنا
صفحة 1 من اصل 1
أثر العقاب والتعنيف والتوبيخ والسخرية فـي حياة أطفالنا
أثر العقاب والتعنيف والتوبيخ والسخرية فـي حياة أطفالنا
ياسين الجيلاني - قد يعتقد بعض الآباء أو المربون أن تنشئة الأطفال وتربيتهم، دون قدر معين من العقاب، عملية مشكوك فيها وغير مجدية، فالآباء مثلاً يؤكدون أنهم أصبحوا رجالاً ناجحين في الدراسة والحياة العملية بفعل قسوة آبائهم، وفي عدم الإفراط في دلالهم في المعاملة، وعلى الأبناء أن يشبوا على ما شب عليه آباؤهم.
وعلماء الاجتماع يقولون: أنه من الضروري في بعض الأحيان، أن يعاقب الطفل كوسيلة لتعليمه سلوكاً أفضل لتنمية شعوره بالمسؤولية، وفي رأيهم أن هناك عقاباً مجدياً وعقاباً غير مجدٍ، فمثلاً إذا تأخر الطفل عن الحضور إلى المنزل في الوقت المحدد، فلا ينبغي أن نوقع عليه العقاب لهذا التأخر، الذي قد لا يكون مقصوداً من طرفه أو أن له حيلة عليه، فالعقاب وكل عقاب يجب ألا يخيف الطفل كثيراً من غضب والديه، حتى لا يشعر أنه مهدد باحتمال إغضابهما في كل المواقف الأخرى.
وفي هذا الاتجاه؛ قد يلجأ كثير من الآباء والمربين إلى التعنيف بدلاً من العقاب الجسدي المعروف، ومع ذلك فالتعنيف المتكرر يفقد تأثيره في نفسية الطفل، فقد يصبح التعنيف المستمر سلسلة من المضايقة والنقد، وقد يؤدي ذلك أن يفقد الصغير احترامه لوالده أو لمعلميه، وفي حالات أخرى، يمكن أن يؤدي التعنيف إلى الغاية التي ينشدها الآباء، من حيث تعلم الطفل الشعور بالمسؤولية وعدم تكرار الأفعال والأضرار، ولكن التعنيف المستمر والتعنيف المتصل من الوالدين قد يساعدان على تكوين استجابات مشابهة لدى الطفل، يتسبب عنها سلوك غير سوي، كالاستهزاء بهما أو تجاهل أوامرهما، ومما يعمق من هذا الاستهزاء في نفسية الطفل، أن الآباء أو المعلمين يطالبون الطفل أن يعتذر عن سلوكه غير المرضي، في حين أنهم لا يطلقون هذه الكلمة ولو لمرة واحدة في حياتهم.
وفي حالات كثيرة، قد يلجأ بعض الآباء والأمهات إلى توبيخ أطفالهم والسخرية منهم، والتهكم عليهم، بغرض تحميسهم وحثهم على ترك الخوف في حياتهم، وقد أثبتت التجارب أن هذه الطريقة غير مجدية، بل أنها قد تكون مضرة، فإذا كان خوف الطفل شديداً، فإن التوبيخ والسخرية لا يجديان في تقليل الخوف لديه، ولكنهما قد يدفعان الطفل إلى كره والديه والحقد عليهما، وإزاء تكرار التوبيخ والسخرية من أفراد آخرين كالمعلمين والأصدقاء وغيرهم، قد تزداد حالة الطفل سوءاً، وقد يتولد فيه شعور عدائي ضد المحيطين به. وأن طريقة التوبيخ والسخرية في تربية الأبناء، أكثر ضرراً إذا استخدمتا مع الشباب في سن المراهقة، لأن الشباب في هذه المرحلة، يكونون أكثر من الأطفال تأثراً بالتوبيخ والسخرية والنقد.
مما تقدم يتضح لنا، أن أفضل علاج لمظاهر الاستهتار عند الأطفال، هو ترك المسيئ يتحمل تبعة سلوكه، فالحياة هي التي تحسن سلوكنا جميعاً، وهذه القاعدة وإن كانت قاسية، إلا أنها تمتاز بمعيار العدالة والنزاهة. حتى لو كانت مدعاة لتذمر الآباء والمعلمين.
أما العقاب الصحيح والمنتج في المدرسة مثلاً، فينبغي أن يتمشى مع تلك القاعدة، فأخطاء التهجئ أو أخطاء حل المسائل الرياضية، يجب أن تعاد صحيحة، وفي الاختبارات تكون الأخطاء سبباً في حصول الطالب على درجة منخفضة أو راسبة. والأطفال عامة، يعتبرون ذلك عدلاً ويتقبلون فكرة التألم من النتائج المنطقية لأخطائهم كشيء طبيعي، ويتعلمون من هذه الطريقة في العقاب ألا يقعوا في الأخطاء السابقة ثانية.
إن الوالد أو المعلم كلما كان أكثر حكمة في حياته قلت الحاجة عنده إلى استخدام العقاب بحق أبنائه، لأن إلتجاء المربين إلى العقاب يعتبر إعترافاً صريحاً بالهزيمة لفشلهم القيام في واجبهم الأبوي والتربوي كما ينبغي أن يكون الشيء. وفي كل الأحوال، فإن الثواب أفضل من العقاب، والمدح أفضل من اللوم والتوبيخ بوجه عام، والجمع بينهما أفضل من اصطناع كل منهما على حدة، وأن استخدام العلامات كبواعث لحفز الطلاب على العمل، شأنه كشأن البواعث المالية في ميدان العمل والصناعة، يؤدي غالباً إلى بذل أقل مجهود لتجنب الفشل.. وأن العقاب المعتدل المعقول مدعاة في كثير من الأحيان إلى أخذ الحيطة والحذر وتجنب الأخطاء، أما العقاب الذي يجرح كبرياء الفرد ويمس احترامه لنفسه، أو الذي يتخذ شكل توبيخ علني، فنوع ضار عقيم من العقاب تربو أضراره على فائدته، إذ قد يؤرث في نفس الفرد الكراهية أو الشعور بالنقص، أو فقدان الثقة بالنفس وبالآخرين.
وفي هذا الإطار، علينا أن نبين أن العقاب يختلف أثره باختلاف الأفراد، فالعقاب الذي يجدي مع المرأة قد لا يجدي مع الرجل، والذي يجدي مع الطفل لا يجدي مع المراهق، والذي يجدي مع طالب أو عامل أو موظف قد لا يجدي مع آخر.. وأن الإسراف في العقاب يذهب بقيمته، ويولد الحقد والبغضاء في نفس المعاقب، وقد يدفعه إلى عالم الجريمة والانحراف، وفي الحياة... نرى أن الجزاء العاجل- ثواباً كان أم عقاباً- أجدى وأكبر أثراً من الجزاء الآجل. منقول
ياسين الجيلاني - قد يعتقد بعض الآباء أو المربون أن تنشئة الأطفال وتربيتهم، دون قدر معين من العقاب، عملية مشكوك فيها وغير مجدية، فالآباء مثلاً يؤكدون أنهم أصبحوا رجالاً ناجحين في الدراسة والحياة العملية بفعل قسوة آبائهم، وفي عدم الإفراط في دلالهم في المعاملة، وعلى الأبناء أن يشبوا على ما شب عليه آباؤهم.
وعلماء الاجتماع يقولون: أنه من الضروري في بعض الأحيان، أن يعاقب الطفل كوسيلة لتعليمه سلوكاً أفضل لتنمية شعوره بالمسؤولية، وفي رأيهم أن هناك عقاباً مجدياً وعقاباً غير مجدٍ، فمثلاً إذا تأخر الطفل عن الحضور إلى المنزل في الوقت المحدد، فلا ينبغي أن نوقع عليه العقاب لهذا التأخر، الذي قد لا يكون مقصوداً من طرفه أو أن له حيلة عليه، فالعقاب وكل عقاب يجب ألا يخيف الطفل كثيراً من غضب والديه، حتى لا يشعر أنه مهدد باحتمال إغضابهما في كل المواقف الأخرى.
وفي هذا الاتجاه؛ قد يلجأ كثير من الآباء والمربين إلى التعنيف بدلاً من العقاب الجسدي المعروف، ومع ذلك فالتعنيف المتكرر يفقد تأثيره في نفسية الطفل، فقد يصبح التعنيف المستمر سلسلة من المضايقة والنقد، وقد يؤدي ذلك أن يفقد الصغير احترامه لوالده أو لمعلميه، وفي حالات أخرى، يمكن أن يؤدي التعنيف إلى الغاية التي ينشدها الآباء، من حيث تعلم الطفل الشعور بالمسؤولية وعدم تكرار الأفعال والأضرار، ولكن التعنيف المستمر والتعنيف المتصل من الوالدين قد يساعدان على تكوين استجابات مشابهة لدى الطفل، يتسبب عنها سلوك غير سوي، كالاستهزاء بهما أو تجاهل أوامرهما، ومما يعمق من هذا الاستهزاء في نفسية الطفل، أن الآباء أو المعلمين يطالبون الطفل أن يعتذر عن سلوكه غير المرضي، في حين أنهم لا يطلقون هذه الكلمة ولو لمرة واحدة في حياتهم.
وفي حالات كثيرة، قد يلجأ بعض الآباء والأمهات إلى توبيخ أطفالهم والسخرية منهم، والتهكم عليهم، بغرض تحميسهم وحثهم على ترك الخوف في حياتهم، وقد أثبتت التجارب أن هذه الطريقة غير مجدية، بل أنها قد تكون مضرة، فإذا كان خوف الطفل شديداً، فإن التوبيخ والسخرية لا يجديان في تقليل الخوف لديه، ولكنهما قد يدفعان الطفل إلى كره والديه والحقد عليهما، وإزاء تكرار التوبيخ والسخرية من أفراد آخرين كالمعلمين والأصدقاء وغيرهم، قد تزداد حالة الطفل سوءاً، وقد يتولد فيه شعور عدائي ضد المحيطين به. وأن طريقة التوبيخ والسخرية في تربية الأبناء، أكثر ضرراً إذا استخدمتا مع الشباب في سن المراهقة، لأن الشباب في هذه المرحلة، يكونون أكثر من الأطفال تأثراً بالتوبيخ والسخرية والنقد.
مما تقدم يتضح لنا، أن أفضل علاج لمظاهر الاستهتار عند الأطفال، هو ترك المسيئ يتحمل تبعة سلوكه، فالحياة هي التي تحسن سلوكنا جميعاً، وهذه القاعدة وإن كانت قاسية، إلا أنها تمتاز بمعيار العدالة والنزاهة. حتى لو كانت مدعاة لتذمر الآباء والمعلمين.
أما العقاب الصحيح والمنتج في المدرسة مثلاً، فينبغي أن يتمشى مع تلك القاعدة، فأخطاء التهجئ أو أخطاء حل المسائل الرياضية، يجب أن تعاد صحيحة، وفي الاختبارات تكون الأخطاء سبباً في حصول الطالب على درجة منخفضة أو راسبة. والأطفال عامة، يعتبرون ذلك عدلاً ويتقبلون فكرة التألم من النتائج المنطقية لأخطائهم كشيء طبيعي، ويتعلمون من هذه الطريقة في العقاب ألا يقعوا في الأخطاء السابقة ثانية.
إن الوالد أو المعلم كلما كان أكثر حكمة في حياته قلت الحاجة عنده إلى استخدام العقاب بحق أبنائه، لأن إلتجاء المربين إلى العقاب يعتبر إعترافاً صريحاً بالهزيمة لفشلهم القيام في واجبهم الأبوي والتربوي كما ينبغي أن يكون الشيء. وفي كل الأحوال، فإن الثواب أفضل من العقاب، والمدح أفضل من اللوم والتوبيخ بوجه عام، والجمع بينهما أفضل من اصطناع كل منهما على حدة، وأن استخدام العلامات كبواعث لحفز الطلاب على العمل، شأنه كشأن البواعث المالية في ميدان العمل والصناعة، يؤدي غالباً إلى بذل أقل مجهود لتجنب الفشل.. وأن العقاب المعتدل المعقول مدعاة في كثير من الأحيان إلى أخذ الحيطة والحذر وتجنب الأخطاء، أما العقاب الذي يجرح كبرياء الفرد ويمس احترامه لنفسه، أو الذي يتخذ شكل توبيخ علني، فنوع ضار عقيم من العقاب تربو أضراره على فائدته، إذ قد يؤرث في نفس الفرد الكراهية أو الشعور بالنقص، أو فقدان الثقة بالنفس وبالآخرين.
وفي هذا الإطار، علينا أن نبين أن العقاب يختلف أثره باختلاف الأفراد، فالعقاب الذي يجدي مع المرأة قد لا يجدي مع الرجل، والذي يجدي مع الطفل لا يجدي مع المراهق، والذي يجدي مع طالب أو عامل أو موظف قد لا يجدي مع آخر.. وأن الإسراف في العقاب يذهب بقيمته، ويولد الحقد والبغضاء في نفس المعاقب، وقد يدفعه إلى عالم الجريمة والانحراف، وفي الحياة... نرى أن الجزاء العاجل- ثواباً كان أم عقاباً- أجدى وأكبر أثراً من الجزاء الآجل. منقول
مواضيع مماثلة
» كيف نساعد أطفالنا على النطق
» كيف نعلم أطفالنا آداب التعامل واللباقة
» أهمية الغذاء في حياة الانسان
» حياة الريف بوابة تؤدي إلى الحب الحقيقي
» طاقم المشفى الميداني العسكري بغزة ينقذ حياة شاب فلسطيني
» كيف نعلم أطفالنا آداب التعامل واللباقة
» أهمية الغذاء في حياة الانسان
» حياة الريف بوابة تؤدي إلى الحب الحقيقي
» طاقم المشفى الميداني العسكري بغزة ينقذ حياة شاب فلسطيني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى