استراحة السبت : الحذاء من قبل ومن بعد .. راكان المجالي
صفحة 1 من اصل 1
استراحة السبت : الحذاء من قبل ومن بعد .. راكان المجالي
| |
من الطبيعي ان تستأثر حادثة رجم بوش بالحذاء باهتمام العالم وخاصة في الوطن العربي الذي «بهدله» بوش ، فكانت بهدلته والسخرية منه تعويضاً معنوياً.. يستحضر بقايا الكرامة المداسة باقدام الغزاة وسياساتهم العاتية فاستحق ان «يُلط» بالحذاء.. لقد شاهدت الرئيس الفنزويلي شافيز الذي كان متحمساً لقضايانا اكثر منا ، شاهدته على شاشات التلفزيون وهو يتمسخر على بوش ، وابتساماته على عرض الشاشة ، وشعرت اننا كعرب أعدنا له بعض الجميل على مواقفه الحماسية المناصرة لقضايانا. ولا اريد في استراحة السبت ان أحلل او ان اعلق على الحدث اكثر مما فعلت ، في مقالين سابقين ولكنني فقط أتحدث عن هوامش وطرائف تتصل بحذاء الزيدي والحذاء عموماً عند العراقيين والعرب وفي تقاليد ومفاهيم امم اخرى حول هذه المسألة ، ولكن قبل الحديث عن الحذاء لا بد من الاشارة الى «القلم» الذي قال بعض «المتفلسفين» انه سلاح الصحفي لا الحذاء الذي استخدمه الزيدي ، والكلام صحيح لو ان الاقلام تكتب ، وبشكل خاص الذين كانوا في القاعة بمواجهة بوش الذين لم يفتشوا فقط 100 مرة قبل دخول القاعة وانما فتشت اقلامهم لتكون وفق المواصفات لا تكتب الا المديح والثناء وترديد الحمد والتسبيح كما هي المواصفات المطبقة قهراً وقسراً في ارجاء الوطن العربي بشكل او بآخر،، والذين عابوا على الزيدي استخدام الحذاء نسوا ان خروتشوف رئيس الدولة العظمى وزعيم المعسكر الاشتراكي استخدم الحذاء ، و«طبل» على الطاولة به في جلسة مشهودة للامم المتحدة وليس قاعة مؤتمر صحفي وتلك الجلسة حضرها قادة وزعماء العالم يومها في العام 1960 حيث القى الرئيس الامريكي جون كندي خطاباً قوياً مميزاً لفت انتباه الحضور ، ولم يجد الرئيس السوفيتي امامه الا ان يخلع حذاءه وان يضرب به بشدة على الطاولة امامه فأثار ذلك انتباه العالم وكانت القضية الاولى في الاعلام لايام واسابيع وظلت عالقة في اذهان البشرية حتى اليوم.. ولا يتسع هذا المقال لرصد كل التعليقات الطريفة والنكات التي ترددت على هامش رجم بوش بالحذاء ، ومنها ما تم التعبير عنه لفظاً وبالكاريكاتير من تفكير بان لا يسمح للصحفيين بحضور الخطابات والمؤتمرات الصحفية للرؤساء الا وهم حفاة.. واخواننا في مصر اختصروا الطريق ، وتصوروا عبر النكتة السياسية ان ينحصر عقد المؤتمرات واللقاءات الجماهيرية والصحفية في المساجد. وكما أشرنا فان الحذاء عند العراقيين هو شتيمة بامتياز ، وفي زمن سابق كانت اقصى شتيمة توجه لمسؤول هي ان يوصف بانه «قندره» الموازية عندنا بالعامية لتسمية «كندره» وكانت كل المظاهرات الصاخبة في بغداد في الخمسينيات تردد هتافاً معروفاً وهو: «نوري السعيد القندره صالح جبر قيطانها»،، وفي زمن عبدالكريم قاسم كانت محاكمات المهداوي اشهر مسرح فكاهي تبث وقائعه يومياً عبر اذاعة بغداد ، وكان تبادل شتيمة «قندره» بين المتهمين واعضاء المحكمة يتكرر كل يوم ، وذات مرة قال المهداوي لوزير الداخلية العراقي الاسبق سعيد القزاز في المعهد الملكي: «سوف اعدمك ، والله لاعدمك» ورد عليه القزاز بهدوء: «يكفيني انه لما تعدمني بتكون قندرتي فوق رأسك وفوق رأس زعيمك»،، قد يجدر التذكر ان الرئيس صدام حسين عندما كان معلقاً على حبل المشنقة كانت «قندرته» فوق رؤوس الغزاة والعملاء والشركاء وكل المتواطئين في ذبح العراق،، ، وقد جاء حذاء منتظر الزيدي ليصفع كل وجوه الاعداء الاشرار والعملاء والشركاء في جريمة نحر العراق واستباحة الامة ، ولينكس كل الرؤوس مختزلة في رأس الشر ورمزه جورج بوش. الدستور الاردنية Date : 20-12-2008 |
مواضيع مماثلة
» ساكب : استراحة خضراء.. وموسيقى الماء (1)
» عبد السلام المجالي
» المجالي : فخورون بموقف الملك تجاه الاشقاء في غزة
» المجالي : قادة إسرائيل لا يريدون السلام ولا يسعون اليه
» امطار متفرقة غدا وطقس لطيف حتى السبت
» عبد السلام المجالي
» المجالي : فخورون بموقف الملك تجاه الاشقاء في غزة
» المجالي : قادة إسرائيل لا يريدون السلام ولا يسعون اليه
» امطار متفرقة غدا وطقس لطيف حتى السبت
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى